"متى"

"متى"

كنت أقرء فى أحدى الكتب عن العتاب ... بين الاحباب,,,

(((تقول عاتبها عتاب المحب بعد أن لاحظت أنه منذ مدةٍ كلما رآها نظرَ إليّها من بعيد

وأدار وجهه حيثُ ألعابه ولهوه فنادته : " فلان " فلم ينظر إليها أيضاً ..

استغربتُ أمره ومضتُ نحوه ، فسألته : فلان .. لماذا أناديكَ ولا تجيب .. ؟

قال : لأني ناديتكِ وكلمتكِ في ذاك اليوم ولم تجيبي)))



هذا العتاب الجانبي أخذني لمنحى آخر وهو ما دفعني لأكتب عن موضوع "متى" بين الصغار و الكبار ..

الصغار وليس بمفهوم تحديد الأعمار، ففيروز غنتْ لنا نحن من تعدينا سنين الطفولة :
" تعا تا نتخبا من درب الأعمار وإذا هني كبروا ونحنا بقينا صغار ، وسألونا وين كنتو وليه ما كبيرتوا إنتو ، منقلن نسينا "
بل الصغار الذين هم في بداية الدرب الموصل إلى القمة ، إلى النجاح ، إلى آخر درجات السلم في الإبداع ، هذا إن كان للإبداع نهاية ولا أعتقد ذلك ، فمهما كبرَ المرء وتطور فكره ونما عقله ووطال جسده وعدت به سنين العمر ، لا بدّ إن أراد أن يبقى على قيد البقاء أن يتعلم جديداً كل يوم وأن يتطور دوماً ويٌطوّر فكره وينميه إلى ما شاء الله ..
لكن ، في مدرسة الحياة ، يبدو أن هناك كبار يعتقدون أنهم وصلوا القمة ، وأنه عليهم أن لا ينظروا إلى من خلفهم من صغار مبتدئين يسعون للتعلم بلهفة وبنشاط وحب للوصول إلى مستوى لائق ، حرصاً على مكانتهم ..
كبارٌ لا يمدون يدهم لتحية أولئك الصغار ولا لمدهم بكلمات التشجيع التي هي أقل ما يقال لعقولهم الكبيرة المتطلعة إلى الأمام ..
هذا الكون ( صغيرٌ ) يا سادة ، صغيرٌ بمحيطه الدائري ( الكبير ) الذي وإن امتد على مساحات شاسعة من العلم والمعرفة يبقى كلُ من يعيش عليه صغير وبحاجة ليد تمتد نحوه ..
فيا أيها الكبار "متى"

المصدر: نفساني

يبقى صغيرا من يعتقد أنه وصل القمه ،،،

وهنا ، يجب أن نتحدث عن الكبار في أي مجال من مجالات الحياه ،
فالعلم مثلا ، هذا الذي علمنا إياه الله سبحان وتعالى في كتابه العزيز ،،

العلم للجميع ، ومن يحتكر العلم لشخصه ولذاته لا بد أنه انسان ينقصه الكثير ، ولا يجمله أنه لديه العلم الوفير ،،، لأن الانسان يبقى على سلم الحياة تلميذا حتى يموت .

فمن لم ينتفع الناس من علمه ، كمن لا علم لديه ،،،

شرفني حضورك و توقيعك

للرفع....

لا للتحطيم