الرهاب الاجتماعي.. يبدأ في الطفولة ويتضح عند المراهقة (2)

الرهاب الاجتماعي.. يبدأ في الطفولة ويتضح عند المراهقة (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله عليكم جميعا ... وهذا هو القسم الثاني من موضوع الرهاب الاجتماعي وعلاجة

انتمى ان تكونوا قد استفتدتم منه...
كيف يؤثرهذا الاضطراب على حياة المصابين به؟
لا أحد يستطيع معرفة معاناة الاشخاص الذي يعانون من هذا الاضطراب الا الذين عانوا منه أو عاشوا بالقرب من عدد كبير من هؤلاء المعذبين بهذا الاضطراب . لقد قابلت أشخاصا أعتزلوا العالم تماما بعد أن استشرى فيهم هذا الاضطراب . ففي مدينة أدنبرة حيث أجريت بحثا عن الرهاب الاجتماعي، قابلت رجلا لا يستطيع مغادرة منزله الا في المساء، ويذهب فقط لأقرب بقالة يشتري منها ما يحتاجه من لوازم غذائية ويعود بسرعة الى منزله حيث يعيش مع آلاف الكتب التي يقتنيها عن طريق المراسلة، ويتابع برامج التلفزيون حتى مرتبه الذي يصرف له من الشؤون الاجتماعية فإنه يرسل شقيقه كي يتسلمه بدلا منه. يروي لي هذا الشخص كيف انه يرغب في أن يكون له أصدقاء وصديقات فقد تؤدي احد هذه العلاقات الى زواج يمنحة الصحبة والدفء، لكنه رغم كل المحاولات لم يستطع أن يقم بالخطوة الاولى. وكذلك قابلت رجلا كان يحتل مركزا مرموقا حيث عمل مديرا اقليما لأحد البنوك في جميع أنحاء اسكنلندا، وكانت طبيعة عمله توجب عليه أن يحضرالاجتماعات وأن يلقي كلمات في مناسبات كثيرة كتخريج دفعات من مدراء فروع البنك، وفي أحد المرات ، وفي منتصف القائه لكلمته شعر بأنه لم يستطع إكمال الكلمه، ووصف ذلك الحدث كما لو انه بيك أب ورفعت الابرة، فانقطع الصوت.. بعد تلك الحادثة لم يستطع أبدا أن يقوم بما تميله عليه مهنته من مهام، أصبح يعتذر عن المناسبات التي يفترض أن يلقي بها كلمات.
اما في الرياض هنا فقد قابلت طالبه تركت المدرسة في الصف الأول متوسط لأنها لا تستطيع أن تجيب على الأسئلة وتشعر بالارتباك الشديد وخفقان وتعرق شديد واحيانا رجفة،وتشعر كما أنه سوف يغمى عليها، لذلك تركت المدرسة وبقيت في البيت وأصبحت شبه معتزلة في المنزل ، مكتفية بعلاقاتها المحدودة مع شقيقاتها فقط.
وكذلك قابلت شخصا من احد الدول الشقيقة ويعمل في الرياض. لقد كان هذا الشاب الطموح لديه كل المؤهلات التي تجعل منه رجلا ناجحا بكل المقاييس فقد كان متفوقا في دراسته ، أنهى البكالوريوس بتفوق، ثم انهى الماجستير بنجاح ولكنه رفض إكمال الدكتوراه ، واختار تخصصا ليس ذا علاقة بالجمهور، فهو يؤدي عمله لوحده، ثم يعود ويذهب لأحد المطاعم يختطف على عجل طعاما جاهزايذهب ليأكله وحيدا.
يعيش حياته هنا في الرياض وحيدا وكذلك في بلده، ليس له أصدقاء، وصل الى الخمسين من العمر دون أن يستطيع أن يتزوج حاول مرتين أن يخطب لكن كلا المشروعين فشل بسبب عدم قدرته على مقابلة الخطيبة والذهاب الى أهلها. عندما يكون في مجتمع من الناس يشعر بالعرق يتصبب منه بشكل غزير مما يزيد في إرباكه، ويشعره بالمزيد من المهانه. هذا الرجل أدمن الكحول أصبح صديقه الحميم هو الكأس.

في كثير من المناسبات كان يذهب الى المناسبه وهو في حالة سكر واضح مما الحق به الكثير من المهانة،
ووضعه في مواقف حرجه مع رؤسائه في العمل، الذين لاحظوا عليه تعاطيه للشراب بكثرة في احتفالات رسمية، هذا الرجل طلب المساعدة من جميع العيادات النفسية،وأخيرا سمع عن العلاج الجراحي ولكني لم أنصحه به نظرا لعدم وجود أدلة كافية لنجاح هذا العلاج.

شخص آخر حينما تمت ترقيته الى وظيفة أعلى ، فبدلا من ان يشعر بالفرح، كان حزينا مكتئبا ، لأن طبيعه عمله
الجديد تتطلب مقابلة جمهور،وكذلك القاء كلمات مما جعله صغير ويستطيع الانتاج، ولكنه لم يستطع تحمل القلق والأعراض الجسدية المتمثلة بالتعرق الشديد والخفقان وإحمرار الوجه.

العلاج
يعتبر الرهاب الاجتماعي واحدا من الاضطرابات المزمنة، ونظرا لأن هذا الاضطراب يبدأ في سن مبكرة ، ونظرا لأن ادراك الشخص انه يعاني من اضطراب نفسي تأتي متأخرة ، فإن طلب العلاج يأتي متأخرا، ففي دراسه في الرياض ، بينت ان الاشخاص المصابين بهذا الاضطراب يلجأون الى طلب العلاج بعد حوالي اثنى عشر عاما من بدأ الاضطراب . وهذا يجعل العلاج اصعب.
حتى منتصف الستينات من القرن الماضي كان علاج الرهاب بعلاج اسمه افنالازين واسمه التجاري نارديل
وقد اثبت هذا العلاج فعاليه جيدة في علاج الرهاب بوجه عام ، والرهاب الاجتماعي بوجه خاص. واستمر هذا العلاج هو الاساس في علاج الرهاب الاجتماعي.

العلاج النفسي للرهاب الاجتماعي:
يعتبر العلاج النفسي هو الاساس لعلاج الرهاب الاجتماعي، خاصه ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي .
ويقوم هذا العلاج على اساس التعريض، وعدم تجنب الموافق التي تثير الرهاب، مثل التحدث امام مجموعه من الاشخاص . ويجب ان يكون العلاج السلوكي وفق اطار منظم وليس عشوائيا .
يتم العلاج السلوكي هذا بالتدريج ، فيبدأ الشخص المصاب بالحديث اما شخص او اثنين وبعد ذلك يتم زيادة عدد المستمعين. كذلك يمكن للشخص المصاب بأن يقوم ببعض السلوك الذي عادة ما يتجنبه مثل الاكل امام مجموعة من الاشخاص في مطعم خاص او الكتابه امام عدد من الاشخاص او مقابله المسؤلين بالتدريج.
يصاحب هذا علاج معرفي بتغير التفكير السلبي الذي ينتهجة الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي.
كلمة يجب ان تقال هنا وهي ان الاشخاص المدربين على مثل هذا النوع من العلاج ليسوا متوفرين كثيرا ،
فالتدريب على العلاج السلوكي المعرفي يتطلب وقت وعلما وهذا ليس بالامر السهل .

العلاج الدوائي للرهاب الاجتماعي :
كما اسلفت فإن العلاج الدوائ بدأ في منتصف الستينات من القرن الماضي.
فقد بدأ في ذلك الوقت بتجريب علاج اسمه الفنالازين (نارديل) ، وقد كانت النتائج جيده لعلاج الرهاب الاجتماعي.
لكن الاعراض الجانبية لهذا الدواء جعل استمراريته صعبة، مما اضطر الى سحبه من الأسواق. في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، ظهرت أدوية تعرف بالأدوية المثبطة لمادة السيروتونين، ووجد أن هذا المجموعة من الأدوية تفيد في علاج الرهاب الاجتماعي. من هذه الادوية الفافرين، وخاصة اذا أخذ بجرعة جيدة، وكذلك يجب أن يؤخذ هذا العلاج لمدة طويلة . كذلك هناك أدوية أخرى من هذه المجموعة مثل البروزاك ، السيبرام، السيروكسات وكذلك أدوية اخرى من نفس هذه المجموعة. يجب أخذ هذه الأدوية تحت إشراف طبي.
كلمة أخيرة وهي أن انجح العلاج للرهاب الاجتماعي هو ما كان من تزاوج العلاج السلوكي المعرفي (يجب أن يكون المعالج مؤهلا لهذا النوع من العلاج، والا أصبح العلاج النفسي هنا مضيعة للوقت) مع العلاج الدوائي، والذي يجب أن يؤخذ تحت إشراف طبي، لأن بعض هذه الادوية له مضاعفات وأعراض جانبية سيئة لذا لا يجب أخذها الا تحت اشراف طبي.

اختكم ام احمد

منقول من جريدة الرياض:

المصدر: نفساني

جزاك الله ألف خير يا غالية
و بارك في منقولك

حقاً استفدت
فكلامه هذا الدكتور رائع و متفهم الله يحفظه و يرعاه

---

نعم
هذه المواقف التي ذكرها لبعض المرضى الذين قابلهم ليست بالغريبة علي

أتذكر في الجامعة لم أكن لأذهب لقسم التصوير لشراء الملازم و المذكرات و التي لا تباع الا هناك ..

لم أكن أستطع :confused:

كنتُ أجلس أنتظر لآآآآآخر الدوام ... عندها يكون التصوير خاليا تماما من الطالبات فأدخل لأشتري الملازم التي أريد .
و اذا صادف و وجدت و لو طالبة واحدة ............ لا أدخل أبدا
بل أحاول في اليوم التالي أن أجرب حظي في الانتظار و هكذا ........

---

كل الشكر لكِ هناء
وفقك الله و أنار دربك بالايمان و رزقكِ الغفران

و دمتِ بخير :)