المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > ملتقى الأدب
 

ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي .

الطريق إلى ملعب بستان الثور ...بقلمي

كانت المدرسة الابتدائية في نفس الحي الذي نسكن فيه...و كان أولاد المدرسة هم نفسهم أولاد و رفاق الحي... بدأت فترة الشقاوة و الشيطنة في ذلك العمر من الصف الرابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-02-2017, 11:08 AM   #1
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
الطريق إلى ملعب بستان الثور ...بقلمي



كانت المدرسة الابتدائية في نفس الحي الذي نسكن فيه...و كان أولاد المدرسة هم نفسهم أولاد و رفاق الحي...

بدأت فترة الشقاوة و الشيطنة في ذلك العمر من الصف الرابع الى السادس الابتدائي...
بعد الانصراف من المدرسة وانتهاء نوبة الشيطنة هناك..كنا نتجمع في الحي بحدود 10 الى 15 شيطان صغير..
نأخذ كرة قدم و ننطلق باتجاه ملعب بستان الثور الذي يقع على مسافة ليست بعيدة...
كان بستان صغير محاط بأشجار زيتون و صفصاف...وتحول مع الزمن تحت أقدام الأولاد الصغيرة إلى أرض ترابية صلبة صارت ملعب كرة القدم الأساسي في الحي...
و الحقيقة لا أحد يعرف من أين أتت تسميته بالثور ...كنا نسمع عدة روايات لهذه التسمية.. أشهرها و أكثرها رعبا" أن صاحب البستان أسمه الثور وله ذنب و عنده كلب شرس مسعور وجفت ( بندقية صيد بفوهتين ) يصيد بها الأولاد الذين يلعبون في بستانه و يقطعهم ثم يطبخهم في قدر كبير ويأكلهم و أنه كان يحب لحم الأولاد الصغار.
لذلك كان الذهاب و اللعب هناك يكدره الخوف.

في منتصف الطريق تقريبا" إلى هذا الملعب يوجد منزل مميز عن كل بيوت الحي وكنا نسميه قصر السندباد ...كانت ديكوراته من الخارج أنيقة و مميزة و ملفتة و كان أكثر ما يعجبنا فيه جدرانه المغطاة برخام فاخر ناعم و أملس كالحرير عليه نقوش و رسومات ملونة رائعة.

و كنا عندما نصل الى ذلك البيت نتبول بشكل جماعي على جدرانه الرائعة.

كان محطة التبول تلك بديهية و متفق عليها وتثير الحماس بحيث أنه لا يمكن أن نتجاوز ذلك المنزل دون إنجازها على أكمل وجه.
وهي عرف موروث عن أجيال الأولاد المتعاقبة قبلنا.
و مع مرور الأيام و في إحدى المرات وأثناء التبول على الرخام الفاخر خرج لنا صاحب البيت بسروال قصير و فانيلا حافي القدمين يحمل عصا كبيرة و يركض نحونا كثور هائج منفلت يسب و يشتم بصوت عالي.

قطعنا التبول و هربنا مذعورين نركض في كل الاتجاهات كدجاجات دخل قنها ثعلب...
وأذكر جيدا" أنني ركضت بسرعة هائلة كما لم أركض أبدا" من قبل دون أن ألتفت لحظة واحدة الى الخلف...كانت قدماي تركضان لوحدهما دون شعور و دون إرادة...

صاحب المنزل كان بدين و لم يستطع مجاراة 10 شياطين يركضون بسرعة غزال يهرب لينجوا من مفترس يريد أكله...
وعندما يأس من الامساك بأحدنا صار يرمينا بحجارة كبيرة و كلما قذفنا بحجر نقفز إلى أعلى في كل الاتجاهات كالأرانب آملين أن ننجوا من الاصابة.
وأذكر أنني كنت مع بعض الرفاق من أول الواصلين الى الملعب و لما وصل الجميع تبين أننا نجونا جميعا" و صار كل واحد يحكي قصة هروبه و بطولته مضيفا" إليها بعض الأكاذيب.

انقسمنا الى فريقين و لعبنا الكرة لساعات دون تعب أو ملل.

وعندما حل الظلام و انتهى اللعب عاد الخوف إلى القلوب لأن طريق العودة سيكون عبر ذلك المنزل الرخامي و كانت العادة أن نتبول عليه في طريق الاياب أيضا"...لكنه لم يعد الآن كما سبق مجرد محطة ترفيهية تثير الحماس.

بلعت و بلع كل الأولاد خوفهم و أخفوه في أعماق صدورهم....
كان إظهار الخوف و الجبن ضعف و إهانة لا يقبل أن ينعت بها أي ولد.
لذلك مشينا جميعا نحو قدرنا قافلين في نفس الطريق بقلوب مذعورة مع قدرة رهيبة على إخفاء الخوف و الذعر.
وعندما اقتربنا انهار أحد الأولاد وكنا نسميه (سنفور مفكر) و اقترح أن نغير الطريق و أكد لنا أن هذا ليس خوفا" إنما ذكاء و حكمة ( انسحاب تكتيكي ) لأن الرجل من المؤكد أنه يتربص و يكمن لنا منتظرا" عودتنا...ويجب أن نكون أشطر منه.

الحقيقة كان الاقتراح رائعا" يثلج القلوب التي تكاد تحترق من الخوف...لكن مشاعر الكبرياء الطفولي كان أقوى و أشد من أي مشاعر أخرى.

ولم يتردد الجميع في رفض الاقتراح و وصفه بالجبان و الانهزامي...

قلنا للسنفور : اذا أنت خائف اذهب من طريق آخر ما فيه شرشبيل...نحن لن نعود إلا من نفس الطريق مرورا" بقصر السندباد الرخامي ...و أضاف ولد لعين متحمس و مندفع أننا لن نقطع المنزل دون التبول على جدرانه كما كنا نفعل في كل مرة ذهابا" و إيابا".
و تبنى الجميع هذا الكلام حتى (سنفور مفكر) قال انه سيبقى معنا ليثبت لنا أنه ليس خائف و أن اقتراحه كان من جانب الحكمة فقط.

و عندما بان المنزل في الأفق صارت أقدامنا تمشي لوحدها مشية رجل محكوم بالاعدام باتجاه حبل المشنقة.

واقترح (سنفور مفكر) مجددا" بصوت مرتعش أنه من الحكمة أن نتقاسم المراقبة أثناء تنفيذ العملية بحيث نغطي كل الاتجاهات لأنه من الممكن أن يخرج لنا صاحب المنزل من أي جهة...ليس فقط من المخرج الرئيسي كالمرة السابقة.
كان الاقتراح واقعي ولا يخدش كبرياء الطفولة وبالفعل وزعنا المراقبة...كل واحد عينه على جهة على أن يعطي إنذار للبقية اذا شاهد العدو.
وعندما صرنا على بعد أمتار قليلة من الجدران الرخامية و بلغت القلوب الحناجر...تقدمنا و بدأنا انجاز المهمة التاريخية...صار الوقت يمضي ببطأ شديد.. كل ثانية كأنها ساعة.
انتهينا دون يهاجمنا أحد وأكملنا الطريق محتفلين بالنصر الكبير و نحن نغني :

خمسة عشر رجلا" ماتوا من أجل صندوق..

و ضحكنا كثيرا" عندما قال أحد الأولاد أن ( سنفور مفكر ) لم يستطع أن يبول و لا قطرة واحدة من الخوف.

بعمر العشرينات اجتمعنا ثمانية شباب من شلة الأولاد تلك...و دار نقاش حول الدافع لقيام أولاد صغار بهذا السلوك.

أحد الشباب وكان يدرس في كلية الاجتماع كان يرى أن الموضوع لم يكن مجرد تسلية...بل أنه يعكس الصراع الطبقي والعداء للطبقة البرجوازية... وأننا في الحقيقة كنا نتبول على البرجوازية نفسها و التفاوت الطبقي و أنه رد فعل فطري نظيف من أطفال لا يعرفون شئ عن هذه المسألة.

لكن خالفه الرأي شاب آخر... قال أن صاحب المنزل أصلا من الفقراء الكادحين و أن منزله ذاك كد و تعب و غربة 15 سنة في الكويت.

وهنا عبر آخر عن حزنه و شعوره بالذنب و أنه يحتقر نفسه كلما تذكر هذه القصة وقال أن ذلك لم يكن سلوك أولاد ذوي تربية صحيحة.

و خفف عنه آخر :
يا أخي لا تهم حالك...لم نخرب و نكسر له الرخام...قليل من الفيري و الماء يلمع و يصبح مثل الفلة...

و انتهى النقاش عندما اقترح (سنفور مفكر) الذي صار طالبا" متفوقا في كلية الطب أن نذهب إلى ذلك المنزل و نستعيد ذكريات الزمن الجميل على جدرانه.

باسم 2/2/2017
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 02-02-2017, 05:49 PM   #2
ظل امرأة
المشرف العام
بقايا حنين


الصورة الرمزية ظل امرأة
ظل امرأة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28828
 تاريخ التسجيل :  09 2009
 أخر زيارة : يوم أمس (10:27 AM)
 المشاركات : 29,407 [ + ]
 التقييم :  357
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black


باسم..
سنفروا بحياتكم ههههه
مو كل مرة تسلم الجرة مع شرشبيل ههههه

تحية لك ولذكرياتك :)


 

رد مع اقتباس
قديم 02-02-2017, 09:04 PM   #3
دجى القمر
مراقب إداري
قيثارة الروح 💔


الصورة الرمزية دجى القمر
دجى القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52042
 تاريخ التسجيل :  10 2015
 أخر زيارة : 14-06-2022 (08:25 PM)
 المشاركات : 5,376 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Darkslategray


هههههه أطفال منتهى البراءة :)
باسم يا شعوري من اسمعك تحكي عن سورية وذكرياتها
وتفاصيلها احساس مدفون لها ما اقدر اوصفه!
الله يرجعها ويرجع ايام كانت فيها آمين


 

رد مع اقتباس
قديم 03-02-2017, 02:50 PM   #4
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


أسألكم بصراحة..هل القصة التي سردتها فيها قلة ذوق..
ندمت بعد ما نزلتها و لو عندي خيار حذف كنت حذفتها.
الاستفسار مو مشاني أنا..
انا ما أحتاج استفسار لأني على يقين أنها رصينة و مافيها أي خدش للحياء.
لكني بدي أعرف وقعها على من قرأها و كيف شافها مهذبة أم لا... أنا أحسب أيضا أن المتلقين ليسوا على درجة واحدة بالتلقي.

بصراحة لأنو صدري واااااااااسع جداااااااااا.


 

رد مع اقتباس
قديم 03-02-2017, 03:57 PM   #5
دجى القمر
مراقب إداري
قيثارة الروح 💔


الصورة الرمزية دجى القمر
دجى القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52042
 تاريخ التسجيل :  10 2015
 أخر زيارة : 14-06-2022 (08:25 PM)
 المشاركات : 5,376 [ + ]
 التقييم :  18
لوني المفضل : Darkslategray


باسم طول بالك ما حكيته عن أطفال
وكلنا نعرف الاطفال وبرائتهم بشوفها والله عاديه قصة طريفه!
واذا بدك احذفها الك تحت أمرك أنا.


 

رد مع اقتباس
قديم 05-02-2017, 05:19 PM   #6
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظل امرأة مشاهدة المشاركة
باسم..
سنفروا بحياتكم ههههه
مو كل مرة تسلم الجرة مع شرشبيل ههههه

تحية لك ولذكرياتك :)



سنفور مغرور كان يحمل مراية على طول ويقول ما أجملني.
سنفور وسخ..كان فوق راسه ذباب على طول.

احلى واحد سنفور غضبان...شو ما حكو يقول أنا أكره...

شكرا لكي ياسمين.


 

رد مع اقتباس
قديم 05-02-2017, 05:23 PM   #7
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دجى القمر مشاهدة المشاركة
باسم طول بالك ما حكيته عن أطفال
وكلنا نعرف الاطفال وبرائتهم بشوفها والله عاديه قصة طريفه!
واذا بدك احذفها الك تحت أمرك أنا.


لا تحذفيها...شكرا دجى.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا