|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
11-10-2008, 09:35 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
جميلة .. ولكن
جميلة .. ولكن
كانت ليلة باردة وممطرة .. وكانت حارتنا الفقيرة وكأنها في سبات عميق .. حين تركت صديقي الذي كان يسامرني .. وما كنت أنوي تركه لولا أن استعمرني النعاس والتثاؤب .. فذهبت الى بيتي الصغير في ساعة متأخرة من الليل .. ودخلت وأنا أمشي على رؤوس أصابعي كي لا أحدث صوتاً فأزعج أمي العجوز النائمة .. فبدلت ثيابي المبللة ووضعت رأسي بهدوء على وسادتي التي وكأنها حجر مبلول .. وحاولت أن أنام .. ولكن البرد القارس وصوت زخات المطر وهي ترتطم فوق سقف الغرفة وحولها وأصوات (المزاريب) المتدلية من أسطح البيوت المكتظة حالت بيني وبين النوم .. وبدأت أتقلب وأحك جسدي المقشعر برداً بفراشي الرطب الى أن اعتراني الدفء ونمت .. وحين كنت غارقاً في أحلامي السعيدة .. جاءت توقظني .. فنظرت إليها بطرف عيني .. لأول مرة كنت أراها .. كانت جميلة جداً .. أيقظتني وهي مبتسمة ويشع من ابتسامتها النور .. وأنا مندهش .. مبهور بجمالها .. فحاولت أن أقف .. ولكنها منعتني بيدها بلطف وجلست بجانبي .. وفي عينيها ألوان قوس قزح.. ووجنتاها جوريتان مخمليتان حمراوان .. وسابل شعرها الأسود يكاد يمس الأرض من طوله.. ولم أر جمالاً كهذا من قبل .. كانت تزين عنقها الطويل ومعصميها البيض لآلئ وحلي كثيرة .. يا لجمالها .. ! ما هذا ؟! قلت هذا في نفسي .. حتى أنني نسيت أن أسألها من تكون .. فحاولت أن أسأل ولكنها سبقتني بصوت عذب (يا الله ما أعذبه) .. بصوت هادئ .. قالت : - لا تسأل عني .. فهذا لن يفيدك .. ولن يغير شئ - ولكن .. كيف عرفت ما أود أن أسأل ؟! - (مبتسمة) انهض .. ودع عنك التساؤلات - ولكن .. من أنت .. ولماذا وكيف ومن أين جئت ؟! - سأجيبك عن كل ما تريد .. ولكن لا تسألني من أنا - (متعجباً) لماذا ؟! - ولا تسألني لماذا .. فستعرفني لاحقاً (يا الله .. ماهذا .. ماهذا الذي أنا فيه ؟ - إذن .. ماذا تريدين ؟ فانتصبت واقفة ولم تجب .. فاحترت وتلعثمت .. وما عدت أدري ماذا أقول .. ففقدت أعصابي وصرخت .. صرخت .. صرخت بعلو صوتي.. فصحوت من حلمي .. وإذا بأمي العجوز تمسح بيدها الحنونة على رأسي وتسمي باسم الله .. وأنا ألهث.. وأحاول أن أبتلع ريقي ولكن لعابي كان قد جف .. فقصصت عليها حلمي .. فقالت بهدوء الليل الساكن : - إنها الدنيا ياولدي .. هي جميلة ولكنها فانية وفي تلك الليلة الماطرة .. شعرت أن قلبي يفر من جسدي .. ، وفي اليوم التالي (حيث توقف المطر) صحوت في ساعة متأخرة من النوم .. فقلت بغضب صامت : - لقد صحوت .. اللعنة فأنا لا أعرف ماذا سأفعل هذا النهار .. حاولت أن أنام ثانية .. ولكني عبثاً أحاول .. فلقد استهلك جسدي كل ما يلزمني من النوم وأكثر .. لدرجة أن النوم كاد أن يستهلكني .. فقمت وهرولت مسرعاً .. وغسلت يدي ووجهي بسرعة حتى لا أعذب نفسي طويلاً (فالماء كان بارداً جداً) .. ثم ارتديت ثيابي وقد جفت بعض الشئ من بلل الأمس .. وحزمت نفسي لأخرج .. وعند خروجي لاحظت أن زجاج النافذة مندى بالأبخرة .. فابتسمت .. وقلت في نفسي : - يبدو أنني تنفست كثيراً ليلة البارحة .. ثم فتحت باب البيت لأخرج .. كان الطقس بارداً جداً .. فحاولت من شدة البرد أن أدفن رأسي في قلبي .. ولكني وجدته فراغاً .. فتذكرت أن قلبي قد فر من جسدي ليلة أمس .. (ولكن الى أين ؟ .. فكرت بهذا قليلاً .. ثم تناسيت الأمر وتابعت مسيري .. يتـــــــــبع ....... المصدر: نفساني
|
|||
|
12-10-2008, 12:48 PM | #9 |
عضو نشط
|
الأخوة والأخوات الأعزاء : نجلاء الهاجري ، عصفورة ، الجريئة ، أسامة ،
موئل الأساطير ، محمد الغامدي ، اينار .. أشكركم جداً على متابعتكم |
|
12-10-2008, 01:12 PM | #10 |
عضو نشط
|
ثم فتحت باب البيت لأخرج .. كان الطقس بارداً جداً .. فحاولت من شدة البرد أن أدفن رأسي في قلبي ..
ولكني وجدته فراغاً .. فتذكرت أن قلبي قد فر من جسدي ليلة أمس .. (ولكن الى أين ؟ .. فكرت بهذا قليلاً .. ثم تناسيت الأمر وتابعت مسيري .. خرجت الى الشارع فلم أر فيه سوى بقايا مياه الأمطار .. فدهشت - أين ذهبت كل أمطار الأمس .. وكيف يكون الشارع نظيفاً لدرجة بالغة ؟! ثم تساءلت .. - كيف لي أن أمسح كل الخرابيش عن سبورة الروح .. كما الشوارع غسلتها مياه الأمطار من كل الخطايا..، انه أمر مستحيل .. كنت أقول انه أمر مستحيل وأنا أمشي الهوينا على الرصيف .. وبعد بضع خطوات .. سمعت صوت أمي يناديني.. - الى أين أنت ذاهب في هذا البرد القارس ؟ .. فالبرد يقص المسمار فابتسمت .. وتعجبت لهذا التشبيه .. فقلت لها (مداعباً) : - فمن أجل هذا أنا ذاهب يا أمي .. سأبحث عن مسامير مقصوصة في الشوارع وفي الحقيقة انني كنت لا أعرف الى أين أنا ذاهب .. فليس من المعقول أن أجد مسامير قصها البرد ..، ثم سرت وكان لا يوجد سواي في الشوارع .. كل شئ من حولي صامت .. وكأن الدنيا قد خلت .. فبدا لي ان هذا اليوم سيكون جميلاً .. رغم اني لم أجرب هذا من قبل ..، بدأت أتسكع هنا وهناك .. ولهذه الأزقة نصيب .. ولتلك الشوارع نصيب آخر .. إلا شارع واحد .. كان مدججاً بالقصور وبيوت الأغنياء .. مكثت فيه كثيراً .. ففيه بيت جميل .. مشيد بالحجر الأبيض (وفي الحقيقة انني استغرقت وقتاً طويلاً لاستخراج اللون .. فالبيت كانت تغطيه أشجار كثيفة) .. ولهذا البيت عندي مقام .. فكثيراً ما أحسست أنه يخبئ أشياء جميلة وراء أسواره .. وكثيراً ما كانت عيناي تتلاقى على استحياء بعينان جميلتان هناك .. ولكن دون كلام .. بل دون إشارات أيضاً. ولكن هذا اليوم مختلف تماماً عن الأيام السابقة .. فلقد وجدت قلبي هناك .. معلقاً على حافة شرفة هذا البيت .. - ولكن كيف لي أن ألتقطه ؟ سألت نفسي هذا السؤال وتلفت حولي لعلي أجد وسيلة .. ثم نظرت الى قلبي .. ففوجئت بفتاة جميلة تجلس قريباً منه على تلك الشرفة .. كانت ترتشف قهوة الصباح .. ولكن أي صباح هذا ونحن في وقت الظهيرة ..، فقلت لها: - أرجوك .. هلا ناولتني قلبي فثقبت صدري عيناها الغاضبتان .. وقالت : - (بغضب) .. ماذا تقول ؟ - هلا ناولتني .. (آه .. يا الله ما أجملها .. وما أعذب صوتها).. ثم تداركت .. وأعدت سؤالي : - هلا ناولتني قلبي فاستعمرها الهدوء وبدت على وجهها علامات التعجب .. فابتسمت .. وكأنها تقول لنفسها (من أين أتاني هذا المجنون ؟.. ثم قالت وهي مبتسمة .. - أي قلب هذا ؟! - انه قلبي الملهوف .. يرحل دوماً في دوامة الحزن .. ينتظر موسم الحب .. وموسم الحب قد رحل .. كانت تستمع الي بحرارة حين كنت أسرد عليها مما لدي .. وقد كاد البرد أن يقتلني وأنا أقف في الشارع حتى خفت أن (يقصني البرد كما يقص المسمار) .. ولا أنكر انني كنت سعيداً لأني وجدت من يسافر في كلماتي.. ويرتحل في أعماقي .. كلمتها كثيراً .. ثم استأذنتها ورجعت الى البيت .. ونسيت قلبي هناك .. ولا أدري كيف وصلت البيت .. (بسرعة الضوء وصلت).. فيبدو انني كنت أفكر فيها أثناء مسيري .. فهي جميلة جداً.. جميلة حتى الإسراف .. ولكن غضبها بعثر أفكاري .. فقصصت على أمي ما حدث .. ولكني أخفيت عنها الغنى الفاحش الذي تنعم به تلك الفتاة .. فأنا أعرف أمي .. ستقول لي : - انها جميلة ياولدي .. ولكن .. يتبــــــــــــــــع...... |
|
12-10-2008, 11:32 PM | #13 |
مراقبه إداريه سابقة
|
كل الشكر لك أستاذ عمر،،،،،،
قصة معبرة،،،،،وطبعاً سأكون متابعة لها،،،،،، تقبل تحياتي العطرة،،،،،، |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|