إصلاح الذات ..خطوه الى الامام في القضاء على منظومة الفساد

إصلاح الذات ..خطوه الى الامام في القضاء على منظومة الفساد

الفساد كلمة ذات مدلولات واسعه كثيره ومتعدده ايضاَ ,فهي قد تعني فساد النفس او الفساد المادي بمدلوله العام والواسع ,كلاختلاس والتجاوز على المال العام ,او السرقات الفرديه والجماعيه التي تشكل تجاوزا خطيرا على حقوق الاخرين .
وأصعب انواع الفساد هو فساد الذات أو النفس ,لانها لاتتعلق بالجانب المادي بل الروحي . ولهذا ينبغي أن يكون العلاج روحياَ أيضاَ وهنا تظهر لنا القدره الفائقه لتعاليم الدين الاسلامي وتلاوة القرآن الكريم , والتمعن بمفاهيمه وتعاليمه وكذلك قراءة الادعيه والخشوع لله تعالى , طلباَ لتشذيب النفس من الرغائب الكثيره غير المشروعه , والتي يخضع لها الانسان اذا كان ضعيفاَ ومنقاداَ لاهواء النفس و نزواتها ...
لذا يعد أخطر الحكام هو ذلك الضعيف تجاه نفسه وأهوائها فهو شديد البأس مع قومه و شعبه وأمته , وضعيف أشد الضعف تجاه نزواته التي تستلزم أموالا وفيره لتحقيقها , فتدفعه الى التجاوز على المال العام بشتى الطرق والوسائل والاساليب السيئه , الامر الذي يتسبب بإلحاق الظلم الفادح بالشعب أو الامه وفقراتها , حيث تبدأ الغلظه وشهوة السلطه تطيح برقاب الضعفاء ممن يرفع صوته , لقارعة ظلم الحاكم وإستهتاره بالقيم و فساده الكبير والواضح للعيان .
إن الفساد له اتجاهات ومسارات ونتائج قد تكون متناقضه , لهذا ربما يقع الانسان في هذا النوع من الفساد أو ذلك .
هناك دعاء يقول (ربي إستصلح بقدرتك مافسد مني ) أي : إن الانسان معرض للفساد , فقد يقع فيه وقد لايقع ,والكلام هنا عن فعلية الفساد ووقوعه لانه وحسب مفهوم الحكمه اعلاه : مافسد مني لامايقتضي أن يفسد .. وليس كل فاسد يمكن إصلاحه بسهوله . علما إن كلمة (ما) الموصوله في الحكمه تلك , تفيد العموم والسعه والشمول , فتشمل مافسد من أمور الدنيا والاخره , ومن البدن والنفس , وكذا في المسائل الماليه والنفسيه والاجتماعيه وغيرها .
ونظرا للخطر الكبير لمنظومة الفساد وربما تجذرها في النفس , فإن اللجوء الى الله تعالى لمساعدة الانسان , لاسيما بالنسبه لذوي المناصب الكبيره , ينبغي أن يكون وسيله الانسان لاصلاح ماقد يفسد في ذاته , ولان السلطه لها سحرها الخاص كما تشير تجارب البشريه جمعاء , فإن أمر معالجة النفس وطموحاتها ورغباتها و نزواتها , خاصه لاصحاب السلطان كالملوك والرؤوساء والزعماء وأمثالهم , تتطلب لجوءاَ حتمياَ الى الله تعالى لمساعدة الانسان الحاكم على تجاوز معضلات الفساد الذاتيه التي تتجذر في نفسه .
والتاريخ يعج بالحكام الطغاة الظالمين , بغض النظر عن رمز التسلط , فإذا كان رئيساَ للجمهوريه أو ملكاَ أو زعيماَ لجماعه سياسيه أو قائد عسكري فقد لاتختلف جذور الفساد بين هذا و ذاك , فكثيرا مانسمع بأن هناك شخص لا ملكاَ ولا رئيساَ و لاحاكماَ للدوله فلربما حاكم على ولايه صغيره , ومع ذلك تتسبب نفسه الشريره بأن يصبح مضرب أمثال الحكام الطغاة بسبب قتله المئات والالاف من الناس وبأنواع شتى من اساليب القتل .
إذن : الانسان لايقوى على إصلاح مافسد منه دون الاعتماد على قدرة الله تعالى و توفيقه , فكل منا يمكنه ان يكون من خبار الناس كما يمكن ان يكون من شرارهم والعياذ بالله , فهؤلاء الاشرار الموجودون في المجتمع والذين بقوا كذلك حتى آخر عمرهم كانوا بشراَ مثل سائر البشر , لكن مشكلتهم انهم لم يريدوا الصلاح ولاإستعانوا بقدرة الله تعالى لإصلاح مافسد منهم فإستمروا على ماهم عليه.

هاجس الفساد المالي :
من عوامل الاصلاح : الدعاء والتوسل الى الله تعالى .
إن للفساد عنوان عريض يشمل حالات عديده في الفرد والمجتمع , وفي مقدمتها الفساد المالي والتجاوز على أموال الامه أو الششعب . حيث يقوم الحكام والمسؤولين بالاستيلاء على هذه الاموال خلسه وبعيداَ عن عيون الناس المغلوبه على أمرها والمخدوعه في احيان كثيره بمن يمثلها في أجهزة الدوله ,, كما شاهدنا الحكام الذين أسقطتهم الشعوب العربيه .
هذا الفساد هو الذي يترك آثاره العميقه في حياة الناس ويعبث بمصائرهم , وهو أيضا السبب الرئيس هو انقلاب الاوضاع رأساَ على عقب ضدهم وتكون النتيجه تساقط الحكام مثل أوراق الخريف اليابسه تسحقها اقدام المتظاهرين والثائرين كما يحصل الان في عدد من الدول العربيه .
لكن هل كل عملية أخذ المال يمكن أن تأخذ السمه السلبيه المطلقه ؟؟؟
هناك مسألة النزاهه أمام المال , وحتى لايرتبط أسم المال بالنظره السلبيه العالقه في الاذهان :: يقول قائل متسائلا : هل يعد أخذ المال من الغير مثلا " عزه أم ذله ؟" إن الملاك لكليهما يكم في الوضع الذي يضع الانسان فيه نفسه . فأما أن يكون مورد عزه وقد يكون مورد ذله , فليس بوسعنا ان نحكم دوماَ على ما بإنه مصداق للعزه أو الذله مالم نعرف نية المرء فيه . فإن كانت لله تعالى فهي عزه , وإن كانت لغير الله كانت ذله .
هنا تتضح الصوره المعنيه تماما , فقد يصبح اخذ المال بقوة القانون والشرع حاله مسانده للحق ضد الباطل ومؤازرة المظلوم ضد الظالم , حيث يتم استرجاع ماتم التجاوز عليه , والشواهد الاخيره تؤكد صحة مثل هذه الاجراءات السليمه تماما , حيث يتعاون الان عدد كبير من المنظمات والحكومات عالمياَ على استرجاع مليارات الدولارات المسروقه من قبل الحكام العرب " صدام – مبارك – القذافي " وإرجاعها الى اصحابها الشرعيين , في المقابل نشاهد حالة الذله والهوان في الشعوب التي تعتاش على اموال الاخرين , فتكون حالها مثل حال المستعطي الذي يجوب الشوارع بانتظار من يجود عليه ببعض المال ,
وفي جميع الاحوال يبقى الانسان سواء كان فردا أو جماعه , حاكماَ أو غيره , مسؤولا أمام الاراده الالهيه التي ستحكم بين الجميع يوم ( لاينفع مال و لابنون ) هناك حيث يقف كل من تعامل مع المال بغير ما أنزل الله تعالى .
ففي الحديث الشريف (( و مالك فيما أنفقته )) : أي لابد من تحضير جواباَ حين يسألك الله سبحانه وتعالى في اليوم الآخر , ومعلوم ماهي تلك المسائل التي يجب أن تعنى بها والتي ستسأل عنها غداَ, فلن تُسأل : لماذا لم تأكل الاطيب أو تلبس الانعم أو تركب الاسرع أو تختار ماهو أغلى للعيش وأجمل ؟؟؟
إنما لماذا أفسدت نفسك ولم تحاول إصلاحها باللجوء الى الله تعالى بوسائل التقريب المعروفه والسهله المنال أيضا . لذا لابد لمن تضعه الاقدار الان , في صدارة السلطه والحكم والقوه , سواء كان حاكما لدوله أو مقاطعه أو مدينه أو مؤسسه أو دائره صغيره أو سواها أو فرداَ بسيطاَ , لابد لهم جميعا من الاجابه عن السؤال الالهي الحتمي , عن سبب التجاوز على حقوق الناس , وعن عدم أبداء العمل لاصلاح النفس مع أن الفرصه قائمه و سهله وفي متناول الجميع . و أولهم الاقوياء والحكام والوجهاء وغيرهم من اوائل القوم ...

(( منقول بتصرف ))

المصدر: نفساني

أصلاح الذات لا يأتي الامن داخل الأنسان نفسه ...

موضوع رائع .. كروعه كاتبة

مقال أكثر من رائع اخي عابر سبيل
أحيك على روعة الانتقاء
فالفساد شبكة يقع فيها الانسان ويصعب الخروج منها
الا بصادق النية ،،، وقوة العزيمة ،،، والاستعانة بالله تعالى
ومحاربة النفس واهوائها ،،،
ان صلح الفرد ،، صلح المجتمع
وخاصة اولي الامر ،،،
تقبل مروري ،،،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوفهـــد

أصلاح الذات لا يأتي الامن داخل الأنسان نفسه ...

موضوع رائع .. كروعه كاتبة

تحيه وتقدير لك والى مرورك هنا أخي الكريم " أبو فهد " .
شكراَ لك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة الغد

مقال أكثر من رائع اخي عابر سبيل
أحيك على روعة الانتقاء
فالفساد شبكة يقع فيها الانسان ويصعب الخروج منها
الا بصادق النية ،،، وقوة العزيمة ،،، والاستعانة بالله تعالى
ومحاربة النفس واهوائها ،،،
ان صلح الفرد ،، صلح المجتمع
وخاصة اولي الامر ،،،
تقبل مروري ،،،

مرور وإضافه رائعه أختي الفاضله " بسمة الغد " ...
وفعلاَ إنها حكمه بليغه في " صلاح المجتمع من صلاح الفرد ".

تحيه وتقدير