المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 25-10-2011, 06:08 AM   #736
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 62

(وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون "62")
أي: أن يوسف عليه السلام أمر مساعديه أن يعيدوا البضائع التي أحضرها هؤلاء معهم ليقايضوا بها ما أخذوه من قمح وطعام، وكان على مساعدي يوسف عليه السلام أن ينفذوا أمره بوضع هذه البضائع بشكل مستتر في الرحال التي أتوا عليها، وفي هذا تشجيع لهم كي يعودوا مرة أخرى.


 

قديم 25-10-2011, 06:09 AM   #737
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 63

(فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون "63")
وكان قولهم هذا هو أول خبر قالوه لأبيهم، فور عودتهم ومعهم الميرة، وكأنهم أرادوا أن يوضحوا للأب أنهم منعوا مستقبلاً من أن يذهبوا إلى مصر، ما لم يكن معهم أخوهم. وحكوا لأبيهم قصتهم مع عزيز مصر، وإن وافق الأب على إرسال أخيهم "بنيامين" معهم؛ فلسوف يكتالون، ولسوف يحفظون أخاهم الصغير.
وهم في قولهم هذا يحاولون أن يبعدوا ريبة الأب عما حدث ليوسف من قبل. وهنا يأتي الحق سبحانه بما قاله أبوهم يعقوب عليه السلام:


 

قديم 25-10-2011, 06:09 AM   #738
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 64

(قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين "64")
وهنا يذكرهم أبوهم بأنهم لم يقدموا من قبل ما يطمئنه على ذلك؛ فقد أضاعوا أخاهم يوسف وقالوا: إن الذئب قد أكله. وأضاف:

{فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين "64"}
(سورة يوسف)


وهو قول نتنسم فيه أنه قد وافق على ذهاب بنيامين معهم، وأنه يدعو الحق ليحفظ ابنه. وبدأ أبناء يعقوب في فتح متاعهم بعد الرحلة، وبعد الحوار مع أبيهم


 

قديم 25-10-2011, 06:09 AM   #739
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 65

(ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير "65")
وهكذا اكتشفوا أن بضائعهم التي حملوها معم في رحلتهم إلى مصر ليقايضوا بها ويدفعوها ثمناً لما أرادوا الحصول عليه من طعام وميرة قد ردت إليهم؛ وأعلنوا لأبيهم أنهم لا يرغبون أكثر من ذلك؛ فهم قد حصلوا على الميرة التي يتغذون بها هم وأهاليهم.
ولابد أن يصحبوا أخاهم في المرة القادمة، ولسوف يحفظونه ولسوف يعودون ومعهم كيل زائد فوق بعير، وهذا أمر هين على عزيز مصر.


 

قديم 25-10-2011, 06:09 AM   #740
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 66

(قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل "66")
ونلحظ هنا رقة قلب يعقوب وقرب موافقته على إرسال ابنه "بنيامين" معهم إلى مصر، هذه الرقة التي بدت من قبل في قوله:

{فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين "64"}
(سورة يوسف)


وطلب منهم أن يحلفوا بيمين موثقة أن يعودوا من رحلتهم إلى مصر، ومعهم أخوهم "بنيامين" إذا ما ذهب معهم؛ ما لم يحط بهم أمر خارج عن الإرادة البشرية، كأن يحاصرهم أعداء يضيعونهم ويضيعون بنيامين معهم؛ وهذا من احتياط النبوة؛ لذلك قال:

{إلا أن يحاط بكم .. "66"}
(سورة يوسف)


وأقسم أبناء يعقوب على ذلك، وأعطوا أباهم اليمين والعهد على رد بنيامين، وليكون الله شهيداً عليهم. قال يعقوب:

{الله على ما نقول وكيل "66"}
(سورة يوسف)


أي: أنه سبحانه مطلع ورقيب، فإن خنتم فسبحانه المنتقم. ويوصي يعقوب أولاده الأسباط


 

قديم 25-10-2011, 06:10 AM   #741
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 67

(وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون "67")
وقد قال يعقوب عليه السلام ذلك الكلام في المرة الثانية لذهابهم إلى مصر، بعد أن علم بحسن استقبال يوسف لهم، وأن بضاعتهم ردت إليهم، وعلم بذلك أنهم صاروا أصحاب حظوة عند عزيز مصر.
وساعة ترى إنساناً له شأن؛ فترقب أن يعادي، لذلك توجس يعقوب خيفة أن يدبر لهم أحد مكيدة؛ لأنهم أغراب. ومن هنا أمرهم أن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة، وكانت المدن قديماً لها أبواب؛ تفتح وتقفل في مواعيد محددة، وحين يدخلون فرادي فلن ينتبه أحد أنهم جماعة. وقد خاف يعقوب على أبنائه من الحسد، ونعلم أن الحسد موجود.
وقد علمنا سبحانه أن نستعيد به سبحانه من الحسد؛ لأنه سبحانه قد علم أزلاً أن الحسد أمر فوق طاقة دفع البشر له، وهو القائل:

{قل أعوذ برب الفلق "1" من شر ما خلق "2" ومن شر غاسق إذا وقب "3" ومن شر النفاثات في العقد "4" ومن شر حاسد إذا حسد "5"}
(سورة الفلق)


وفي أمر الحسد أنت لا تستطيع أن تستعيد بواحد مساوٍ لك؛ لأن الحسد يأتي من مجهول غير مدرك، فالشعاع الخارج من العين قد يتأجج بالحقد على كل ذي نعمة، وإذا كان عصرنا، وهو عصر الارتقاءات المادية قد توصل إلى استخدام الإشعاع في تفتيت الأشياء.
إذن: فمن الممكن أن يكون الحسد مثل تلك الإشعاعات؛ والتي قد يجعلها الله في عيون بعض خلقه، وتكون النظرة مثل السهم النافذ، أو الرصاصة الفتاكة. والحق سبحانه هو القائل:

{وما يعلم جنود ربك إلا هو .. "31"}
(سورة المدثر)


وإن قال قائل: ولماذا يعطي الحق سبحانه بعضاً من خلقه تلك الخواص؟
أقول: إنه سبحانه يعطي من الإمكانات لبعض من خلقه، فيستخدمونها في غير موضعها، وكل إنسان بشكل ما عنده إمكانية النظرة، ولكن الحقد هو الذي يولد الشرارة المؤذية، ويمكنك أن تنظر دون حسد إن قلت: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم بارك.
بذلك لا تتحقق الإثارة اللازمة لتأجج الشرارة المؤذية، ويمكنك أن تستعيذ بالله خالق البشر وخالق الأسرار، وتقرأ قول الحق سبحانه:

{قل أعوذ برب الفلق "1" من شر ما خلق "2" ومن شر غاسق إذا وقب "3" ومن شر النفاثات في العقد "4" ومن شر حاسد إذا حسد "5"}
(سورة الفلق)


<وأن تقول كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة">

<وقال صلى الله عليه وسلم: "كان أبوكما ـ إبراهيم ـ يعوذ بها إسماعيل وإسحق عليهم السلام">

كما أنه صلى الله عليه وسلم: "كان إذا حزبه أمر قام وصلى"، لأن معنى حزب أمر للرسول صلى الله عليه وسلم، أو لواحد من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر يخرج عن قدرة البشر.
وهنا على الإنسان أن يأوي إلى المسبب، فهو الركن الشديد، بعد أن أخذت أنت بالأسباب الممدودة لك من يد الله، وبذلك يكون ذهابك إلى الحق هو ذهاب المضطر؛ لأن ذهاب الكسول عن الأخذ بالأسباب. والحق سبحانه يقول:

{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .. "62"}
(سورة النمل)


والمضطر هو من استنفد كل أسبابه، ولم يدع ربه إلا بعد أن أخذ بكل الأسباب الممدودة، فلا تطلب من ذات الله قبل أن تأخذ ما قدمه لك بيده سبحانه من أسباب.
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها؛ نجد يعقوب عليه السلام وقد أوصى أبناءه ألا يدخلوا مصر من باب واحد؛ بل من أبواب متفرقة خشية الحسد، وتنبهت قضية الإيمان بما يقتضيه من تسلم لمشيئة الله، فقال:

{وما أغنى عنكم من الله من شيءٍ .. "67"}
(سورة يوسف)


أي: لست أغنى عنكم بحذري هذا من قدر الله، فهو مجرد حرص، أما النفع من ذلك الحرص والتدبير فهو من أمر الله، ولذلك قال:

{إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون "67"}
(سورة يوسف)


 

قديم 25-10-2011, 06:10 AM   #742
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 68

(ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون "68")
أي: ما كان دخولهم من حيث أمرهم أبوهم يرد عنهم أمراً أراده سبحانه، فلا شيء يرد قضاء الله، ولعل أباهم قد أراد أن يرد عنهم حسد الحاسدين، أو: أن يدس لهم أو يتشككوا فيهم، ولكن أي شيء لن يمنع قضاء الله. ولذلك قال سبحانه:

{إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها .. "68"}
(سورة يوسف)


ويعقوب يعلم أن أي شيء لن يرد قدر الله، وسبحانه لم يعط الاحتياطات الولائية ليمنع الناس بها قدر الله. ويقول سبحانه هنا عن يعقوب:

{وإنه لذو علم لما علمناه .. "68"}
(سورة يوسف)


أي: أنه يعرف موقع المسبب وموقع الأسباب، ويعلم أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله؛ لأنه سبحانه قد خلق الأسباب رحمة بعباده:

{ولكن أكثر الناس لا يعلمون "68"}
(سورة يوسف)


 

قديم 25-10-2011, 06:10 AM   #743
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 69

(ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون "69")
أي: أنهم حين دخلوا على يوسف احسن استقبالهم؛ وأكرم وفادتهم؛ بعد أن وفوا بوعدهم معه، وأحضروا أخاهم وشقيقه بنيامين معهم، وكان يوسف عليه السلام مشتاقاً لشقيقه بنيامين. وقد عرفنا من قبل أنه الشقيق الوحيد ليوسف؛ فهما من أم واحدة؛ أما بقية الإخوة فهم من أمهات أخريات. وقول الحق سبحانه عن يوسف:

{آوى إليه أخاه .. "69"}
(سورة يوسف)


يدل على أن يوسف كان متشوقاً لرؤية شقيقه. وقوله:

{قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون "69"}
(سورة يوسف)



 

قديم 25-10-2011, 06:11 AM   #744
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 70

(فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون "70")
أي: أن يوسف عليه السلام قد قام بصرف الميرة لهم، كما سبق أن وعدهم، وكما سبق أن جهزهم في المرة السابقة؛ وأراد أن يبقي أخاه معه في مصر؛ ولكن كيف يأخذه من إخوته ليبقيه معه؛ وقد أخذ أبوهم ميثاقاً عليهم ألا يضيعوه، وألا يفرطوا فيه، كما فعلوا مع أخيه من قبل؟
إذن: لابد من حيلة يستطيع بها أن يستبقي بها أخاه معه، وقد جند الله له فيها إخوته الذين كانوا يعادونه، وكانوا يحقدون عليه وعلى أخيه. وجاءت هنا حكاية صواع الملك، التي يشرب فيها الملك، وتستخدم كمكيال، وجعلها في رحل أخيه.
وكلمة "السقاية" تطلق إطلاقات متعددة من مادة "سقى" أي: "السين" و"القاف" و"الياء"، فتطلق على إسقاء الناس والحجيج الماء. والقرآن الكريم يقول:

{أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر .. "19"}
(سورة التوبة)


فكان معنى السقاية أيضاً هو المكان الذي يوضع فيه الماء ليشرب منه الناس. أو: تطلق "السقاية" على الآلة التي يخرج بها الماء للشاربين. وهنا تطلق كلمة "السقاية" على الإناء الذي كان يشرب به الملك، ويستخدم كمكيال، وهذا دليل على نفاسة المكيل.
وتطلق أيضاً كلمة "صواع" على مثل هذه الأداة التي يشرب منها، أو يرفع بها الماء من المكان إلى فم الشارب؛ وأيضاً يكال بها؛ ومفردها "صاع". ويقول الحق سبحانه هنا عن حيلة يوسف لاستبقاء أخيه معه:

{جعل السقاية في رحل أخيه .. "70"}
(سورة يوسف)


أي: أمر بعضاً من أعوانه أن يضعوا "السقاية" في رحل أخيه، و"الرحل": هو ما يوضع على البعير، وفيه متاع المسافر كله. وبعد أن ركب إخوة يوسف جمالهم استعداداً للعودة إلى الشام؛ وقعت المفاجأة لهم؛ والتي يقول عنها الحق سبحانه:

{ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون "70"}
(سورة يوسف)


أي: يا أصحاب تلك العير أنتم سارقون. والسرقة فعل قبيح حينما يترتب عليها جزاء يوقع على السارق، والمسروق هو شيء ثمين. وفيما يبدوا أن هذه الحيلة تمت بموافقة من "بنيامين" ليمكث مع أخيه يوسف حتى يحضر أبواه إلى مصر.
ولسائل أن يقول: وكيف رضى بنيامين بذلك، وهو أمر يزيد من حزن يعقوب؟ وكيف يتهم يوسف إخوته بسرقة لم يرتكبوها؟ أقول: انظروا إلى دقة القرآن، ولنحسن الفهم عنه؛ لنرى أن حزن يعقوب على فقد يوسف قد غلبه؛ فلن يؤثر فيه كثيراً فقد بنيامين. ودليل ذلك أن يعقوب عليه السلام حين عاد أبناؤه وأخبروه بحكاية السرقة؛ واستبقاء بنيامين في مصر قال:

{يا أسفي على يوسف .. "84"}
(سورة يوسف)


 

قديم 25-10-2011, 06:11 AM   #745
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 71

(قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون "71")
أي: أن إخوة يوسف أقبلوا على من يتهمونهم بالسرقة متسائلين: ماذا فقدتم؟ ولماذا تتهموننا؟ وهنا يقول الحق سبحانه ما قاله من اتهموهم:


 

قديم 25-10-2011, 06:11 AM   #746
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 72

(قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم "72")
أي: أن الذين أعلنوهم بالسرقة قالوا لهم: لقد ضاعت سقاية الملك؛ ويقال لها "صواع"، ومن سيخرجها من المكان المختفية به سوف ينال مكافأة قدرها وزن حمل بعير؛ فلعل صواع الملك قد خبثت في حمل أحدكم دون قصد.
وأكد رئيس المنادين أنه الضامن لمن يخرج صواع الملك، ويحضرها دون تفتيش أن ينال جائزته، وهي حمل بعير من الميرة والغذاء. وهنا قال إخوة يوسف عليه السلام:


 

قديم 25-10-2011, 06:11 AM   #747
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 73

(قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين "73")
وقولهم (تالله) هو قسم، وعادة تدخل "التاء" على لفظ الجلالة عند القسم المقصود به التعجب، أي: أن إخوة يوسف أقسموا مندهشين لاتهامهم بأنهم لم يسرقوا؛ وأن الكل قد علم عنهم أنهم لم يأتوا بغرض الإفساد بسرقة أو غير ذلك، لم يسبق أن اتهمهم أحد بمثل هذا الاتهام.
وهنا يأتي الحق سبحانه بما جاء على ألسنة من أعلنوا عن وجود سرقة، وأن المسروق هو صواع الملك. ويقول الحق سبحانه ما جاء على ألسنتهم:


 

قديم 25-10-2011, 06:12 AM   #748
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 74

(قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين "74")
وهذا سؤال من مساعدي يوسف لإخوة يوسف عن العقوبة المقررة في شريعتهم لمن يسرق؟ وماذا نفعل بمن نجد في رحله صواع الملك؛ وثبت كذبكم بأنكم لم تسرقوه؟ وكان المعروف أن من يضبط بسرقة في شريعة آل يعقوب أن يسترق أو يظل في خدمة من سرقهم، كما فعلت عمة يوسف التي أحبته وعاش معها بعد وفاة أمه؛ وحين أراد والده أن يسترده أخفت في ثياب يوسف شيئاً عزيزاً ورثته عن أبيها إسحاق، وبذلك استبقت يوسف معها، ولم يأخذه أبوه إلا بعد أن ماتت عمته. وكان هدف يوسف عليه السلام إذن أن يستبقي أخاه معه؛ وهو قد علم من قبل هذا الحكم، وهكذا تركهم يوسف عليه السلام يحكمون بأنفسهم الحكم الذي يصبو إليه، وهو بقاء أخيه معه


 

قديم 25-10-2011, 06:12 AM   #749
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 75

(قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين "75")
وهكذا نطقوا بالحكم هم أنفسهم، وأكدوه بقولهم:

{كذلك نجزي الظالمين "75"}
(سورة يوسف)


 

قديم 25-10-2011, 06:13 AM   #750
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


تفسير سورة يوسف - الآية: 76

(فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم "76")
وكان الهدف من البدء بتفتيش أوعيتهم؛ وهم عشرة؛ قبل وعاء شقيقه، كي ينفي احتمال ظنهم بأنه طلب منهم أن يأتوا بأخيهم معهم ليدبر هو هذا الأمر، وفتش وعاء شقيقه من بعد ذلك؛ ليستخرج منه صواع الملك؛ وليطبق عليه قانون شريعة آل يعقوب؛ فيستبقي شقيقه معه. وهذا دليل على الذكاء الحكيم.
وهكذا جعل الحق سبحانه الكيد محكماً لصالح يوسف، وهو الحق القائل:

{كذلك كدنا ليوسف .. "76"}
(سورة يوسف)


أي: كان الكيد لصالحه. ويتابع سبحانه:

{ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله .. "76"}
(سورة يوسف)


أي: ما كان يوسف ليأخذ أخاه في دين الملك الذي يحكم مصر؛ لولا فتوى الإخوة بأن شريعتهم تحكم بذلك. ويتابع سبحانه:

{نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم "76"}
(سورة يوسف)


وهكذا رفع الله من شأن يوسف، وكاد له، وحقق له أمله، وهو يستحق كل ذلك؛ ورفعه سبحانه درجات عالية من العلم والحكمة. ولم يكن الكيد بسبب أن ينزل بشقيقه عذاباً أو ضياعاً، بل نريد ليوسف ولأخيه الرفعة، فكأن كثيراً من المصائب تحدث للناس، وهم لا يدرون ما في المحنة من المنح. وعلى المؤمن أن يعلم أن أي أمر صعب يقع عليه من غير رأي منه؛ لابد وأن يشعر أن فيه من الله نفعاً للإنسان. وإخوة يوسف سبق أن كادوا له، فماذا كانت نتيجة كيدهم؟ لقد شاء الحق سبحانه أن يجعل الكيد كله لصالح يوسف، وجعله سبحانه ذا علم، فقال:

{وفوق كل ذي علم عليم "76"}
(سورة يوسف)


و(ذي علم) أي: صاحب علم. وكلاهما منفصل، أي: هناك "صاحب"، وهناك "علم"، والصاحب يوجد أولاً؛ وبعد ذلك يطرأ عليه العلم؛ فيصير صاحب علم، ولكن فوقه:

{عليم "76"}
(سورة يوسف)


أي: أن العلم ذاتي فيه، وهو الحق سبحانه وتعالى.
فماذا كان موقف أخوة يوسف؟
بطبيعة الحال لابد أنهم قد بهتوا، أول تصرف منهم كان لابد أن ينصرف إلى الأخ الذي وجدت السقاية في رحله؛ وأخذوا يوبخونه؛ لأنه أحرجهم وفضحهم، وبحثوا عن أسباب عندهم للحفيظة عليه؛ لا للرفق به. وموقفهم المسبق منه معروف في قولهم:

{ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة .. "8"}
(سورة يوسف)


وهم يعلمون أن يوسف وأخاه من امرأة أخرى هي "راحيل"، ولو كان شقيقاً لهم لتلطفوا به. وأوضح لهم: إن من جعل البضاعة في رحالي هو من جعل البضاعة في رحالكم.


 

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا