آلـكـآس آلآخيـــــره .. رواية..!!

آلـكـآس آلآخيـــــره .. رواية..!!

أجاثا كريستي
بقلم : اجاثا كريستي
ولدت في مقاطعه ديفونشير بانجلترا , وقضيت طفوله سعيده الى اقصى درجات السعاده , تكاد تكون خلوا تماما من اعباء الدروس والاستذكار ,فانفسح لي الوقت كي اتجول في حديقه بيتنا الواسعه واسبح مع الخيال ما شاء لي الهوى .
والى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي الى الكتابه والتاليف ,فقد كانت سيده ذات فتنه ,ساحره الشخصيه ,قويه التاثير ,وكانت تعتقد اعتقادا راسخا ان اطفالها قادرون على كل شي ..ففي ذات يوم -وفد اصبت ببرد شديد ألزمني الفراش- قالت لي :
-خير لك ان تقطعي الوقت بكتابه قصه قصيره وانت في فراشك .
- ولكن لا اعرف .
- لاتقولي لا اعرف ,فانك "طبعا" تعرفين ..حاولي فقط وسترين .
وحاولت , ووجدت متعه في المحاوله . فقضيت السنوات القليله التاليه اكتب قصصا قابضه للصدر ,يموت معظم ابطالها . كما كتبت مقطوعات من الشعر وروايه طويله احتشد فيها عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشده الزحام ثم خطر لي ان اكتب روايه بوليسيه ,ففعلت واشتد بي الطرب حينما قبل الروايه ونشرت .. وكنت حين كتبتها متطوعه في مستشفى تابع للصليب الاحمر ابان الحرب العالميه الاولى .
واذا سالتموني عن ميولي ,فاعلمووا اني احب الاكل واكره طعم كل مشروب يدخل في صناعته الكحول , وانني حاولت التدخين مرارا فلم اجد مايغريني بالمداومه عليه , ولكنني اعبد الازهار واهيم بالبحر , واحب المسرح واكره الافلام الناطقه , ويعجز تفكيري عن متابعتها , واكره الاذاعه وكل مايحدث من ضجه وضوضاء , واكره حياه المدن .
وهوايتي السفر , ولا سيما في بلدان الشرق الادنى لانني احب الصحراء حبا جما .

المصدر: نفساني

شخصيات الروايه :-

روزماري بارتون "Rosemary Barton" :
شابه جميله ماتت في ظروف غامضه .

جورج بارتون "George Barton" :
زوج روزماري .. رجل هادئ الطباع في الاربعين من عمره .

آيريس مارل "Iris Marl" :
الشقيقه الصغرى لروزماري . فتاه رقيقه خجول .

روث ليسنج "Ruth Lessing" :
سكرتيره جورج بارتون , فتاه قويه الشخصيه .

مسز لوسيلا دريك "Mrs Lucilla Drake" :
عمه روزماري وايريس مارل , ارمله ثرثاره .

فكتور دريك "Victor Drake" :
الابن المدلل الفاسد في اسره مارل .

ستيفن فراداي "Stephen Fraday" :
سياسي شاب طموح ..صديق روزماري .

الكسندرا فراداي "Alcxandra Fraday" :
زوجه ستيفن .. وابنه اللورد كيدرمنستر .

اللورد كيدرمنستر "Lord Kedderminster" :
رب اسره انجليزيه عريقه واسعه النفوذ .

انتوني براون "Antony Browne" :
شاب وسيم غامض الاصل .. صديق روزماري .

الكولونيل ريس "Colonel Race" :
مدير سابق لاداره مكافحه الجاسوسيه.

المفتش كمب "Chief Inspector Kemp" :
مفتش البوليس باداره اسكتلانديارد .

اوجليفي "Oglivie" :
عميل جورج بارتون في بونس ايرس .

جوزيب بلسانو "Giuseppe Bolsano" :
الجرسون في مطعم اللوكسمبرج .

بطرس "Picrre" :
جرسون مساعد في مطعم اللوكسمبرج .

بدرو موريلز "Pedro Morales" :
سائح مكسيكي من رواد مطعم اللوكسمبرج .

كريستين شانون "Christine Shannon" :
غانيه شقراء , وصديقه بدرو موريلز .

جيرالد توللنجتون "Gerald Tollington" :
ضابط شاب في الحرس الملكي .

ليدي باتريشيا برايس "Lady Patricia Price" :
خطيبه الضابط الشاب جيرالد توللنجتون .

كلو وست "Chloc West" :
ممثله حسناء مغموره .

الفصل الاول " روزماري "

الجزء الاول :-

كانت ايريس مارل تفكر في اختها روزماري .
ومنذ عام وفي خلال هذا العام , وهي تحاول ان تبعد عن ذهنها التفكير في روزماري فهي لاتريد ان تتذكر
فان الذكرة مؤلمه جدا وفظيعه جدا
الوجه الازرق المسموم والاصابع المتوتره المتصلبه الملتويه
والفارق الرهيب بين هذا المنظر وبين منظر روزماري الفاتن الزاخر بالحيويه والابتهاج ذلك الحادث بيوم .. او بلحظات
حسنا .. لعلها لم تكن زاخره بالحيويه والابتهاج تماما .. فقد كانت تعاني من نزله برد .. انفلونزا , خلال الاسبوع السابق على الحادث .. وكانت روحها المعنويه هابطه .. وشعورها بالانقباض شديد ..وقد نوقش هذا كله في جلسه التحقيق وقد اكدت ايريس نفسها هذه الحقيقه لانها تفسر الحادث بانه حادث انتحار روزماري !..
وبعد انتهاء جلسه التحقيق وحفظ القضيه على انها حادث انتحار حاولت ايريس عن عمد ان تتجنب نفسها التفكير في الموضوع كله .. ان تنسى الحادث المؤلم الرهيب فما هي فائده الذكرى ؟
ولكنها ادركت الان ان عليها ان تتذكر عليها ان تعود الى الماضي.. ان تستعيد في ذاكرتها بكل عنايه جميع التفصيلات ايا كانت بساطتها وتفاهتها .
ان اجتماعها امس بجورج بارتون -زوج اختها روزماري- هو السبب في احياء هذه الذكريات,وبعثها من مرقدها .
لشد ماكان هذا الاجتماع رهيبا , غير منتظر .. ولكن .. لا .. الم يكن منتظرا حقا !.. الم تكن ثمه قرائن تنم عليه من قبل !.. الم يكن جورج قد بدا في الاسابيع الاخيره يستغرق كثيرا في التفكير ,وفي الذهول ,وفي النسيان ,وفي كثير من التصرفات التي كانت تجعله غريبا شاذا في نظرها , حتى عرفت الحقيقه ليله امس عندما استدعاها الى غرفه مكتبه واخرج الرسالتين من الدرج !
وهكذا لم يعد ثمه مفر من العوده الى الذكرى .. الى التفكير في ماساه روزماري .. شقيقتها
وفوجئت ايريس حين ادركت انها لاول مره في حيتها تفكر في روزماري تفكر فيها على انها شخص .. انسان !
لقد كانت من قبل طول عمرها تشعر بوجود روزماري في حياتها دون ان تفكر فيها فالانسان عاده لايفكر في امه او ابيه اوخته او عمته لانهم موجودون لا يشك في وجودهم ولا يشك في علاقته بهم
انه لا يفكر فيهم على انهم اشخاص بل لا يسال نفسه : ماهو شكلهم وما هي طباعهم ؟
ماذا كان شكل روزماري وماذا كانت طباعها ؟!
قد يكون لهذا السؤال قيمه هامه الان .. قيمه يتوقف عليها الشي الكثير !. وان ايريس لتعود بذاكرتها الى الماضي .. الى عهد طفولتها مع روزماري .
لقد كانت روزماري تكبرها بسته اعوام ..
ان لمحات من الماضي ترتد اليها ..ومضات سريعه..مناظر قصيره
انها تتذكر نفسها طفله تاكل الخبز واللبن وروزماري صبيه جميله ذات ضفائر واشرطه تستذكر دروسها على المائده
ومواسم الاصطياف على شاطئ البحر ..ايريس طفله تلعب على الرمال تحسد روزماري الفتاه التي تعرف كيف تسبح
وتذهب روزماري الى مدرسه داخليه وتعود الى البيت في العطلات المدرسيه ثم ياتي الدور على ايريس لتلتحق بالمدرسه ايضا ولكن روزماري تكون قد فرغت من دراستها الثانويه في باريس لقد ذهبت روزماري الى باريس فتاه عجفاء طويله الذراعين والساقين لتعود من باريس غاده مكتمله رشيقه ناعمه الصوت رقيقه الحركه ذهبيه الشعر واسعه العينين باهره الجمال الى حد يدير الراس .. فتاه مكتمله النضج رائعه الحسن
ومنذ ذلك الحين والاختان لاتلتقيان الا لماما برغم معيشتهما تحت سقف واحد فقد كانت السنوان الست هوة واسعه بينهما
فايريس لم تزل تلميذه بالمدرسه وروزماري في خضم الحياه الاجتماعيه الثائره الفائره وقد ظلت الهوه الواسعه بينهما حتى بعد ان عادت ايريس من المدرسه لتستقر في البيت تلك ان حياه روزماري كانت نوما في الفراش الى الضحى ثم طعام الغداء بين الاصدقاء والمعجبين والمرشحين للزواج منها .. ثم استعدادا للحفلات الساهره معظم ايام الاسبوع حيث الرقص والبهجه والمرح اما حياه ايريس فكانت دروسا خاصه في اللغه الفرنسيه واداب المجتمع على يدي مدرسه فرنسيه ثم نزهه في الاصيل مع الوصيفه في الحديقه العامه ثم العشاء في التاسعه تماما ثم النوم في تمام العاشره .
ولم تكن علاقه الاختين تتجاوز لحظات عابره خاطفه اثناء النهار حيث تتبادلان كهذه :
- هاللو ايريس ارجو منك ان تستدعي سياره ماجوره بالتليفون هلم ياعزيزتي الصغيره والوادعه .. فاني ساتاخر كثيرا .
او :
- انني غير معجبه بفستانك هذا الجديد ياروزماري .. انه صارخ الالوان اكثر مما ينبغي .
ثم .. اعلان خطبه روزماري لجورج بارتون .. الابتهاج .. الانفعالات .. عمليات الشراء .. التجهيز ..اعداد اثواب الزفاف .
والزفاف .. وايريس كوصيفه شرف تسير وراء روزماري في ممر الكنيسه في المذبح ,وهمسات الاعجاء بالعروس تتطاير حولها :
" ما اروع جمالها , ما ابهره "
لماذا تزوجت روزماري جورج بارتون ؟ ان ايريس حتى يوم الزواج كانت تسال نفسها هذا السؤال في دهشه


هذا الجزء الاول من الفصل الاول

الجزء الثاني من ( الفصل الثاني "روزماري")

لماذا تزوجت روزماري جورج بارتون ؟ ان ايريس . حتى يوم الزواج , كانت تسال نفسها هذا السؤال في دهشه .
فقد كان هناك حول روزماري شبان كثيرون يتمتعون بالشباب والجاذبيه وجمال السمت وخفه الظل كلهم كانوا يتمنون الزواج منها ..
فلماذا اختارت جورج بارتون الذي يكبرها بخمسه عشر عاما .. والذي تنقصه الجاذبيه وحيويه الشباب وان توافرت فيه عناصر الطيبه وكرم الاخلاق وهدوء الطباع .
حقا ان جورج رجل ثري ولكن المال ليس كل شي .. لم تكن له مكانه هامه في نظر روزماري لانها لم تكن في حاجه الى المال .. كان لديها الكثير منه كانت لديها الثروه الضخمه الموروثه عن العم بول .
ان ايريس تركز ذكرياتها في الماضي .. تحاول ان تفرق بين ما تعرفه الان وبين ماكانت تعرفه يومذاك .
فمثلا .. العم بول !!
انه لم يكن عم حقيقي وهي تعرف هذه الحقيقه دائما دون ان تخبر احدا - على وجه التحديد - انها تعرف بعض الحقائق الخاصه فقد كان بول بنيت يحب امها اقوى واخلص مايكون الحب ولكن امها فضلت عليه شخصا اخر .. اقل مالا .. انه والدها.. والد ايريس وروزماري وتحمل بول بنيت هزيمته بروح رياضيه عاليه وتحول الحبيب المهزوم الى الصديق الوفي .. صديق العائله واصبح "العم بول" الوالد الروحي لروزماري .. الابنه البكر .. فلما مات تبين للجميع انه اوصى بكل ثروته لابنته الروحيه روزماري وكانت في الثالثه عشر من عمرها وكانت ثروه ضخمه
واصبحت روزماري علاوة على جمالها وصباها , مليونيره ومع ذلك تزوجت جورج بارتون الطيب القلب الثقيل الظل الذي يكبرها بخمسه عشر عاما
لماذا ؟ لقد تسائلت ايريس كثيرا ,كما تتسائل الان ! انها تعتقد تماما ان روزماري لم تحب جورج يوما ولكن كان يبدو عليها انها سعيده في حياتها معه كانت تميل اليه نعم كانت تعزه ولكن لديه فارق كبير بين الميل والاعزاز وبين الحب !
ان ايريس تعرف هذه الحقائق عن علاقه روزماري بزوجها لانها جائت لتعيش معهما في بيت واحد بعد الزواج بعام - اي عقب وفاه امها فيولا مارل -وكانت يومذاك في السابعه عشر من عمرها وانها الان تحاول ان تتذكر كيف كانت وهي في السابعه عشر من عمرها ؟! كيف كان شكلها ماذا شعرت ماذا فكرت ماذا رات ؟
لقد انتهت من تفكيرها بان ايريس ابنه السابعه عشره كانت فتاهت بطيئه النمو بطيئه التفكير تتقبل الاشياء كما هي فمثلا هل كانت ساخطه لان امها ظلت طول حياتها تخص بعنايتها ورعايتها روزماري دونها ؟! لا .. لقد تقبلت هذه الحقيقه الواقعه في هدوء وبغير تردد لقد تقبلت الحقيقه بان روزماري تتمتع بمكانه خاصه في محيط الاسره بان روزماري "شي خاص" وبانه من الطبيعي جدا ان تعنى امها -بقدر ماتسمح به صحتها الضعيفه- بابنتها البكر روزماري وبان دورها في الاستمتاع برعايه امها سوف يحل في الوقت المناسب وماعدا هذا فقد كانت فيولا مارل دائما اما -من بعيد- مشغوله بصحتها الضعيفه ,معتمده في تربيه ابنتها على المربيات والمدرسات والمدرسه ولكنها كانت دائما رقيقه عطوفا حانيه خلال الفترات القليله التي تجتمع فيها معهما وكان هكتور مارل -الوالد- توفى حين كانت ايريس في الخامسه من عمرها وهي لاتدري كيف تسربت الى عقلها وشعورها تلك الانباء القاتله ان ان اباها مات بسبب الاشراف في شرب الخمر .
وايا كان الامر فقد كانت ايريس - وهفي في السابعه عشره من عمرها - فتاه وادعه تتقبل الحياه كما هي ..بكت امها بعد الوفاه كثيرا وارتدت عليها ملابس الحداد ومضت لتعيش مع اختها وزوجها في منزلهما الكبير بشارع الفاستون سكوير .
وكانت الحياه في ذلك البيت ممله احيانا فلم يكن مسموحا لايريس -طبقا للتقاليد- ان تشترك في الحياه الاجتماعيه خارج البيت الا بعد عام .. اي بعد بلوغها الثامنه عشر من عمرها وفي خلال هذا العام كانت تتلقى دروسا في اللغتين الفرنسيه والالمانيه بمعدل ثلاث مرات في الابوع وتتردد على معهد ليلي لدراسه التدبير المنزلي ولكن كانت تاتي في حياتها خلال هذا العام فترات لا تجد فيها ماتفعله او من تتبادل معه الحديث وقد كان جورج دائما طيب القلب وعطوفا ويحبها كشقيق ولم تتغير عواطفه نحوها حتى الان
روزماري ؟! ماذا عنها ؟!
ان ايريس لا تذكر الا الشي القليل عن روزماري فقد كانت روزماري مشغوله دائما بشئونها الخاصه .. متاجر الازياء .. حفلات الكوكتيل .. السهرات الراقصه .. الاصدقاء والعاب البريدج
ماهي المعلومات الحقيقيه التي تعرفها ايريس عن روزماري وهي تفكر فيها الان ؟! ماذا تعرف عن ذوقها عن امالها عن مخاوفها ؟
اليس من المؤلم ان يعيش الانسان مع شقيقته تحت سقف واحد ثم لايكاد يعرف عنها شيئا ؟!
ولكن .. عليها ان تفكر الان .. ان تتذكر .. فلعل لهذه الذكريات نتائج هامه .. حقا كان يبدو على روزماري انها سعيده في حياتها حتى ذلك اليوم السابق على المأساه باسبوع
ان ايريس لن تنسى هذا اليوم .. انها تذكر مكتب روزماري اللامع .. المقعد المدفوع الى الوراء .. الكلمات المكتوبه بسرعه وباظطراب
انها تغمض عينيها وتركز ذهنها في ذكريات هذا اليوم انها تذكر كيف دخلت على روزماري في غرفه جلوسها الخاصه وكيف توقفت فجاه في دهشه ورهبه وهي ترى اختها معتمده براسها على ذراعيها المبسوطتين فوق المكتب تبكي .. تبكي بعنف وقوه .. انها لم تر روزماري من قبل باكيه ومن قم فقد فزعت وهي تراها تبكي بكل هذه المراره والالم والعنف حقا كانت روزماري تعاني من نزله برد عنيفه وانها لم تغادر الفراش الا منذ يومين وان كل انسان يعرف الاثر السئ الذي تتركه الانفلونزا في الروح المعنويه للمريض
وصاحت ايريس في صوت كله الطفوله والبرائه :
- اوه روزماري ماذا بك ؟!
وانتصبت روزماري في جلستها وازاحت خصلات شعرها الى الوراء وقالت بسرعه وهي تحاول ان تسيطر على اعصابها :
-لا شي لا شي لاتحدقي النظر في وجهي هكذا
ثم نهضت واسرعت بمغادره الغرفه وازدادت دهشه ايريسوهي تطوف بنظراتها في جوانب الغرفه حتى وقعت عيناها على المكتب ولمحت اسمها مكتوبا بين الكلمات التي كانت اختها تكتبها ترى هل كانت روزماري تكتب رساله اليها واقتربت من المكتب ونظرت الى الورقه الزرقاء التي تحمل كلمات مكتوبه بخط روزماري مكتوبه بسرعه واضطراب وانفعال :
" عزيزتي ايريس :
" ليس هناك ما يستدعي ابدا لان اكتب وصيه , لان ثروتي كلها ستنتقل اليك طبيعيا , ولكني اريد فقط ان اهب بعض ممتلكاتي الخاصه لاشخاص معينين .
" اني اهب جورج جميع الحلى والمجوهرات وعلبه المصاغ المطليه بالبناء التي اشتريناها معا يوم اعلان خطبتنا ..
" والى صديقتي جلوريا كنج علبه السجاير البلاتينيه ..
" والى ميزي التمثال الخزفي للجواد الصيني الذي لطالما اعربت عن اعجابها به ..
" والى ...."
وتوقفت عن الكتابه هنا لتتترك العنان لدموعها الساخنه الحرى ..
وتسمرت ايريس في مكانها كتمثال من حجر
مامعنى هذا ؟ّ ان روزماري ليست في طريقها الى الموت ؟.. ام لعلها في الطريق اليه؟! لقد كانت مريضه جدا بالانفلونزا ولكنها الان في دور للنقاهه والناس عاده لايموتون في بالانفلونزا وقد يموت بعضهم ولكن روزماري لم تمت وهي في حاله طيبه الان برغم شحوب وجهها وانقباض صدرها وعادت ايريس تطوف بنظراتها على الورقه مره اخرى , ثم تسمرت نظراتها على هذه الجمله التي تركت في نفسها اثر كبير .."ثروتي كلها ستنتقل اليك طبيعيا "
كانت اول ومضه من الحقيقه التي عرفتها فيما بعد بشان وصيه العم بول فقد كانت تعرف من طفولتها ان روزماري ورثت عن العم بول كل ثروته وانها اصبحت موفوره الثراء بينما بقيت هي , نسبيا , فيره .. ولكنها , حتى هذه اللحظه , لم تسال عما يحدث للثروه الضخمه بعد وفاه روزماري ولو انها سئلت في هذا الشآن لقالت انها تعتقد ان الثروه ستنتقل الى جورج زوج روزماري - ولاردفت قائله انه ليس من المعقول , او المقبول ان تموت روزماري قبل زوج ..
ولكن ها هي ذي الحقيقه مكتوبه بالمداد الاسود , وبخط روزماري تعلن ان الثروه الضخمه سوف تنتقل بعد وفاه ماري الى ايريس !.. ولكن .. لايتفق هذا تاكيدا مع القانون فالزوج او الزوجه هما الوارثان لبعضهما البعض وليست الاخت الا اذا كانت وصيه العم بول بنيت تنص على انتقال الثروه الى الاخت ولا شك انه هذه هي الحقيقه لا شك ان العم بول اشترط في وصيته ان تؤول الثروه الى ايريس بعد وفاه روزماري .
وهذا يخفف من الظلم !
الظلم !! لقد فوجئت ايريس حين ومضت الكلمه في ذهنها هل كانت تفكر دائما في انه من الظلم ان تظفر روزماري بكل ثروه العم بول هل كانت تعتقد هذا في قراره نفسها ؟ بالتاكيد ؟ انه ظلم بين .. فهما شقيقتان هي وروزماري كلاهما من ام واحده فلماذا يخص العم بول روزماري بكل ثروته ؟..
ان روزماري تظفر دائما بكل شي !..
حفلات وملابس وشبان يعرضون قلوبهم تحت قدميها وزوح محب عطوف ان الشي الوحيد السخيف الذي عانته روزماري في حياتها هي اصابتها بنوبه انفلونزا وحتى هذه النوبه لم تستمر اسبوعوترددت ايريس برهه وهي واقفه بجانب المكتب وصفحه الورق .. هل ارادت روزماري ان تتركها هكذا ليراها الخدم ؟!
وبعد تردد خفيف تناولت الورقه وطوتها ودستها في احد ادراج المكتب وعثر المسئولون عليها عقب الماساه واتخذو منها دليلا -اذا كان ثمه حاجه الى دليل- على ان روزماري كانت تعاني من الانقباض وهبوط الروح المعنويه واضطراب التفكير عقب مرضها ولعل هذا كله قد اثار في ذهنها التفكير في الانتحار
" الانقباض النفسي بعد الانفلونزا "
هذا هو القرار الذي برر به المحققون في جلسه التحقيق سبب انتحار روزماري .. وهو قرار ساعدت ايريس على اتخاذه وايا كان الرآي في هذا القرار , فلم يكن ثمه قرار اخر يمكن للمحققين ان يتخذوه هذا وقد كانت الانفلونزا عنيفه في هذا العام بالذات ..
ولم يكن في وسع ايريس او جورج ان يفكرا في سبب اخر يبرر انتحار روزماري
ان ايري لتعجب وهي تستعيد في ذهنها تلك الرساله التي عثرت عليها في الكرار كيف لم تلحظ ماكان يجري اما عينيها بوضوح
فقد كانت الاحداث كلها تجري اما عينيها وتحت انفها دون ان ترى او تلاحظ شيئا
وقفز ذهنها بسرعه عبر الماساه . لم يعد هناك ما يدعو الى التفكير فيها . لقد وقعت الماساه , وانتهى الامر .. انتهى تماما فلتتجنب التفكير في ذكرى الفزع والوجه المتالم المسموم واجراءات التحقيق واحزان جورج المطله من عينيه الداميتين لتتجنب ايريس هذا كله الان ولو الى حين. . لتعود بذاكرتها الى حادث عثورها على الرساله الغامضه في الكرار ..

أُختى العزيزه / نجلاء ..

عفواً لمُقاطعه استرسال القصه ؛ لكنى وجدتُك ؛ وقد مضى مايقرُب من

الأسبوع على نزول هذا الجزء منها لم تُكمليها ؛ رغم جاذبية أحداثها ؛ ويكفى

أنها لأجاثا ...

فالرجا إكمال الإحداث ( لو تيسر لكِ الأمر دونما مشقه أو عناء ) لنتعرف على

جلية الأمر فى هذه الحادثه الغامضة الدوافع والأسباب والكيفيه ...

ولكِ منى تحيه وتقدير لحُسن الإختيار ....

( ملحوظه : فى حال تمكنكِ من إكمال القصه ؛ أرجو حذف مداخلتى ؛ حتى

لا تقطع على القارىء تتبعه للأحداث )

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه السيد

أُختى العزيزه / نجلاء ..
عفواً لمُقاطعه استرسال القصه ؛ لكنى وجدتُك ؛ وقد مضى مايقرُب من
الأسبوع على نزول هذا الجزء منها لم تُكمليها ؛ رغم جاذبية أحداثها ؛ ويكفى
أنها لأجاثا ...
فالرجا إكمال الإحداث ( لو تيسر لكِ الأمر دونما مشقه أو عناء ) لنتعرف على
جلية الأمر فى هذه الحادثه الغامضة الدوافع والأسباب والكيفيه ...
ولكِ منى تحيه وتقدير لحُسن الإختيار ....
( ملحوظه : فى حال تمكنكِ من إكمال القصه ؛ أرجو حذف مداخلتى ؛ حتى
لا تقطع على القارىء تتبعه للأحداث )

مداخلتك تجمل الرواية اخي اسامة
ياهلا ومرحباا.!