رهابي الاجتماعي والسنون

رهابي الاجتماعي والسنون

24 عاماً من الرهاب والحياة بين مد وجذر، نسيان وتذكر، سعادة حيناً وكدر حيناً أقل
رزقني الله قدرة حسنة على نسيان الاوقات الصعبة التي أمر بها عند الانتكاسات.
كدورة الفصول الاربعة تتجدد حياتي كل أربع أو خمس سنين
غالباً سنة انتكاسة تتبعها فترة شبه عادية وباقي السنين ربيعية
لا يوجد في عائلتي أو أقربائي من يعاني من هذه المشكلة
عندما أصابني الرهاب منذ 24 عاماً لم يكن هناك انترنيت ولا وسائل لأعرف فيها ما الذي أنا فيه وما اسمه فكنت أشعر كأني الوحيد بالعالم الذي يعاني من الرهاب
بعد خمس سنين قابلت طبيب نفسي في مدينة غير مدينتي من شدة حرصي على أن لا يعرف أحد بأني أعاني من مرض نفسي
أعطاني حسب ما أذكر ثلاث أو أربع أدوية لمدة ستة أشهر وتعافيت بعدها تماما لدرجة أني نسيت أني كنت يوماً أعاني ما عنيته من أعراض الرهاب
عادت الأعراض مجدداً هذه المرة كنت قد دخلت سوق العمل قبلها بسنوات وكان عملي جيداً بالمغترب.
لا شك بأني مررت بوقت عصيب وقتها ولكنه مضى
في تلك المرة لم أستفد من أول طبيب قابلته. أما الطبيب الثاني فقد بدء معي بالبروزاك ولم أستفد ثم أعطاني سيروكسات حيث كانت الفائدة
أقبلت على الزواج بعد استشارتي للطبيبين اللذان شجعوني على هذه الخطوة فلو لم يشجعوني لكنت قطعاً لم أتزوج
منذ ذلك الوقت وأنا آخذ السيروكسات فترة وانقطع عنه فترة أطول
لا شك بأنه دواء فعال وآثاره الجانبية بالنسبة لي هي زيادة الوزن وبعض الأفكار الانتحارية التي لم تتخطى أي حاجز أو فكرة محاولة لازهاق الروح. برودة المشاعر هو أكثر ما يزعجني من آثار جانبية. ربما هو نعمة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به أمتنا.
مع كل دورة لهذا المرض أتعلم أشياء جديدة وبالتالي تقل عندي حدة الأعراض وفترة العلاج وخاصة الدورة قبل الأخيرة حيث علمت ومارست العلاج السلوكي المعرفي للدكتور توماس ريتشارد
تعلمت واستفدت منه الكثير وانا الذي كنت لا أؤمن بأن مجرد الكلمات ممكن أن تحدث تغيير إيجابي كبير بالنظرة للحياة وللمرض
بعدها أصبحت اطالع أكثر على صفحات النت العربية والأجنبية واليوتيوب مناحي مختلفة عن هذا المرض وعلمت بأنه يصيب كل شرائح الناس حتى يوجد بعض المعالجين ممن يعانون منه
يصيب الأطفال والشباب، الذكور والاناث على السواء حتى نجوم هوليوود ونجوم الرياضة لم يسلموا منه
تعلمت عن تأثير نوعية الغذاء و عن فائدة الرياضة والاحتكاك بالناس وتحليل الدم كل فترة أثناء تلقي العلاج
الزمن يتطور بسرعة وبالتأكيد سيكون هناك علاجات واعدة بالمستقبل بآثار جانبية أقل
يزيد الاهتمام بتطويرها عدد المصابين غير القليل على مستوى العالم والذي يغري شركات الدواء العالمية على التطوير وكذلك الجامعات المتقدمة
مشواري الطويل مع المرض والحمد لله لم يؤثر على ارتقائي الوظيفي ولم أشارك حتى زوجتي أو أهلي وأصدقائي بمعاناتي وهو أمر يريحني
طبعاً ما أنا فيه أثر على علاقاتي الاجتماعية بشكل سلبي حيث كنت إجتماعي قبل اصابتي ولكن التأثير لم يصل لحد القطيعة. فمن يريد أن يلومني على تقصيري اتجاهه أعذره تماماً لأنه لا يدري السبب. لا أختلق الأعذار أبداً ولا أبرر سبب عدم حضوري
أنا على يقين بأن ما أصابني ما كان ليخطئني وهو بلا شك ابتلاء أسأل الله بأن يجعله في ميزان حسناتي وحسنات كل من هو مصاب به على الرغم بأني مقصر بالعبادة
من الأمور التي تحز بنفسي هو فرض بعض الدول العربية صرف العلاج عن طريق وصفات طبية، هذا ما يجعل بعض المصابين يعاني بصمت، فأنا لا أفضل أن أذهب الى طبيب كل ثلاثة أشهر ليصرف لي نفس الدواء من دون أن يقدم لي أي فائدة وخاصة في فترة جرعةالاستشفاء والوقاية
الذهاب للطبيب ضروري في أول فترة المرض لتحديد العلاج المناسب والمتابعة عنده ضرورية ولكن بعد ذلك يصبح موضوع روتيني لا يحتاج الى طبيب في معظم الأحيان
حسب ما فهمت انه باوروبا واميركا يوجد شئ اسمه إعادة صرف الدواء. فيمكن للمريض اعادة صرف الوصفة لمدة طويلة يمكن سنة حسب ما يكتب على الوصفة
بعض الدول العربية يمكن أن تعتقل المسافر اذا وجدوا معه دواء الاكتئاب بدون وصفة تحدد بأن هذا الدواء له. تخيل الحرج والمشكلة القانونية والمعاناة والألم والانتكاسة التي قد تصيب من يحمل معه علبتين أو ثلاثة والذي أحضره للعلاج علماً بأنه غير ادماني ولا يحوي على أي مواد مخدرة.
المشكلة أنه لا يوجد من يتحدث بأسم من يعاني او يوصل صوتهم الى الجهات المعنية لتنظر بانسانية لاحتياجاتهم ولاعطائهم بعض الحرية والخصوصية
هذه القوانين حديثة العهد في بلادنا العربية ومأخوذة من الغرب بدون مراعاة لاختلاف المجتمعات والمقتضيات التي تفرض هكذا قوانين
غالبا سبب تشريع هذه القوانين هو أنه يوجد بعض الناس التي ترفع دعاوي قضائية ضد شركات الادوية بسبب التسبب بالضرر
بالله حدى يقول لي في اي عربي مصاب بالرهاب الاجتماعي او بالاكتئاب بيسترجي يجاهر ويرفع قضية على غلاسكو بانو عدد الحيوانات المنوية قل عندو بسبب السيروكسات؟
أرجو أن يصل صوتي الخافت هذا الى أهل الأمر في هذه الدول
شفاني الله والمصابين به جميعاً

المصدر: نفساني

أما اذا كان السبب هو اصابات المرضى بسبب أخذهم أدوية بشكل عشوائي وبكميات عير مدروسة، فالادوية ثلاثية الحلقات كالسيروكسات والبروزاك وغيرها هي آمنة حتى لو أخذت بجرعات زائدة وبهذا يجب أن يتم اعادة تصنيف الأدوية التي لا تصرف الا بوصفة طبية وإخراج الأدوية ثلاثية الحلقات من الحظر