أمي الحبيبه

أمي الحبيبه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم عانيت من أجلك .. من اجل بقائك للافضل ولكن شاءات الاقدار ان تجعلها للاسوء .. نعم لقد كنا جميعا في يوم من الايام .. ولكن شاءت الاقدار ان تفرقنا ليس بمحض ارادتنا ولكنها غصبا عنا كل رحل الى طريقه الى حياته الخاصة بعد الزواج .. وبقت انت وحيدة في هذه الدار او في هذا العالم بأسره .. نحن نأتي اليك كل يوم نريد ان نشاطرك همومك واحزانك رغم اننا صالحون وليس منا فاسد باذن الله الذي ندمتى عليه بعد ان ربيتنا..ولكن الوحدة هي التي اوجدتك هكذا تغضبين وترضين في ثانيه .. تغضبين ان نكون سعداء تكرهين ان نكون سعداء وانا متأكدة ان هذا ليس شعورك الداخلى لانك امي ولكن الوحدة هي التي اجبرتك لذلك .. الى درجة انك تتحدثين مع نفسك رغم وجود الاخرين .. معك .. تقارنين نفسك بعاملة في المنزل مرة تكون هي الحبيبة ومرات العدوة اللدودة للشغالة .. تكرهين ان ناتي اليك باطفالنا واذا لم ناتي بهم تأتين إليهم .
تريدينهم كا لأصنام في المنزل بدون حركة او العب في منزلك بعيدا عن خراب منزلك ان اطالوا المدة مللت منهم .. لا تريدين ان تعترفين بكبر سنك وانك تحتاجين للراحة .. لا تخرجين من منزلك الى احد كانه كهف تتعبدين في داخله . اذا اجتمعت انا واختي ادعيتي المرض .. ونمتى امامنا لا تريدننا ان نتحدث مع احد ولا نذهب الى احد تتضايقنا كثيرا من ذلك بالرغم من المحاولات معك .. تذهبين للسوق كي تحسسين نفسك انك قادرة على الاخذ والعطاء وهذا من حقك .. ولكن نحن نريد لك الرحة وليس العناء .. أمي الحبيبة انا في اصعب موقف بعد الوالدة الى وهي فترة النفاس تقولين لي الشغالة لا تريدك .. انت تجلسين عندنا .. وذلك بزعم ان اطفالى سيخربون منزلك وهما اثنان احدهما ثلاث سنوات والاخر سنه ونص ومعهم خادمتهم .. وبعد ذلك قلت تعالي عندنا وبعد معاناة شديدة في الولادة قد تصل لوفاة احدنا انا او جنيني .. اتيت اليك وفي اول يوم انا في راحة منكم ( يعني مرتاحة بدون وجودكم ) فلما بقينا ثلاثة ايام عدنا الى منزلنا غضبت منا كثيرا رغم ان السبب واضح للناس وهو عودة زوجي لوظيفته وقلت للناس هي لا تريدني لا تريد اكلي هي وفيها الخ كلها عيوب جمعتها في.. وفي النهاية تحدثت معها مالذي ازعجك منى ؟ الم اقل انها وظيفة زوجي قالت : زوجك ابن حلال وانت ابنت حرام تسبني واخوتي امام الاخرين .. اتت الى منزلي ومعها زوجات اخوتي واخذت تتفقد البيت وتتحدث مع نفسها الى درجة اننى عرفت انها مريضة نفسيا .. فقد لا حظت هزل جسمها وشحوب وجهها هذا مالمنى كثيرا ..

لقد نسيت كل شئ اصبحت تحرص على الدنيا اكثر من نفسها ومنا .. لم تكون كذلك ابدا لقد كانت الأم الرحوم ..لقد كان القران الكريم لايفارقها لقد تركت مدرسة تحفيظ القرآن الكريم .. أصبحت تحرص على الدنيا ..
هذه هي والدتي اعز الناس إلي .. لماذا تغيرت ؟ اريد حلا عاجلا لاني متعبة من وضعها وحزينة لأجلها .. اريد رقم طبيب نفسي او اجتماعي اتحدث اليه ..

هذه رسالة جائتني ..
هل والدتها مريضة ؟و ما هو الحل ؟

المصدر: نفساني

أختي المرشدة. يبدو لي و الله أعلم أن هذه السيدة المسنة تعاني من الأكتئاب المزمن. هذا الإكتئاب مرده كما ورد في ثنايا الرسالة ما يسمى بمتلازمة "العش الفارغ".

كانت هذه السيدة تعيش مع أطفالها الصغار و زوجها المحب و هي تشعر بأنها الملكة المتوّجة. و لعمري أن كل ام تستحق هذا التاج. أما الآن فقد بقيت لوحدها و فقدت كل صلاحياتها.

البنات يأمر و ينهين في أولادهن لهن حياة خاصة و أسرار دونها ، و لا يطلبن منها رأياً كما كنّ (أيام زمان) في حاجة لها. الأولاد نسوا أيام الصبا و صاروا رجالاً لا يأتون إليها إلا لماماً ، و نظرهم دائم للساعة لكثرة مشاغلهم. قد لا يكونوا أولاداً و بناتاً عاقين و لكنها مشاغل الحياة و نسقها الذي تغير كثيراً. الأم المسنة لم تتعود على هذا التغير و لا تقبله. هي تريدهم أن يكونوا مثل أولاد فلانة و بناتها الذين قد لا يكونوا أفضل من أولادها و بناتها هي ، و لكنها الرغبة في أن يكونوا الأفضل و الشعور بالحسرة على الملك المفقود.

ببساطة هي لم تعد ترى ان أحداً يحتاجها. فما الحل؟ و ما في يدها من حيلة و هي الوحيدة البائسة المسكينة التي ضاع ملكها و تاج أمومتها ، سوى النقد و التمارض و الشكوى؟

هذه ملخص للآليات النفسية التي تمر بها و تتصارع في داخلها. الإكتئاب يزيد من الشعور بالأسى و يصبغ كل ما حولها بلون قاتم باهت كئيب.


قد يكون من الغريب يا أختي المرشدة أن احيلك لموضوعك و لكنني سأفعل و أجلب الماء على السقائين:

http://nafsany.com/vb/showthread.php?threadid=585

و كذلك في هذه الوصلة شيء عن الإكتئاب :

http://nafsany.com/subjects/subject7.html

أشكرك على مشاركاتك القيمة و السلام.