المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > ملتقى الأدب
 

ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي .

قصة.. قص...

للأحبة في نفساني أقدم: جديد الأديب المبدع عبد العزيز غوردو قصة.. قص... المشهد الأول/ بيان إلى الرأي العام: عندما أبدأ بالقص عادة، لا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-05-2010, 12:04 PM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
قصة.. قص...




للأحبة في نفساني أقدم: جديد الأديب المبدع عبد العزيز غوردو

قصة.. قص...




المشهد الأول/ بيان إلى الرأي العام:



عندما أبدأ بالقص عادة، لا أقص كل شيء دفعة واحدة.. بل قطعة، قطعة...
*** *** ***





الدرس الأول: عليك أن تعلم بأن النهاية قد تتخذ أشكالا مختلفة...
الدرس الثاني: عليك أن تعلم، منذ البداية، بأن النهاية قد تكون مختلفة عما خططت له...
الدرس الثالث: عليك أن تعلم بأنك وحدك تتخذ قرار البداية.. ووحدك أيضا تتحمل تبعات النهاية...
...هكذا وجدتني، منذ البداية، أفكر في النهاية.. رغم أني أكره، عادة، مثل هذا التفكير...
هذا الطريق ليس طريقنا... (صاح صوت بداخلي)
أعلم، لكن بعض الدروس لا يمكن تعلمه، بل ينبغي، بالأحرى، معايشته...
ألا تريد الدخول في الموضوع مباشرة؟ (كرر الصوت، بداخلي، اعتراضه...)
هذا سؤال آخر مخادع منك...
أهي الغريزة تدعوك لأن تنهار بين يدي وتعترف؟
لا أعرف قوله.. لكني سأقوله كما اتفق... ولتكن جلسة اعتراف أولى:
في الجزء السيئ من الذاكرة احتفظت بالمشاهد التي قصصتها من قبل، وأعيد ترتيبها الآن... والبداية كانت، فيما لو لم تخني الذاكرة، عندما اقتحمت عليه خلوته.. إذاك وجدته يضع مقرضا/رجلا، على أخرى، يتأمل ركام ما اقترفته شَفرته الصدئة.. وأميال من الأشرطة الممزقة على مذبحه: أشرطة إباحية.. جلسة مخدرات.. محرقة.. راقصة تعر في الخلفية: من يمكنه تحمل كل هذا؟؟
أجل راقصة تعرّ لم تتوقف عن معانقة عمود من التيتانيوم، وقد وشمت فراشة زرقاء أسفل سرتها، وجناحين على المؤخرة...
ثم جلسة، حميمة، مع وزير سابق.. هل يمكن تصديق كل هذا؟؟؟
وهو...
هو وحده، داخل قوقعته السيراميك، يتعلم الحكمة.. قلت: لا عجب أن يكون الغيلم حكيما... إنها صومعته، وهو يستمتع بها من دون شك... وأمامه تكوم ركام من المشاهد... البشعة، والشبقية، والمثيرة، والدموية.. وأنا على يقين من أنه لو كان له لسان لقام بلعقها جميعا...
عندما بدأ القص بدا كشخص يعترف بأنه نام مع زوجتك في سرير واحد، لكنه لم يقم بعلاقة معها؟
وإنه لأمر منكر أن ينام معها فوق كل هذا الركام من المشاهد المبعثرة، و/أو المتراكمة...
وأنا.. "الزوج المفترض" الذي مضى عليه وقت طويل.. ربما ليس طويلا بما يكفي.. لكنه طويل على كل حال، وهو يتساءل: ما علاقة الأزمة الاقتصادية بالحفلات التنكرية، وعلاقة الثورة بتناول المثلجات؟؟؟
تأملني، ولسان حاله يقول: زعمتَ بأن لديك أجوبة؟؟؟
نعم.. لكن ليس على جميع الأسئلة... (أجبت)
في صمته، الصارم، قرأت:
أريد حقيقتكم.. لا أريد إجابات دبلوماسية.. أريد حقيقتكم عندما تكونون خلف أبواب موصدة... وأمتنع عن قص ما دون ذلك...
يبدو أنك تماديت إلى أبعد حد.. (قلت..)
أي حد تقصد؟؟ (قال.. ولم يقل...)
أقصد: هذا هو الحد الذي يمكنك قصه.. خطوة أخرى وستصبح أنت نفسك موضوعا للقص...
(ولاحت لي كارثة التسونامي في الأفق... لكني استدركت):
كل ما يبدو واضحا أكثر من اللازم، فهو يخفي عكس ما يبديه تماما...




(يتبع...)


المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 12:08 PM   #2
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


ثمل، قذر، ومنظري مثير للتقزز والاشمئزاز تهالكت على الأرضية ككتلة إسمنت، أتفحص الأشرطة المكومة، وأنا أتساءل: لا شك أن أحدهم قام بتشميع دماغي؟!
ككلب شوارع ضال ينبغي قتله.. كنت... (وحوار صامت، أسيان، ذاك الذي دار بيني، وبيني، في حضرته):
هل استيقظت الآن؟
كلا: أنا لم أنم بعد...
أنت مثير للشفقة إذن؟!
لا أحتاج إلى شفقتك...
احترس إذن من أن تدهسك حافلة عتيقة، في واحد من مشاهدك المزدحمة...
تحتاج من ينتشلك من أحلام يقظتك: طبيب نساء، رئيس فريق في البرلمان، تاجر مخدرات، راقص باليه، وكاتب... أحلام يقظة بليدة...!!!
كل ما أعرف أنك ستبقى في ذاكرتي وباء سارس، أو جنون بقر، ذكرى سيئة موشومة بحبر سري مسموم...
*** *** ***

صداع شديد، كأن أحدهم غرز مفك براغي في عيني اليسرى...
وأشياء كثيرة تراها أحيانا في رأسك فقط، وفجأة تجدها تتجسد أمامك واقعا حيا.. إنها حيلة الدماغ التي يتقنها بمهارة.. يتلاعب بك كما يشاء، فيفقدك القدرة على التمييز بين ما رأيت وما ترى، وما لم تره قط.. يحيلك راجما بالغيب.. عرافة من الزمن الغابر...
أنت عار، أيها العاري، ومازلت بدائيا تعتمد على الصيد والالتقاط... (قال.. ولم يقل، كرّة أخرى، ثالثة فيما أظن؟؟؟)
وأنت ثرثار قذر.. أعرف بأن هناك شيئا جميلا فيما قلته، رغم صمتك، لكني لا أدري أين هو؟؟؟
وأنا.. خفضت من نسبة الكولسترول، وضبطت الضغط، ونجحت في امتحان التحليل النفسي... ورغم ذلك فإن كان هناك من شيء كرهته في حياتي فهو نفسي...
لن يفيدك الزايبرنكس الذي تفرط في تناوله إذن...
ما قصصته، وما أعيد قصه هنا، ربما يحقق نصف المتعة، أما النصف الآخر فعليك أن تحققه بنفسك... (قال.. ولم يقل، كرّة رابعة، قبل أن أقرأ في صمته):
أبطال روايتك ليسوا في أماكنهم الصحيحة!
قلت: ولا أنت أيضا...!!!
..في المرة القادمة، سأعمل على القضاء على أبطال روايتي منذ المشهد الأول..
(صمتّ، ليس طويلا، ثم صرخت في وجهي):
ألا يجدر أن أنهي هذا التقديم قبل أن أصبح من ضحاياك؟؟؟


(يتبع...)
" "


 

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2010, 12:12 PM   #3
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


المشهد الثاني/ حوار طرشان...



في المشهد سارد تائه، يبحث عن بوصلة...
وفي المشهد أيضا.. خصمان:
" "
هو.. وهو.. وبينهما قضبان...
من السجين منهما،
ومن منهما السجان؟؟؟
*** *** ***


كانت المضيفة الخلاسية تخبرنا أن الساعة تشير إلى الحادية عشرة من صباح 30 أكتوبر من عام 2008، وأننا فوق سماء مدريد مباشرة، وأن كابتن الطائرة يطلب منا شد الأحزمة استعدادا للهبوط في مطار باراخاس ترمنال 1... Barajas ...
أول ما فعلت بعد الانتهاء من إجراءات المطار، هو البحث عن تاكسي يقلني إلى وسط المدينة...
مدريد، كانت مستلقية تحت أشعة الشمس، كشقراء تعمل على تسمير بشرتها... تحت سماء برتقالية جدا، وجو خانق كافر... رغم أنه كان خريفا...
و"هولا"hola، كلمة لا بد أن تعرفها إن كنت تنوي زيارة أسبانيا، على الأقل لتدخل قلوب الأسبان برشاقة أكبر..
رد السائق التحية، وسألني عن وجهتي... كنت أريد مكانا قريبا من كل شيء، فقلت:
- : "جران بيا"..
ال gran via : شارع يتيح لي كلما زرت مدريد رؤية ليلية ساحرة، فضلا عن كونه يجمع بين الشياطين والقديسين.. وهذا بالضبط ما كنت أبحث عنه...
فيما كانت السيارة تلتهم شوارع المدينة المثقلة بتركتها الأثرية والسياحية، راح السائق - الذي بدا لطيفا وخجولا - يشرح كل التفاصيل، دون أن أطلبها منه، وقد تركته على سجيته رغم أني كنت أعرفها جميعا...
للعبور إلى الفندق كان علي أن أتلافى بائعات الهوى، بملابسهن المستفزة وصدورهن النافرة، يقطعن السبيل.. حجزت في السيناتورsenator بكل سهولة ويسر، فأنا أعلم أن الوقت لا يصادف موسم الذروة السياحية، كما أن الكساد الاقتصادي، الذي انطلق من الولايات المتحدة قبل شهر، انتقل إلى هنا بسرعة كبيرة.. وهو الموضوع الذي أتيت خصيصا لإعداد تحقيق صحفي عنه... أقصد، تحديدا، انعكاساته على الجاليات المقيمة بمدريد...
أخذت حماما خفيفا ثم خرجت، كان الأصيل قد شارف على نهايته، عندما كنت أعبر شارع مونتيرا calle de la montera وصولا إلى بوابة الشمس puerta del sol ومن هناك انحدرت إلى الساحة الكبرىplaza mayor.. مكاني الأثير في هذه المدينة التي لا تنام...
الناس قد انتشرت شذر مذر، بعضهم استلقى عند سنابك الفارس الذي لم يترجل/"فيليب الثالث"Felipe III، منذ نكبة الموريسكيين، وبعضهم انتشر بين المقاهي والمطاعم، خصوصا وأن الشمس كانت قد شارفت على الغروب، والشعب الأسباني شعب ليل بامتياز... حتى إنك تلحظ تأثيره على مدن الشمال المغربي: طنجة وتطوان وغيرها... بوضوح، ومن زار هذه المدن يعرف ذلك قطعا...
بتؤدة توجهت نحو المقهى الذي جلست فيه عند أولى زياراتي لمدريد، في هذه الساحة بالضبط... كان ذلك في مثل هذا الوقت من سنة 1991.. الجو كان خريفيا أيضا.. والسماء برتقالية لا أكاد أميزها عن سماء هذا اليوم... وكنت أبحث أيضا عن موضوع أكتب فيه.
يومها رحت أقلب وجهي في مختلف الأرجاء والزوايا، أحدق تحت الشمسيات الملونة عسى أن أجد أبطالا لقصتي الجديدة.. أذكر أنه كانت هناك أماكن كثيرة شاغرة... وأني توجهت، بخجل مصطنع، نحو طاولة مركونة في الزاوية، فقد كنت أحس بالغربة وحدي هناك... تلك الزاوية التي أصبحت ملاذي الأثير، بعد ذلك في زياراتي المتكررة، رغم أن الشعور بالغربة كان قد فارقني منذ زمن بعيد...
الآن أتوجه نحوها، كمسحور، وخيالي يعيد تشكيل زيارتي الأولى إلى هنا مساء 30 أكتوبر من عام 1991... أسلمت مخيلتي لذكرى لم تغب عني تفاصيلها أبدا...
وقتها سرت نحو الزاوية، كما قلت، أتفرس في الوجوه باحثا عن أبطال لقصتي الجديدة.. ولست أدري كيف فارقني خجلي، المصطنع، عندما رأيته جالسا هناك، وحيدا، بمعطفه الأسود، ولحيته السوداء، وقبعته السوداء أيضا.. وضفيرتين تتدليان من جانبي رأسه... سحبت كرسيا وجلست، دون أن أقول شيئا.. أما هو فقد رد على صمتي بصمت مماثل...
التفتُّ إلى يساري لأبحث عن الثاني، عن رجل داخل عقال وكوفية، وكنت أتوقع أن يطول بحثي، لكن هذا لم يحدث.. إذ لشد ما تفاجأت عندما رأيته جالسا على بعد طاولتين منا، وقد شبك أصابع يديه عند بطنه، وراح يقلب إبهاميه في حركات لولبية، كأنما كان على موعد...
موعد معي من دون شك (هكذا قلت في دخيلتي، وأنا أشكر الصدف التي خدمتني على غير عادتها).. تقدمت نحوه، وطلبت منه أن ينضم إلى طاولتنا...
- أنت تعرفني، سيدي؟؟؟ سأل في دهشة...
- أجل، قلت، منذ هذه اللحظة... فقد اخترتك بطلا لقصتي الجديدة...
نظر إلي ببلاهة لا تخلو من سخرية، كأنما ابتلي بأحمق، لكن فضوله منعه من عدم مجاراتي، وأنا كنت على علم بما يدور في خلده: أليس مجرد شخصية في عملي السردي؟؟؟
- طيب، قال، وسحب نفسه بتثاقل لينضم إلينا...
كان الآخر ما زال يلوذ بصمته، كأنثى تتمسك بعذريتها، لكني كنت قد قررت افتضاضها...
قلت: أنتما بطلان الآن، رغم أنكما تجهلان ذلك...
نظرا معا إلى المعتوه الذي جمعهما هنا، على غير موعد، وهو يبذل جهده لتكسير حاجز الصمت بينهما...
أجل.. أجل، تابعت، أنتما بطلا عملي السردي الجديد، لكني قررت أن أترككما على سجيتكما، هكذا تتصرفان بحرية أكبر... سأنزوي هنا جانبا، سألوذ بالصمت كما أنتما الآن، ولن أرسم لكما أي سيناريو أو حوار... وحدكما قررا ما تشاءان... وأنا سأتولى الكتابة... جرت العادة أن يتم تحويل العمل السردي إلى عمل سينمائي، أما نحن فسنقوم بالعكس.. هكذا، أعتقد، سنكون أقرب إلى تشكيل الواقع، وأكثر التصاقا به.. أليس كذلك؟
لم يردا عليّ، ولم يسلما على بعضهما، حتى إنهما لم يتصافحا.. ولم يشغلني ذلك لأني كنت أتوقعه.. ربما لاحقا سيفعلان، قلت في نفسي...
رأسان، أحدهما داخل كوفية، والثاني أسفل قبعة.. مدعوان لإقامة حوار، في يوم برتقالي من أيام مدريد الخريفية، وهما يأبيان تكسير حاجز الصمت بينهما، فيما كنت منشغلا بالبحث عن طريقة لتفجيره...
ما زلت أتكلم بيني وبين نفسي فيما استعصم كل منهما بصمته.
(قلت في نفسي دائما): تاريخهما المشترك ليس نقيا أبدا، ودعوتهما للتحاور تشبه الجمع بين قطعتي مغناطيس من قطبين متنافرين.. لكني وجدت الحل، للجمع بين المتنافرين، وكان بسيطا جدا: "ألا أتدخل"... أليس هذا ما قررت فعله منذ البدء؟؟؟
في البدء إذن كان الصمت، وكنت أنا، ورأسان مدعوان لإقامة حوار...
انسحبت بحجة الذهاب إلى الحمام، وتركتهما يجتران صمتهما... عندما رجعت كان الوضع قد تغير، وما كان علي عندها إلا أن أتناول قلمي وأسجل حوارا كان قد فاتني جزء منه...
" "



(يتبع...)


 

رد مع اقتباس
قديم 08-05-2010, 08:10 AM   #4
وردة الحب الصافي
مراقبه إداريه سابقة


الصورة الرمزية وردة الحب الصافي
وردة الحب الصافي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22566
 تاريخ التسجيل :  01 2008
 أخر زيارة : 13-02-2018 (07:11 PM)
 المشاركات : 12,624 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Green


يعطيــك العـافيـــة أستاذ يحي،،،،


متــابعــــة إن شـــاء اللــه،،،،


 

رد مع اقتباس
قديم 08-05-2010, 03:03 PM   #5
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الحب الصافي مشاهدة المشاركة
يعطيــك العـافيـــة أستاذ يحي،،،،


متــابعــــة إن شـــاء اللــه،،،،
أهلا بك وردة

مابعتك تشرفني

شكرا لك


 

رد مع اقتباس
قديم 08-05-2010, 03:17 PM   #6
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


(...)
- طالت رحلتي، وكان علي التوقف في مكان ما... فاخترت أرضك...
- تعقد تاريخك مع مر الزمن، فأصبحت لغزا محيرا للجميع، بمن فيهم أنت... أَنظرُ إلى التاريخ، فأجد أنك أكبر خطأ ارتكب فيه...
- لم يكن لنا وطن.. فخلقنا مشروع وطن... (يداعب قطعة سكر.. ثم يضعها في فنجان قهوته...)
- تقصد: سطوتم على مشروع الآخرين...!!
- إنها الهولوكوست يا عزيزي.. (واثقا...)
- ماذا؟ (استفهام استنكاري)
- الهو..لو..كو..ست...
- ما معنى ذلك؟
- هل تؤمن بها؟؟؟
- لا أعرفها حتى؟؟ (يرفع وجنته اليسرى، فترتسم ابتسامة ساخرة... قبل أن يتابع):
- وهل يجدر بي ذلك؟ عفوا.. لا أريد إهانتك..
يقاطعه: - فاسدة هي ذاكرتك...
- أجل.. أعترف بذلك.. كما أعترف بأنها لا تعترف بالخرافة...
- أنت صنعت الخرافة..
- كانت مصنوعة حين وصلت... (لحظة صمت، يتأمل خلالها قبعة غريمه، وضفيرتيه، وأنفه الأفطس... قبل أن يستأنف): يقال إنها كانت لابتزاز "الآخر".. حالة من التعويض عمّا اقترفه ضمير نائم خلال فترة دامية؟
- تعويض بالمال؟؟
- أجل.. كل شيء ينتهي بالمال دائما..
(يرفع فنجانه باتجاه شفتيه..):
- إلا في هذه الحالة.. حيث كان المال مجرد حبة الفراولة التي تزين "الوطن"...
- ربما تكون على حق...
- قلتَ: ربما.. ولم تقل: أنت على حق.. (يضع الفنجان جانبا دون أن يرتشف منه..):
- صوت الساحرة الصغيرة داخل رأسي لم يكن يكف عن الصراخ وإلقاء الأوامر: اقتل أبناء عمومتك، وأضرم النار في خيامهم...
(تجحظ العينان، من تحت الحواجب الكثة.. من تحت الكوفية.. من تحت العقال.. وترتفع السبابة، من بين الأصابع، ترسم في الهواء علامات.. لتشدد على القول، كأنما تضع تحت الكلام سطرا):
- لست أنت، بل أنا.. وأعترف، أعترف أنا الكلب الحقير.. أنني سبب كل الكوارث التي حلت بالوطن، بما في ذلك اصطدامه بنيزك في زمن غابر.. ونظم قصائد الحب زمن الثورة...
- كان صراعا تاريخيا طويلا.. فدعنا ننهه بسلام.. ويعيش الجميع...
- بالنسبة لي هو بالكاد بدأ! فبين قومي وقومك حرب أبدية... ولا تحاول أن تقنعني بالعكس...
- ذلك ما أفعله الآن...
(يضع يديه على الطاولة/يضع الآخر أيضا يديه على الطاولة... يسقط القلم من بين أناملي فأنحني لالتقاطه.. وأنا أسفل الطاولة أرفع بصري إليهما، أحاول أن أسرع كي لا يفوتني من الحوار شيء.. أسجل):
- أنت تخيب أملي.. (يقول صاحب العقال والكوفية)
- وأنت هدف أسهل عندما تكون متوترا.. (يرد صاحب الضفيرتين والقبعة)
- ما خطوتك التالية إذن؟ (يعقب صاحب العقال...)
- لا شيء، لأنه لا شيء بيننا يستوجب العداء... (يعقب صاحب الضفيرتين على التعقيب..)
- الآن أصبح هناك شيء بيننا... لأنك فيروس..
- يحتاج الفيروس إلى مضيف لاحتضانه!!
(كل شيء بات ينبئ بأن السجال قد وصل مرحلة من الاحتدام لا رجعة عندها: نبرة الأصوات.. تفاعل الأيدي.. حركات الأوجه...)
(تتلقّع الشفتان الغليظتان، داخل العقال والكوفية، بالكلام...):
- ما تعرضه عليّ أشبه بأن يطلب منك أحدهم تذوق عدة أنواع من السم لكي تعرف اللذيذ من بينها... (يتابع): أنا عالق في مزاج آخر كأنني أحمل دماغ جثة متفحمة بدل دماغي.. ولا رغبة لي باحتضان فيروس جديد...
- ارفع شكواك لمجلس الأمن!! (تهزأ الشفتان أسفل القبعة، وبين الضفيرتين)
- تتعامل معنا الأمم المتحدة في مسألة الحقوق، كالعاهرات تماما... فمعاييرها دائما مزدوجة، وكلما أردت تقبيلها صدت عني... بينما تنام في مخدعك باستمرار؟؟؟
- من تقصد: العاهرة أم الأمم المتحدة؟؟
- لا تقل ذلك.. فالوقت غير مناسب...
- "المرأة ضبع" (نيتشه)
- "الأمم المتحدة ضبع" (أنا).. ولذلك هي مقيتة.. إنها حتى لا تضع حمالة لصدرها المترهل!
- وكيف عرفت ذلك؟؟
- هناك حاسة نسميها "البصر".. وهي لم تعد تحتمل.. أصبحت أشبه بحديقة حيوانات...
- رغما عنها (الأمم/العاهرة) يمكن أن نتعايش!
- قطعا غير ممكن لأن أسلحة الدمار الشامل تسبب لي عسر الهضم...!!؟
- توقف عن العبث: يمكن لاثنين أن يتعايشا.. بل وأن يصبحا ثلاثة لاحقا؟؟؟
- أجل: امرأة ورجل: اثنان.. يصبحان ثلاثة، بعد عملية... وتسعة أشهر.. (يحرك رأسه باستخفاف...)
- لم يعد الأمر كذلك: هناك شيء يسمى الاستنساخ.. أقصد: الاستيطان...
- لا أفهم السبب الذي يجعلني لا أشبه جميع البشر؟؟
- للسبب نفسه الذي يجعلك مختلفا عن جميع البشر..
- هل الرؤية لديك واضحة؟
- كل يوم تقل فيه أكثر..
- أحاول مساعدتك.. فساعدني.. وابدأ من البداية...
- من الهو.. لو.. كو.. ست، تقصد!!؟
- (صارخا): مهلا...
- لا أحد يصرخ في وجهي... (صارخا أيضا)
- آسف.. لكني لست زوجتك، وكل شيء حدث قبل حتى أن أفكر فيه..
- لقد أذاعوا الموضوع.. لكنهم لم يذكروا التفاصيل بعد..
- جئت إلى هنا شخصا.. وسترحل شخصا آخر... فأنا لا أريدك أن تبقى هنا...
- من سوء حظك أنني سأبقى هنا... فبيننا مواثيق وعهود...
- ماتت، وماتت معها كل اتفاقاتنا... وأنا فقدت إيماني بكل شيء.. جثوت على ركبتي وبكيت.. بداخلي خواء وعاصفة.. وصدقني عندما يجتمع الخواء بالعاصفة فذلك إنذار بمولد إعصار...
- الأمر أشبه بتبئير نص سردي؟
- أجل، وأنا قضيت دهرا في تفخيخ حقل بالألغام.. ولما انتهيت من تبئيره، حُكم علي بعبوره...
- هل تريد دليلا، أم عرافا، يقودك في الظلام؟؟
- لا هذا ولا ذاك.. فالدليل يحتاج إلى عراف.. والعراف لا يسير إلا خلف دليل.. والسير بين حقل كهذا يتجاوزهما معا...
- الحركة من حولك كثيرة، لكنها بلا معنى.. يجب إضافة مضمون إذن...
- يجب تفريغ القمامة أولا، لأنها ما يملأ حولي حركة...
- لا داعي لذلك: لا داعي للعراف.. لا داعي للدليل.. لا داعي للإعصار ولا للعاصفة... فهناك خارطة للطريق...
- أجل، الطريق.. الذي يؤدي إلى الطريق.. الذي يؤدي إلى الطريق.. الذي يردك إلى الطريق الأول...
- الجميع وافق عليها: القاهرة.. تونس.. الرياض...
- القاهرة... تونس... الرياض... كلها حفر من حفر النار....
- لقد عقدنا مؤتمر سلام مؤخرا...
- مرحبا أيها المؤتمر الحقير... الرائحة كانت منتنة داخله، كأن كلبا نفق فيه منذ أسبوع... كنت آمل أن يحترق جميع من فيه في النار.. بما في ذلك الكلب الذي نفق هناك...
عندما خرجوا منه، قلت: عدوا أنتم ثرواتكم في منتجعاتكم الصيفية، فيما أصاب أنا بنوبة قلبية لم أعرف كيف أحصن نفسي ضدها... وكنت أشعر كأن أحدهم يعد حفل شواء في رأسي...
- أيها الإرهابي: أطلق ضحكتك الشريرة...
- لا تتعب نفسك، فالوضع بيننا أشبه بزواج كاثوليكي فاشل، دام أكثر من اللازم.. حيث أصبح الأمر يحتاج لإصلاح ديني شامل من أجل إجراء مراسيم الطلاق...
- ... وكأني أطلب من عقيم أن يحافظ على اسم العائلة؟؟
- أنت فاسد...
- صحيح.. وأنت مجرد نكرة لا يأبه له أحد...
- قلت: أنت فاسد...
- وأنا قلت: أنت مجرد نكرة لا يأبه له أحد... قيمك أصبحت مستحاثات قديمة، ويجدر وضعها في متحف للشمع...
- أنت تقول هذا لأنك بعت نفسك للشيطان...
- وأنت تقول هذا لأن الشيطان رفض شراء نفسك النتنة.. أما أنا فأصبحت لي علاقة حب ساخنة مع الشر.. وأصبح لي قصر في كل مكان.. وموطئ قدم في الجنة...
- لطالما أقض الشر مضجعي.. أما موطئ قدمي الوحيد فكان إسطبلا تزكم رائحته الأنوف...
- لست محظوظا فيما يبدو... (ساخرا)
- لا تقلق حيال ذلك...
- أيها المحتال...
- وأنت طيب جدا.. أكثر من اللازم... أمنحك فرصة أخيرة لتكفر عن ذنوبك.. تكسر متحف الشمع، وتعانق الشيطان، بحب... لأننا جميعا نحتاج إلى معانقة شيطان في النهاية...
- الشيطان.. بحثت عنه طويلا فلم أجده؟
- إنه بداخلك...
- تحولتَ إلى حكيم... لكن عصر الحكمة قد ولى... انظر حولك: هاهي مبادئك الرائعة الشريفة.. تباع رخيصة، وقد كسدت سوقها كعاهرة عجوز... انتحب إذن.. كثكلى فقدت زوجها حديثا...
- أريد فقط أن أصحح مساري...
- السؤال: هل تستطيع عاهرة قديمة أن تبدأ حياتها من جديد بعد أن تخطت سن اليأس بزمن طويل؟؟؟
- إننا هنا نجري حوارا للطرشان.. لا يفهم بعضنا بعضا...
- أجل.. وهل يمكن لعاهراتك العجائز أن يتعلمن كيف يصرن سحاقيات؟؟؟
- وهل تريد أن أعلّمك أنت؟؟
- ماذا؟
- أقصد لغة الطرشان...
" "
" "



(يتبع...)


 

رد مع اقتباس
قديم 08-05-2010, 03:39 PM   #7
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


كنت أسير إلى زاويتي المفضلة، في مقهاي الأثير بالساحة الكبرى الplaza mayor كما سرت قبل ذلك بسبعة عشر عاما، وذاكرتي تسترجع في لحظات ما جرى في تلك الأمسية الغريبة يوم 30 أكتوبر من عام 1991... وأنا كالمحتضر الذي يستعيد شريط حياته كلها، في جزء من الثانية، قبيل وفاته...
كنت أسير وقد ارتدت الذاكرة إلى سنوات مضت، بل إلى أمسية فيها بالضبط، كأنما نقشت على حجر، وإذ اقتربت من طاولتي الأثيرة، تلك التي جمعتني ببطلي قصتي ذات يوم، وقفت مشدوها لأمر لا يصدق:
فقد كانا هناك ما يزالان.. يقيمان حوارا للطرشان...
" "



(يتبع مع مشهد جديد...)


 

رد مع اقتباس
قديم 10-05-2010, 06:04 PM   #8
اينار
المركز الثالث (عقد من ضياء)


الصورة الرمزية اينار
اينار غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18469
 تاريخ التسجيل :  09 2006
 أخر زيارة : 04-04-2024 (04:42 AM)
 المشاركات : 2,518 [ + ]
 التقييم :  71
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Hotpink


على فكرة .. أنا مرة كنت بشتري كتاب لأحد أصدقائي الكتاب الجُدد .. في مكتبة بتبيع أغلب الكتب الجديدة للشباب ..

و لقيت مجموعة قصصية اسمها " الفزاعة " لعبد العزيز غوردو .. وبقيت عاملة زي الأطفال وأقول لأختي وصديقتي .. على فكرة أنا أعرف الكاتب ده و أعرف أخوه كمان .. وقرأت له كتير .. وكده يعني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة_نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنا فعلا معجبة كتير بقصص أخيك .. وإن شاء الله ح أشتري " الفزاعة " و ح أكتبلك رأيي فيها ..

.
.

متااااابعة


 

رد مع اقتباس
قديم 16-05-2010, 06:18 PM   #9
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اينار مشاهدة المشاركة
على فكرة .. أنا مرة كنت بشتري كتاب لأحد أصدقائي الكتاب الجُدد .. في مكتبة بتبيع أغلب الكتب الجديدة للشباب ..


و لقيت مجموعة قصصية اسمها " الفزاعة " لعبد العزيز غوردو .. وبقيت عاملة زي الأطفال وأقول لأختي وصديقتي .. على فكرة أنا أعرف الكاتب ده و أعرف أخوه كمان .. وقرأت له كتير .. وكده يعني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة_نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنا فعلا معجبة كتير بقصص أخيك .. وإن شاء الله ح أشتري " الفزاعة " و ح أكتبلك رأيي فيها ..

.
.


متااااابعة

أهلا بك اينار يسرني أن ينال ما نكتب وننقل إعجابك ويسرني أكثر تفاعلك الايجابي مع المواضيع...

في انتظار رأيك حول "الفزاعة" أتمنى لك ولأختك وصديقتك أسعد الأوقات


 

رد مع اقتباس
قديم 16-05-2010, 06:21 PM   #10
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


المشهد الثالث/ ليس سرا...



قلت: لا وقت للحكومة لتلتفت إلينا.. إنها منشغلة بتحصيل الضرائب وإنفاقها في الكازينوهات.. مع المنحرفين الشواذ ذوي الأجساد الضخمة...
فألقى إلي بالمشهد الموالي:
المشهد ينقلنا إلى جلسة إدمان، ليلية، مع وزير سابق.. تمت إقالته صباحا فقط، وقضى بقية يومه يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياته السياسية...!!؟؟
في الجلسة شخصان: الوزير السابق، في حالة مزرية.. وخادمه، وكلاهما مخمور، في أوسع غرف الشاليه الفخم على شاطئ البحر...
*** *** ***
(...)
(الوزير في حالة هيجان): - هل إنهاء حكومة فاسدة سيجعل البلد أحسن؟
(يرد الخادم ببرود قاتل): - ذلك يتوقف على من سيخلفها... (صمت.. يتابع): هل من أسئلة أخرى؟؟
(الوزير، دون أن يلتفت إليه.. وكمن يحدث نفسه): - لطالما قلت لهم بألا حاجة لنا للاقتراع، لأننا لا نؤمن بالديمقراطية أصلا...
- الحكومات تشبه فتيات الليل تماما.. يجب أن تنتهي صلاحيتها بعد مدة من الاستهلاك... (مداعبا أو مشاغبا... أو مداعبا ومشاغبا...)
(يقاطعه الوزير): - إلا عاهراتنا.. لا ينبغي أن يتقاعدن أبدا...
(الخادم، في منعطف حاد للسؤال..): - الآن.. من أنت، كيف تُعرِّف نفسك بعد الذي حصل؟؟؟
- مجرد مدمن آخر، في جلسة إدمان أخرى.. (يرخي يديه في شبه استسلام...)
- أنت مخدر إذن..
- على الأرجح.. هل أذاعوا ذلك في نشرة الأخبار؟؟؟
- أجل.. لكنهم لم يؤكدوا هويتك...
(يتناول جريدة قديمة.. بعد جرد أرقام، تزعم الحكومة أنها أنفقتها على مكافحة المخدرات، يقرأ التعليق):
- أنت تكلف الحكومة (200) دولار.. هل تصدق؟؟؟
- تدخين سيجارة بات أصعب من تسلق قمة الإيفريست...
- ظننتك أقلعت عن الحشيش؟؟؟
- بل ضاعفت حصتي اليومية...
- لم أكن أعلم بأن علية القوم أيضا يدخنون الحشيش مثلنا!؟...(يبتسم في لؤم)
- أيها السافل!
- لست أنا من تدعوه السافل في العادة.. بل "رئيس الحكومة".. (لا يتوقف عن الابتسام)
- إذن: أيها الحقير...
- أليس هناك خيار ثالث في الحياة؟؟ (تتسع الابتسامة أكثر)
- ماذا تعني؟
- يعني.. بدلا عن "السافل" و"الحقير"... (يتوقف عن الابتسام... بعد لحظة صمت يأخذ فيها نفسا عميقا من سيجارته الملفوفة بعناية): السيد الرئيس.. هل له علاقة مع سكرتيرته؟
- لا أعلم.. فهذا غير وارد في دليل التلفون...
- كان بإمكانك أن تصبح صالحا...
- وكان بإمكانك أن تصبح مصلحا..
- مصلحا يحمل على ظهره قردا مثلك؟
- جميع المصلحين يحملون على ظهورهم قرودا.. فلا تبتئس..
- بنفوذك ومالك الفاسد كنت تفتح علبة ليل جديدة، كل يوم، في البلد...
- آخرها تدللت علي كثيرا قبل أن تمكنني من نفسها...
- كعشيقتك الخلاسية الجديدة!
- أجل.. ولما فتحتها وجدتها قد تعفنت كثيرا وصارت أشبه بالعصيدة...
" "
" "



(يتبع...)


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سرد، قص، إبداع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا