المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

كيف أصبح العنف الأسري في المجتمع السعودي جريمة مستجدة

كيف أصبح العنف الأسري في المجتمع السعودي جريمة مستجدة اعتقد أن العنف الأسري المستجد في المجتمع السعودي أو حتى المعتاد ‏لا يعني ، القوة وفرض الإرادة من الطرف الأقوى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-08-2006, 01:29 AM   #1
د . احمد الحريري
عضو جديد


الصورة الرمزية د . احمد الحريري
د . احمد الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11662
 تاريخ التسجيل :  12 2005
 أخر زيارة : 22-01-2008 (10:20 PM)
 المشاركات : 3 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
كيف أصبح العنف الأسري في المجتمع السعودي جريمة مستجدة



كيف أصبح العنف الأسري في المجتمع السعودي جريمة مستجدة

اعتقد أن العنف الأسري المستجد في المجتمع السعودي أو حتى المعتاد ‏لا يعني ، القوة وفرض الإرادة من الطرف الأقوى بمعنى آخر ليس ‏بالضرورة أن يكون العنف صادراً من الأب على ابنه أو الأخ الأكبر على ‏الأخ الأصغر فقد يكون العنف صادراً من الطرف الأضعف أي من الابن ‏على الأب ومن الأخ الأصغر على الأخ الأكبر ومن الزوجة على زوجها ‏وهذه المعادلة المقلوبة الجديدة بدأت تتضح في المجتمع السعودي بشكل ‏واضح واتخذت أشكالاً من الجريمة المستجدة التي لم تعرفها الأسرة السعودية ‏فأصبح الضرب يمارسه الأخ الأصغر على الأخ الأكبر وأساليب الإيذاء ‏يمارسها الابن على والده وكذلك الزوجة على الزوج ووصلت الحالة إلى ‏القتل وإزهاق الحياة فاعتقد أن العنف الأسري في المجتمع السعودي كجريمة ‏مستجدة هو العنف الراجع ‏Refers Abuse ‎‏ إذاً يمكن أن يعرف هذا العنف كجريمة مستجدة بأنه "كل ‏حالة قتل أو ضرب أو إيذاء جسدي أو معنوي يمارسها الأصغر سناً على ‏الأكبر سناً أو الزوجة على زوجها في الأسرة الواحدة داخل المنزل أو ‏خارجه " هذا التعريف من وجهة نظري يبرز التناقض بين المعايير ‏الاجتماعية والدينية التي يتغنى بها المجتمع السعودي وبين الأفعال ‏والسلوكيات التي يمارسها أبناءه من ناحية ومن ناحية أخرى يبرز الوجه ‏الآخر الغير معتاد في المجتمع السعودي وهو ضرب الابن لوالده وضرب ‏الأخ الأصغر لأخوه الأكبر وضرب الزوجة لزوجها بل قتل الابن لوالده وقتل ‏الزوجة لزوجها ففي حين أن المعايير الثقافية المرتبطة بشكل كبير بالمعايير ‏الدينية تأمر بالبر والإحسان من قبل الأبناء للآباء فقد قال تعالى : {وبالوالدين ‏إحساناً } وقال تعالى مخاطباً الابن { ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما ‏قولاً كريماً } وقال تعالى في علاقة الزوجة بالزوج .. {هو الذي خلق لكم من ‏أنفسكم أزواجاً لتسكنو إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} " وقال صلى الله عليه ‏وسلم .. " رفقاً بالقوارير " أي النساء وقال صلى الله عليه وسلم فيما معنى ‏حديثه " لو كنت آمراً المرأة بشيء لأمرتها أن تسجد لزوجها " وقال صلى الله ‏عليه وسلم " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا " ....المهم أن ثقافة ‏المجتمع السعودي جاءت متشبعة بالنصوص القرآنية والنبوية والسير التي ‏تحث على احترام الوالدين واحترام الزوج والأخ الأكبر فتفلفلت هذه الثقافة ‏في نفوس الأسر السعودية وكان العنف يمارس من جانب واحد هو جانب ‏الطرف الأقوى فيضرب الزوج زوجته ولا ترد وقد يعاب عليها إن شكت . ‏أو أفشت الأمر حتى لأهلها ويضرب الأب ابنه وما عليه إلا أن يطأطأ رأسه ‏وكم سيلومه المجتمع إن رد أو حتى اشتكى وكذلك الأخ الأكبر على أخوه ‏الأصغر وإن استغل الأب ابنه وحرمه أبسط حقوقه فمن حقه لأن هناك نصاً ‏نبوياً يقول : " أنت ومالك لأبيك " عندما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم يشتكي من أبيه أنه يأخذ ماله ربما أن هذا النص فسر في غير ‏محله.... ودلفت الأسرة السعودية وهي تمارس العنف من أعضائها الأقوياء على ‏أعضائها الضعفاء وعندما أقول القوة فلا أقصد القوة البدنية وإنما أقصد قوة ‏المنزلة الاجتماعية أو الأسرية التي فرضها الدين أو التقليد أو حتى النظام ‏لكن هذا العنف والذي أسميته (العنف من جانب واحد) لم يستمر على شاكلته ‏وظهرت ردة فعله الخطيرة والجديدة على ما يبدوا فضاق ذرعاً الابن على ‏أبوه فضربه وضاقت الزوجة ذرعاً على زوجها فضربته أو قتلته وإن ‏احتمالية الضرب في نظري لهي موجودة بكثرة في المجتمع السعودي من قبل ‏الأبناء على الأباء أو من قبل الزوجات على الأزواج لسبب بسيط أن هناك ‏حالات قتل من زوجة لزوجها ومن ابن لوالدة فمن باب أولى أن يوجد ‏الضرب إذ سلمنا أن الضرب استجابة انفعالية أقل من القتل . ‏
ومفهوم الجرائم المستجدة وخصائصها في العنف الأسري فهناك تعريفاً عن الجرائم المستجدة " بأنها أنماط من ‏الجرائم التي لم يخبرها المجتمع في السابق أو أن حجمها قليل جداً ولا ‏يستحق الإشارة وهي جرائم جديدة في نوعها ونمطها وحجمها " ‏
ويتفق هذا التعريف في مفهومه مع جريمة العنف الأسري المستجدة إذ ‏لم يكن تسجل الإحصاءات الأمنية أو حتى المسامع الاجتماعية ابناً يقتل أباه ‏أو زوجة تقتل زوجها وكل ما عرف في هذا المنوال ابناً تمرد على سلطة ‏أبيه أو زوجة تمردت على طاعة زوجها إلى أن ظهر ذلك النوع من العنف ‏الجديد في شكله على المجتمع السعودي والحديث في نمطه رغم أنه قليل في ‏حجمه وانتشاره . وهي بذلك أخذت شكلاً جديداً من الجريمة المستجدة التي ‏تتفق في خصائصها إلى حد كبير مع خصائص الجرائم المستجدة . والتي هي ‏كما يلي : ‏
‏1-‏الاستفادة من الأساليب والتقنيات الجديدة لارتكاب جرائم مستجدة في ‏النوع والأسلوب فلقد كان التطور التكنولوجي والثقافي والذي سبقتنا ‏إليه كثير من الدول المتقدمة سبباً في نشوء ظواهر اجتماعية وثقافية لم ‏تكن معروفة فأصبح هناك وعياً (بالحقوق الشخصية) وكيفية اقتضائها ‏حتى من أقرب الناس مثل الوالدين وتطور مفهوم (الحرية الشخصية) ‏الذي يملي أنه ليس من حق زوجٍ ولا أخٍ أكبر ولا أبٍ أن يتدخل فيه ‏وظهر مفهوم (الانفرادية في اتخاذ الآراء) وما المجتمع السعودي إلى ‏مثل أي مجتمع آخر يشق طريقه نحو التقدم أو التطور التكنولوجي ‏والثقافي بكل إيجابياته وسلبياته فكما ظهر في أمريكا وأوربا ابناً يقتل ‏أباه وزوجة تقتل زوجها وتقاضيه في المحاكم ها هو المجتمع السعودي ‏الآن يخوض التجربة بكل ما تنطوي عليه من جرائم مستجدة . ‏
‏2-‏أصبح الأبناء اليوم منفتحين ثقافياً ومعرفياً بل أصبحوا معلمين لآبائهم وقد ‏استخدمت التقنية العالية والأسلحة من أجل القتل بل استخدمت الغازات ‏والمواد الكيميائية من أجل التسمم والموت فجريمة القتل بحد ذاتها ‏أصبحت تقنية إلى درجة كبيرة لا يقوم بها إلا من لديه الدهاء والذكاء ‏المطلوب . ‏
‏3-‏العنف الأسري كجريمة مستجدة سواءً في القتل أو الضرب أو الإيذاء ‏الجسدي أو المعنوي من قبل الابن على والدة أو الأخ الأصغر على ‏أخوة الأكبر أو الزوجة على زوجها مسألة مستهجنة كثيراً في المجتمع ‏السعودي ومعاقب عليها في التشريع بأشد العقوبات لذلك فإنها تنفذ ‏بأدق السرية وأحكم التخطيطات مثلها مثل أي جريمة مستجدة. ‏
‏4-‏أن القتل والضرب والإيذاء والضرر بكافة أنواعه في جريمة العنف ‏الأسري يهدد بانحلال وتهدم النسق الأسري والقرابي في المجتمع ‏السعودي مما ينبأ بظهور جرائم أخرى جديدة وتكرار أكبر للجرائم ‏الموجودة وهذا كله يؤثر بالطبع على تماسك المجتمع واستقرار منه . ‏
‏5-‏كذلك فإن العنف الأسري المستجد في المجتمع السعودي يحتاج إلى ‏جهوداً حثيثة من جميع قطاعات الدولة التعليمية والتربوية والإعلامية ‏والدينية والاجتماعية والاقتصادية لمواجهة هذا الأثر السلبي ، للتطور ‏والتقدم الحضاري كما يلزم تعاوناً مع الدول التي تعقد معها الاتفاقات ‏الثقافية والإعلامية بمراعاة خصوصية المجتمع السعودي وسلامة ‏أمنه الأسري . ‏
‏6-‏بلاشك أن جريمة العنف الأسري المستجدة والمتمثلة في القتل والضرب ‏والإيذاء من الأضعف في الأسرة على الأقوى تحتاج إلى تكلفة عالية ‏لتنفيذها بحكم ضعف جانبها وهو الابن أو الزوجة أو الأخ الأصغر ‏وقوة المجني عليه من ناحية ومن ناحية أخرى فإن خسارة الأب والأخ ‏الأكبر والزوج ليس من السهل تعويضهاوفي المرة القادمة سوف نتحدث عن القرابين مفرد قربان والضحايا مفرد ضحية في جريمة العنف الاسري


وتحياتي لجميع القراء الكرام >>>>>الدكتور احمد الحريري
[align]
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 01-08-2006 الساعة 01:45 AM سبب آخر: الايميلات محظوره في المنتدى على الجميع ، آسف دكتور

رد مع اقتباس
قديم 01-08-2006, 01:46 AM   #2
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 27-04-2024 (11:07 PM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


دكتور احمد

اهلا بك ،،، رائع ما تكتبه كعادتك دكتورنا الكريم

العلم والمعرفة والمنهجيه العلميه هم اساس نجاحك ،،،،

الى الأمام سيدي الكريم ،،،،


 

رد مع اقتباس
قديم 01-08-2006, 08:15 AM   #3
ابراهيم الدريعي
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية ابراهيم الدريعي
ابراهيم الدريعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8772
 تاريخ التسجيل :  06 2005
 أخر زيارة : 18-10-2020 (06:07 PM)
 المشاركات : 1,639 [ + ]
 التقييم :  107
لوني المفضل : Cadetblue


أخي الدكتور / أحمد الحريري سلمه الله

اشكرك على هذا المقال الرائع فلقد استمتعت به كثيرا من حيث العرض والأسلوب ، ولكني تألمت كثيرا في نفس الوقت من جراء انقلاب المعايير في مجتمعي الحبيب المجتمع السعودي ، وهذا الانذار الخطير بتفكك أوصاله ، وضياعة ، نتيجة سريان مرض خطير يهدد كيانه وهو انتشار ظاهرة المخدرات التي ساهمت إلى حد كبير في تمرد الابن على والده ، وأخذت في تمزيق أحشاء المجتمع علم من علم وجهل من جهل على الرغم من محاربة الدولة- رعاها الله- لهذا الداء الخطير ، ولكن ثراء المواطن السعودي شجع على ظهور هذه الآفة الخبيثة ، التي دفعت ضعاف النفوس إلى تدمير الشباب السعودي بهذا الداء المدمر 0 شكرا لك سعادة الدكتور مرة ثانية وإلى اللقاء 0


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا