أزمتنا فى الأخلاق

أزمتنا فى الأخلاق

أزمتنا فى الأخلاق

تمر مصر الغالية الحبيبة بمرحلة فارقة فى تاريخ الأمم والشعوب وهى مرحلة ما بعد الثورة وهى لا شك مرحلة خطيرة

جدا وأزماتها كثيرة بلا شك ولا إنكار ولا جدال،

هناك أزمة اقتصادية تتمثل فى البطالة وغلاء الأسعار وربما نفتقد بعض السلع والمواد الأساسية التى يحتاج اليها الناس،

وهناك صعوبة فى الحصول على بعض السلع التموينية مثل رغيف الخبز والسولار الذى أدى فعلا الى أزمات مرورية

وتعطيل بعض الناس عن الذهاب الى مصالحهم وأعمالهم،

هناك أزمة سياسية تتمثل فى الاختلافات بين الأحزاب والتيارات الإسلامية بل وبين أفراد الشعب أنفسهم بين مؤيد

ومعارض ومحب وكاره وصابر وجازع وهى لا شك أزمات مخيفة تهدد امن الوطن وسلامته،

وهناك العديد من الأزمات التى نراها بل ونعترف بها جميعا ولا ينكرها إلا مغالط، لكن وبلا مبالغة هذه الأزمات ما

اخافتنى ولا أقلقتنى ليس لأنى بمنأى عنها بل أنا فى قلبها واعيش واقعها شأنى فى ذلك شأن أى مواطن وربما أتحمل

أكثر من غيرى فى بعض جوانبها،

إنما الذى أخافنى ويخيفنى وأزعجنى ويزعجنى هو أزمتنا الأخلاقية وهى التى تهدد تهديدا صحيحا وقويا ومخيفا امن

الوطن وسلامته وقد قال الشاعر

وانما الأمم الأخلاق ما بقيت >>>>> فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

نعم الأزمة أزمة الأخلاق حينما يتعامل الأبناء مع الآباء بهذه القسوة والغلظة والعقوق ويتحدث الابن مع أبيه على انه

الأفهم والأعرف والأعلم وان أباه هو الجاهل والمتخلف والرجعى فنفقد قيمة البر والاحترام والتى جعلها الله تعالى بعد

الدعوة الى عبادته مباشرة قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) ، وأكد عليها نبينا صلى الله عليه

وسلم حينما سئل عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله ورسوله فقيل ثم إى فقال بر الوالدين هكذا فى زحمة الحياة ودعوى

الحرية وربما باسم شباب الثورة يضيع البر ويذهب الاحترام أليس هذا مخيفا، الأزمة أخلاقية حينما يضيع احترام المعلم

والمربى فنسخر منه ونستهزئ به وهو الذى يعلمنا ويربينا وقد قال الشاعر قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون

رسولا ونحن امة علمنا ديننا احترام المعلم وتبجيله كيف لا وهو الذى كرمه الإسلام ورفع درجته القرآن (يرفع الله الذين

آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) الأزمة أخلاقية حينما لا يتحمل بعضنا البعض ولأقل الأسباب يكون السباب

والاشتباك بالأيدى وأحيانا بالرصاص واصبح الدم رخيصا ونسينا وقفتنا بين يدى الله عز وجل وانه يسألنا عما نقول وعما

نفعل (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) أيها العقلاء أيها الوطنيون أيها الرجال أيتها النساء أيها الشباب ها هى مصر

التى عشنا على أرضها وأكلنا من خيرها وشربنا من نيلها وتعلمنا فى مدارسها وعملنا فى مصانعها وشركاتها ومؤسساتها

وها هى تناديكم وترجوكم أن تحافظوا عليها وتصبروا قليلا على أزمتها وتكونوا ايجابيين فى حل تلك الأزمات وهى

تذكركم وتقول لست دولة فقيرة لا تخافوا فقد وهبنى الله النيل العظيم وهو ثروة هائلة بفضل الله وعندى قناة السويس وهى

أهم ممر ملاحى على مستوى العالم وارضى بها خزائن الأرض كما اخبرنا الله فى القرآن (قال اجعلنى على خزائن

الأرض) وامتلك ثروة بشرية هائلة 92 مليونًا او يزيد من خيرة أجناد الله فى الأرض وهو شعب بنى الحضارات وأقام

المشروعات وعلم الدنيا ونشر الخير وهو مع هذا أطيب شعوب الأرض وقبل هذا وبعده فإن الله سيحفظها ويحميها وهو

قادر على ان يفرج كربتها ويفتح لها بركات السماء ويخرج لها ولشعبها طيبات الأرض.

(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)


مدير عام الإرشاد الدينى بمصر

عن روزليوسف

المصدر: نفساني