مرض الضلالات الفكرية

مرض الضلالات الفكرية

هو نوع من انواع الاضطرابات الذهانية والتي يفقد فيها المريض الاستبصار ويعيش في عالم من الأوهام والأفكار الخاطئة

وهذا المرض يأتي في العادة في سن متأخرة وهي أواخر الثلاثينات على صورة اعتقاد وإيمان بفكرة خاطئة متوهمة على انها حقيقة ويتفاعل معها ان خيرا فخير وان شرا فشر. ويكون المصاب بهذا المرض بحال جيد من الناحية النفسية فيما يتعلق بالجوانب الأخرى من النفسية. فقد يكون ناجح في عمله وعواطفه حية وافكاره معقولة وسلوكياته متزنة الا فيما يتعلق بالضلالة الفكرية، فيكون في الأمور المتعلقة بالضلالة يتصرف تبعا للضلالة فيسب ويشتم ويهرب ويهدد ويتوعد. وسبب تكون الضلالات الفكرية هو غير معروف الا انه بالتأكيد له علاقة بصراع نفسي مرتبط بالشخص الذي هو موضوع الضلالة الفكرية.

الا انه من الممكن ان تتواجد احدى الضلالات الفكرية مع مرض آخر من الامراض النفسية كالاكتئاب الذهاني ومرض الفصام وفي الاضطرابات الذهانية التي سببها تعاطي المخدرات كالحشيش والمنشطات كحبوب الكبتاجون وغيرها من الامراض النفسية.
والضلالات الفكرية انواع أشهرها:

1) ضلالات الشك والاضطهاد (paranoid and persecutory delusion)وهي من اشهر انواع الضلالات الفكرية والتي يتوهم فيها المريض بأن هناك من يؤذيه او يريد ان يؤذيه ويحيك له المكائد، فيعيش في عالم من الشكوك والظنون والتوجس ويتعامل مع افكاره الوهمية الخاطئة التي مصدرها الشكوك على انها حقائق لاتقبل المناقشة ولا شك فيها فيتفاعل معها. فتجده مثلا يتوهم بأن هناك من يطارده ويراقبه ويتتبعه ويتفاعل مع الناس المحيطين به على هذا الاساس فتجده يحتك بهم بعدوانية قائلا: ماذا تريد مني؟ لماذا تطاردني؟ انت تكرهني..... الخ من التفاعلات

2) ضلالات العظمة (grandeous delusion) ويشتهر حدوثها في الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مع حالة الهوس. ويتوهم فيها المريض بأنه انسان مهم وعظيم ويتفاعل مع الناس والاحداث من حوله من هذا المنطلق. فمنهم من يتوهم بأنه نبي وآخر يتوهم بأنه ملك. الا انه ليس دائما تكون العظمة في المبالغة، فقد يصاب ممرض بضلالات العظمة فيتوهم انه طبيب او جندي يتوهم انه ضابط وهكذا. طبعا هو يتعامل معها على انها حقائق فيصدر الأوامر ويرفض استقبالها من الآخرين ويختلف معهم كثيرا ويتسبب في حدوث مشاكل مختلفة في بيئته

3) ضلالات الغيرة المرضية (infidelity delusion)ويشتهر حدوثها مع فصام الشك ومع الذهان الذي سببه تعاطي المخدرات وهو كبقية انواع الضلالات الفكرية من الممكن ان يحدث بشكل مستقل بدون وجود مشاكل نفسية أخرى. وفي هذا النوع من الضلالات يؤمن المصاب بأن هناك خيانة وسلوك جنسي لدى زوجته او إحدى محارمه وان حرماته قد انتهكت وأنه بحاجة الى غسل العار. ولا يكون عنده شك في ذلك بل متيقن مئة بالمئة ويتفاعل مع هذه الضلالة على انها حقيقة فتجده يراقب زوجته أويكسر جوال أخته ويهدد بأن يقتل ويفعل ووو... الخ. وقد تصل الضلالة الى أشكال مبالغ فيها فتجد المصاب قد يتهم أخته بأنها على علاقة جنسية مع الأب او أحد المحارم ، وقد يتهم الإبن أمه العجوز السبعينية على انها على علاقة مشبوهة مع السائق الشاب، وقد يأتي رجل كبير في السن فينكر نسب ابنائه وهم قد اصبحوا رجال من باب اتهام زوجته العجوز بأنها كانت تخونه.
ومن المهم جدا معالجة الضلالات الفكرية وأخذ تهديدات المريض بجدية لكونها سبب في دفع المرض المصاب بها الى التفاعل معها على انها حقائق وبالتالي من الممكن ان يرتكب اي جريمة خاصة فيما يتعلق بضلالات الغيرة المرضية وضلالات الاضطهاد. فالمريض الذي يؤمن بأن هناك من يضطهده وينغص عليه عيشته يبدأ يفكر بالانتقام منه ودفع الظلم عن نفسه. وكذلك في حالة الغيرة المرضية فهو يرى بأن حرماته قد انتهكت وأنه لابد أن يغسل العار ليس فقط بقتل زوجته مثلا وانما قد يقتل ابنائه من باب ايمانه بأنهم ليسوا ابنائه فعلا وانما هم ابناء غير شرعيين.

وعلاج الضلالات الفكرية هو بالأدوية النفسية المضادة للذهان بالإضافة للعلاج الفكري والذي لايضمن القضاء على الضلالة وانما يقوم بإضعافها وتقليل اهتمام المريض بها الى افضل درجة ممكنة. الا ان الضلالات الفكرية المرتبطة بتعاطي المخدرات والمرتبطة بالإضطرابات الوجدانية فإنه يتم الشفاء منها بشكل كامل ولا تعود الا مع العودة لتعاطي المخدرات او انتكاسة المرض الوجداني.

المصدر: نفساني

نسأل الله السلامة و العافية

يعطيك العافية دكتور رعد ..

يعطيك ربي العافية يا دكتور رعد الله يبارك فيك وفي اولادك