المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

ايها المسلم.. ابحث عن حبك فى الصوم

جريدة عكاظ 29/10/2004 المصدر : الشيخ محمد الصفّار ونحن في شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والرضوان حري بنا ان نتأمل مضامينه الاخلاقية ونتفهم مبتغياته الانسانية, لنصل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-11-2004, 09:33 PM   #1
طيور الشرق
عضو نشط


الصورة الرمزية طيور الشرق
طيور الشرق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7229
 تاريخ التسجيل :  10 2004
 أخر زيارة : 14-08-2011 (02:54 PM)
 المشاركات : 176 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
ايها المسلم.. ابحث عن حبك فى الصوم



جريدة عكاظ 29/10/2004
المصدر : الشيخ محمد الصفّار
ونحن في شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والرضوان حري بنا ان نتأمل مضامينه الاخلاقية ونتفهم مبتغياته الانسانية, لنصل الى المعنى الحقيقي للصيام اذ الجوع والعطش بمفردهما وبلا وعي للهدف من ورائهما ليسا الا تعب وعناء لا يحسد فاعلهما على فائدة او ربح من ورائهما, بل هو اهل لان يعزى ويسلى على هذا التعب الضائع, والجهد المهدور, جاء في الحديث الشريف عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم: (كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش).
صحيح ان الصائم ستفرغ ذمته من هذا الواجب الديني, والتكليف الشرعي, لكن ما يجب ان يكون واضحا ان الله سبحانه وتعالى غني عن عبادة الانسان, وانما اوجبها عليه بغية ان يستفيد هو منها وان يسعد بها {فإن الله غني عن العالمين}, وان يملك القدرة على ان يستثمرها في مصلحته ومصلحة الانسان جمعاء.
كثيرون هم الذين يجوعون ويعطشون في هذا العالم وهم مضطرون لذلك اما لفقر او لحرب او لمرض او لغيرها من الاسباب, بيد ان جوعهم وعطشهم هذا لا يرقى في معانيه لجوع وعطش المضرب عن الطعام والشراب اختيارا لاسباب انسانية, فالاعتبار الذي اعطي للجوع والعطش هنا رفع رصيده في أعين العقلاء, واصحاب الضمائر الحية, فحوله الى حدث انساني ملفت وجاذب للانسانية جمعاء.
والصوم لله سبحانه وتعالى يحتضن أرقى المعاني وأنبلها, ويحوي في مضامينه حباً عميقاً لانسان هذا الكون الضائع, لكن معانيه بحاجة الى استجلاء وتذكير دائم بها كي لا تنسى وتضيع بانشغال الانسان بجوعه وعطشه.
لتعتق من النار صاف أعداءك
وأنت ايها الصائم تبحث عن هدفك الاكبر, والهم الذي من اجله تبذل مجهودك فتستمر ساعات بعطشك وجوعك قاصدا ان يعتق الله سبحانه وتعالى رقبتك من النار, تذكر ان الطريق لله هو الانسان, فإذا مكنت صفات القسوة والعنف والاساءة للانسان فيك فان العتق من النار والتهيؤ لجنان الله بعيد عنك, والطريق أمامك, لا تنظر اليه في السماء, انه قريب منك على الارض, تراه في كل مكان وتعايشه في كل لحظة من لحظات حياتك.
لقد وردت روايات كثيرة تدل على فضل هذا الشهر وفضل كل سكون وحركة فيه, فعن علي بن ابي طالب قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس انه قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة, شهر هو عند الله افضل الشهور, وايامه افضل الايام, ولياليه افضل الليالي, وساعاته افضل الساعات, هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله, وجعلتم فيه من اهل كرامة الله انفاسكم فيه تسبيح, ونومكم فيه عبادة, وعملكم فيه مقبول, ودعاؤكم فيه مستجاب) لكن الدين ليس عالم مثل فقط, بل هو دين للارض ولمصالح الانسان عليها, وليس دين تنسك وانعزال, ينال وسام الفوز فيه من كان اطول سجودا واكثر تسبيحا بلسانه واقسى تعاملا مع جسده, كلا بل وسام الفوز فيه لمن استطاع تحريك الطاقة الكامنة في الصلاة والصيام وسائر العبادات لتؤجج في نفسه مشاعر الحب والود للانسان فينعكس ذلك على سلوكه جلياً واضحاً, يسبغ على كلماته الرقة, وعلى تعاطيه الطيب, وعلى انطباعاته الرضا عن اخيه الانسان.
ثق تماما ايها الصائم بما ورد في الروايات المتكاثرة التي توجهنا الى روح الصوم كجوهر وهدف. واعمل على الاشتغال بتحصيلها فقد ورد في الحديث (في اول ليلة من شهر رمضان تغل المردة من الشياطين ويغفر في كل ليلة لسبعين الفا, فاذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما في رجب وشعبان وشهر رمضان الى ذلك اليوم الا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا).
نحن جميعا على علم ان من المستحبات المؤكدة في شهر رمضان المبارك قراءة الادعية, والتلذذ بالمسألة والتضرع لله سبحانه, ومن الادعية المأثورة والمستحبة عقيب كل فريضة في شهر رمضان ما ورد عن الأئمة الكرام في فقرة من فقرات هذا الدعاء العظيم (فيا ذا المن ولا يمن عليك, من عليّ بفكاك رقبتي من النار فيمن تمن عليه, وأدخلني الجنة).
ان الرواية السابقة تحث الصائم وتدفعه ان يرفع العوائق التي تمنع اثر هذا الدعاء, فلديك مستلزمات في الارض أنت ملزم بعلاجها بينما تنهمر دموعك وأنت ترفع كفيك الى السماء.
لاشك ايها الصائم الكريم ان احتكاكات الحياة اليومية, واختلاف المصالح بيننا وبين الاخرين, والحالات النفسية التي تعترينا كبشر من غضب وعصبية واعتزاز, قد أوجدت لنا مجموعة من التوترات والعداوات مع الناس الذين من حولنا, فلربما نكون اخطأنا بحقهم, او اعتدينا على بعض ما لهم, او جرحنا مشاعرهم, وعلى كل حال هم مستاءون منا, فما العمل?
الصفاء الاجتماعي
هنا يستنفرنا الدين, يضغط علينا يدفعنا, يحركنا الى حيث لم نعتقد ونتصور ان له علاقة بهدفنا المقدس بعتق رقابنا من النار, ليؤكد لنا ضرورة التصافي مع الناس, وليحكم الربط بين عباداتنا ومراعاتنا لمن حولنا, كل ما نرجوه من عباداتنا ينتظر قرارنا الشجاع في انهاء حالات الخصام مع اخواننا, وتجذير المحبة لهم في اعماقنا.
اذا يمكن وبقدر كاف ان يصنع الحب للاخرين حالة التصافي والتغلب على أنفة الذات وتعاليها, كما يمكن له ان يتجاوز بنا حساسية البدء والشروع في التصافي وازالة الشحناء, فكثيرون من الناس يتمنون انهاء حالات الخصام لكنهم يشترطون ان يبدأ الاخر بها لانه المخطئ, والحب الانساني الديني يأمرنا بدفع اغلى الاثمان لتسود المحبة وتنتهي البغضاء.
فمعوقات التصالح والتراضي بين الناس كثيرة جدا, والكوابح في هذا الموضوع ليست هينة, لكن حب الانسان لدينه ولنفسه وللانسان من حوله اكبر من كل ذلك, فقد يمنعنا من انهاء الخصام مع الاخرين نوع من الانفة والتعالي, والدين يعالج هذا التمنع باستحضار الهدف الاكبر من العبادة وهو الانعتاق من النار. فهل فوق هذا الهدف أنفة وتعال?
طاعتنا لديننا ولخالقنا تدفعنا للبحث في اعماقنا عن الحب للانسان, وعبادتنا توجهنا اتجاها اجباريا لتحفيز هذا الحب واشعال ناره في وجداننا, فقد ورد عن ابي عبدالله جعفر الصادق قال: (لا يفترق رجلان على الهجران الا استوجب احدهما البراءة وال****, وربما استحق ذلك كلاهما, فقال له معتب: جعلني الله فداك, هذا الظالم فما بال المظلوم? قال: لانه لا يدعو اخاه الى صلته ولا يتعامس له عن كلامه (يتغافل عن كلام اخيه), سمعت ابي يقول: اذا تنازع اثنان فعاز (اشتد وعسر) احدهما الاخر فليرجع المظلوم الى صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخي انا الظالم! حتى يقطع الهجران فيما بينه وبين صاحبه, فإن الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم).
أيها الصائمون لن نستطيع ان نعبد الله كما يجب والعداوة والبغضاء ديدننا, ولن نبلغ ما نريد وكره الناس يعشعش في نفوسنا, وسنظل نتعامل مع قشور الدين دون أن نصل الى اللباب ونجني الثمرة كلما أغفلنا توجيهات الخالق لنا فأهملنا التفاعل بين العبادة والتنسك وبين الانسان البشر المخلوق مثلنا.
لنبحث عن الحب للانسان كي نختصر على أنفسنا سعادة الدنيا والآخرة. ولنجعل العبادة والدين حاضرين في سلوكنا وتصرفاتنا, وإلا فالله غني عن عبادتنا.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:31 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا