المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

نهاية الكتـــــــــــــــابة

نهاية الكتـــــــــــــــابة (يحي غوردو) في البدء كانت الكلمة صوتا: الإنسان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-02-2010, 12:42 AM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
نهاية الكتـــــــــــــــابة



نهاية الكتـــــــــــــــابة
(يحي غوردو)

في البدء كانت الكلمة صوتا:
الإنسان اجتماعي بالفطرة، وهو يحتاج إلى إيصال ما في ضميره إلى غيره، وفهم ما في ضمير الغير، لذلك اقتضت الحكمة الإلهية إحداث آليات يخف عليه إيرادها، ويسهل عليه استعمالها، ولا يحتاج إلى غير الآلات الطبيعية التي يملكها كل واحد منا والتي خلقها الله فينا: الفم، اللسان، الشفتين والحبال الصوتية... فوفقة خالقه إلى استعمال صوته، وتقطيع نفسه بالآلة الذاتية إلى مقاطع وحروف يتميز بعضها عن بعض، باعتبار مخارجها وصفاتها، حتى يحصل منها بالتركيب كلمات دالة على المعاني الكامنة في الضمير فيتيسر بذلك فائدة التخاطب، والتحاور والتواصل والمقاصد التي لا بد منها في الحياة.
ثم لما أمكنت تركيبات تلك الحروف على وجوه مختلفة، وأنحاء متنوعة، وطرق متغيرة، حصل لهم ألسنة مختلفة، ولغات متباينة وعلوم متنوعة، وهي نعم وهبها الله لبني البشر.
لكن الأمم المتقدمة في تطورها لم تكتف بالمحاورة الشفهية والاتصال المباشر في إشاعة هذه النعم، لاختصاصها بالحاضرين (لأن النظام الشفهي يستعمل الصوت الذي لا يمكن أن يسمعه إلا من هو معك في المكان والزمان)، ولإطلاع الغائبين عنهم والبعيدين منهم ومن سيأتي بعدهم من أجيال (الغائبين عن المكان والزمان) على ما استنبطوا من معارف وعلوم، وما وصلوا إليه من أفكار ومفاهيم وما استخلصوا من نظم وأنساق، وأتعبوا أنفسهم في تحصيلها لينتفع بها أهل الأقطار القريبة والبعيدة، ولتزداد العلوم بتلاحق الأفكار وتراكم المعلومات، فوضعوا قواعد الكتابة، وبحثوا عن أحوالها، من الحركات، والسكنات، والضوابط، والنقاط، وعن تركيبها، وتسطيرها، والتفنن في تخطيطها لينتقل منها الناظرون إلى الحروف والألفاظ إلى المعاني، فنشأ من ذلك الوضع وتلك العملية جملة العلوم والكتب والمخطوطات.‏
وكان الهدف من كل ذلك توصيل الفكرة التي في الذهن إلى الآخر والحفاظ عليها بأي وسيلة من التلف والاندثار، فكانت الكتابة هي وسيلتهم الوحيدة وتقنيتهم المتوفرة للتواصل عبر أزمنة طويلة، وكان ورقهم من الأخشاب والعظام والطين. فكيف بدأ ذلك المسار؟ ومتى وأين كان ذلك؟ وهل له نهاية؟

كيف كانت البداية؟
في البدء كانت الكلمة (نطقا / سمعا ومعنى) كان الناس يتواصلون شفهيا ولم يستعملوا الكتابة إلا في مرحلة متأخرة لأن مجال تواصلهم كان ضيقا ومحدودا، بعد ذلك جاءت الضرورة لحفظ ما كانوا يقولونه سواء للتواصل مع الآخر في نفس الزمان أو في زمن قادم فاستعملوا الرسوم والصور ( الهيروغليفية) ثم لأسباب تقنية طورت الكتابة إلى رموز مبسطة ( المسمارية) و اقتضت الضرورة لأن تتحول إلى رموز أكثر دقة و تعبيرا (الحروف الفينيقية) كل ذلك من أجل التواصل في الزمان الحاضر والمستقبل. إذا كان التحول كما يلي:
كلمة منطوقة --------> صور (ايقونات) --------> رموز --------> حروف.
الرجوع إلى المنطوق :
منذ أكثر من قرن من الزمن، عرفت الإنسانية رجوعا مكثفا إلى التواصل الشفهي مع انتشار المذياع والتلفون والهاتف الثابت والنقال والتلفاز ثم الحاسوب والأنترنت ...
كانت الصورة التي ترافق منذ مدة النص المكتوب على الورق تنقص التواصل المنطوق عبر الراديو لكن بانتشار التلفزة انظم الصوت إلى الصورة ولم يعد المكتوب يمثل إلا نسبة ضئيلة وهذا ما سيخلق أرضية صالحة لانتشار الوسائل المتعددة الوسائط التي تجمع بين النص والصوت والصورة الساكنة والمتحركة...
ونلاحظ اليوم رجوعا عكسيا كانعكاس المرآة: ففي زمن قريب بدأ الإنسان يستعمل رموزا في أنواع متعددة من الكتابات التي تعتبر جد متطورة وهي المستعملة في الميدان التكنولوجي وآخر ما وصل إليه عقل البشر ك ( HTML – C++ – JAVA - ...... .......) وهي لغات مليئة بالرموز. ثم بدأ الإنسان يستعمل الصور والأيقونات كالتي نجدها في إشارات المرور وكذلك الأيقونات الصغيرة التي غزت شاشة الكمبيوتر: لأنها تختزل معلومات غنية ومكثفة في مكان صغير.
انعكاس السهم يعني عود على بدأ ورجوعا إلى الوراء .
كلمة منطوقة <-------- صور (أيقونات) <-------- رموز <-------- حروف.
لماذا استعمل الإنسان الكتابة؟
الكتابة ترتكز على مبدأين أساسيين:
تسهيل التواصل (مع الحاضر والماضي والمستقبل)
التخزين ( للحاضر والمستقبل) ( الكتابة تدوم) العلم صيد والكتابة قيد.
لكن الكتابة تحفظ لنا فقط جانبا من الكلمة أي معناها بدون الجانب الآخر: النطق والسمع أي بدون مصدرها الأصلي والظروف المحيطة بها كما هي في الواقع فإننا لا نرى قائلها ولا نسمعه ولا نعرف شكله وهيأته وحاله وظروفه ومحيطه ولا حتى نبرات صوته وهذه الأشياء كلها لها دلالات في غاية الأهمية....
حينما نقرأ كتابا لسيبويه مثلا فإننا لا نعرف شكل سيبويه ولا صوته ولا نبرته ولا مكان تواجده وهذا ما يحرمنا من كثير من المعلومات الإضافية المهمة جدا للتواصل الجيد والكامل. فالمعلومات التي نستخلصها من الكتابة لا تمثل إلا جزءا ضئيلا من عملية التواصل والجزء الأكبر موجود في الصوت والصورة والحركة... بالإضافة إلى أن الكتاب لا يفهمه إلا من يتقن الكتابة وفك رموزها وإشاراتها، أما الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب فإنه محروم من الاستفادة منه.
فإذا تم التوصل إلى وسيلة أحسن من الكتابة، أي وسيلة تنقل لنا بكل دقة وموضوعية سياق الكلمة من متكلم وحال وظروف. وسيلة تمكننا من رؤية المرسل بشحمه ولحمه، وسيلة تغنينا عن بدل جهد إضافي، وسيلة تساوي بين الذي يقرأ والذي لا يقرأ. فبدل أن نقرأ للكاتب فإننا سوف نراه ونسمعه بنبراته وتحركاته وإشاراته وانفعالاته سوف نعرف متى يسكت ومتى يتكلم، كيف يقطع الكلمات، متى ينفعل ومتى يبتسم ... وبدلا من أن نمر من الكلمة التي في ذهن المرسل إلى الكتابة ثم من الكتابة إلى ذهن المرسل إليه ونضيع جهدا كبيرا للفهم فسوف نذهب مباشرة من المرسل إلى المرسل إليه عن طريق النطق والبصر.
المرسل --------> الكلمة --------> الكتابة --------> القراءة --------> الكلمة --------> المرسل إليه، (مسار يحتاج لمعرفة الكتابة والقراءة وهي معرفة صناعة الترميز وفك الترميز التي تعتبر عملية صعبة للغاية تحتاج منا جهدا كبيرا لتعلمها: فالكتابة موجهة لفئة محدودة فقط (الذين يعرفون الكتاب ورموزها) ، وهي لا تعني التعلم، فبإمكان الشخص أن يتعلم العلوم أو أي شيء دون أن يعرف الكتابة وفك رموزها... ومن الخطإ أن نعتقد، كما هو شائع اليوم ، أن القراءة والتعلم مرتبطين بالكتابة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ الخط ولا يكتب، وكان إذا نزل عليه الوحي وسمع القرآن حرك لسانه بذكر الله، فقيل له : تدبر ما يوحى إليك، ولا تتلقفه بلسانك، فإنا نجمعه لك ونحفظه عليك : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به) سورة القيامة، كان عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن ولا يعرف قراءة الخط، فمعنى القراءة هو التكرار والحفظ والنطق بالكلام.)
المرسل -------->النطق --------> السمع --------> المرسل إليه،
(مسار لا يحتاج إلى معرفة القراءة والكتابة: موجه لكل الناس بلا استثناء.)

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 19-02-2010, 12:43 AM   #2
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


هل سيحتاج الإنسان إلى الكتابة بعد ذلك ؟

الرجوع إلى الأصل فضيلة كما يقال، فبعد أن تطورت الكاتبة و بلغت قمتها ومداها وأدت مهمتها على أكمل وجه آن الأوان لها أن تنحصر وتترك المجال لغيرها لأننا سوف لن نحتاج إليها في المستقبل بهذا الشكل الذي هي عليه فكما بدأت منذ مئات السنين فسوف تختفي بعد عشرات السنين...
وهذا هو شأن سائر الصنائع، فإنها تبتدئ قليلا قليلا، ولا تزال تزيد حتى تصل إلى غاية، هي منتهاها، ثم تعود إلى النقصان، فيؤول أمرها إلى الغيبة، في مهاد النسيان.
الغاية والمنتهى
فالكتابة هي كباقي الصناعات والوسائل التي استعملها الإنسان: الحصان مثلا قد استعمل في زمن ما وأدى وظيفته ولكنه اختفى اليوم في المدن الكبرى فلن تجد ه في باريس أو نيويورك أو حتى في المدن الصغرى. ولم يبق إلا في مجالات ترفيهية أو رياضية وكديكور ورمز في السيارات التي تحسب قوتها بعدد الأحصنة... كذلك كان الشأن بالنسبة للسيف الذي لم يكن يفارق الإنسان في فترة من الفترات لكنه لم يعد اليوم إلا كرمز أو وسيلة رياضية في المناسبات. وكما اختفت الريشة وعوضت بالقلم وبدأ القلم يعوض بلوحة المفاتيح...
لقد بدأ الإنسان يعوض الرمز بالصورة كما فعل الفراعنة (لكن الصورة اليوم هي متحركة وهذا هو المكون الأساسي الذي يظهر لنا المتكلم وظروفه وأحواله...كما هو) ثم الصوت (المكون الثاني في الكلمة المسموعة في تسلسلها الزمني بنبراتها، بصعودها وهبوطها...)
ما هي الوسائل التي سنستعملها عوض الكتابة الحالية؟
لقد بدأ الحديث منذ مدة عن الكتاب الإلكتروني و الجريدة الإلكترونية، بدأت منذ مدة الكتابة الالكترونية تأخذ مكانها أمام الكتابة الورقية، بدأت الرسالة الالكترونية تعوض الرسالة العادية( message- e-mail…)، بدأ الإنسان اليوم يستعمل الوسائل المتعددة الوسائط، وبدأت الثورة التكنولوجية تأخذ مكانها اللائق بها في بيت القرن 21، وفي المدرسة والمعمل والشارع ...
لم يعد الناس اليوم يكتبون الرسائل الورقية كما كان الشأن قبل 20 سنة لأن الهاتف أدى هذه المهمة بطريقة مباشرة وإلى أبعد الحدود وبأرخص الأثمان ومكننا من ربح الوقت الوفير. في الماضي كنا نكتب الرسالة وننتظر أسبوعا أو أكثر لتصل إلى هدفها ثم أسبوعا آخر لنتوصل بالرد واليوم يمكنك التحدث مباشرة إلى من ترغب وتوصل إليه ما تريد من الرسائل الصوتية والمرئية دون أية وساطة بينك وبينه...
لقد قضى الهاتف الخليوي بالفعل على الكثير من الرسائل المكتوبة واليوم يستعمل بدلها الرسائل الإلكترونية لا لعشق في الكتابة ولكن لأن الرسالة الصوتية لا تزال مرتفعة الثمن في العديد من الدول ، لكن حالما يهبط ثمنها فإننا لن نتوانى عن الاعتذار للكتابة، وحتى تليفونات المستقبل فلن تكون مرتكزة على الكتابة بل سوف تعتمد على الصوت والصورة فقط، إنك في المستقبل القريب لن تحتاج لكتابة رقم صديق بل ستتلوه على الهاتف ويقوم بتسجيله صوتيا، وحينما تريد الاتصال به فما عليك إلا أن تنطق اسمه ليتم الاتصال وسوف تراه أمامك في شاشة الهاتف دون المرور بالكتابة.
وفي المستقبل القريب أيضا سوف تتمكن من الحصول على أفلام وثائقية بالصوت والصورة في أي وقت شئت تحدثك عن أغرب وأروع الأشياء والتجارب...تماما كما كنا نقرأ في الكتب والموسوعات...
لقد اخترع الإنسان اليوم آلات متنوعة يكلمها وتكلمه (اخترع الألمان منذ مدة ألة غسيل تتواصل معها ربة البيت بالكلمات والأوامر دون استعمال الأزرار)، وأجهزة أخرى لا تحتاج فيها إلى كتابة اسمك أو رقمك السري بل تتعرف عليك من خلال صورتك أوصوتك أو من خلال بؤبؤ عينك أو بصمة إبهامك....هكذا يبدو لي عالم الغد، عالم بدون كتابة عالم لا يحتاج فيه الفرد لقطع المسافات الطوال ليصل إلى الآخر عالم يقربك من جارك القاطن بجوارك كما يقربك من ابن عمك الساكن هناك وراء المحيط....
خلاصة
ماذا نستفيد من نهاية الكتابة؟ وماذا يترتب عن ذلك؟
إذا رجعنا قليلا إلى الوراء إلى عهد الكتاب التقليدي إلى عهد القصة المكتوبة، في ذلك العصر كان التلميذ مرغما على أن يدرس القصة والشعر والمسرح وكان الدرس يرتكز أساسا على الكتابة وحولها، وكان التلاميذ يعانون الأمرين للتلفظ بالكلمات الصعبة ثم محاولة نطقها نطقا صحيحا وبعد ذلك يأتي الفهم، أما في المستقبل بعد غروب شمس الكتابة، فسوف يدرس الصوت والصورة، سوف لن يقرأ القصة بل سيشاهدها فيلما أو مسرحية على الشاشة أو الخشبة مباشرة، سوف لن يقرأ الشعر بل سيسمع الشاعر/الأغنية ويراه كما كان في القديم في سوق عكاظ... سيكون الإمضاء هو المؤلف بشحمه ولحمه، وهو الذي سيروي لنا سيرة حياته كما عاشها وبصور متحركة ومعبرة عن أدق التفاصيل كما يفعل اليوم عندما يقدم لنا زعيم أو فنان أو عالم أو أديب...
قبل عدة سنوات كنا ندرس التاريخ، وكان الأستاذ يحدثنا عن هتلر وما قام به في أوربا. لم نكن نعرفه كان كل واحد منا يتخيله بشكل أو بآخر بعيدا عن الحقيقة، أما اليوم فبإمكان التلميذ أن يرى الشخصيات التاريخية بالصوت والصورة كما لو أنها لا تزال حية ترزق...
وبالنسبة للتجارب الشخصية: قبل زمن لم نكن نعرف إلا أسماء أجدادنا وبعض ما قاموا به، ولم نعرف صورهم ولا أصواتهم... أما في المستقبل فبإمكان أحفادنا وأحفاد أحفادنا أن يروننا بالصوت والصورة ويمكن أن نكلمهم ونترك لهم رسائل ووصايا يسمعونها في المستقبل...
وفي مجال التربية يتساءل المربون عن سبب عزوف شباب اليوم عن القراءة، لماذا لم يعد الشباب يحب القراءة؟ والجواب بسيط لأن شباب اليوم هو جيل تربى على الصوت والصورة فمنذ ولادة الطفل وهو أمام التلفاز... لذلك يجب علينا أن نساير العصر ونغير نظامنا التربوي من نظام كتابي إلى نظام شفهي/بصري...
-----------------------------------


 

رد مع اقتباس
قديم 19-02-2010, 01:07 AM   #3
الشيخ عايش
عضـو مُـبـدع
استشارات باراسايكولوجي


الصورة الرمزية الشيخ عايش
الشيخ عايش غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29717
 تاريخ التسجيل :  02 2010
 أخر زيارة : 24-11-2022 (01:24 PM)
 المشاركات : 658 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Greenyellow
الشيخ عايش القرعان - ما شاء الله



بسم الله الرحمن الرحيم
كلام جميل وواقعي
ولكن تبقى القراءة أساس وقد أعجبني هذه المداخلة

..{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ } ..

القراءةُ من المصادر الكبرى التي تُنمِّي عقل الإنسان و تبني فِكْرَه ، و غيابُها عن حياة الإنسان خللٌ في تحقيق التنمية و البناء ، و بقدرِ قوة العلاقة بين الإنسان و قراءته تكون قوة البناء ، و القراءةُ كغيرها من أفعالِ الناسِ تحتاجُ إلى قانونٍ يَضْبِطُها و نظام يحكُمها حتى لا تميلَ نحوَ العِوَجِ ، و لكنَّ القوانين ليست إلا معالمُ عامة تُرَشِّد الإنسان و تُبَصِّرُه ، و ليست تفصيليةً دقيقةً في كلِّ جزئياتِ حياته ، فكان التوظيفُ للقوانين يفتقرُ إلى حكمةٍ و فِطنة ، و إلى رؤيةٍ خفيَّةٍ إلى كيفية استغلالِ و توظيف القانون أو النظام ، فالقواعدُ مراصِد المقاصِد ، و الحِكْمةُ حِنكةُ العقلِ ، و هنا يظهرُ الذوقُ العقلي البشري في اغتنام القانونِ في بناءِ الكيان العقلي .
إعمالُ الذوق في القراءةِ يعني لنا أن نقِفَ على مقاصد القراءة ، فحين نعيشُ في جوِّ المقصد من القراءةِ نُتقِنُ توظيفَ قانونها ، و هذا الشيءُ غفلَ عنه الكثيرُ من القُراءِ ، فكانت القراءةُ غايةً لذاتها ، و صنعةً قائمة بنظامها ، و هذا يجعل القراءةَ شَكلاً ، مهما كان ظهورها ، فالذوقُ يُحقِّقُ المقصَد ، و القانون يُحقِّقُ الصَّنعةَ ، و بينهما فرْقٌ .
إذنْ ، فالقراءةُ نوعان :
الأول : قراءةٌ صِناعيَّة ، و تعني أنَّ الاشتغالَ بها يكون في إجالةِ النظرِ ، و تقليبِ البصرِ ، في الحروفِ و الكلماتِ ، و هذه ستُخرجُ لنا كمَّاً كبيراً يُتقنُ جرْدَ العددِ من الكتبِ و الصفحاتِ و الحروفِ ، و ربما أخرجت قليلاً ممن يُتقنُ اقتناصَ الجواهر المقروءة .
الثاني : قراءةٌ ذَوقية ، و تعني الاشتغال بها يكون في القلْبِ و الروحِ للمقروءِ ، لا في الجسَدِ و الشكْلِ ، لأنَّ الأذواقَ لا تشتغلُ بالأشكالِ و إنما في المعاني الخفيَّة ، هذه القراءة يُتقِنُ أصحابُها ، على قِلَّتهم ، اصطيادَ الطائرِ من المعاني في جوِّ سماءِ الكتابِ ، لتركيز الباطنِ منهم على الجوهرِ المختفي في صَدَفِ الحرفِ ، و ربما لم يكونوا ذوي كثرةٍ في القراءةِ ، و لكنهم ذوو ذوقٍ و فَنٍّ ، و هذا ما يُحتاجُ إليه في زمن الانتهاضِ ، فنحن في زمنِ الطائراتِ من العبارات لنكوِّن منها كتاباً منشوراً نقرأه على الناسِ على علمٍ .
إذا عرفنا هذا الشيء عرفنا حلاً لمُشكلةِ قِلَّة القراءة في المجتمع العربي ، حيثُ التقييم على الكَمِّ المقروءِ ، و أغفلَ الكثيرون الكيفَ ، و في المقارَنة بيننا و بين الغرْبِ القاريءِ النَّهمِ نجدُ أن الغربَّ جمعاً كمَّاً و كيفاً ، فمن الكيفِ كوَّنوا الكَمَّ ، و لم يُكوِّنوا الكيفَ مِن الكَمِّ ، و عرفنا ، أيضاً ، خطأ المقولة اللا مقبولة في عقلٍ حصيفٍ " أمة إقرأ لا تقرأ " لأنها كانت نتيجةً لإحصاءٍ كَمِّيٍّ ، و الكَمُّ يتفاوَتُ في كثيرٍ من المقروءات ، و لو كانتْ كَيْفاً لعرفنا أن أمَّةَ إقرأ آتَتْ ثِماراً مِن نتاجِ قِراءاتٍ مُختزَنةٍ ، فلم يكن المقروءُ واحداً بل كثيراً ، و الكيفُ هو محلُّ الإحصاءِ العقلي البِنيوي النهضوي ، و العددُ سَنًدٌ و مَددٌ ، إذنْ ، فالقراءةُ بذَوقٍ جوهرٌ ، و الأذواقُ مُربحات الأسواق .


 

رد مع اقتباس
قديم 20-02-2010, 06:03 PM   #4
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ عايش مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
كلام جميل وواقعي
ولكن تبقى القراءة أساس وقد أعجبني هذه المداخلة
..{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ } ..
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر أخي الكريم على هذا التفاعل الإيجابي مع الموضوع واتفق معك أن القارءة على النحو الحالي أساس التعلم لكن ما أتوقعه هو مستقبلي بدأت بوادره تظهر في عصرنا هذا عصر الميلتيميديا...
فلا يمكن أن نمحو القراءة دفعة واحدة لكن على ما يبدو أنها تنحصر بتدريج لتترك المكان لوسائل أخرى اكثر سرعة واكثر تفاعلية مع الشباب والمراهقين وهذا ما لاحظته من خلال تجربتي في التعليم فالكتاب لا يستهوي التلاميذ بل هم ينفرون منه لكن حينما نستعمل معهم وسائل كالفيلم أو الوثائقي فتكون النتيجة جلية والاستيعاب أقوى...
من ناحية أخرى الكثير من الناس لا تعي جيدا كلمة "اقرأ"
نحن نعلم من خلال السيرة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأ ولا يكتب وهذا إعجاز في حد ذاته لكنه هو المعلم الأول لكل المسلمين...
فالقراءة لا تعني فك تشفير المكتوب بل هي أوسع من ذلك وتعني التعليم بكل وسائله المكتوبة والشفهية والمرئية...

قال العلماء:
إن المقروء إما أن يكون مقروء عن كتابة،

وإما أن يكون مقروء عن تلاوة،

فإذا لقَّنَه جبريل، وقرأ يسمى قارئا،

وإذا قرأ من كتاب، فإنه يسمى قارئا،

والمنفي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون قارئًا من كتاب أو كاتبًا في كتاب.

أما كونه -صلى الله عليه وسلم- يقرأ من تعليم جبريل له -عليه الصلاة والسلام- فإن هذا لا مانع منه، بل ذكره الله -جل وعلا- في كتابه: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى يعني: نجعلك قارئًا.

العرب قديما لم يكونوا يقرأون بل المعروف عنهم أنهم أمة شفهية طورت ذاكرة قوية لأبناءها فهم كانوا يحفظون الآلاف من أبيات الشعر دون الرجوع إلى المكتوب...

وأعتقد أن العصر الحالي يسير نحو التعليم الشفهي المرئي كما أوضحنا أعلاه


 

رد مع اقتباس
قديم 21-02-2010, 02:07 AM   #5
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


يقول الأستاذ أبو مسلم العرابلي عن مادة قرأ معتمد على فقه استعمال الحروف

قرأ تتكون من ثلاثة حروف :
القاف للثبات
والراء للالتزام وهي محصورة فصارت التزامًا محصورًا لا خروج عنه
والهمزة للامتداد المتصل

فعند قراءة الكلمة لا بد من التثبت من جميع حروفها وحركاتها؛ من أول حرف إلى آخر حرف أولاً، قبل القراءة،
ثم الالتزام بهذه الحروف وعدم الخروج عنها ب زيادة أو نقصان،
ثم العودة إلى الابتداء بأولها وتواصل في لفظ جمع حروفها حتى تنتهي منها،
وبذلك تكون قد قرأت الكلمة على الوجه الصحيح
ثبات - التزام - امتداد متصل واستمرار .
فبعد الانتهاء من التثبت ترجع للابتداء مرة أخرى
وعلى ذلك كان الاختلاف في تفسير "ثلاثة قروء" ؛ من بداية الطهر الأول إلى بداية الطهر الثالث، أم من بداية الحيضة الأولى إلى بداية الحيضة الثالثة ؛
لأن ما انتهيت منه تبدأ بأوله مرة أخرى .

----------------------------

الكثير من الناس يخلطون بين القراءة والكتابة فهل من توضيح؟

بمعنى آخر هل تعني كلمة "اقرأ" قراءة ما هو مكتوب فقط أم أن لها معاني أخرى...؟

في سورة العلق مثلا نلاحظ في قوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق" استعمال لفظة "اقرأ" ونحن نعلم ، من خلال السيرة النبوية، أن رسول الله صلى الله وسلم لم يكن يعرف الكتابة وفك رموزها ولا القراءة ... فما معنى "اقرأ" في سورة العلق؟

وهل من مبحث عن القلم ؟
------------------------

وهذه إجابته حفظه الله عن أسئلتنا أعلاه:
مادة "كتب"
مكونة من ثلاثة حروف
- الكاف للرجوع
- والتاء للتراجع وهي محصورة؛ فهي لحصر التراجع ومنعه
- والباء للظهور والخروج
فما نكتبه نكتبه لأننا نريد الرجوع إليه مرة أخرى، ولو لم يكن هناك حاجة للرجوع إليه فلا داعي لكتابته،
ولأن ما يحدث يكون حاضرًا وقت حدوثه، ولا يدوم على نفس الحال، فيبدأ بالتراجع يومًا بعد يوم إلى أن ينسى، ويصعب تذكره وتذكر تفاصيلهبعد مدة طويلة، وقد يرتبط بإثبات حقوق الناس فتضيع إذا لم يحفظ ما يثبت حقوقهم؛ فبالكتابة يتم منع هذا التراجع بهذا الحفظ بكتابة ما حدث.
وكلما أردنا الرجوع لما في المكتوب؛ نخرجه ونظهره ليكون شاهدًا حاضرًا لما حدث بكل تفاصيله التي نحتاج إليها،
فنحن نرى ان كل حرف قد أدى ما يراد به في عملية الكتابة.
وعلى ذلك فالكتاب هو المرجع الذي نحتاج إليه ليحفظ لنا ما تمت كتابته، ونخرجه ونظهره كلما كانت هناك حاجة إليه؛ لإثبات حقوق، أو علم، أو تفاصيل أحداث، أو حسابات، أو أي شيء آخر كتب الكتاب لأجله، فيكون الحكم فينا الذي لا ترد شهادته.
وقراءة الكتاب؛ هو إظهارٌ وإعلامٌ بما فيه للانتفاع به، فلو عجزنا عن القدرة على قراءته؛ لذهبت المنفعة من كتابته.
وطريقة كتابة الكتاب وثبيت ما نريده فيه يكون بالقلم
فالقلم هو كل وسيلة نثبت به ما نريد كتابته على أداة تحفظ المكتوب
والقلم مكون من ثلاثة حروف؛
- القاف للثبات
- واللام للقرب والإلصاق ، وهي محصورة ، فيكون الالتصاق محصورًا فيدل على التصاق مع الحركة التي ليس فيها التصاق
- واللام للإحاطة والغلبة
فعند الكتابة لا بد من تثبيت القلم على لوح من الورق مثلاُ، والحبر الذي يخرج من القلم يثبت أيضًا على الورق،
والقلم يتحرك على الورقة، وهو ملتصق بها، والحبر الذي يخرج من القلم يلتصق بالورق وينحصر بين فراغات الورق،
وما يكتب بالقلم؛ يحيط بالورقة ويغلبها على نفسها؛ فعندما أعرض عليك ورقة بيضاء ليس عليها كتابة ،
وأسألك: ما هذا؟ فتسقول ورقة، أو ورقة بيضاء.
وبعد كتابة "بسم الله الرحمن الرحيم" عليها، وأسألك: ما هذا؟
فستقول بسم الله الرحمن الرحيم، وتنسى أن البسملة مكتوبة على الورقة، ولا تهتم بلونها ولا نوعها، وكأن السؤال أمر لا أهمية له، وغير متوقع حدوثه،
ويصبح الظهور والبروز والغلبة هو للمكتوب وليس للمكتوب عليه.
وهذا هو ما يحدثه القلم.
وقد ورد أن اللوح المحفوظ يكتب بأقلام من نور وعلى ألواح من نور ... وكان ذلك لا يتصور كيف يحدث في الماضي فيما مضى
وكتابتنا اليوم على الشاشات هو كتابة بالنور وعلى شاشات من النور .
والقراءة تكون للمكتوب مما على ما كتب عليه مباشرة،
وتكون مما حفظ بالقراءة سابقًا بفعل النفس، أو السماع من الآخرين في قراءتهم، أو عد ما يقولونه كان من قراءة سابقة مهما تسلسلت عملية نقل المقروء بالسمع والقول باللسان .
فعملية القراءة هي الرجوع للمكتوب بإعادة الابتداء به إلى الانتهاء منه كلمة كلمة، والقراءة تكون لما حفظ بعد السمع بالرجوع إلى ما حفظ في الذاكرة وكأنه مكتوب في لوح أمام العين.
أرجو أن أكون قد قدمت ما فيه الخير والمنفعة


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا