المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

اول علامات الساعة التي تمت طلوع الشمس من مغربها وانشقاق القمر

طلوع الشمس من مغربها وانشقاق القمر * إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يسيران نحو غاية معينة ولأجل، لا يتبدلان إلى آخر الدوران، وأي تبديل في نظامهما، يتبعه تبديل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-03-2008, 09:18 PM   #1
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
اول علامات الساعة التي تمت طلوع الشمس من مغربها وانشقاق القمر



طلوع الشمس من مغربها وانشقاق القمر
* إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يسيران نحو غاية معينة ولأجل، لا يتبدلان إلى آخر الدوران، وأي تبديل في نظامهما، يتبعه تبديل نظام الكون كله، فإذا طلعت الشمس من مغربها، فمعنى ذلك أن الأرض بدأت تدور بعكس اتجاهها الأول، وبالتالي أصبح الليل سابقاً للنهار، وهذا ما لا ينبغي أن يكون، لأن الله قد نفى ذلك بآية صريحة: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (40) سورة يــس.
لذلك فإن هذه الإشارة أو هذه العلامة لا تعني هنا هذا الكوكب الملتهب الذي يشرق في الصباح، ويغرب في المساء وإنما معنى طلوع الشمس هنا، هو معنى مجازي.
كما أنه تعالى حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سراج منير، والسراج هو الشمس: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (45ــ46) سورة الأحزاب. فكان صلى الله عليه وسلم شمس النبيين رحمة للعالمين نور الله الذي به يُرى طرفٌ من أسماء الله الحسنى، فهنا جاء معنى السراج مجازياً كشفاً لحقيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكاشف لما أغلق والفاتح لما سبق.
كما أن سيدنا يوسف عليه السلام رأى والده وأمه في الرؤيا شمساً وقمراً وإخوته كواكب.
أما الشمس التي هي مدار بحثنا وجدها ذو القرنين عليه السلام تغرب في عين حمئة فهل يعقل أن تغرب هذه الشمس التي في السماء في بقعة من بقاع الأرض رغم ضخامتها أم كيف يجد قوماً عندها وهي في السماء‍. وماذا يحدث لو اقتربت الشمس من الأرض وخرجت عن مدارها المعروف علمياً بداهةً؟‍. ألا تتبخر الكرة الأرضية وتفنى؟‍
إذن: المقصود بطلوع الشمس من مغربها، هو بزوغ الحضارة وعلومها البرَّاقة من جهة الغرب، أو من الجهة التي غربت فيها، لا من المشرق عن طريق شمس النبيين صلى الله عليه وسلم السراج المنير.
إن حضارة هذا القرن، قد أشرقت على المعمورة من الغرب، وانتشرت كالشمس في أرجائها، إذ ما من أحد إلا وعليه أثر من آثار أشعتها، وما من امرئ إلا ووسمته بميسمها.
تلك الحضارة التي انتشرت عمقاً واتساعاً، في أنحاء الأرض، قد غزت عقول الناس وقلوبهم، وأزاغت قلوبهم عن منبع النور الحقيقي، وجعلتهم يعيشون في ظلمات وقلق، ونتيجة ما أرسلته مع أشعتها من شوب، استطاعت أن تبهر عقول الذين كفروا، حيث جعلتهم في ظلمات لا يبصرون، وبهذا العمى القلبي، راحت البشرية تعب منها عبّاً دنيوياً محضاً، لا إيمان فيه.
* فما شروق الشمس من مغربها، ولا انشقاق القمر، إلا معاني مجازية، ترمز وتدل على أشراط الساعة الكبرى، وبداية الآية الكريمة: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر: تؤكد هذا المعنى وتبينه بوضوح، بأن اقتراب الساعة مرتبط بانشقاق القمر، وليست كما يقال أنها معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومما يؤكد هذا المعنى أيضاً:
* أن الله تعالى لم يؤيد رسوله بالمعجزات، ولا بخوارق العادات، وإنما أيده بقرآن يقذف بآياته باطل الكفار، فإذا هو زاهق لا حياة فيه.
* ذلك لأن للمعجزة تعريف: وهي تكون ظاهرة مكشوفة للناس وفيها تحدٍّ، كما بينها تعالى بمعجزة عصا سيدنا موسىعليه السلام:{قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى } (59) سورة طـه:والمعجزة ليست بناقلة لأحد من الكفر إلى الإيمان، ما لم يعمل فكره، ويتأمل في هذه الكائنات، صنع الإۤله العظيم. وقد بين تعالى بآية واضحة سبب منع إرساله المعجزات، أن كذب بها الأولون، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ ...} (59) سورة الإسراء، فبعد التكذيب بالمعجزة، الهلاك الحتمي، والله يدعو إلى دار السلام، ولا يرضى لعباده الهلاك، فهل يرسل لهم ما يهلكهم، وهو العليم بأحوالهم وبتكذيبهم؟!. فإن جاءت المعجزات وما آمنوا، سيهلكون، وهم لن يؤمنوا،وهاكَ نظرة سريعة لصنائع المعجزات.
* فالنار: كانت على سيدنا إبراهيم عليه السلام، برداً وسلاماً،وما زاد ذلك قومه إلاَّ كفراً وعناداً، ولم يؤمن من قومه أحد، وأصبحوا فيما بعد، قوم لوط المرجومين بحجارة من سجيل.
* خروج الناقة من الصخرة: معجزة أرسلت لقوم سيدنا صالح عليه السلام، بناء على طلبهم، ومن صخرة هم عيَّنوها،فما جعلت قومه يعظمونه في شيء، بل ما كان منهم إلا أن قالوا:{ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا..} (154) سورة الشعراء، ثم عقروا الناقة، وعتوا عن أمر ربهم، وقالوا: {... يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (77) سورة الأعراف،وهلكوا.
* وقال آل فرعون لسيدنا موسى عليه السلام بعد أن رأوا ما رأوا، من آيات بيِّنات ومعجزات: {... مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (132) سورة الأعراف،وازدادوا كفراً وعناداً.
* أيضاً معجزات سيدنا عيسى عليه السلام أحيا الميت وأبرأ الأكمه والأبرص، وخلق من الطين طيراً بإذن الله، أما قومه: {... فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} (6) سورة الصف ،ومكروا مكراً ليقتلوه عليه السلام، وحل بهم الهلاك الحقيقي، إذ حُرموا من: {... الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ... } (89) سورة الأنعام:بعد كفرهم. والله آواه وأمه إلى ربوة ذات قرار ومعين، ويقال أنها ربوة دمشق،أي: سحب تعالى هذا الخير العظيم، عليه السلام، عنهم بكفرهم.
* وكما أشارت الآية الكريمة إلى أنه لا فائدة من رؤية المعجزات، إن لم يصدُقْ الإنسان بطلب الحق، في قوله تعالى: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ ، لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} (14ــ15) سورة الحجر: إن لم يكن الإنسان هو بذاته طالباً للحق فسينكث ويعود للمعارضة ويظن المعجزات سحراً، فالإيمان أصل من دونه لن يصدق المرء بطريق الكمال.
فالمعجزات ليست بناقلة أحداً من الكفر إلى الإيمان من الأقوام السابقة، لذا أتت الآية الكريمة بإيقاف ظهور المعجزات: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ ...} (59) سورة الإسراء،بل لا بدَّ من إعمال الفكر الدقيق، فيما يسمعه الإنسان من الهدى والبيان، كما آمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكما آمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع تعالى شأنهم، أو النظر والتأمل في هذه الكائنات، مع الخشية من الفراق الذي لا بُدَّ منه، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق.
القرآن الكريم معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الخالدة:
* أمَّا معجزة القرآن، فلا تنحصر في ناحية معينة، كجمال الأسلوب، ولا في جرسه العجيب، ولا في غزارة معناه، مع إيجاز لفظه ومبناه، وإنما تشمل أيضاً، احتواءه على علوم البشر، في ماضيها وحاضرها ومستقبلها،قال تعالى:
{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ...} (10) سورة الأنبياء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كتاب اللّه فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله اللّه، وهو حبل اللّه المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن اذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هديَ إلى صراط مستقيم)(1).
هذا ولم يرسل تعالى الرسل الكرام صلوات الله عليهم، إلا بلسان قومهم. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ...}(4) سورة إبراهيم.
ففي عصر سيدنا موسى عليه السلام كان السِّحر بأوجهِ، فأيَّده الله تعالى بمعجزة أبطل بها شعوذتهم ودجلهم وتخييلاتهم وأما سيدنا عيسى عليه السلام فقد جاء بعصر الطب وتفوقه، بمعجزات ما أبطل علمهم، كإحيائه الموتى بإذن الله، وخلق من الطين كهيئة الطير فيكون طيراً بإذن الله، وإبرائه الأكمه والأبرص.
وكذلك سيدنا سليمان عليه السلام جاء بعصر الملك، وكيف أن الله وهب له من الملك ما لم يهبه أحداً من بعده.
وكذلك الأمر في عهد سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم إذ أصبح الزمن زمناً يتبارى فيه البلغاء، ويتنافس فيه الشعراء، ولم يبق للملك والسلطان تلك القيمة التي كانت له عندهم من قبل، فبيتُ شعر بنظر العرب آنذاك، أثمن لديهم من قصور كسرى وقيصر، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم، معجزة أبدية مكشوفة ظاهرة لكل الناس، وفيها تحدٍّ من الله تعالى لهم: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ، وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ..}: تحدٍّ واضح من الله تعالى لهم. {... وَلَن تَفْعَلُواْ...}: وهذا تحد لكل الأزمان وإلى نهاية الدوران، إذن:{ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }(23ــ24) سورة البقرة.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 17-03-2008, 09:20 PM   #2
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
تابع



القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الوحيدة، التي أيَّد الله تعالى بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ذلك عز وجل، مبيناً أن لا معجزات سوى هذا القرآن الكريم بقوله تعالى:
{وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (50ــ51) سورة العنكبوت.
ألم يكفهم أنه أنزل على رجل منهم لا يعرف القراءة والكتابة، والذي يتحدى به بل بسورة منه، أمراء البيان وفحول الشعراء، أن يأتوا بمثله وفي سائر الأزمان والعصور، وعجزوا ويعجزون إلى يوم القيامة، ولو كان الإنس والجن بعضهم لبعض ظهيراً. ألا يعتبر بحق معجزة‍. بل أعظم معجزة دائمة لمن أراد وجه الحق!.
أوليس ما نحن واقعون فيه بهذا الزمان، من إشارات وعلامات للساعة، قد بينها تعالى في كتابه الكريم، منذ أربعة عشر قرناً ونيف، أليس هذا بمعجزة؟!!. ألا يستدل من علامات الساعة المذكورة في القرآن الكريم، أن هذا الكتاب، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟. كيف وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الزمان بهذا الوصف الدقيق، وعبّر عنه بكلمات جامعة مانعة... أليس هذا بمعجزة؟!.
إن كلمة شروق الشمس من مغربها، وانشقاق القمر، وغيرها من الآيات التي تخص الساعة، لهي من أكبر المعجزات والرحمات الإۤلهية، التي أفاضها تعالى على رسوله الكريم، لكي نتدارك أمرنا، ونعود إليه تعالى.
قال تعالى : {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ، وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} (52ــ53) سورة القمر.
* هذا ولما كان الغيب لله، فإنه لا يطلعه إلا لمن ارتضى من رسول، وهذا الغيب قد كشفه جلّ وعلا لرسوله الكريم ليلة أسرى به، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يضن علينا بما كشف له تعالى من علم الغيب(2).
فذكر الأحداث الكبرى التي ستجري في المستقبل. وما علامات الساعة التي نتحدث عنها الآن إلا من آثار تلك الفتوحات الغيبية، التي أراه الله إياها. وأوردها تعالى في كتابه العزيز.
إذن: فإن انشقاق القمر كما بيّنا آنفاً ليس بمعجزة، وإن الروايات التي ذكرت حول هذه الآية، لا صحة لها أبداً أنه انشق فلقتين، فلقة من دون الجبل، وفلقة من خلف الجبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بزعمهم: (اللهم اشهد) فذلك يتنافى مع القرآن الكريم بما أوردناه بآيات سابقة،ويتنافى مع القوانين الكونية التي سنَّها تعالى، وإنما آية الانشقاق، وحديث طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، إشارات ودلائل لقرب وقوع الساعة، ولو أن آية انشقاق القمر حصلت بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم حينها لوقعت الساعة في تلك الأثناء، وهذا ما لم يحدث، بل امتدت الدنيا إلى وقتنا هذا، ونحن الآن نعيش هذه العلامة، وقرب الساعة الحتمية.
لقد بيّنا قبل قليل عن طلوع الشمس من مغربها، وبيّنا بأنها رمز للحضارة القادمة من الغرب، هذه الحضارة التي ظلت محجوبة وبشكل عملي، عن الشرق الإسلامي حتى أوائل القرن العشرين تقريباً، وبدأ إشراقها بدون حجاب، بعد الحرب الكونية الأولى، وبدأ العالم الإسلامي عامة، والعربي خاصة، ينسلخ عن منبع النور الإسلامي، من شمس النبوة، السراج المنير صلى الله عليه وسلم، مستمداً نوره من هذه الشمس الدنيوية المحضة التي بانت من الغرب، فأصبح قمراً للغرب، يعكس وهج شمسها.
لقد اختار الله تعالى هذه الأمة الإسلامية العربية أمة وسطاً، ليكونوا شهداء على الناس بما يستمدونه من نور الله، عن طريق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم الآن هجروا هذا النور واستبدلوه بنور الحضارة المادية المحموم، وبذلك فقد الأمل منهم تقريباً في إقامة الحق على الأرض، لأن هذه الأمة الوسط بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلق الله، والمكلفة بإنقاذ العالم، من الظلمات إلى النور الإۤلهي، قد تحولت بوجهتها إلى الغرب، لذلك، فإن اقتراب وقوع الساعة بات محققاً، ولا بد في هذه الحالة، من مجيء منقذ للبشرية ينقذها من شمس الباطل إلى شمس الحق، والسيد المسيح رسول السلام، هو المهيأ لهذا الإنقاذ.
فيا أيها الناس اتقوا ربكم، إن زلزلتها لشيء عظيم، وإن عذابها لشديد.
هذا وإن انشقاق القمر الذي ورد ذكره في الآية الكريمة، إن هو إلا حدث من الأحداث المسطرة في الزبر، يبين الله تعالى فيها لأهل كل عصر، ما يهمهم من الآيات في الوقت المناسب، ليعلموا أن الله حق، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به هو الحق من ربه(1)، وليعلموا أن الله على كل شيء شهيد، وبيده نجاة ونصر من يتقيه.
فبما أن القمر المذكور بالآية الكريمة: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر: لا يعني ذلك الكوكب المنير كما ذكرنا، إنما يشير إلى معنى مجازي، وهو البلد الذي يستمد من الحضارة الغربية، التي هي الشمس للعالم، من الاختراعات والإبداعات، ولها التبعية وبكافة الأقطار الإسلامية وغير الإسلامية، ولفترة وجيزة كانت هذه الدول تتنعم بنتاج حضارة شمس الغرب، ونتاج علومه الدنيوية المحضة، عوالم المادة، من سيارات وطائرات وقطارات والمصانع الضخمة، وشبكات الاتصال والفضائيات، ووسائل اللهو والإنترنت، ونقلت كل فنونه حتى في اللباس والأدوات المنزلية والغناء، فأصبح العالم يعيش بتلك الصور الدنيوية محجوباً عن الحقائق الباقية، بالاتجاه الكلي نحو هذه الشمس. فقد أشاح الناس بالعالم أجمع، عن مبدع السموات والأرض، وما أعدّه لهم من جنات باقيات، باتباعهم لهذه الحضارة الآنية، والتي تعقبها خسارة أبدية.
لقد أصبح الشرق كله، قمراً يستمد نوره من شمس حضارة الغرب، وما العالم الإسلامي إلا جزء لا يتجزأ من الشرق، شأنه شأن باقي الدول، يستمد نوره أيضاً من هذه الشمس الحضارية. ثم وبفقدان الروح والغذاء القلبي للبشر، بدأت تدرك ما فيه من خطر، وبدأت بالانشقاق، كإيران وشعوب وقبائل باكستان وأفغانستان والقرن الأفريقي والعراق وغيرهم، حتى أن الانشقاق حاصل بين الدولة الواحدة فيما بينها(إذاً الانشقاق حاصل في كل الدول على أعلى وأصغر المستويات) بكل ما تتضمن كلمة الانشقاق من معنى. أما انشقاق الصين فتمّ نحو الأسوأ، ويا ليتهم لم ينشقّوا.
انشقّوا عن استعمار بلادهم ولكنّهم قتلوا أنفسهم إذ غدوا (كالمستجير من الرمضاء بالنار)، أو كما يقول المثل العامي (طلعنا من تحت الدلف إلى تحت المزراب)، لقد هووا بانشقاقهم عن الغرب إلى قاع الشيوعية التي لا روح فيها أبداً ولا حياة قلبية، بل فيها نكران الإۤله والآخرة، فهم بالضلال غارقون، وثبت عليهم وعلى بلادهم ما أطلقه أهل الصلاح الأوّلون (أن بلاد الصين هي بلاد الخَطا)، حتى الكثير من الأثرياء في العالم وغيرهم، عبروا عن انشقاقهم عن هذه الحضارة وإفلاسها في نفوسهم، بما سجلت من حالات كثيرة في الانتحار، وخاصة في الدول الراقية. وإليك نبذة من اعترافاتهم:
وحتى عن ملذات وملاهي مدينة نيويورك المتنوعة فإن "جيمي والكر" المتهم بكل شيء إلا بعمق نظرته وغور تفكيره قال عنها في آخر سني حياته:
( أصبحت اليوم لا أرى سحر وفتنة الأمس إلا شيئاً مبهرجاً تافهاً).
ويقول "دراموند": ( إن أعلى متع الأرض ليست إلا ألماً متنكراً "مقنعاً").
ويقول "سير أرنولد": (عجباً، كما هي الريح كذلك هي الحياة البشرية الفانية، عويل، ندب، تحسر،غضب، كدح).
قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ...} (124) سورة طـه. وهكذا فليست اللذائذ الدنيوية المحضة سوى شقاء وألم وخسارة أبدية وحسرات مغلفة بغلاف برَّاق مخادع.
إن ما نعيشه اليوم من كوارث وفيضانات وزلازل ومجاعات، وحروب وأعاصير مدمرة وحرائق في الغابات والمدن، ومن ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي وانخفاض في المياه الإقليمية ونقص كبير من مستويات الأنهار، وارتفاع درجة حرارة الأرض وفساد البيئة نتيجة لما ذكره تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ...}(71) سورة المؤمنون:وبما أن الله تعالى منح الإنسان حرية الاختيار، وهم اختاروا وصمَّموا على ما لم يرضه الله لهم. لِما يعود عليهم بذلك من هلاك، ولكنهم أصرُّوا فأعطاهم طلباتهم ومشتهياتهم،وكل واحد سار بهواه فتغير نظام الكون، زلازل، طوفانات، قحط. حلّ البلاء الذي أشرنا إليه وسيعقبه الهلاك العام إن لم يثوبوا إلى رشدهم ويلتجئوا إلى ربهم، ليصلحوا ما أحدثوا من عظيم الفساد، والذي عاد عليهم بأمراض غريبة أصابت الإنسان، وأمراض أخرى أصابت الأنعام، مصدر غذائنا، ومن آلام وأمراض نفسية على مستوى العالم، حتى أوصلت الكثير منهم إلى الانتحار، وكل ذلك نتيجة انغماس الناس بالحياة الدنيا، واتباعهم شمس هذه الحضارة الغربية، التي أعمتهم عن الحقائق، وأصمتهم عن سماع الحق، بسبب ما اقترفت أيديهم من آثام: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (41) سورة الروم.
فكم هو ربنا رحيم ورؤوف بهذا الإنسان، فالدنيا لا يمكن أن تكون جنة، لأنها ليست باقية، ومصيرها إلى الزوال، وأما المؤمنون بما يستمدون من شمس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي يأتيهم بالأنوار من الله، فهم في الجنّة، وبه تعالى الحياة الأبدية السرمدية الباقية، وما وصلت الناس إليه اليوم من ضيق وحزن وألم، فلا بد أن يبدل الله شقاءهم سعادة، بعودة وشروق شمس السيد المسيح، حبيب الله، رسول السلام، والأنبياء جميعاً هم شموس الحقائق، وكان ظهورهم دوماً في الشرق الأدنى، مهبط الرسل والنبيين، والانشقاق ظهر في هذا العصر فقط، عن شمس الغرب المادية المحضة. وهذا الانشقاق مرحلي، ورفْض مبدئي لأمّ الحضارة التي ولّدتها، والكشْف عن زيفها وغرورها، وتهيئة لرفضها الكلّي إثر الحرب العالمية الثالثة وعظيم أهوالها الكبرى وكربها، فعندها يتمّ الرفْض الكلّي والتقبّل بالأشواق لعصر المنقذ رسول الله المسيح عليه السلام، عندها تزول عن العيون الغشاوة، وعن الآذان الوقر، وتتفتّح القلوب لأنوار الحقيقة بقدوم السيّد المسيح عليه السلام.
وخلاصة القول:
إن سورة القمر ومن بدايتها، تتحدث عن التكذيب والإعراض الكلي عن الله تعالى، وتستعرض الأقوام السابقة حين أتاها العذاب، ابتداءً من قوم سيدنا نوح، إلى قوم سيدنا هود، إلى قوم سيدنا صالح، إلى قوم سيدنا لوط، إلى قوم سيدنا موسى، وبعد هلاك المكذبين على طول الزمان، يذكر تعالى في آخر السورة، تكذيب أهل هذا الزمان، والنهاية المؤسفة التي سينتهون إليها، شأنهم في ذلك، شأن من سبقهم من الكافرين، الذين كذبوا دعوة الرسل، وقد اجتمعت فيهم جميع علل الأقوام، من كفر وعناد وتطاول في البنيان، وشذوذ في الأخلاق، وغش وإعراض:{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ}: بالحرب القادمة: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}: إذ أن هذه الحرب النووية الهيدروجينية، لا نصر فيها أبداً:{ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ...}:ساعة البلاء العام:{... وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ }(44ــ46) سورة القمر: هذه الساعة هي أدهى بهلاكهم، من الساعات التي مرت على الأقوام السابقة، وكلمة {... وَأَمَرُّ }: أي أشد مرارة من غيرها، وذلك لعموميتها بأرجاء الكرة الأرضية.
* * *


 

رد مع اقتباس
قديم 17-03-2008, 11:47 PM   #3
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


أخى / طالب الاله .....
أفكار واطروحات جديده ؛ ونظرة علميه منطقيه تُحترم وتُقدَّر .....
بارك الله فيك .....................
اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 18-03-2008, 05:44 AM   #4
((أبوعلي))
عميد المنتدى
مُعتـّق برائحــة الطين!


الصورة الرمزية ((أبوعلي))
((أبوعلي)) متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4554
 تاريخ التسجيل :  08 2003
 أخر زيارة : اليوم (06:31 PM)
 المشاركات : 11,600 [ + ]
 التقييم :  129
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Darkred


أخى / طالب الاله


تحية طيبة,,,



من المعروف ان خروج الشمس من مغربها هو خروج حقيقي لا مجازي والأدلة على ذلك موجودة في الكتاب والسنة,,,


 

رد مع اقتباس
قديم 18-03-2008, 05:53 AM   #5
أمورة نفساني
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أمورة نفساني
أمورة نفساني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18029
 تاريخ التسجيل :  08 2006
 أخر زيارة : 14-01-2019 (04:21 PM)
 المشاركات : 15,872 [ + ]
 التقييم :  69
لوني المفضل : Cadetblue


شدني الموضوع ..


لكن الشمت لم تخرج من مخربها .. واذا خرجت لن يقبل توبة أي احد على وجة الأرض ..

لذا أرجوا تغير العنوان لأنة ليس صحيحا


 

رد مع اقتباس
قديم 18-03-2008, 09:34 PM   #6
الزهور البريه
عضو


الصورة الرمزية الزهور البريه
الزهور البريه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23335
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 14-04-2008 (10:10 PM)
 المشاركات : 18 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اللهم انا نسالك العافيه وسواء كان طلوع مجازي او حقيقي المهم ان نكون ثابتين على الايمان وعلى اي حال اعجبني هذا التامل في سورة القمر

وارجو من اخي طالب الاله موضوع مشابه حول سورة الدخان فهي من السور المحيره بالنسبة لي ولك جزيل الشكر


 

رد مع اقتباس
قديم 18-03-2008, 10:49 PM   #7
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خيرا لهذا الموضوع الدقيق والمفيد حقا ليحفظكم الله ...تقبل مروري وتحياتي النسر الابيض من قلب بغداد


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا