المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية

وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية 'NLP' دراسات :المجتمع الكويتية :عدد1590ـ محرم 1425هـ إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من 'الفكر العقدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-05-2004, 11:26 PM   #1
جروح تبتسم
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية جروح تبتسم
جروح تبتسم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2326
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 07-06-2006 (01:48 PM)
 المشاركات : 2,518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية



وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية 'NLP'



دراسات :المجتمع الكويتية :عدد1590ـ محرم 1425هـ



إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من 'الفكر العقدي الوافد' وتبين منهجية التعامل معه تتحدث عن الوافدات الفكرية عمومًا وتطبيقاتها في الصحة والرياضة من منظور علمي وعقائدي واجتماعي، والحديث فيها أصالة عما يسمى بـ'الطاقة' وتطبيقاتها ويتبعه حديث موجز عن دورات البرمجة اللغوية العصبية 'NLP' ودورات المشي على النار، إذ العلاقة بين هذه الوافدات وثيقة، والمظلة التي تظلها واحدة وإقبال الناس عليها جميعها بدوافع متشابهة والنتيجة الخطرة التي تنتظر السائرين في طريقها متقاربة.

والبرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن ـ بعد دراسة وتقص ـ ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في الماكروبيوتيك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة، إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها ـ في بعض تطبيقاتها ـ لوثات مختلفة من معتقدات الشرق، ثم إنها تقود في مستوياتها المتقدمة ـ ما بعد مستوى المدرب ـ إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانية التي هي معتقدات الوثنية الجديدة في الغرب.

وفيما يلي وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية تحددها ثلاث محاور:

الأول: يتضمن وقفة مع المنهج العلمي.

والثاني: وقفة مع الآثار الاجتماعية.

والثالث: يشكل وقفة من منظور العقيدة الإسلامية.

أولاً: وقفة مع المنهج العلمي Scientific Method

ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور؛ لتكوين تشكيل أو تمثيل صحيح لما يجري من وقائع وظواهر في العالم.

وحيث إن القناعات الشخصية، والقناعات الجماعية تؤثر على انطباعاتنا، وعلى تفسيرنا أو ترجمتنا للظواهر الطبيعية، فإن استخدام إجراءات معيارية قياسية منهجية يهدف للتقليل من هذا التأثر عند تطوير نظرية ما.

ومن المعلوم أن مراحل المنهج العلمي في الدراسات الكونية والإنسانية والاجتماعية تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات، ثم إذا ثبتت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية أو عدلت، ثم تمر النظرية أيضًا بتجارب وتختبر نتائجها لتكون حقيقة أو تقف عند حدود النظرية أو تلغى. والمنهج العلمي يؤكد وجود الأخطاء الإحصائية عند ذكر النتائج واعتمادها، وهذه يمكن توقعها أو قياسها ومن ثم تضاف للنتيجة ويتم تعديلها. كما ينبه على الأخطاء النابعة من الرغبة الشخصية،أو تأثير النتيجة المأمولة Wishfull thinding حيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى، و[الزلل التراجعي] Regressive fallacy الذي يكون مجرد ربط من الباحث بين الملاحظة وشيء مقترن بها دون أن يكون بينهما علاقة سوى الاقتران أما أسوأ الأخطاء على الإطلاق أن تكون الاختبارات عاجزة عن إثبات الفرضية، ويدعي الباحث إثبات الفرضية بها، ويغض الطرف عن نتائج الاختبارات التي لا تتناسب مع الفرضية التي يرغب في إثباتها.

كما أنه من الأخطاء الكبيرة عدم إجراء التجارب 'عدم وضع الفرضية تحت الاختبار'، وبالتالي الخروج بنظرية من المشاهدات اعتمادًا على المنطق البسيط والإحساس العام 'الانطباع'.

وليست الوقفة مع المنهج العلمي في تقويم هذه الوافدات من قبيل التكلف والتعسف كما يدعي البعض؛ فالإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية بدعواته المتنوعة للتأمل والتفكر والعلم والتعقل والتذكر، وقد وضع العلماء المسلمون أصول المنهج العلمي الصحيحة سواء فيما يتعلق بالنقل أو العقل، إذ لم تكن الدعاوى تقبل لمجرد التدليل عليها بنصوص الوحيين أو أدلة العقل دون تحقيق وتدقيق، فالتحقيق: إثبات المسألة بدليلها، والتدقيق: فحص وجه الدلالة من الدليل ومدى مناسبته للمسألة 'الدعوى' وكان شعارهم: إذا كنت ناقلاً فالصحة 'توثيق النص' أو مدعيًا فالدليل، وكانوا روادًا في التمييز بين الحقائق والدعاوى، وأخذ الحق ورد الباطل مهما مزج بينهما المبطلون ولبسوا..

وبالنظر للبرمجة اللغوية العصبية في ضوء هذه الوقفة مع المنهج العلمي نجدها تفتقر إليه في عمومها وأغلب تفصيلاتها، وربما لهذا لم تلق ترحيبًا في الأوساط العلمية في معظم دول العالم وتفصيل نقدها من الناحية العلمية يمن تلخيصه فيما يلي:

ـ كثير من المشاهدات التي بنيت عليها فرضيات NLP ليس لها مصداقية إحصائية تجعلها فرضيات مقبولة علميًا.

ـ تعامل الفرضيات وتطبق ويدرب عليها الناس على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية.

ـ نظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج. ثم عممت على الأصحاء الذين يبحثون عن التميز.

ـ أكثر روادها من القادرين على دفع رسومها:

ـ الباحثين عن الحلول السريعة Quik fix بدلاً عن العمل Hard Work.

وأنا هنا أقدم تقيمين اتبعا منهجًا علميًا في نقد البرمجة: الأول هو التقديم المقدم للجيش الأمريكي من الأكاديميات القومية ففي عام 1987م بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي The US Army Research Istetute بتمويل أبحاث تحت مظلة 'تحسين الأداء البشري' على أن تقوم بها الأكاديميات القومية US National Academies التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية، وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة وضمان توازن مناسب، وعهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث وحسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربعة.

وقد قدم الفريق ثلاثة تقارير:

الأول في عام 1988م، الثاني في عام 1991م، الثالث في عام 1994م.

التقرير الأول طرح تقويمًا للعديد من الموضوعات والنظريات والتقنيات منها البرمجة اللغوية العصبية الذي ذكر عنها ما نصه: 'أن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـNLPاستراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير'.

واستمر البحث والتحري في مجال تحسين الأداء البشري وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـNLP حيث أوصى بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر.

وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفى التقرير الثالث ـ نصًا ـ في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قدم في التقريرين الأول والثاني.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 24-05-2004, 11:28 PM   #2
جروح تبتسم
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية جروح تبتسم
جروح تبتسم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2326
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 07-06-2006 (01:48 PM)
 المشاركات : 2,518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


والثاني: صاحبه الدكتور 'روبرت كارول' أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا الذي قال:

'رغم أني لا أشك أن أعدادًا من الناس قد استفادوا من جلسات الـNLP، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـNLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس له، كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تظهر أن ادعاءات الـ NLP غير صحيحة فبرغم تراجع الجيش الأمريكي عنها بعد تجربتها، وعدم إيمان كثير من الشركات بها، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات ولا كعلاج في المستشفيات يقبل عليها جماهير المفتونين من المسلمين 'راجع في ذلك مقالة منشورة في مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان المبادئ الروحية تجتذب سلاسة جديدة من الملتزمين'.

فهذه هي شهادة بعض أهلها فيها، وهذه نتائج تحريات جهات من أفضل الجهات العلمية، وفي بلد من أبرز البلاد تقدمًا في منهجيات البحث والتحري وصدق ابن القيم عندما قال معلقًا متعجبًا بعد ذكره للأحاديث والآثار المحذرة من التشوف لما في كتب أهل الكتاب من أدبيات أو فوائد وأخلاقيات فقال: 'فكيف لو رأى اشتغال الناس بزبد أفكارهم وزبالة أذهانهم عن القرآن. والحديث'. ووالله ما أشد العجب وما أعظم الخطب، ولكنها سنة كونية في هذه الأمة فها هي تقتات فتات موائد اللئام ليس في البرمجة وحسب، بل في كل ما يتبقى ويثبت عزوف عقلاء الغرب عنه؛ فقد اعتمدت مقررات الرياضة الحديثة للتدريس في المدارس الابتدائية في بداية السبعينيات الميلادية بعد أن ألغت الدول الإسكندنافية تدريسها في الستينيات الميلادية! وها نحن نفتح المدارس العالمية القائمة على التعليم المختلط في حين خطب الرئيس الأمريكي أمته! محذرًا من عواقب التعليم المختلط، واعدًا بالدعم للمدارس التي تتبنى الفصل بين الجنسين!!

ومن العجيب أنه على الرغم من عدم ثبوت فرضيات الـNLP إلا أنها تعقد الدورات للتدريب عليها وكأنها حقائق ثابتة بتجارب مستفيضة! وليس في واقع العامة فقط وإنما في واقع أساتذة الجامعات والدعاة ومن المضحك المبكي أن تنادي المفتونات من التربويات بتقريرها مقررًا في التعليم، واعتبارها بندًا مهمًا في بنود تقييم الكفاءة!! مما أعتقد أنه لم يكن يخطر لمؤلفيها أنفسهم على بال.

ثانيًا: وقفة مع الآثار الاجتماعية الـNLP:

أشاع انتشار الدورات في البلاد فوضى عارمة كما صرح بذلك كثير من التربويين والمسؤولين الذين يبذلون جهودًا حثيثة لإيقاف هذه الفوضى فقد سربت الـNLP إلى أيدي عامة الناس ومنهم طلبة دون سن النضج بعد تقنيات التنويم والعلاج بالإيحاء وغيره من الأدوات الخاصة بالأطباء والمرشدين النفسانيين الذين يؤهلون تأهيلاً علميًا وافيًا؛ قبل أن يعتمدوا كمرشدين أو أطباء نفسانيين من الجهات الرقابية المسؤولة. وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين!! وهم الذين كانوا وما زالوا فاشلين في دراستهم، ومنهم فاشلون في حياتهم الأسرية والوظيفية إلا أنهم حققوا نجاحًا منقطع النظير في التدريب والمعالجة بتقنيات الـNLP كما أن كثيرًا منهم في الطريق إلى تحقيق ثروة هائلة حيث تنتشر دوراتهم دون أن يتكلفوا هم مسؤوليات إنشاء المؤسسة أو المركز، ويكثر الإقبال على معالجاتهم بعيدًا عن العيادات المرخصة؟!

ومن وجه آخر فإن لـNLP نظامًا تسويقيًا متميزًا يعتمد على التسويق متعدد المستويات وهو أسلوب متميز ناجح لبيع الدورات التدريبية! إلا أنه يجب أن يكون واضحًا في حقيقة ما تبيعه الـNLP للمتلهفين على دوراتها هو الوهم 'الأمل' بالصحة للمريض، والوهم 'الأمل' بالتميز للأصحاء، وقد يكون هذا نافعًا للبعض يمنحهم قدرة على التفاؤل ومن ثم العمل! إلا أنه يجب أن تكون حقيقة المبيع واضحة وإلا كان بيع غرر. وتبقى نقطة أخيرة في هذه الوقفة الاجتماعية فثمة أمر خطير نتج عن هذا الوافد الغريب 'البرمجة اللغوية العصبية' في مجتمعنا وهو أثر أخلاقي نتج عن كثرة اختلاط الرجال بالنساء، وإن كان بفاصل مكاني حيث طبيعة التدريب ومادته تتطلب التواصل ودوام التفقد، وطبيعة المعالجة النفسية والاجتماعية تتطلب ألفة واندماجًا ومصارحات أدت في حالات كثيرة إلى مفاسد لا ينكرها إلا مكابر.


 

رد مع اقتباس
قديم 24-05-2004, 11:30 PM   #3
جروح تبتسم
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية جروح تبتسم
جروح تبتسم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2326
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 07-06-2006 (01:48 PM)
 المشاركات : 2,518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كما أن تدريباتها التي بنيت على مرضى ثم اطردت على الأصحاء قد تسبب على المدى البعيد وربما القريب إغراق مرضى في أحلام اليقظة في أوساط الناضجين لا المراهقين فقط، كما أنها أشاعت جوًا يساعد على الجرأة في ممارسة استرخاءات جماعية وفردية إن ثبت لها فائدة فهي لا ينبغي أن تكون إلا في الخلوات، كما أنها نشرت ـ بدعوتها لترديد عبارات القوة والقدرة وتعليقها في الغرف ـ جوًا من الذاتية والتعالي لا يقبل إلا من مرضى، ولكم أن تتأملوا هذه المواقف التدريبية لتحكموا بأنفسكم 'يقف المدرب الذي يظهر عبر الشاشة حافي القدمين يسير كهيئة الحصان طالبًا من المتدربات ـ مشرفات تربويات ومديرات مدارس ووكيلات ومعلمات ـ أن يخلعن الأحذية ويمارسن التدريب وهن يرددن: أنا قوية .. أنا قوية .. متخيلات أنفسهن في قوة الحصان ورشاقته وفي دورة أخرى' يظهر المدرب على الشاشة وهو راكع رافعًا يديه إلى أعلى كأنهما جناحان يرفرف بهما؛ طالبًًا من جمهور المشرفات والمعلمات أن يفعلن ذلك فإذا بهن جميعًا راكعات يرفرفن بأيديهن إلا الأعلى؛ متخيلات أنفسهن في خفة الحمامة تاركات همومهن وضغوط العمل خلفهن محلقات في عالم من أحلام اليقظة قد يصلح لمعالجة المرضى النفسانيين لا لأهل التربية والتعليم..' وفي ثالثة يطلب من الجميع أن يسترخوا وهم يتخيلون أجسادهم نافورة تخرج مشكلاتهم من داخل أنفسهم إلى الخارج وما هي إلا نصف ساعة حتى تنتهي المشكلات!!

ولولا أن المقام يضيق عن ذكر المزيد لذكرت مقتطفات أخرى تجعل الحليم حيران مما يجري تحت شعار التدريب ورفع الكفاءات ومما يقدم من مسوخ العلم!

وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OBE، ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول: إننا ربما نسمع في القريب أن 'مرض انفصام الشخصية' حالة مثالية، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء؟ ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر الخطير، ويتفطن لأبعاده المفتونون.

ثالثًا: وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي
فمن المعلوم الثابت عقلاً ونقلاً أنه كما قال ابن تيمية: 'من شأن الجسد إذا كان جائعًا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم، وربما ضره أكله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجاته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه'، وإن لم يكن من شر وراء البرمجة اللغوية العصبية إلا الاستعاضة بغير المشروع عن المشروع لكفاها شرًا، فإننا ـ والله ـ بخير ما فتئنا نعالج بأدوية الكتاب والسنة أدواء أبداننا ـ مع جواز التداوي بالأسباب الدنيوية شرط أن تكون أسبابًا حقيقية، ولا تكون مما حرم علينا ـ ويظل العلاج الأوحد لأرواحنا وفكرنا ما كان من الكتاب والسنة، فمازلنا نوقظ بهديهما قلوبنا، ونُفَعل بهما طاقاتنا وطاقات من نربي، وما زلنا نغترف من معينهما الصافي وصفات التآلف والتواصل والقدرة على التأثير وغيره، مستهدين بسير السلف، مستروحين عظيم الأجر في الاتباع.

وثمة أخر آخر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين ـ إن صح تسميته علمًا ـ هم دعاة الوثنية الجديدة 'الهونا ـ الشامانية' التي تدعو أولاً إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء، والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع اللاوعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح الأسلاف ـ بزعمهم ـ والسحر وتأثيرات الأفلاك، وإن كان ذلك بما يسمى قوى النفس والقوى الكونية عند المدربين من غير المسلمين الذين ليس لهم أثارة من علم النبوات الصحيح عن العوالم الغيبية وليس لهم محجة بيضاء ينطلقون منها.

فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية 'الإلهية' المزعومة، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد فقد فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله، وصدق ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال: 'من أخذ رأيًا ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله؛ لم يدر على ما هو منته إذا لقي الله'، وحيثما تغيب المنهجية العلمية، ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل، ولقد رأينا في هذه الدورات عجبًا، فهذا يخلل دورته التدريبية بما أسماه 'إشراقات' أولها في مهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله والثانية في مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى وآخر يزعم أنه يعلم ويدرب على تلك المهارة في الحفظ مثل التي كانت عند الإمام الشافعي ويخرج من دورات القراءة الضوئية قادرين على حفظ القرآن في ثلاثة أيام!

وفي الختام فإن من ه أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واع الإسفاف الفكري، والضرر النفسي والاجتماعي، ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين؛ فيقف ملتاعًا مرتاعًا من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق، الذي رواده في الغرب سحرة ومشعوذون راحوا يقتحمون عالم الغيب بعقولهم القاصرة، وبإعانة شياطينهم. ثم راحوا يروجون لما وصلوا له من كشوف بمعارف سقيمة؛ ظانين أن ما حصلوه من قوى إنما هو من عند أنفسهم وباكتشاف قدراتهم الكامنة، شأنهم في ذلك شأن باطنية الفلاسفة الذين قال عنهم شيخ الإسلام: 'باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس .. وانتهى قولهم إلى وحدة الوجود فإنهم دخلوا من هذا الباب حتى خرجوا من كل عقل ودين'.

ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتنًا كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران، مما يتطلب تحريًا دقيقًا بعيدًا عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات، ولو كانوا أهل صلاح ودعوة، أو صمتًا منجيًا من بين يدي الله عز وجل. فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير 'خصوصًا إذا كان المدرب حريصًا على أسلمتها'، ولكن بعد أن تألفها النفوس تأخذ منها نهمتها تكون النهاية مروعة فقد تكون خروجًا من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية.

ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع، قال أحد السلف: 'لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك. فمتى تخرج من قلبك؟'.

ثم إن تقنيات هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات 'النيو إيج' العصر الجديد الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابه بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها، إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار؛ حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة.

وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة اللغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توفق الكثيرون، ومن المعلوم أن الحكم الشرعي فرع عن تصوره ـ ولا بد من تصور كامل لا تصور مجتزأ ـ ومن المعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لذا أدعو أهل العلم إلى دراسة متأنية في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة، ووجوب تحرير الولاء والبراء، وحكم العلم الذي سيؤخذ مختلطًا بمسألة استحضار الأرواح والسحر هي عند المدرب الكافر 'إيقاظ قوى النفس وتفعيل الطاقات الكامنة'، وغيرها من المسائل والأصول التي نود أن يراجع القائلون بجوازها ما أبدوه من رأي خشية أن يزل عالَم بزلة عالِم.

وللعلم فإن رسوم دورة إعداد المدربين عام 2003م للشخص الواحد 35 ألف ريال ـ قرابة عشرة آلاف دولار ـ للمدرب في مصر، و20 ألف ريال للمدرب البريطاني في الخليج يدفعها إخواننا وأخواتنا عن طواعية لرؤوس الحرب على الإسلام فيما هم يعلقون منشورات الدعوة لمقاطعة البيبسي!!

لذا أوجهها دعوة في الختام: لابد من التوقف للتبصر والتأمل في حقائق هذه الوافدات التي تتزيا بزي العلم، وتتشح بوشاح النفع والفائدة، فقد كان الوقوف منهجًا متبعًا عند أخيار الأمة ـ رضوان الله عليهم ـ على امتداد التاريخ وبخاصة عندما تشتد المحن، وتدلهم الفتن، وتختلط الأمور، ويشتبه الحق بالباطل .. عندها تشتد الحاجة إلى الوقوف .. لطلب العون من الله ولاستبصار حقائق الأمور، وتبين طريق الحق.. واللسان يلهج داعيًا بقلب مخبت متضرع: 'اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه'، {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].

'اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك'.

أما أن تهزم نفسياتنا، وتتزعزع ثقتنا بمنهجنا، وننظر بتشوف إلى عدونا؛ مستلهمين نهجه، متتبعين خطاه، مقلدين سلوكه فهذه والله الهزيمة، وهذه هي المصيبة .. كيف ارتفع الأقزام إلى مقام القدرة، فأصبح المهتدون يتسابقون للاقتداء بالمغضوب عليهم والضالين..

فالتفكير على الطريقة المادية النفعية .. والتغذية على الطريقة الماكروبيوتيكية .. ولابد فيها من وصفة 'الميزو' الذهبية..

والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية .. لابد منها لتحقيق الإخوة الإنسانية.

والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية .. وفلسفات الشنتوية..

والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية .. لا بد منها لتكوني قادرة وقوية.

عجبًا ألم يأتنا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية..

فلنعش حياتنا على هدي الإسلام، ممتنين للملك العلام، مقتفين خطى خير الأنام، مستغنين بنعمة الله علينا بإكمال الدين وتمام النعمة عن فتات موائد اللئام.

ومن هنا فإنني أوجز رأيي في بالبرمجة اللغة العصبية في جملة واحدة هي: لا للـ'NLP' ونعم للإرشاد النفسي الاجتماعي الصحيح. وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيدًا عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة فللفتوى أهلها، وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته.


 

رد مع اقتباس
قديم 25-05-2004, 12:24 AM   #4
د.فارس
عضو نشط


الصورة الرمزية د.فارس
د.فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6262
 تاريخ التسجيل :  05 2004
 أخر زيارة : 03-10-2004 (12:00 AM)
 المشاركات : 213 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الكلام حول هذا العلم كثير جدا ومنهم الرافض ومنهم المتقبل ومنهم من كان رافضا فقتنع ومنهم العكس !!

لكن من وجة نظرينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة::نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة13 .. أولا / لو كان فيه من الأمور الإلحادية او العقائد الفاسدة فهذا شيء طبيعي .. لأنه أتى من الغرب ولكن الواجب منا أي شيء يعارض عقيدتنا فالنص هو مقدم على كل شيء.
هذا ليس اول علم يوجد فيه فساد عقدي إذا اثبت ذلك .. فإن المسلمين القدامى كانوا يترجمون كتب اليونانيين وكلها خرافات فيأخذون ما يعجبهم ويتافق مع عقيدتهم ويطورون هذا العلم حتى اخذوا السبق في كل المجالات ..
هناك بعض المفسرين من لديه بعض الأخطاء في العقيده لكن تفسيره لا يعلى عليه فنأخذ ما نستفيد منه ونترك الباقي له لانه قد مات .

فلماذا قامت قائمتنا على هذا العلم؟ انا لا أدري
لماذا لأنخذ الجميل منه ونطوره ؟؟.
هو صحيح كي لاتهم باني في صف هذا العلم ..100% فغنه ليس من المعقول ان ياتي شخص يتعلم البرمجة في قرابة 30 يوم وبعد ذلك يكون هو الذي يفك ويربط ؟؟ ويفضل على المتخصص النفسي ؟

لا .. بل هو علم يحترم وله ما له وعليه ما عليه ويجب ان تكون نظرتنا نظرة موضوعيه للأشياء ..

مع العلم ان في جميع البلدان العربية في جميع التخصصات غالبا النظرية والعلمية تدرس فيها امور اللاحادية من باب التعليم فلماذا لم تقم قائمتنا ؟

نعم مثلا في التخصصات الانجليزيه يدرس في الشعر الانجليزي امور الحادية لماذا لم نعترض ؟..

الحديث يطول لكن كان هذا المجال لقمة جميله لمن أراد الشهره أو أراد الاعتراض لاجل الاعتراض نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة::نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة6

تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 25-05-2004, 10:21 PM   #5
ضؤ البيت
عضو نشط


الصورة الرمزية ضؤ البيت
ضؤ البيت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4549
 تاريخ التسجيل :  08 2003
 أخر زيارة : 27-08-2007 (10:50 AM)
 المشاركات : 59 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم اختى جروح تبتسم لاول مرة اقرا مقالة طويلة كالتى كتبتى عن البرمجة اللغوية وصبرت على ذلك لشيى فى نفسى اود طرحة ولكى يكون لى ذلك لابد ان اقرا المزيد عن تلك البرمجة علما أننى قد قرات عنها وسمعت وتابعت،
اريد مشاركة د ,فارس فى ما سوف اقول لانه كما يقول متبحر فى علم النفس والبرمجة

هاكم حديثى
من خلال القراة والمشاهدة للبرمجة وجدتها هى نفسها علم النفس الذى درسنا مع وجود تغيرات فى الاسماء وطرق الاداء لاأكثر ولا أقل ولكن فلسفت الى شيى اخر ، فيمكن للدارس لعلم النفس ان يفهم ما يقال فى المذكرة او ما يقولة المدرب دون تعب اللهم إلا المصطلحات الملمعه الجديدة وبالرغم من ذلك احببت ان اخذ دورة ولكن دورة متقدمة وهى عمليه كما سمعت فطلبت من المدرب ( وهو حامل للدكتوراة فى علم النفس ومدرب معتمد فى البرمجة ) أن أبداء معة من المستوى الثانى وهو العملى لاننى وبحكم تخصصى ودراستى لمذكرتة وجدت ان الامر ليس بالغريب ابدا ، ،،،،،،، قلت كلمتى هذة وانهال على المدرب بسيل من الهجوم قال لى لاتقولى ذلك هذا علم منفصل لة نظرياتة ونتائجة الخاصة ، نحن لنا مصداقينا فى العمل ، إياك ان تقول مثل هذا الحديث مرة اخرى أياك ان يسمعك أى أخصائى نفسى او اى شخص اخر ، هيا اعتذرى واغلقى الخط ! سكت مستغربة ردة فعلة , قفل الخط على

هل من تعليق جروح تبتسم ود, فارس


 

رد مع اقتباس
قديم 30-05-2004, 02:07 AM   #6
جروح تبتسم
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية جروح تبتسم
جروح تبتسم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2326
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 07-06-2006 (01:48 PM)
 المشاركات : 2,518 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لا تعليق........


أنا أيضا اشبهها بالعلاج المعرفي

وشكرااا على مرورك

ومرور د.فارس


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا