ان ضاقت بك الدنيا !!

ان ضاقت بك الدنيا !!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الى جميع اخوتي الذين يعانون من عده ابتلاءات و أمراض اذكركم و نفسي بهذا الموضوع ..

والله اني اعرف معاناه كل شخص اذا تكلم عن الاكتئاب او عن القلق او الرهاب لاني مريت فيهم و عانيت منهم و المشكلة هي ان من خلال بحثي في المواقع النفسيه العربيه و الأجنبية و تجربتي لطرق لم تخطر على البال اكتشفت ان العلاج من هذا المرض صعب جدااا و نادر جداا جداا و لكن ليس ببعيد على الله .. ،،


والله ما سمعت احلى من مقولة الشعراوي ( اذا انتهت بك الأسباب و ضاقت بك الحيل فإرجع إلى مسببها) مع ان كل الظروف صعبه و المواقف اللي تمر فيها محيره و لكن الله لن يحمل نفسك مالا طاقه لها به..

نصيحتي لكم من خلال تجربتي و انا قد كنت وصلت لدرجة كبيره من الاحباط !!

اهديكم إياها من كل قلبي ،، انا اعرف باني شبه خسرت الحياه فهل اريد خساره الاخره ايضا !؟ يقول الله عز وجل آيه كل ما اقرأها يتملكني الخوف (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ).

المسألة الثانيه و اعذروني على الاطالة..

هذا الابتلاء عباره عن وقود و الخيار عندك اما ان يحرقك او ان يحركك ،،، و القصد هنا تخيلوا معي بأن الله لم يبتليك بل انعم عليك و جعلك تعيش سعيدا لمده 60 سنة مرت بسرعه البرق منٓعم بدون اي ابتلاء،،

هل ستعبده ؟ هل ستدعوه ؟ هل ستتذكره ؟ هل ستلجأ إليه ؟ هل ستبكي حرقة و تعرف بان لو اجتمع الانس و الجن على ان يشفوك لن يستطيعوا و ستعرف بان الله وحده لا شريك له هو القادر على شفائك و اعتقد بان هذا هو كمال التوحيد..


على مقياس الحياه التي نحن فيها المثال و الحياه الذي ذكرتها هي قمة السعاده التي يطمح لها الانسان لأننا لم نرى الجنة و النار لكي نقيم الوضع.. و لكن عند تأمل القرآن و السنة سنعرف هول ذاك اليوم و سنعرف حجم المعاناه عندما يلقون المجرمين بالنار و ستتمنى لو انك ابتليت اكثر من ذلك لكي يكفر الله سيئاتك و يرفع درجتك في الجنة ،، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " يَوَدُّ أَهْلُ الْبَلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعَايِنُونَ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ تُقْرَضُ بِالْمَقَارِيضِ " .

عندنا نموت و نبعث سنشكر الله على هذا الابتلاء الذي ميزنا عن غيرنا و جعلنا نلجأ له من شده البلاء في كل حين ...

قارن اذا الله عطاك عمر و عشت 60 سنة و ما صارلك شي و مت قبلها و عشت مبتلى و صابر و تصلي و تزكي و تصوم و مت و حاسبك ربي حساب يسير و أمامك الجنة عرضها السماوات و الارض تعيش فيها خاااااالداااا مخلدااااا منعماااا لا فيها غل و لا حسد و لا بغضاء .. و الله انك تنسى العذاب اللي انت فيه الحين

{..وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلَاءً , فَيُقَالُ : اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ : فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً , فَيُقَالُ لَهُ : أَيْ فُلَانُ , هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ ... فيقول ما أصابني ضر قط} ...

يا اخي انت و بالدنيا لو تشفى من مرضك هذا بعد سنة تنسى انه حصل لك فما بالك بالجننننة ؟؟؟؟؟

نكمل المثال الثاني انك تعيش 60 سنة تمر كسرعه البرق مرهفاً منعما و يحاسبك الله حساب عسير ولا تدري ما مصيرك. جنة ام نار..
و لاحظ حتى لو عشت مرهف منعم لن تسلم من الدنيا كما لم يسلم منها الملوك فالدنيا دار ابتلاء اساسا !! يقول ابو العتاهية


فُنُونُ رَداكِ، يا دُنْيا، لعمرِي فوقَ ما أصفُ
فأنتِ الدارُ فيكِ الظلمُ ـمُ، والعُدوانُ، والسّرَفُ
وأنتِ الدارُ فيكِ الهمُّ والأحزانُ والأسفُ
وأنتِ الدارُ فيكِ الغدْ رُ، والتّنغيصُ، والكُلَفُ
وَفيكِ الحَبْلُ مُضطَرِبٌ؛ وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ


الخلاصة ازهد في الدنيا و أسقطها من عينك و انتظر الاخره و انتظر الوعد الحق (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)

اسأل الله ان يجعل كلامي هذا بلسما لجرحي و لجراحكم و ان يجعله واعظا لي و لكم و ان يهديني و اياكم سبل الرشاد ..

لا تخسروا الدنيا و الاخره ....

المصدر: نفساني

لم أُسْلِم النفْسَ للأسقام تـُتْلِفُها
إلّا لعلمي بأنّ الموت يُحييهـا
ونظرةٌ منك يا سؤلي ويا أملي
أشهى إلي من الدنيا وما فيها
نفْسُ المحبّ على الآلام صابرة
لعـلَّ مُسْقمها يوماً يداويهـا

اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا وانت راض عنا اللهم آمين