المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-08-2002, 02:47 PM   #31
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


التحالف الإسلامي
وعادل حسين هو صاحب صيغة التحالف الإسلامي بين حزب العمل وجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات البرلمان المصري عام 1987، وهي الانتخابات التي حصد فيها هذا التحالف قرابة 64 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ 444، وذلك لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية المصرية

وقد رفع التحالف في هذه المرحلة شعار "الإسلام هو الحل"، الذي صار يتبناه حزب العمل وجماعة الإخوان المسلمين معا فيما بعد، وانتشر بعد ذلك في عدد من الدول العربية.
وأعلن حزب العمل تبنيه شعار "الإسلام هو الحل" رسميًّا في مؤتمر الحزب الخامس عام 1989، وتم إقرار برنامج جديد للحزب، يختلف عن البرنامج القديم، الذي بدأ به الحزب نشاطه.
ومنذ ذلك الحين بدأ الصدام الحقيقي مع الحكومة المصرية، ليس فقط لأن الحزب بدأ يطرح رؤى إسلامية في صراعه مع الحكومة، بل إن أكثر ما أغضب الحكومة على الحزب، ودفع أطرافا في السلطة لتبني خطط لحله، أن الحزب سمح لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالكتابة في جريدة الحزب والمشاركة في مؤتمراته.

وقد خاض عادل حسين معارك كبرى على الساحة المصرية داخليا وخارجيا، تعرض بسببها إلى الحبس والتحقيق معه عدة مرات أمام النيابة المصرية، خصوصا معاركه مع الوزراء والحكومة، التي كان يدعوها باستمرار إلى الاستقالة، ويطالب بمحاكمة العديد من وزرائها بتهم الفساد والعجز عن إدارة الشأن العام.

وتبنى حسين وحزب العمل على المستوى الخارجي خيارات مخالفة لخيارات الحكومة المصرية، عرضته والحزب لنقد عنيف وتحقيقات بوليسية. فقد اقترب من إيران وسافر إليها بالرغم من توتر العَلاقات الرسمية بين طهران والقاهرة. ودافع عن ثورة الإنقاذ السودانية بشدة، وزار الخرطوم عدة مرات رغم عداء الحكومتين في السابق. كما زار ليبيا في فترات التوتر معها، وكان يدعو إلى إقامة تحالف ثلاثي مصري سوداني ليبي باعتباره مقدمة للوحدة العربية، ومقدمة لتوفير الطعام للعالم العربي بزراعة أرض السودان بالخبرات والعمالة المصرية، والدعم المالي الليبي، وهي الفكرة التي قال إن أمريكا تمنعها بكل ما أُوتيت من قوة.

وفي الفترة التي بدأت فيها العَلاقات بين مصر وكل من إيران وليبيا والسودان تتطور بشكل مطرد، أسلم حسين الرُّوح إلى خالقها، مطمئنا إلى أن ما كان يسعى إليها طوال حياته السياسية قد بدأ يأخذ مجراه الطبيعي على أرض الواقع.

ويُوصَف عادل حسين بأنه مهندس قضية رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي السوري حيدر حيدر، التي تضمنت عبارات مسيئة للدين وللذات الإلهية. وقد انتهت تلك القضية بإغلاق صحيفة "الشعب"، وتجميد حزب العمل، رغم صدور أكثر من خمسة أحكام قضائية لصالح إعادة الجريدة للصدور، آخرها سيحسم في 20 آذار (مارس) الجاري.

وكانت "الوليمة" آخر معارك حسين ضد إصدارات وزارة الثقافة المسيئة للأديان. فقد هاجم حسين بضراوة ما قال إنه ترويج للفحش والإباحية ونشر الكتب والروايات التي تتطاول على الله والرسول والإسلام بأموال الدولة. وأكد عادل حسين في آخر حوار له مع وكالة "قدس برس" أنه غير نادم على خوض هذه المعارك دفاعا عن الدين والذات الإلهية حتى لو سُجِنَ.

وبالرغم من المحاولات العديدة التي تمت لإعادة الصحيفة والحزب مرة ثانية، فإن تلك المحاولات قد باءت جميعاً بالفشل، إذ كانت الحكومة تشترط في مفاوضاتها السرية على رئيس الحزب إبراهيم شكري إبعاد عادل حسين، الذي يُعَدُّ العقل المفكر في الحزب، ومعه ابن شقيقه مجدي أحمد حسين، رئيس تحرير "الشعب"، وهو ما رفضه شكري على الدوام.

ويذهب بعض المتابعين إلى أن وفاة عادل حسين قد تعجِّل بحل أزمة حزب العمل وجريدته، باعتبار أنه كان العقبة أمام تسوية الملف، وكونه كان يرفض أي تغيير في سلوك الجريدة والحزب تجاه الحكومة، مفضلا إغلاق الحزب والجريدة على أي تنازل عن مبادئه وخياراته السياسية، وظل حسين على هذا الرأي حتى وافته المنية يوم الخميس15-3-2001

ووقف عادل حسين، من خلال حزب العمل وجريدته، في مقدمة المعارضين للحلف الأمريكي الصهيوني. وظل على الدوام من أبرز المطالبين ببناء حلف عربي إسلامي لمواجهة الحلف الصهيوني الأمريكي.

ووقف بكل صلابة ضد التطبيع مع الدولة العبرية، وقاد حملة جريدة "الشعب" ضد ما أسماه "الاختراق الصهيوني للزراعة المصرية". وصدرت ضده أحكام بالغرامة في أكثر من قضية أقامها المتعاونون مع الدولة العبرية، آخرها قضية وزير الزراعة يوسف والي.

وسعى حسين لتحريك العرب والمسلمين لمواجهة الدولة العبرية، وتفعيل الديمقراطية والتعددية الحزبية، وتطوير حرية الصحافة، وتحقيق العدل الاجتماعي، ومقاومة الانحراف والفساد. وكان في مقدمة المدافعين عن الديمقراطية وحرية الصحافة، وظل يعتبر معارضته للحكومة جزءاً من هذا التوجه، داعيا الحكومة إلى إلغاء التعددية الحزبية، وغلق الأحزاب إذا كانت لا تؤمن بذلك.

ومن أبرز ما قام به عادل حسين تربية جيل من الكوادر الصحفية والسياسية الذين يواصلون مسيرته ونهجه في حزب العمل أو في جريدة الحزب. ومن أبرز ما ميَّز عادل حسين أنه كان شديد الدفاع عن الإسلام والفكرة الإسلامية الشاملة.. ومثلما كان قائدا ماركسيا صلبا في بداية حياته، تحول إلى مدافع قوي عن الإسلام والفكر الإسلامي، ودخل السجن من أجل أفكاره، وتعرض لأزمات قلبية بسبب هذا الحمل الكبير.. ووافته المنية وهو ثابت على مواقفه يرفض التزحزح عنها قيد أنملة.
-------------
مع تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 11-08-2002, 10:11 PM   #32
خالد الحربي
عضو نشط


الصورة الرمزية خالد الحربي
خالد الحربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1342
 تاريخ التسجيل :  03 2002
 أخر زيارة : 13-02-2003 (10:44 PM)
 المشاركات : 241 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
عبد الباسط عبد الصمد.. صوت من السماء



(في ذكرى وفاته: 21 ربيع الآخر 1409هـ)

أحمد تمام



الشيخ عبد الباسط

التغني بالقرآن فنٌ قديم، بدأ منذ أن نزل القرآن وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذه الصحابة الكرام من النبي صلى الله عليه وسلم فخالط قلوبهم، وامتزجت به أرواحهم، وكان بعضهم ندي الصوت، عذب النغم، جميل الأداء، يؤثر صوته بالقرآن في النفس، ويطرب الأذن، ويريح الأفئدة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من هؤلاء الأفذاذ، ويثني عليهم، فيقول عن سالم مولى حذيفة وكان قارئا مجيدا: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا"، ويقول عن أبي موسى الأشعري: "إنه أوتي مزمارا من مزامير آل داود" لفرط جمال صوته، وحسن أدائه، ويجعل أبيّ بن كعب في الذروة في دنيا التلاوة، ويصفه بأنه أقرأ أمته للقرآن.

وإذا كان هذا حال بعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوته للقرآن.. وأدع الصحابي الجليل "جبير بن مطعم" يصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.. يقول جبير: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه، فلما سمعته قرأ: "أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" خلت أن فؤادي قد انصدع، وكاد قلبي يطير".

وظلت تلاوة القرآن محتفظة بأصولها الموروثة، وبالأحكام التي يعرفها علماء التجويد منذ العهد النبوي، تتوارثها الأجيال بالتلقي والتلقين، دون الاقتصار على النقل من الكتب المدونة في علوم القرآن.

دولة القراءة في مصر

وشاء الله أن تتصدر مصر دولة إقراء القرآن الكريم في القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين، وتربع قراؤها على عرش الإقراء والقراءة، ولمع في هذين المجالين أعلام بررة، فبرز في خدمة كتاب الله إقراءً وتأليفا: الشيخ محمد أحمد المتولي المتوفى سنة (1313هـ= 1895م)، والشيخ محمد مكي نصر، والشيخ علي محمد الضباع المتوفى سنة (1380هـ= 1895م) والشيخ عامر عثمان العالم الثبت المتوفى سنة (1408هـ= 1988م) وغيرهم.

أما دنيا التلاوة والقراءة فقد برز من مصر مشاهير القرّاء، الذين ملئوا الدنيا تلاوة خاشعة، وقراءة تأخذ بالألباب، مع جمال في الصوت وحُسن في الأداء، وتمثّل للمعاني، وحضور في القلب، فتسمع القرآن وهو يتلى فتنساب آياته إلى قلبك، وتحيا معانيه في نفسك، كأنك تحيا فيه أو يحيا هو فيك، وحسبك أن يكون من بين هؤلاء الأعلام الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، وأبو العينين شعيشع، وعبد العظيم زاهر، ومحمود خليل الحصري، ومحمود صديق المنشاوي، وكامل يوسف البهتيمي، وعبد الباسط عبد الصمد.

وقد أثّرت طريقة أداء هؤلاء في قرّاء الدنيا شرقًا وغربًا، فقلدوهم في التلاوة وطريقة الأداء، وتطريب الصوت، مع الاحتفاظ بأصول القراءة.. وشاع بين أهل العلم العبارة السائرة: "القرآن الكريم نزل بمكة وقُرِئ في مصر، وكُتب في إستانبول"، وبلغ من صدق هذه العبارة أنها صارت كالحقائق يصدقها التاريخ، ويؤكدها الواقع.

عبد الباسط عبد الصمد

ومن بين الذين لمعوا بقوة في دنيا القراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، حيث تبوأ مكانة رفيعة بين أصحاب الأصوات العذبة والنغمات الخلابة، وطار اسمه شرقا وغربا، واحتفى الناس به في أي مكان نزل فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

والشيخ عبد الباسط من مواليد بلدة "أرمنت" التابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر سنة (1346هـ= 1927م)، حفظ القرآن الكريم صغيرا، وأتمه وهو دون العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد سليم، ثم تلقى على يديه القراءات السبع، وكان الشيخ به معجبًا، فآثره بحبه ومودته، حيث وجد فيه نبوغا مبكرا؛ فعمل على إبرازه وتنميته، وكان يصحبه إلى الحفلات التي يدعى إليها، ويدعوه للقراءة والتلاوة وهو لا يزال غضًا لم يتجاوز الرابعة عشرة، وكان هذا مرانًا لصوته وتدريبا لأدائه.

وبدأت شهرة الشيخ في الصعيد مع إحياء ليالي شهر رمضان، حيث تُعقد سرادقات في الشهر الكريم تقيمها الأسر الكبيرة، ويتلى فيها القرآن، وكان الناس يتنافسون في استقدام القرّاء لإحياء شهر رمضان.

كما كانت موالد الأولياء الكبار في الصعيد ميدانًا للقراء، يتلون كتاب الله للزوار، وكان للصعيد قراؤه من أمثال: صدّيق المنشاوي الملقب بـ"قارئ الصعيد" وهو والد القارئين: محمود ومحمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الراضي، وعوضي القوصي، وقد استفاد الشيخ عبد الباسط من طرائقهم في التلاوة، كما تأثر بمشاهير القراء في القاهرة، مثل الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل، وعلي حزين، وكان يقطع عشرات الكيلومترات ليستمع إليهم من مذياع في مقهى، وكانت أجهزة الراديو في ذلك الوقت قليلة لا يملكها كثيرون.

التألق والشهرة

قدم الشيخ عبد الباسط إلى القاهرة سنة (1370هـ= 1950م) في أول زيارة له إلى المدينة العتيقة، وكان على موعد مع الشهرة وذيوع الصيت، وشهد مسجد السيدة زينب مولد هذه الشهرة؛ حيث زار المسجد في اليوم قبل الأخير لمولد السيدة الكريمة، وقدمه إمام المسجد الشيخ "علي سبيع" للقراءة، وكان يعرفه من قبلُ، وتردد الشيخ وكاد يعتذر عن القراءة لولا أن شجعه إمام المسجد فأقبل يتلو من قوله تعالى في سورة الأحزاب: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" وفتح الله عليه، وأسبغ عليه من نعمه، فكأنه لم يقرأ من قبل بمثل هذا الأداء، فجذب الأسماع، وأرهفت واجتمعت عليه القلوب وخشعت، وسيطر صوته الندي على أنفاس الحاضرين، فأقبلوا عليه وهم لا يصدقون أن هذا صوت رجل مغمور، ساقته الأقدار إليهم فيملؤهم إعجابا وتقديرا.

التقدم إلى الإذاعة

وما هي إلا سنة حتى تقدم الشيخ الموهوب إلى الإذاعة سنة (1371هـ= 1951م) لإجازته، وتشكلت لجنة من كبار العلماء، وضمّت الشيخ الضياع شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ محمود شلتوت قبل أن يلي مشيخة الجامع الأزهر، والشيخ محمد البنا، وقد أجازته اللجنة واعتمدته قارئا، وذاع صيته مع أول قراءة له في الإذاعة، وأصبح من القرّاء الممتازين، وصار له وقت محدد مساء كل يوم سبت، تذاع قراءته على محبّيه ومستمعيه.

اختير الشيخ سنة (1372هـ=1952م) قارئًا للسورة في مسجد الإمام الشافعي، ثم قارئا للمسجد الحسيني خلفًا لزميله الشيخ "محمود علي البنا" سنة (1406هـ= 1985م) ثم كان له فضل في إنشاء نقابة لمحفظي القرآن الكريم، وانتُخب نقيبًا للقرّاء في سنة (1405هـ= 1984م).

وقد طاف الشيخ معظم الدول العربية والإسلامية، وسجل لها القرآن الكريم، وكانت بعض تسجيلاته بالقراءات السبع، ولا يزال يذاع في إذاعة القرآن الكريم بمصر المصحف المرتل الذي سجله بصوته العذب وأدائه الجميل، بتلاوة حفص عن عاصم، مع الأربعة العظام: الشيخ محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمد صدّيق المنشاوي، ومحمود علي البنا، وقد استقبل المسلمون في العالم هذه التسجيلات الخمسة للقرآن بالإعجاب والثناء، ولا تزال أصوات هؤلاء الخمسة تزداد تألقا مع الأيام، ولم يزحزحها عن الصدارة عشرات الأصوات التي اشتهرت، على الرغم من أن بعضها يلقى دعمًا قويًا، ولكنها إرادة الله في أن يرزق القبول لأصوات بعض عباده، وكأنه اصطفاهم لهذه المهمة الجليلة.

وفاة الشيخ

ظل الشيخ عبد الباسط موضع عناية واهتمام في كل مكان ينزل به، وخصه الملوك والأمراء بالأوسمة والنياشين؛ تكريما له وإحسانا إلى أنفسهم قبل أن يحسنوا إليه، وتوفي الشيخ في يوم الأربعاء الموافق (21 من ربيع الآخر 1409 هـ= 30 من ديسمبر 1988م) بعد أن ملأ الدنيا بصوته العذب وطريقته الفريدة.

استمع إلى الشيخ عبد الباسط




القران كاملا (( مرتلا ))
القران كاملا (( مجودا ))


 

رد مع اقتباس
قديم 13-08-2002, 01:30 AM   #33
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
---------------------------------------
الزيات.. صاحب "الرسالة"
أحمد حسن الزيات واحد من الكوكبة العظيمة التي تبوأت مكان الصدارة في تاريخ الثقافة العربية، وَلَج هذه الكوكبة ببيانه الصافي، وأسلوبه الرائق، ولغته السمحة، وبإصداره مجلة "الرسالة" ذات الأثر العظيم في الثقافية العربية.

ولد الزيات بقرية "كفر دميرة القديم" التابعة لمركز "طلخا" بمحافظة "الدقهلية" بمصر في
(16 من جمادى الآخرة 1303 هـ= 2 من إبريل 1885م)، لأسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، وكان لوالده نزوع أدبي، وتمتّعت أمه بلباقة الحديث وبراعة الحكي والمسامرة، وتلقى تعليمه الأوّلي في كُتّاب القرية، وهو في الخامسة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم أرسله أبوه إلى أحد العلماء في قرية مجاورة، فتلقى على يديه القراءات السبع وأتقنها في سنة واحدة.

الزيات في الازهر
التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكانت الدراسة فيه مفتوحة لا تتقيد بسن معينة، ولا تلزم التلاميذ بشيخ محدد، وإنما كان الطلاب يتنقلون بين الأساتذة، حتى إذا آنس أحدهم ميلاً إلى شيخ بعينه؛ لزمه وانصرف إليه.

وظل الزيات بالأزهر عشر سنوات، تلقى أثناءها علوم الشريعة والعربية، غير أن نفسه كانت تميل إلى الأدب، بسبب النشأة والتكوين، فانصرف إليه كليةً، وتعلق بدروس الشيخ "سيد علي المرصفي" الذي كان يدرّس الأدب في الأزهر، ويشرح لتلاميذه "حماسة" أبى تمام، وكتاب "الكامل" للمبرّد، كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي، أحد أعلام اللغة البارزين.

وفي تلك الأيام اتصل بطه حسين، ومحمود حسن الزناتي، وربطهم حب الأدب برباط المودة والصداقة، فكانوا يترددون على دروس المرصفي الذي فتح لهم آفاقًا واسعة في الأدب والنقد، وأثّر فيهم جميعًا تأثيرًا قويًا، وكانوا يقضون أوقاتًا طويلة في "دار الكتب المصرية" لمطالعة عيون الأدب العربي، ودواوين فحول الشعراء.

الزيات معلما
لم يستكمل الثلاثة دراستهم بالجامع الأزهر، والتحقوا بالجامعة الأهلية التي فتحت أبوابها للدراسة في سنة (1329 هـ= 1908م) وكانت الدراسة بها مساء، وتتلمذوا على نفر من كبار المستشرقين الذين استعانت بهم الجامعة للتدريس بها، من أمثال: نللينو، وجويدي، وليتمان.

وكان الزيات أثناء دراسته بالجامعة، يعمل مدرسًا بالمدارس الأهلية، وفي ذات الوقت يدرس اللغة الفرنسية التي أعانته كثيرًا في دراسته الجامعية حتى تمكن من نيل إجازة الليسانس سنة (1331هـ= 1912م).

التقى الزيات وهو يعمل بالتدريس في المدرسة الإعدادية الثانوية في سنة (1333هـ= 1914م) بعدد من زملائه، كانوا بعد ذلك قادة الفكر والرأي في مصر، مثل: العقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد، وقد أتيح له في هذه المدرسة أن يسهم في العمل الوطني ومقاومة المحتل الغاصب، فكان يكتب المنشورات السرية التي كانت تصدرها الجمعية التنفيذية للطلبة في أثناء ثورة 1919م، وكانت تلك المدارس من طلائع المدارس التي أشعلت الثورة وقادت المظاهرات.

وظل الزيات يعمل بالمدارس الأهلية حتى اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسًا للقسم العربي بها في سنة ( 1341 هـ= 1922م)، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلاً، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس في سنة (1344هـ= 1925).

وظل بالجامعة الأمريكية حتى اختير أستاذًا في دار المعلمين العالية ببغداد (1348 هـ= 1929م) ومكث هناك ثلاث سنوات، حفلت بالعمل الجاد، والاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات.

مجلة الرسالة
بعد عودة الزيات من بغداد سنة (1351هـ= 1933م) هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، بعد أن وجد أن الساحة قد خلت باختفاء "السياسة" الأسبوعية التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر.

وفي (18 من رمضان 1351 هـ= 15 من يناير 1933) ولدت مجلة الرسالة، قشيبة الثياب، قسيمة الوجه، عربية الملامح، تحمل زادًا صالحًا، وفكرًا غنيًا، واستقبل الناس الوليد الجديد كما يستقبلون أولادهم بلهفة وشوق؛ حيث كانت أعدادها تنفد على الفور.

وكانت المجلة ذات ثقافة أدبية خاصة، تعتمد على وصل الشرق بالغرب، وربط القديم بالحديث، وبعث الروح الإسلامية، والدعوة إلى وحدة الأمة، وإحياء التراث، ومحاربة الخرافات، والعناية بالأسلوب الرائق والكلمة الأنيقة، والجملة البليغة.

وقد نجحت الرسالة في فترة صدورها، فيما أعلنت عنه من أهداف وغايات، فكانت سفيرًا للكلمة الطيبة في العالم العربي، الذي تنافس أدباؤه وكُتّابه في الكتابة لها، وصار أمل كل كاتب أن يرى مقالة له ممهورة باسمه على صفحاتها، فإذا ما نُشرت له مقالة أو بحث صار كمن أجازته الجامعة بشهادة مرموقة؛ فقد أصبح من كُتّاب الرسالة.

وأفسحت المجلة صفحاتها لأعلام الفكر والثقافة والأدب من أمثال العقاد، وأحمد أمين، ومحمد فريد أبو حديد، وأحمد زكي، ومصطفي عبد الرازق، ومصطفى صادق الرافعي الذي أظلت المجلة مقالته الخالدة التي جُمعت وصارت "وحي القلم".

وربت الرسالة جيلا من الكتاب والشعراء في مصر والعالم العربي، فتخرج فيها: محمود محمد شاكر، ومحمد عبد الله عنان، وعلي الطنطاوي، ومحمود حسن إسماعيل، وأبو القاسم الشابي، وغيرهم، وظلت المجلة تؤدي رسالتها حتى احتجبت في (29 من جمادى الآخرة 1372هـ= 15 من فبراير 1953م).

الزيات اديبا
يعد الزيات صاحب مدرسة في الكتابة، وأحد أربعة عُرف كل منهم بأسلوبه المتميز وطريقته الخاصة في الصياغة والتعبير، والثلاثة الآخرون هم: مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، ويوازن أحد الباحثين بينه وبين العقاد وطه حسين، فيقول: "والزيات أقوى الثلاثة أسلوبًا، وأوضحهم بيانًا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظًا، يُعْنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتاب عصرنا".

وعالج الزيات في أدبه كثيرًا من الموضوعات السياسية والاجتماعية، فهاجم الإقطاع في مصر، ونقد الحكام والوزراء، وربط بين الدين والتضامن الاجتماعي، وحارب المجالس الوطنية المزيّفة، وقاوم المحتل، وعبّأ الشعب لمقاومته، ورسم سبل الخلاص منه.. يقول الزيات: "إن اللغة التي يفهمها طغام الاستعمار جعل الله حروفها من حديد، وكلماتها من نار، فدعوا الشعب يا أولياء أمره يعبّر للعدو عن غضبه بهذه اللغة، وإياكم أن تقيموا السدود في وجه السيل، أو تضعوا القيود في رِجل الأسد، أو تلقوا الماء في فم البركان، فإن غضب الشعوب كغضب الطبيعة، إذا هاج لا يُقْدَع، وإذا وقع لا يُدْفَع، لقد حَمَلنا حتى فدحنا الحمل، وصبرنا حتى مللنا الصبر، والصبر في بعض الأحيان عبادة كصبر أيوب، ولكنه في بعضها الآخر بلادة كصبر الحمار".

وقد أخرج الزيات للمكتبة العربية عددًا من الكتب، أقدمها: كتابه "تاريخ الأدب العربي"، وصدر سنة (1335 هـ= 1916م)، ثم أصدر "في أصول الأدب" سنة (1352هـ= 1934م)، و"دفاع عن البلاعة" سنة (1364 هـ= 1945م) وهو كتاب في النقد الأسلوبي، قصره الزيات على بيان السمات المثلى للأسلوب العربي.

ثم جمع الزيات مقالاته وأبحاثه التي نشرها في مجلته، وأصدرها في كتابه "وحي الرسالة" في أربعة مجلدات، أودعها تجاربه ومشاهداته وانفعالاته وآراءه في الأدب والحياة والاجتماع والسياسة، بالإضافة إلى ما صوّره بقلمه من تراجم لشخصيات سياسية وأدبية.

ولم يكن التأليف وكتابة المقالة الأدبية هما ميدانه، بل كان له دور في الترجمة الراقية، ذات البيان البديع، فترجم من الفرنسية "آلام فرتر" لجوته سنة ( 1339هـ= 1920م) ورواية "روفائيل" للأديب الفرنسي لامرتين، وذلك في أثناء إقامته بفرنسا سنة (1344هـ= 1925م).

وقد لقي الزيات تقدير المجامِع والهيئات العربية، فاختير عضوًا في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وكرّمته مصر بجائزتها التقديرية في الأدب سنة (1382هـ= 1962م).

وعاش الزيات بعيدًا عن الانتماءات الحزبية، فلم ينضم إلى حزب سياسي يدافع عنه، مثل العقاد وهيكل وطه حسين، ولم يدخل في خصومه مع أحد، ولم يشترك في المعارك الأدبية التي حفلت بها الحياة الثقافية في مصر؛ فقد كان هادئ النفس، وديع الخلق، ليّن الجانب، سليم الصدر.

وظل الزيات محل تقدير وموضع اهتمام حتى لقي ربه بالقاهرة في صباح الأربعاء الموافق (16 من ربيع الأول 1388 هـ= 12 من مايو 1968م) عن ثلاثة وثمانين عامًا.


 

رد مع اقتباس
قديم 13-08-2002, 09:42 PM   #34
نجدية
الكـاتـبـة الصحفـية


الصورة الرمزية نجدية
نجدية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 744
 تاريخ التسجيل :  10 2001
 أخر زيارة : 22-07-2013 (10:08 PM)
 المشاركات : 85 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الـقلب يبكيها والعيون تدمع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قالت الدكتورة بعد اخذ جائزة الاختراع // فائدة اختراعي ستعم العالم كله وليس بلادي فقط بألاخص العالم الإسلامي



بالأمس القريب ودعتنا الشهيدة / الدكتورة سامية ميمني وقلوبنا يعتصرها الآلم وأعيننا مغروقة الدمع ودّعـنا الإنسانة التي قُتلت خارج الوطن على يد المجرم (( بكل )) وذلك في رحلت تحصيلها العلمي

وفارقت روحها الحياة خنقاً وآلقي بجثتها داخل ثلاجة طعام متوقفة عن العمل في موقف للسيارات في مدينة سند ياجو الأمريكية وقد عرضت جثتها في قناة السي أن أن الأمريكية ... مما جعل ذويها وبالمصادفة يتعرفون عليهاويعلمون بمقتلها ... ويشاء الله وعن طريق فاتورة هاتف منزلها أن يتوصل المحققون إليه ويلقى به خلف الضقبان ويحكم عليه بالسجن المؤبد
هذه إحدى نسائنا الذين نفتخر بهم التي عرض عليها ملايين الدولارات لفسخ الحجاب واخذ الجنسية الامريكية فرفضت ....فقتلت

حسبي الله ونعم الوكيل


 

رد مع اقتباس
قديم 13-08-2002, 09:57 PM   #35
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
اختي نجديه000
الله يرحم د.سامية ميمني ويلهم اهلها الصبر00
اتمنى منك ان امكن ان توافينا بنبذه عن حياتها
ليستفيد الجميع منها
--------
مع تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 15-08-2002, 12:27 AM   #36
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
اخي خالد00 اليوم دورك00 ولكن00
بما انك غير موجود سأنوب عنك, وحينما تعود مكانك محفوظ00
------------------------------------
ما أقلَّت الغبراء، ولا أظلت الخضراء رجلا أصدق من أبي ذر".

في وادي "ودان" كانت تقيم قبيلة "غفار"، هذا الوادي الذي يصل مكة بالعالم الخارجي.

وكانت تعيش على ذلك الشيء القليل الذي كانت تبذله القوافل التي تسعى بتجارة قريش ذاهبة إلى بلاد الشام أو عائدة منها.

وكان "جندب بن جنادة" المكنَّى بـ "أبي ذر" واحدًا من أبناء هذه القبيلة، كان يمتاز بجرأة القلب ورجاحة العقل وبعد النظر، كان ضخم الجسم كَثَّ اللحية.

كان يضيق صدره بهذه الأوثان التي يعبدها قومه من دون الله، ويستنكر ما وجد عليه العرب من فساد الدين وتفاهة المقصد، ويتطلع لظهور نبي جديد يملأ على الناس عقولهم وأفئدتهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ثم بلغته وهو في باديته أخبار النبي الجديد الذي ظهر في مكة، فقال لأخيه "أنيس": انطلق إلى مكة وقِفْ على أخبار هذا الرجل.

وذهب "أنيس" إلى مكة، والتقى بالرسول -صلى الله عليه وسلم- يسمع منه، ثم عاد إلى البادية فتلقاه أبو ذر في لهفة، وسأله عن أخبار النبي الجديد في شغف.

فقال له: وماذا يقول الناس فيه؟

قال: يقولون: إنه ساحر وكاهن وشاعر.

فقال أبو ذر: والله ما شفيتَ غليلي، ولا قضيت لي حاجة؛ فهل أنت كافٍ عيالي حتى أنطلق فأنظر في أمره؟

فقال: نعم، ولكن كن من أهل مكة حذرًا.

رحلته الى الحقيقه
تزود أبو ذر لنفسه، وحمل معه قربة ماء، واتجه إلى مكة، فبلغها وهو متوجس خيفة من أهلها؛ فقد بلغته غضبة قريش لآلهتهم؛ لذا كره أن يسأل أحدًا عن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما أقبل الليل اضطجع في مكان، فمر به علي بن أبي طالب فعرف أنه غريب، فقال: هلم إلينا أيها الرجل، فمضى معه وبات ليلته عنده، وفي الصباح عاد للتجول دون أن يسأل أحدهما الآخر عن شيء!! ـ ثم في المساء مر به عليّ فقال له: أما آن للرجل أن يعرف منزله؟

ثم اصطحبه معه فبات عنده ليلته الثانية، ولم يسأل أحدهما صاحبه عن شيء، فلما كانت الليلة الثالثة قال له علي: ألا تحدثني عما أقدمك إلى مكة؟

فقال أبو ذر: إن أعطيتني ميثاقًا أن ترشدني إلى ما أطلب فعلت، فأعطاه عليّ ما أراد من ميثاق.

فقال أبو ذر: لقد قصدت مكة من أماكن بعيدة أبتغي لقاء النبي الجديد؛ فتهلل وجه عليّ رضي الله عنه، وقال: والله إنه لرسول الله حقًا.

فإذا أصبحنا فاتبعني حيثما سرت، فإذا رأيت شيئًا أخافه عليك وقفت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي.

وفي الصباح مضى علي بضيفه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال أبو ذر: السلام عليك يا رسول الله.

فقال: عليه الصلاة والسلام، "السلام عليك ورحمة الله وبركاته".

فكان أبو ذر أول من حيا الرسول بتحية الإسلام ثم شاعت وعمت بعد ذلك.

فقرأ عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن ودعاه للإسلام، فما إن سمع حتى أعلن كلمة الحق، ودخل في الدين الجديد، فكان رابع ثلاثة أسلموا أو خامس أربعة.

ثم أقام مع النبي عليه الصلاة والسلام في مكة، فتعلم الإسلام، وقرأ القرآن، وقال له النبي عليه الصلاة والسلام:

" لا تخبر بإسلامك أحدًا في مكة إني أخاف أن يقتلوك".

فقال: والذي نفسي بيده لا أبرح مكة حتى آتي البيت الحرام، وأصرح بدعوة الحق بين ظهراني قريش.

ففعل حتى كادت كلماته تلامس آذان القوم؛ فزعروا جميعًا، وهبوا عليه ضربًا، فأدركه العباس بن عبد المطلب، وأكبّ عليه ليحميه، وقال: ويلكم أتقتلون رجلا من غفّار وممر قوافلكم عليهم، فأقلعوا عنه، فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام ما به قال: ألم أنهك عن إعلان إسلامك؟ فقال: يا رسول الله، كانت حاجة في نفسي قضيتها.

فقال: الحق قومك وخبرهم بما رأيت وما سمعت وادعهم إلى الإسلام، لعل الله ينفعهم بك ويؤجرك فيهم.. فإذا بلغك أني ظهرت فتعالَ إلي.


 

رد مع اقتباس
قديم 15-08-2002, 12:29 AM   #37
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


دعوة وتمرّد

قال أبو ذر: فانطلقت حتى أتيت منازل قومي، فلقيني أخي أنيس فقال: ما صنعت؟!

قلت: صنعت أني أسلمت وصدقت، فما لبث أن شرح الله صدره، وقال: ما لي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت أيضًا، ثم أتيا أمهما فأسلمت هي الأخرى.

ومنذ ذلك اليوم انطلقت الأسرة المسلمة تدعو غفار حتى أسلم خلق كثير، فأقيمت الصلاة فيهم، وقال فريق منهم نبقى على ديننا حتى إذا قدم النبي أسلمنا، فلما قدم النبي عليه الصلاة والسلام أسلموا، فقال عليه الصلاة والسلام: "وغفار غفر الله لها، و"أسلم" سالمها الله".

أقام أبو ذر في باديته حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم إلى المدينة وانقطع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستأذنه أن يقوم على خدمته، فأذن له ونعم بصحبته وسعد بخدمته.

ولما لحق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفيق الأعلى لم يطق أبو ذر صبرًا على الإقامة في المدينة؛ فرحل إلى بادية الشام، وأقام فيها مدة خلافة الصديق والفاروق رضي الله عنهما وعنه.

الفقراء أولى

وفي خلاقة عثمان رأى من إقبال الناس على الدنيا وانغماسهم في الترف ما أذهله ودفعه لاستنكار ذلك، وكانت له دعوة يحث بها الأغنياء على مواساة الفقراء والجيران والتنازل لهم عما زاد عن الحاجة حتى ولع الفقراء بمثل هذا وأوجبوه على الأغنياء، حتى شكا الأغنياء ما يلقون من الناس.

فشكا معاوية بدوره إلى الخليفة عثمان رضي الله عنهما؛ فاستقدمه عثمان إلى المدينة ودار بينهم حوار، قال عثمان: يا أبا ذر، ما لأهل الشام يشكون ذربك؟ -أي كثرة كلامك-

فأخبره أبو ذر: بأن الأغنياء تزيد أموالهم عن حاجتهم والفقراء في حاجة.

فقال عثمان: يا أبا ذر، عليّ أن أقضي ما عليّ، وآخذ ما على الرعية، ولا أجبرهم على الزهد وأن أدعوهم للاجتهاد والاقتصاد، ولكن أبا ذر يرى أنه لا يجب الاكتفاء بالزكاة الواجبة والأمة فيها جياع وفقراء لا يجدون ما يسد حاجتهم.

فأبو ذر المعتمد في دعوته على الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية التي يراها ملزمة للناس أن يخرجوا عما زاد عن حاجتهم ولو أدوا زكاة أموالهم فهذا زهد ودرجة من التقرب إلى الله، ولكن ليس للحاكم أن يجبر الناس على هذه الدرجة العالية من الزهد؛ فأمره عثمان بالانتقال إلى "الربذة"، وهي قرية صغيرة من قرى المدينة فرحل إليها وأقام بها بعيدًا عن الناس، زاهدًا بما في أيديهم مستمسكًا بما كان عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحباه من إيثار الباقية على الفانية.

وبكت زوجته وهو يموت فقال: لِمَ تبكين؟

قالت: تموت وليس عندي ثوب يسعك كفنًا.

فقال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:

" ليموتن رجل منكم بفلاة تشهده عصابة من المؤمنين، فكلهم مات ولم يبقَ غيري، وقد أصبحت بالفلاة أموت فراشي الطريق، كان هذا في السنة الثانية والثلاثين للهجرة، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي ذر " تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك".


 

رد مع اقتباس
قديم 16-08-2002, 06:07 PM   #38
خالد الحربي
عضو نشط


الصورة الرمزية خالد الحربي
خالد الحربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1342
 تاريخ التسجيل :  03 2002
 أخر زيارة : 13-02-2003 (10:44 PM)
 المشاركات : 241 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي العزيزه فاطمه ساغيب عن المنتدى فتره قد تصل للشهر فاعذريني عن كتابة سير شخصيات جديده واتمنى ان تستمري في هذا الموضوع حتى اعود واجده منور هذا المنتدى لانه موضوع عظيم وتشكرين عليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 

رد مع اقتباس
قديم 16-08-2002, 10:06 PM   #39
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم
يؤسفني غيابك00 ولكن مايطيب النفس عودتك قريبا,
لا تكترث بهذا الموضوع, ان شاء الله سأهتم به انا
الى ان تحين المدارس00 وحينها00 الله يستر :D
--------------------------------
امتزجت الزغاريد بالبكاء؛ فاليوم عرسها، وإن لم تلبس الفستان الأبيض وتُزف إلى عريسها الذي انتظر يوم زفافه ما يزيد على عام ونصف!! وارتدت بدلا منه بدلة الجندية والكوفية الفلسطينية، وتزينت بدمها الأحمر الحر لتحوله إلى عرس فلسطيني يدخل البهجة والفرح على قلب أم كل شهيد وجريح.

ففي شهر يوليو القادم كان المتوقع أن تقيم آيات محمد الأخرس حفل زفافها كأي فتاة في العالم، ولكنها أبت إلا أن تُزف ببدلة الدم التي لا يُزف بها إلا مثلها؛ لتصنع مجد شعبها الفلسطيني بنجاحها في قتل وإصابة عشرات المحتلين الصهاينة في عملية بطولية ناجحة نفذتها فتاة في قلب الكيان الصهيوني.

عرس لا عزاء

وفي بيت متواضع في مخيم الدهيشة أقيم عزاء الشهيدة آيات الأخرس، اعتقدت أن أسمع صوت العويل والصراخ على العروس التي لم تكتمل فرحتها، ولكني فوجئت بصوت الزغاريد والغناء تطرب له الآذان على بُعد أمتار من المنزل، ووالدة الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها، وبصعوبة استطعت أن أفوز بالحديث معها لتصف لي صباح آخر يوم خرجت فيه "آيات" من المنزل، فقالت: "استيقظت آيات مبكرة على غير عادتها، وإن لم تكن عينها قد عرفت النوم في هذه الليلة، وصلّت صلاة الصبح، وجلست تقرأ ما تيسر لها من كتاب الله، وارتدت ملابسها المدرسية، وأخبرتني أنها ذاهبة للمدرسة لتحضر ما فاتها من دروس، فاستوقفتها؛ فاليوم الجمعة عطلة رسمية في جميع مدارس الوطن! ولكنها أخبرتني أنه أهم أيام حياتها، فدعوت الله أن يوفقها ويرضى عنها".

وتكمل الأم: وما كدت أكمل هذه الجملة حتى لاحظت بريق عينيها وكأني دفعت بها الأمل، ووهبتها النجاح في هذه الكلمات، فنظرت إليّ بابتسامتها المشرقة، وقالت: هذا كل ما أريده منك يا أمي، وخرجت مسرعة تصاحبها شقيقتها سماح إلى المدرسة.

العلم لآخر رمق

الشهيدة "الأخرس" من مواليد 20-2-1985، طالبة في الصف الثالث الثانوي، والرابعة بين أخواتها السبع وإخوانها الثلاثة، عُرفت بتفوقها الدراسي؛ حيث حصلت على تقدير امتياز في الفصل الأول لهذا العام، ورغم معرفتها بموعد استشهادها فإنها واصلت مذاكرة دروسها، وقضت طوال ساعات آخر ليلة تذاكر دروسها، وذهبت إلى مدرستها لتحضر آخر درس تعليمي لتؤكد لزميلاتها أهمية العلم الذي أوصتهم به.

وحول ذلك تؤكد زميلتها في مقعد الدراسة "هيفاء" أنها أوصتها وزميلاتها بضرورة الاهتمام بالدراسة، والحرص على إكمال مشوارهن التعليمي مهما ألمَّ بهن من ظروف وأخطار.

وتضيف هيفاء -التي ما زالت ترفض أن تصدق خبر استشهاد آيات-: منذ أسبوع تحتفظ آيات بكافة صور الشهداء في مقعدها الدراسي الذي كتبت عليه العديد من الشعارات التي تبين فضل الشهادة والشهداء، ولكن لم يدُر بخلدي أنها تنوي أن تلحق بهم؛ فهي حريصة على تجميع صور الشهداء منذ مطلع الانتفاضة، وهي أشد حرصا على أن تحصد أعلى الدرجات في المدرسة.

وداع سماح

وتستطرد والدة الأخرس بعد أن سقطت دمعة من عينها أبت إلا السقوط: وعادت شقيقتها سماح مع تمام الساعة العاشرة بدونها؛ فخفت وبدأت دقات قلبي تتصارع؛ فالأوضاع الأمنية صعبة جدا، والمخيم يمكن أن يتعرض للاقتحام في أي لحظة، وغرقت في هاجس الخوف ووابل الأسئلة التي لا تنتهي أين ذهبت؟ وهل يعقل أن تكون قد نفذت ما تحلم به من الاستشهاد؟ ولكن كيف؟ وخطيبها؟ وملابس الفرح التي أعدتها؟ وأحلامها؟...

وبينما الأم في صراعها بين صوت عقلها الذي ينفي، ودقات قلبها التي تؤكد قيامها بعملية استشهادية، وإذ بوسائل الإعلام تعلن عن تنفيذ عملية استشهادية في نتانيا، وأن منفذها فتاة، وتضيف الأم وقد اختنقت عبراتها بدموعها: فأيقنت أن آيات ذهبت ولن تعود، وأصبحت عروس فلسطين؛ فقد كانت مصممة على أن تنتقم لكل من "عيسى فرح" و"سائد عيد" اللذين استشهدا إثر قصف صاروخي لمنزلهما المجاور لنا.

صناعة الموت

ويشار إلى أن الشهيدة الأخرس كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم، ولكن طبيعتها الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها، فقضت أيامها شاردة الذهن غارقة في أحلام الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية استشهادية تنفذها فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم، وحطمت كافة القيود الأمنية، واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري، ليتم تجنيدها في كتائب شهداء الأقصى رغم رفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة الطلابية.

وأكدت والدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا تكف الحديث عنها، وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت".


 

رد مع اقتباس
قديم 16-08-2002, 10:10 PM   #40
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


حبات الشوكولاته

أما شقيقتها سماح -طالبة الصف العاشر، وصديقتها المقربة، وحافظة سرها-، فقد فقدت وعيها فور سماعها نبأ استشهاد شقيقتها آيات رغم علمها المسبق بنيتها تنفيذ عمليتها البطولية، وتصف لنا لحظات وداعها الأخير لها فتقول بصوت مخنوق بدموعها الحبيسة: رأيت النور يتلألأ في وجهها ويتهلل فرحا لم أعهده من قبل، وهي تعطيني بعض حبات الشوكولاته، وتقول لي بصوت حنون: صلي واسألي الله لي التوفيق. وقبل أن أسألها: على ماذا؟ قالت لي: اليوم ستبشرين بأحلى بشارة؛ فاليوم أحلى أيام عمري حيث انتظرته طويلا، هل تودين أن أسلم لك على أحد؟ فرددت عليها باستهزاء: سلمي لي على الشهيد محمود والشهيد سائد؛ لأني على يقين أنها لن تجرؤ على تنفيذ عملية بطولية، فحلم الاستشهاد يراود كل فتاة وشاب، وقليل جدا من ينجح منهم. ثم سلمت عليّ سلاما حارا وغادرتني بسرعة لتذهب إلى فصلها.

وسكتت سماح برهة لتمسح دموعها التي أبت إلا أن تشاطرها أحزانها، وتابعت تقول: شعرت أن نظراتها غير طبيعية، وكأنها تودع كل ما حولها، لكني كنت أكذب أحاسيسي، فأي جرأة ستمتلكها لكي تنفذ عملية استشهادية؟ ومن سيجندها، وهي ترفض الانضمام إلى منظمة الشبيبة الطلابية؟ ولكنها سرعان ما استدركت قائلة: هنيئا لها الشهادة؛ فهي تستحقها لجرأتها، وأعاهدها أن أمشي على طريق الشهادة؛ فجميعنا مشروع شهادة.

عروستي لغيري

أما "شادي أبو لبن" زوج آيات المنتظر، فقبل ساعات قليلة من استشهادها كانا يحلقان معا في فضاء أحلام حياتهما الزوجية وبيت الزوجية الذي لم ينتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة له قبل أن يضمهما معا في شهر يوليو القادم بعد انتهائها من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وكاد صبرهما الذي مرّ عليه أكثر من عام ونصف أن ينفد، وحلما بالمولود البكر الذي اتفقا على تسميته "عدي" بعد مناقشات عديدة، وكيف سيربيانه ليصبح بطلا يحرر الأقصى من قيد الاحتلال.

ولكن فجأة وبدون مقدمات سقط شادي من فضاء حلمه على كابوس الاحتلال؛ ففتاة أحلامه زُفَّت إلى غيره، وأصبحت عروس فلسطين، بعدما فجرت نفسها في قلب الكيان الصهيوني.

وما كدت أسأل شادي عن خطيبته آيات التي أحبها بعد أن عرفها لعلاقته بإخوتها، وطرق باب أهلها طالبا يدها أول سبتمبر من العام 2000 حتى سقطت دمعة عينيه الحبيسة، وقال بعبرات امتزجت بالدموع: "خططنا أن يتم الفرح بعد إنهائها لامتحانات الثانوية العامة هذا العام، لكن يبدو أن الله تعالى خطط لنا شيئا آخر، لعلنا نلتقي في الجنة، كما كتبت لي في رسالتها الأخيرة".

وصمت شادي قليلا ليشخص بصره في "آيات" التي ما زال طيفها ماثلا أمامه ليكمل: "كانت أحب إليّ من نفسي، عرفتها قوية الشخصية، شديدة العزيمة، ذكية، تعشق الوطن، محبة للحياة، تحلم بالأمان لأطفالها؛ لذلك كان كثيرا ما يقلقها العدوان الصهيوني". وأردف قائلا: "كلما حلمت بالمستقبل قطع حلمها الاستشهاد؛ فتسرقني من أحلام الزوجية إلى التحليق في العمليات الاستشهادية، وصور القتلى من العدو ودمائنا التي ستنزف بها معا إلى الجنة؛ فنتواعد بتنفيذها معا".

واستطرد شادي -وقد أشرقت ابتسامة على وجهه المفعم بالحزن-، فقال: "لقد كانت في زيارتي الأخيرة أكثر إلحاحا علي بأن أبقى بجوارها، وكلما هممت بالمغادرة كانت تطلب مني أن أبقى وألا أذهب، وكأنها تودعني، أو بالأحرى تريد لعيني أن تكتحل للمرة الأخيرة بنظراتها المشبعة بالحب لتبقى آخر عهدي بها". ورغم أن شادي حاول جاهدا أن يظهر الصبر والجلد على فراق آيات، ليبوح لنا بأمنيته الغالية: "كنت أتمنى أن أرافقها بطولتها، ونُستشهد معا.. فهنيئا لها الشهادة، وأسأل الله أن يلحقني بها قريبا.. قريبا..!!".

وستبقى عروس فلسطين آيات الأخرس مثلا وقدوة لكل فتاة وشاب فلسطيني ينقب عن الأمن بين ركام مذابح المجرم شارون ويدفع دمه ومستقبله ثمنا لهذا الأمن.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
التعديل الأخير تم بواسطة Fatma ; 16-08-2002 الساعة 10:12 PM

رد مع اقتباس
قديم 18-08-2002, 01:48 PM   #41
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم اللها لرحمن الرحيم

يوم أبلغه رفاقه باستشهاد ولده البكر "هادي" في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان رده الوحيد، أن طلب منهم تركه وحده في مكتبه لدقائق معدودة.
وخلف الباب الموصد، لم يبكِ السيد "حسن نصر الله"، كما أفصح فيما بعد، بل خلا إلى نفسه، واستجمع كل قواه وقيمه ومفاهيمه التي أوصلته إلى هذا المقام. بعدها خرج لتلقي تعازي الوفود الشعبية، يومها، كتب أحد الصحافيين اللبنانيين ممن اعتادوا مهاجمة نصر الله وحزب الله، يقول: "مهما اختلفنا معك، لا نملك إلا أن ننحني أمامك، فليس عاديًّا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي حزبي، ابنه لخوض قتال ضد إسرائيل، إلى جانب باقي المقاتلين".

لكن السيد حسن نصر الله أعاد للأذهان صورة القائد الإسلامي، الذي لا يميز نفسه وأهله عن باقي الأمة، في واجباتها ومسؤولياتها.

في أحد أحزمة البؤس حول بيروت، حي الكرنتينا، عاش الشاب الصغير حسن نصر الله، ابن عبد الكريم نصر الله القادم من الجنوب اللبناني المحروم، كان متديناً منذ صغره، هادئاً خجولاً، لكنه كان شرساً في رفضه أي مزاح يمس الدين أو الذات الإلهية، ولطالما تخاصم مع رفاقه إلى حد القطيعة، بسبب هذه المسائل. رفاقه كانوا موزعين بين شيوعيين وناصريين وبعثيين وقوميين في وقت كان لبنان يغلي بالتحزب والتيارات المتصارعة التي اشتبكت فيما بعد في حرب أهلية طويلة.
عند ذاك، كانت شخصية الإمام موسى الصدر تلفت انتباه حسن نصر الله، الذي تابع خطبه في الكنائس والمساجد والساحات العامة، والتي تركز على الإنسان والإيمان والوطن والكرامة والتنمية.

ويبدو أن شدة إعجاب نصر الله بالإمام الصدر، أنتجت فيما بعد، خصالاً لدى " السيد" شبيهة لما كان عند الصدر، خصوصاً كاريزما شخصيته (الحضور الطاغي للشخصية ولو لم يتكلم)، وقوة التأثير في الخطابة.

رومع بداية الحرب الأهلية، يعود حسن نصر الله إلى مسقط رأس العائلة في مدينة البازورية في الجنوب اللبناني؛ ليعايش هناك الحرمان ولتظل عيناه على الكرنتينا، التي شهدت مجازر مروعة.

وبفعل تأثره بالإمام الصدر، ينضم نصر الله إلى "حركة أمل " التي سبق وأسسها الصدر؛ ليبدأ حياته التنظيمية التي شكلت فيما بعد، قاعدة لعمله في حزب الله .
في العام 1976، و كان عمره 16 عامًا فقط سافر حسن نصر الله إلى مدينة النجف في العراق؛ حيث مركز المؤسسة الدينية الشيعية (الحوزة) ليبدأ مرحلة الدراسة الدينية، وهناك انصرف كليًّا إلى العقيدة في فطرتها الأولى، لا لهو و لا لعب و لا خروج و لا سفر، وهي أمور لا وجود لها في أجواء الحوزة في النجف. انكب على الدراسة كاشفاً عن نبوغه فيها، وهناك تعرف على السيد عباس الموسوي البقاعي الذي أصبح أستاذه وملهمه، زعيم الحزب آنذاك.

المرحلة الأولى من الدراسة والتي تحتاج عادة إلى أربع أو خمس سنوات، أنجزها نصر الله في سنتين فقط، وهو دليل نبوغ طلاب العلم هناك. بعدها عاد إلى لبنان مزهواً بتفوقه العلمي. وفي منطقة بعلبك، واصل نصر الله دراسته في مدرسة أسسها السيد عباس الموسوي، تعتمد مناهج مدرسة النجف نفسها. وإلى جانب ذلك أصبح مسؤولاً تنظيميًّا في حركة أمل، بمنطقة البقاع.
ل
كن وهج الثورة الإسلامية الإيرانية، أفرز واقعاً جديداً في أوساط الشيعة في لبنان، وحركة أمل تحديداً، التي شهدت خطين؛ الأول: يريد الانخراط في اللعبة السياسية اللبنانية، والثاني: واظب على تلقي العلوم الدينية وفتح خطاً عقائديًّا مباشراً مع إيران، فحصلوا منها على دعم معنوي ومادي كبير، غداة الاجتياح الإسرائيلي عام1982، وتوسع الشرخ بين التيارين، في حين انضم زعيم التيار الأول، نبيه بري إلى هيئة الإنقاذ الوطني إلى جانب بشير الجميل، أما التيار الثاني فباشر العمل باتجاه مغاير تماماً، انتهى إلى تأسيس " حزب الله " وبدأ العمل ضد الاحتلال الإسرائيلي. وظهرت ثقافة الاستشهاد، والجهاد في سبيل الله، عنواناً للعمل ضد إسرائيل، دون أن تترك هذه المجموعة مهمة التثقيف الديني التعبوي.


 

رد مع اقتباس
قديم 18-08-2002, 01:51 PM   #42
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وبين عامي 82 و 89، كان السيد حسن نصر الله، رجل المهمات التنظيمية بامتياز، عكف على بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها للمقاومة والجهاد وترسيخ مفاهيم محاربة الظلم وإحقاق الحق. يقول مقربون منه: إنه كان دائم القول: "إن إسرائيل قوية في أذهاننا فقط، وعندما نسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا ستجد أن هذا الكيان الذي اسمه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".

أواخر الثمانينيات، سافر نصر الله إلى قم في إيران؛ حيث ثاني مركز ديني تعليمي، يومها قال كثيرون: إنه نأى بنفسه عن سجالات حامية داخل أوساط حزب الله حول سياسة الحزب الإقليمية والمحلية، إلا أن آخرين يقولون: إن نصر الله مرّ بفترة تحضير نسج خلالها علاقات وثيقة مع إيران وسوريا، ساهمت فيها شخصيته الجادة وتجربته الحزبية، رغم صغر سنه.

ولم يكن آنذاك قد تجاوز عمره الثلاثين، كان يرى أن " علاقة إيرانية- سورية متينة ستوفر لحزب الله أفضل الظروف للعمل ". وقد أثبتت الأحداث صحة تحليله.
عام 1992، يصل السيد حسن نصر الله إلى زعامة حزب الله، بانتخاب من قبل " مجلس الشورى " في الحزب، إثر استشهاد السيد عباس الموسوي على يد قوة إسرائيلية محمولة جوًّا هاجمت موكبه في الجنوب. لم يكن نائبًا للأمين العام للحزب، وكانت أصغر أعضاء مجلس الشورى سنًّا، إلا أنه انتخب أميناً عاماً.

وبدأت بصماته تظهر واضحة على نهج الحزب وسياساته، فهو الذي أطلق سلاح الكاتيوشا في الصراع مع إسرائيل وهو الذي وضع نظرية " توازن الرعب " التي أعجزت الإسرائيليين ودفعتهم إلى توقيع اتفاق نيسان الذي يعترف بحق المقاومة في قصف جنود الاحتلال ومواقعهم إذا بادرت إسرائيل بالاعتداء بعد ثمانية عشر عاما من تأسيس الحزب، وقف حسن نصر الله أمام أكبر حشد جماهيري يشهده الجنوب المحرر، مزهواً بالنصر، لكنه الزهو الخالي من أي غرور. لم ينسَ في مستهل خطابه أن يتذكر قدوته الأولى الإمام موسى الصدر، ودوره في إطلاق شرارة المقاومة، ولربما أراد القول، دوره في تكوين هذه الشخصية اللامعة .

لم يصدر عن السيد حسن نصر الله ما ينم عن وجود بذور للغرور، ففطرته وتربيته الدينية يحولان - كما يبدو - دون ذلك . ما زال يعتبر الطريق طويلا، فالانتصار في معركة، لا يدفع إلى الارتخاء، بل هناك معارك أخرى ربما ليست عسكرية، بل معارك تنمية وبناء الإنسان، وهذه رسالة الإسلام كما يؤكد دوماً.


 

رد مع اقتباس
قديم 19-08-2002, 01:57 PM   #43
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم

سيبويه تفاحة العربيه

هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قِنْبَر، وسِيبَوَيْهِ هو لقبه الذي به اشتهر حتى غطى على اسمه وكنيته، كانت أمه تحب أن تراقصه به وتدلـله في الصغر، وهي كلمة فارسية مركبة وتعني "رائحة التفاح". وهو إمام النحاة الذي إليه ينتهون، وعلم النحو الشامخ الذي إليه يتطلعون، وصاحب كتاب العربية الأشهر ودستورها الخالد. فارسي الأصل ولد في حدود عام (140هـ / 756 م ) على أرجح الأقوال في مدينة البيضاء ببلاد فارس، وهي أكبر مدينة في إصطخر على بعد ثمانية فراسخ من شيراز.
ولكن إلى متى ظل في البيضاء ؟ وكم كان عمره يوم رحيله إلى البصرة؟

جاء سيبويه إلى البصرة وهو غلام صغير؛ لينشأ بها قريبًا من مراكز السلطة والعلم، بعد أن فسحت الدولة العباسية المجال للفرس كيما يتولوا أرفع المناصب وأسناها، هذا ما ترجحه المصادر التي بين أيدينا، ولكن على ما يبدو هناك رأي آخر يتبناه أحد الباحثين( )؛ حيث يرى أن سيبويه وفد إلى البصرة بعد سن الرابعة عشرة، وهذا الرأي هو ما نرجحه ونميل إليه؛ لأن الناظر في كتاب سيبويه يوقن أن صاحبه كان على دراية كبيرة باللغة الفارسية وكأنها لغته الأم.
سيبويه يخطئ في الحديث
كان سيبويه وقتها ما زال فتى صغيرًا يدرج مع أقرانه يتلقى في ربوع البصرة ـ حاضرة العلم حينذاك ـ الفقه والحديث، وذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"

ولكن سيبويه لقدر قدره الله له، يقرأ الحديث على هذا النحو: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت ليس أبو الدرداء …"
فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛ فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل وغيره. ومن هنا كانت البداية.
شيوخه
تتلمذ سيبويه على عديد من الشيوخ والعلماء، نخص منهم أربعة من علماء اللغة، أولهم: عبقري العربية وإمامها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو أكثرهم تأثيرًا فيه، فقد روى عنه سيبويه في الكتاب 522 مرة، وهو قدر لم يروِ مثله ولا قريبًا منه عن أحد من أساتذته، وهو ما يجسد خصوصية الأستاذية التي تفرد بها الخليل بن أحمد رحمه الله، دون سائر أساتذة سيبويه، وثانيهم: أبو الخطاب الأخفش، وثالثهم: عيسى بن عمرو، ورابعهم: أبو زيد النحوي. ومات سيبويه رحمه الله وجل شيوخه على قيد الحياة!

مؤامرة تحاك
الأشجار التي تثمر هي وحدها التي تُلقى بالأحجار، يبدو أن هذا القانون يمتد أيضًا إلى دنيا البشر، فكثيرًا ما يتعرض العلماء لجهالة الجهلاء وللأحقاد والأضغان، ولكن الغريب حقًّا أن يتزعم المؤامرة عالم له ثِقْله وقيمته في دنيا اللغة، ولكن هكذا اقتضت حكمة الله أن الكمال لله وحده، وأن لكل عالم هفوة، ولكل جواد كبوة.

تحدثنا المصادر أن سيبويه بقي في البصرة منذ دخلها إلى أن صار فيها الإمام المقدم، وأن شهرته قد لاحت في الآفاق، وأنه دعي إلى بغداد حاضرة الخلافة آنذاك من قبل البارزين فيها والعلماء، وهناك أعدت مناظرة بين كبيري النحاة: سيبويه ممثلاً لمذهب البصريين والكسائي عن الكوفيين، وأُعلن نبأ المناظرة، وسمع عنها القريب والبعيد، ولكن الأمر كان قد دُبِّر بليل، فجاء الكسائي وفي صحبته جماعة من الأعراب، فقال لصاحبه سيبويه: تسألني أو أسألك؟

فقال سيبويه: بل تسألني أنت.

قال الكسائي: كيف تقول في: قد كنت أحسب أن العقرب أشد لسعة من الزُّنْبُور(الدبور)، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها بعينها؟ ثم سأله عن مسائل أخرى من نفس القبيل نحو: خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ؟

فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع، وأجاز الكسائي الرفع والنصب، فأنكر سيبويه قوله؛ فقال يحيى بن خالد، وقد كان وزيرًا للرشيد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟

وهنا انبرى الكسائي منتهزًا الفرصة: الأعراب، وهاهم أولاء بالباب؛ فأمر يحيى فأدخل منهم من كان حاضرًا، وهنا تظهر خيوط المؤامرة وتأتي بثمارها؛ فقالوا بقول الكسائي؛ فانقطع سيبويه واستكان، وانصرف الناس يتحدثون بهذه الهزيمة التي مُني بها إمام البصريين. كان سيبويه لا يتصور بفطرته النقية أن يمتد الشر مدنسًا محراب العلم والعلماء؛ فحزن حزنًا شديدًا وقرر وقتها أن يرحل عن هذا المكان إلى أي مكان آخر ليس فيه حقد ولا أضغان؛ فأزمع الرحيل إلى خراسان. وكأنما كان يسير إلى نهايته؛ فقد أصابه المرض في طريق خراسان، ولقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة (180هـ/ 796م) على أرجح الأقوال.

ولكن سيبويه لم يمت فسرعان ما بُعث حيًّا يخاطب الأجيال بهذا الكتاب الذي ضمنه أفكاره وآراءه وآراء معاصريه، فكان بحق أخلد كتاب في نحو اللغة وصرفها وأصواتها، يعتمد عليه الدارسون، مهما اختلف بهم الزمان والمكان.

تلاميذ سيبويه:

من الصعوبة بمكان أن نحصي تلاميذ سيبويه، خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن كل النحاة الذين جاءوا بعده غاصوا في بحور لغتنا الجميلة عبر كتابه، ولكن لو تعرضنا للتلاميذ بالمعنى الحرفي فإننا نقول: برز من بين تلاميذ سيبويه عالمان جليلان هما: الأخفش الأوسط (أبو الحسن سعيد بن مسعدة) وقطرب (أبو محمد بن المستنير المصري).


 

رد مع اقتباس
قديم 19-08-2002, 02:01 PM   #44
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ثانيا الكتاب

بلاعنوان
درج كل العلماء والباحثين والمصنفين على أن يضعوا أسماء لمؤلفاتهم ومصنفاتهم، إلا أن الوضع معنا يختلف؛ فسيبويه لم يضع لكتابه اسمًا أو حتى مقدمة أو خاتمة، ولكن لماذا لم يضع سيبويه عنوانًا لكتابه أو مقدمة أو خاتمة؟

أغلب الظن أن القدر لم يمهله ليفعل ذلك؛ فمات سيبويه في ريعان شبابه، قبل أن يخرج الكتاب إلى النور؛ فأخرجه تلميذه أبو الحسن الأخفش إلى الوجود دون اسم؛ عرفانًا بفضل أستاذه وعلمه وخدمةً للغة القرآن التي عاش من أجلها أستاذه؛ فأطلق عليه العلماء اسم "الكتاب"، فإذا ذُكر " الكتاب " مجردًا من أي وصف فإنما يقصد به كتاب سيبويه.

اهمية الكتاب
الكتاب بمثابة خزانة للكتب، احتواها بالقوة في ضميره وتمخض عنها الزمن بالفعل من بعد وفاة سيبويه، فإذا الأئمة كلهم تلاميذ في مدرسته، وإذا المؤلفون جميعًا لا يجدون إلا أن يناقشوه ويفسروه ويعلقوا عليه ويصوبوه ويخطئوه، ولكنهم مع ذلك يدورون في فلكه، حتى أصبح هو المصدر الفريد لعلمي النحو والصرف بالإضافة إلى علم الأصوات

منهج الكتاب
كثيرًا ما يوضح الكتاب مناهجهم في بداية كتبهم، ولكن الوضع معنا يختلف؛ فسيبويه لم يتمكن من وضع مقدمة لكتابه، يوضح فيها المنهج الذي سلكه في ترتيبه؛ ولذلك بقي منهج الكتاب لغزًا عصيًّا على الإدراك، حتى مضى بعض الباحثين إلى أن سيبويه لم يكن يعرف المنهج، وإنما هو قد أورد مسائل الكتاب متتابعة دون أي نظام أو رباط يربط بينها. ولو كان مؤلف الكتاب شخصًا آخر غير سيبويه، لجاز أن يسلم بهذا الرأي على ضعفه، أمَا والمؤلف سيبويه فمن الواجب أن ننزهه عن هذا.

وهنا ينبري شيخنا علي النجدي يحدثنا عن منهج سيبويه، فيقول: نهج سيبويه في دراسة النحو منهج الفطرة والطبع، يدرس أساليب الكلام في الأمثلة والنصوص؛ ليكشف عن الرأي فيها صحة وخطأ، أو حسنًا وقبحًا، أو كثرة وقلة، لا يكاد يلتزم بتعريف المصطلحات، ولا ترديدها بلفظ واحد، أو يفرع فروعًا، أو يشترط شروطًا، على نحو ما نرى في الكتب التي صنفت في عهد ازدهار الفلسفة واستبحار العلوم.

فهو في جملة الأمر يقدم مادة النحو الأولى موفورة العناصر، كاملة المشخصات، لا يكاد يعوزها إلا استخلاص الضوابط، وتصنيع الأصول على ما تقتضي الفلسفة المدروسة والمنطق الموضوع، وفرق ما بينه وبين الكتب التي جاءت بعد عصره كفرق ما بين كتاب في الفتوى وكتاب في القانون، ذاك يجمع جزئيات يدرسها ويصنفها ويصدر أحكامًا فيها، والآخر يجمع كليات ينصفها ويشققها لتطبق على الجزئيات.

ويمكن أن يقال على الإجمال: إنه كان في تصنيف الكتاب يتجه إلى فكرة الباب كما تتمثل له، فيستحضرها ويضع المعالم لها، ثم يعرضها جملة أو آحادًا، وينظر فيها تصعيدًا وتصويبًا، يحلل التراكيب، ويؤول الألفاظ، ويقدر المحذوف، ويستخلص المعنى المراد، وفي خلال ذلك يوازن ويقيس، ويذكر ويعد، ويستفتي الذوق، ويستشهد ويلتمس العلل، ويروي القراءات، وأقوال العلماء، إما لمجرد النص والاستيعاب وإما للمناقشة وإعلان الرأي، وربما طاب له الحديث وأغراه البحث، فمضى ممعنًا متدفقًا يستكثر من الأمثلة والنصوص. واللغة عنده وحدة متماسكة، يفسر بعضها بعضًا، ويقاس بعضها على بعض، وهو في كل هذا يتكئ في ترتيب أبواب الكتاب على فكرة العامل أولاً وأخيرًا.

جريمة سيبويه
كثيراً ما نسمع شعراء تونس وهم يندبون حظهم، ويتهمون أبا القاسم الشابي بأنه حكم عليهم بالإعدام؛ لأنه ما ذُكِرَ الشعر التونسي إلا وذكر أبو القاسم الشابي فقط، يبدو أن هذا الاتهام وجه أيضًا إلى سيبويه، فيقول عضو من أعضاء المجمع اللغوي( ): قد كان من سوء حظ النحو العربي أن جاء سيبويه في وقت مبكر جدًّا لا يتجاوز النصف الثاني من القرن الثاني الهجري؛ إذ نتج عن تفوقه وشدة إعجاب النحاة به أن أُصيب التفكير النحوي بشلل، ودار الجميع في فلك سيبويه، ولم يطوروا بالقدر الكافي، ويكفي دليلاً على ما كان لعمل سيبويه من سحر وإغراء إطلاقهم على كتابه اسم " قرآن النحو".

مقتطفات من كتاب سيبويه

---------
مع تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 19-08-2002, 02:48 PM   #45
صفوالحياة
عـضو مؤسس


الصورة الرمزية صفوالحياة
صفوالحياة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1402
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 12-10-2014 (09:20 PM)
 المشاركات : 1,320 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


عزيزتي00فاطــــــــــــــــمه

بصدق 00لم انتهي بعد من قراءة كل ما كتبتي هنا 00لكني أحببت أن أشكرك على هذا الجهد المبذول00والعطاء المستمر00بارك الله خطواتك
وأقر عينيك برؤية ثمار أشجارك اليانعه00في الدنيا قبل الاخـــــــــــره

تحياتي لك


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا