المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

والله غالب على أمره

والله غالب على أمره آية عظيمة ينبغي على المؤمن أن يستحضرها في أوقاته كلها، وشؤونه كافة، وخاصة إبان نزول الشدائد العظام، ووقوع المصائب الكبار، وهي قوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-04-2013, 09:50 PM   #1
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue
Icon14 والله غالب على أمره



والله غالب على أمره

85982247308718767032

آية عظيمة ينبغي على المؤمن أن يستحضرها في أوقاته كلها، وشؤونه كافة، وخاصة إبان نزول الشدائد العظام،
ووقوع المصائب الكبار، وهي قوله تعالى: {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (يوسف:21)،
إنها آية مفتاحية تفيد أن مرجع الأمور إلى الله تعالى، ومبدأها من الله سبحانه.

جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن كيد إخوة يوسف عليه السلام له، فأبطل سبحانه كيدهم، وأرادوا شيئاً،
وأراد الله شيئاً آخر، {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} (الأنفال:30).

والذي ينبغي تقريره بداية، أن الضمير (الهاء) في قوله سبحانه: {أمره} يحتمل أن يعود إلى الله -وهو الأرجح-
ويحتمل أن يعود إلى يوسف عليه السلام-والسياق يؤيده-، والمراد على كلا الاحتمالين تقريرُ حقيقة كونية، مفادها:
أن الأمر كله لله، كما قال سبحانه: {بل لله الأمر جميعا} (الرعد:31)، وقال سبحانه: {إن الأمر كله لله} (آل عمران:154)،
فهو سبحانه صاحب الأمر والنهي، {وإليه يرجع الأمر كله} (هود:123)، لا رادَّ لمراده في أرضه وسمائه،
ولا دافع لقضائه في ليله ونهاره.

ثم نقول: إن يوسف عليه السلام أراد له إخوته أمراً، وأراد الله له أمراً، ولما كان الله غالباً على أمره، فقد نفذ أمره سبحانه،
أما إخوة يوسف فلا يملكون من الأمر شيئاً، فأفلت من أيديهم، وخرج على ما أرادوا؛ إذ إن {أمر الله} (النحل:1)
هو ما قدره سبحانه وأراده، فمن سعى إلى عمل يخالف ما أراده الله، فحاله كحال المنازِع شخصاً في حق يملكه،
فيغالبه ذلك الشخص، ويمنعه من تحقيق مراده، وكذلك حال من يريد أن يمنع حصول مراد الله تعالى، فهو مغلوب
لا محالة، ولا يكون إلا ما أراده الله تعالى.

وقد قال أهل الحكمة في هذا الشأن: إن يعقوب عليه السلام أمر يوسف عليه السلام ألا يقص رؤياه على إخوته،
فغلب أمر الله، حتى قص رؤياه. وأراد إخوة يوسف قتل أخيهم، فغلب أمر الله، حتى صار ملكاً لمصر، وسجدوا بين يديه.
وأراد إخوة يوسف أن يخلو لهم وجه أبيهم، فغلب أمر الله، حتى ضاق عليهم قلب أبيهم، وتذكره بعد غياب سنين،
فقال: {يا أسفى على يوسف} (يوسف:84). ودبروا أمرهم بليل على أن يكونوا من بعده قوماً صالحين، أي: تائبين،
فغلب أمر الله، حتى نسوا الذنب، وأصروا عليه، ثم أقروا بين يدي يوسف عليه السلام في آخر الأمر،
وقالوا لأبيهم: {إنا كنا خاطئين} (يوسف:97). وأرادوا أن يخدعوا أباهم بالبكاء والقميص، فغلب أمر الله، فلم ينخدع،
وقال: {بل سولت لكم أنفسكم أمرا} (يوسف:18).
واحتال إخوة يوسف في أن تزول محبة أخيهم من قلب أبيهم، فغلب أمر الله، فازدادت محبته في قلبه.
ودبرت امرأة العزيز أمراً، فغلب أمر الله، حتى قال العزيز: {واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} (يوسف:29).
ودبر يوسف عليه السلام أن يتخلص من السجن طالباً من الساقي أن يَذْكُرَه عند سيده، فغلب أمر الله، فنسي الساقي،
فلبث يوسف {في السجن بضع سنين} (يوسف:42).

ثم إن الآية خُتمت بقوله سبحانه: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون}، وهو استدراك على ما يقتضيه هذا الحكم -وهو غالبية الله-
من كونه حقيقة ثابتة، شأنها أن تُعْلَم، ولا ينبغي أن تُجهل؛ لأن عليها شواهد من أحوال الليل والنهار، ولكن أكثر الناس
لا يعلمون ذلك مع ظهوره، ولا يدرون حكمته سبحانه في خلقه، وتلطفه لما يريد؛ فلذلك يجري منهم، ويصدر ما يصدر
في مغالبة أحكام الله القدرية، وهم أعجز وأضعف من ذلك.

وقد قال الإمام الرازي هنا: "واعلم أن من تأمل في أحوال الدنيا وعجائب أحوالها عرف وتيقن أن الأمر كله لله،
وأن قضاء الله غالب".

ولو تتبعنا مسار التاريخ ومسيرة الإنسان لوجدنا أن هذه الحقيقة لا تشذ أبداً، ولا تتخلف مطلقاً، فالله غالب على أمره،
لا يقع في ملكه إلا ما يريد. والعباد -بمن فيهم الطواغيت المتجبرون- أضعف من الذباب،
{وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه} (الحج:73)! وهم ليسوا بضارين من أحد إلا بإذن الله؛
وليسوا بنافعين أحداً إلا بأمر الله.

وهذه الانتكاسات الحيوانية الجاهلية في حياة البشرية، لن يكتب لها البقاء، ولن يكون إلا ما يريده الله سبحانه من إعزاز دينه،
ونصره عباده، {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} (التوبة:31)، {وإن جندنا لهم الغالبون} (الصافات:173)،
فأمره تعالى نافذ، لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب.

على أن الأمر المهم هنا، هو أن هذه الحقيقة حين تستقر في ضمير المؤمن، تطلق تصوره لمشيئة الله وفعله من كل
قيد يَرِدُ عليه من مألوف الحس، أو مألوف العقل، أو مألوف الخيال! فقدرة الله وراء كل ما يخطر للبشر على أي حال.
والقيود التي تَرِدُ على تصور البشر بحكم تكوينهم المحدود، تجعلهم أسرى لما يألفون في تقدير ما يتوقعون من تغيير
وتبديل فيما وراء اللحظة الحاضرة، والواقع المحدود، وهذه الحقيقة تطلق حسهم من هذا الإسار، فيتوقعون من قدرة
الله كل شيء بلا حدود، ويكلون لقدرة الله كل شيء بلا قيود.

عن اسلام ويب
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 11-04-2013, 11:22 PM   #2
بنت الظبي
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية بنت الظبي
بنت الظبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41953
 تاريخ التسجيل :  01 2013
 أخر زيارة : 23-01-2020 (02:11 PM)
 المشاركات : 2,758 [ + ]
 التقييم :  88
لوني المفضل : Cadetblue


سبحان الله

اللهم من أرادني بسوء فاجعل كيده في نحره


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا