الإنصات الإنعكاسي وأسلوب حل المشكلات

الإنصات الإنعكاسي وأسلوب حل المشكلات

الإعتراف بمشاعر الطفل أو الإنصات الإ نعكاسي وأسلوب حل المشكلات
عندما تأتيك ابنتك ذات الخمس سنوات غاضبة ، لإن أختها الأكبر منها سنا قد خطفت لعبتها ؟ فكيف تتصرفين معها ؟ الأم في هذه الحالة بين موقفين ، الأول : هو ما اعتاد عليه أكثر الأمهات ، وهو الزجر والتوبيخ والضرب ، لاسيما إذا اخذت الطفلة تكسر ماحولها ، الثاني : من الأمهات من تحاول امتصاص غضب الطفلة ، وتترك لها المجال لتعبر عن هذا الغضب ، وتفهم الطفلة أن هناك وسائل عديدة للتعبير عن الغضب غير الصراخ والضجيج 0
لنقرأ معا هذا الحوار الذي تم بين طفلة وأمها ، إذ جاءت الطفلة غاضبة واشتكت لوالدتها من سوء معاملة معلمة الرياضيات لها ، لأنها لم تحل واجب الرياضيات ، قالت الطفلة : أكره معلمتي لقد صرخت في وجهي لأنني نسيت دفتر الواجب0 وسألتها والدتها وهي تحاول احتواء غضبها ، وهل ضايقك تصرفها هذا كثيرا ؟
-اجابت الطفلة : نعم لقد نسيت إحدى زميلاتي دفترها ولم تصرخ في وجهها مثلي 0
-ردت الأم ، وأنت شعرت أن تصرفها غير عادل 00 أليس كذلك ؟
اجابت عاجلا وبسرعه : نعم كنت أتمنى لو بأمكاني أن ألكمها على وجهها وأرميها في الزبالة 0
أجابت الا م وهي تحاول امتصاص غضب ابنتها : كلامك يدل على أنك غاضبة جدا منها 0وشيئا فشيئا حتى تلاشى غضب الطفلة أوزال ، ونسيت ما حصل ، وقفزت من سريرها وأخذت تلعب بالدراجة 0
أكثر مايريح الأطفال أن يجدوا من يفهم مشاعرهم ، ويشاركهم معاناتهم ، كم منا من يفعل ذلك مع أطفاله ؟ عندما ينتابهم الغضب لإي سبب ؟ الأم مشغولة كثيرا بأعباء المنزل أو بزيارات الأصدقاء أو بالمناسبات الإجتماعية ، وليس لديها الوقت الكافي لسماع ما تشتكي منه ابنتها أو ابنها ، واسرع طريقة تستخدمها في مثل هذه المواقف (الضرب) الذي يوقف السلوك غير المرغوب فيه إلى مدة قصيرة ثم يعود الطفل على ما كان عليه 0
إن الاعتراف بمشاعر الطفل من قبل الوالدين يفتح امامه التفكير الخلاق والبناء ويمكنه من حل مشكلاته بنفسه ، فما هواسلوب حل المشكلات إذن ؟ الشيء العجيب أنك عندما تفتح المجال لطفلك للتفكير في مشكلته ، إنما تعطيه الثقة بنفسه ، وتشحذ ملكة التفكير عنده ، انظر لهذه الحادثة لام مع طفلها ذو الست سنوات قام غاضبا أثناء الأكل ولا ندري ما الذي أغضبه وذهب مسرعا لغرفته وفي طريقه ضرب مزهرية ثمينة وهي عزيزة جدا على امه مما أثار غضبها ولحقت به وهمت بضربه وتمزيق لعبته ولكنها تراجعت لأنها حضرت دورة في كيفية التعامل مع مشكلات الأطفال ولما هدات دقت باب الغرفة على ابنها وبهدوء فاجابها الابن من الطارق؟
- أمك ، افتح الباب
- ولماذا افتح الباب ؟
- لنتفاهم حول ما أغضبك
- حاضر0
عندها سر الطفل لأن والدته جاءت إليه لتفاوضه لالتعاقبه ودخلت الأم وجلست على حافة السرير ، وقالت له :
-يبدو أنك غاضب جدا هذا اليوم 0
-نعم كنت غاضب منك لأنك جعلتي أختي الصغرى بجوارك أثناء الأكل وأنا أصبحت بعيدا عنك ، إنك تحبين أختي اكثر مني
- لاأنا لاأحب أختك اكثر منك أنا أحبكم جميعا ولكن اختك لاتعرف أن تأكل وأجلستها بجانبي ، أما أنت فتحسن الأكل ، ولكن يا أبني هناك وسائل كثيرة للتعبير عن الغضب الا تذكرها لي ( وامسكت بورقة وقلم وصارت تكتب بسرعة )
- أخرج مسرعا إلى الشارع والف حول المنزل
-ارمي الوسائد من فوق السرير 0
-أبدابتقطيع الورق 0
-ارسم الأشياء التي تغضبني0
-تحضرون لي مرجيحة اتمرجح عليها عندما أغضب0
-أكتب رسالة لمن أغضبني أعبر فيها عن مشاعري نحوه0
تحضرون لي أدوات الملاكمة وجلد الملاكمة حتى الكمه عندما أغضب 0
بعد ذلك أخذت الأم تناقش مع الطفل هذه الإقتراحات التي جادت بها قريحة الطفل ( انظروا كم حلا للمشكلة اقترحها طفل صغير لا يتجاوز سنه الست سنوات )، لقد بدأت الأم بمناقشة الحلول المقترحة وهذا مايسمى بأسلوب حل المشكلات ، فاستبعدت الحلول غير المنطقية مثل الخروج للشارع خوفا على الطفل أن تدهسه سيارة ولكنها سمحت لله بالجري داخل المنزل وسمحت له بالرسم وتسجيل المشاعر وتدوينها وارسالها لمن اغضب الطفل، وقالت للطفل : عندما ياتي والدك سوف أطلب منه شراء مرجيحة وأدوات الملاكمة أما تقطيع الورق ، فقاطعها الطفل وقال : أعرف أعرف إنه يلزمني تجميع الورق بعد تقطيعه ورميه في الزبالة ، وقالت له والدته أيضا أمارمي الوسائد من على السرير فلاباس بذلك وأتفقا وتصافحا وما اجمل أن يحصل مثل هذا بين أم وطفلها ، هل تعتقدون أن يحصل مثل ذلك في الأسر العربية والخليجية ؟ أتمنى ذلك 0
ومن الملاحظ في القصة الأولى أن الأم لم تقف مع ابنتها ضد المعلمة ولم تذهب لمعلمة ابنتها وتعنفها كما تفعله بعض االأمهات الجاهلات ، ولم تقف مع المعلمة ضد ابنتها وتقول لها لو أنك ما أخطات ما عاقبتك المعلمة ولكن الأم لم تفعل هذاولا ذاك ولكنها اعترفت بمشاعر ابنتها ، وأتاحت لها الفرصة لتعبر عن تلك المشاعر مما اراح الطفلة ، وحافظ على صورة الأم الجميلة في نظر ابنتها 0
الأطفال يحتاجون من الآباء إلى تفهم مشكلاتهم ، وكثيرا ما نسمع من أطفالنا في المنزل هذا القول: ( لا أحد في البيت يفهمني ) ما ذا تعني هذه العبارة؟ معنى ذلك أن لاأحد يسمعه ويعيره إهتمامه ولا يساعده في التعبير عن مشكلاته مما يخفف عليه ضغوط الحياة
، إن الأسلوب السائد في بعض الأسر الخليجية هو أسلوب العنف والقهر والضرب والشتم والاحتقار والإزدراء والأمر والنهي والنقد الجارح لمشاعر الطفل ، وعندها نقول لماذا يهرب الابن من البيت ؟ولماذا تصاب البنت با لأمراض النفسية ؟
ثم تبدأ معاناة الأب والأم بعلاج ما أفسداه ، قد يطول العلاج وقد لايفيد ما دام أسلوب الوالدين هو هو لم يتغير0
إن الإنصات الإنعكاسي للطفل يحقق أمرين مهمين ، الأول: ويسمى التطهير ويعرف في علم النفس بالتنفيس الإنفعالي فلا يكبت المرء موقفا مرا جرى له بل يعبر عنه ويتخلص من مشاعره السلبية كهذه الطفلة التي تخلصت من مشاعر الإنتقام والكراهية لمعلمتها التي عاقبتها مما حسسها بالظلم ولم يعد لهذه المشاعر من أثر على نفسيتها وذلك بجهود موفقة من والدتها الواعية المثقفة ، الأمر الثاني: أن الطفلة نالت عقابها من معلمتها ولم يترك هذا العقاب أثره السيء على نفسية الطفلة ، بل ستعمل حسابا لإداء واجباتها المدرسية مستقبلا 0
فالإعتراف بمشاعر الطفل ، وعدم الحكم عليه ، وتكرار كلامه وتلخيصه لايتناقض ذلك مع عدم موافقة المربي على سلوك الطفل الخاطيء ، ولا يعني تقبل مشاعر الطفل قبول سلوكه السيء كما يتبادر إلى الذهن والله اعلم 0

المصدر: نفساني

موضوع رائع اخي ابراهيم الدريعي

الكثير من الامهات لا تعرف كيف تمتص غضب اطفالها ...

تذكرت موقف قد حصل لي ...حينما كنت اذاكر الى اخي الصغير ...وكان دائماا ما يشكي لي تصرف الاستاذ معهم وذات يوم قد رفض ان يقوم با الواجبات بسبب ان الاستاذ قد عاقبه واوقفه امام الطلاب ...

لم امتص غضب اخي وجلست اتصرف معه بعنف وغضب شديد ...وماذا حصلت من جراء هذا التصرف ...قد تركني وهرب الى الشارع ...

قد نجهل بأن الاطفال يملكون مشاعر وقد يتأثرون اكثر منا ...

احببت ان اسئلك اخي ابراهيم الدريعي

عن برنامج يعرض في قناة mbc وهو عن مربية تقوم بتعليم الوالدين كيفيه التصرف مع الاطفال...

هل تجد وسيلة العقاب نافعه بأن نجعل الطفل لمدة خمس دقاق في زاوية احد الجدران؟!!


تحياتي لك

جزاك الله خير أخي إبراهيم الدريعي

حقا موضوع مفيد للتعامل مع الأطفال

	الأخت / بائعة الهموم سلمها الله أقدر لك مرورك وقراءتك لما كتبته عن الإنصات الإنعكاسي وأسلوب حل المشكلات ، والحقيقة أن ما يكتب عن كيفية التعامل مع الأطفال ومشكلاتهم هو ليس مجرد تنظير كما يتصور البعض بل هي حقائق نمر بها جميعنا كآباء وامهات ، وهي اساليب سبق أن طبقت قد تكون طبقت في مجتمعات غربية ولكن مشاكل الأطفال هي هي في كل مكان وزمان ولكن الناس الذين يطبقون هذه الأساليب أناس لديهم صبر ويحبون أن يعيشوا ويعيش أولادهم بسعادة ولا يريدون أخطاء الأجداد في التربية تتكرر معهم ، انت تقولين هل ينفع أن ابني إذا أخطأ اجلسه على كرسي في زاوية الغرفة ووجهه للحائط هل يجدي ذلك ؟، واقول لك : هل جربتي ذلك لتحكمي على هذا الأسلوب بالنجاح أو الفشل ؟ ثم هل لديك القناعة الكافية بجدوى هذا الأسلوب أوغيره ، أنت شاهدتي بأم عينك موقف أخيك الصغير الذي زجرتيه ماذا فعل إنه هرب للشارع وربما يهرب من المدرسة والنتيجة انقطاع عن الدراسة ، ثم ماذا ؟ انت تعرفين الجواب ، أما أسلوب الحجز فهو واحد من أساليب كثيرة تختارين منها مايناسب طفلك وهي أساليب عقابية لاتمس مشاعر الطفل ولا تولد مشاعر الكراهية والحقدعلى المربي وتحقق الهدف وهو تعديل سلوك الطفل إلى الأفضل والله يحفظك 00

)§¤°°§°°¤§(&

أختي / دكتورة نفسية المحترمة

أشكرك على مرورك وأتمنى لك التوفيق ، وياليتك تتحفيني بآرائك وملاحظاتك فيما أكتب لكي أستفيد من خبرتك في المجال النفسي الذي أحبه 00 بارك الله فيك وسدد على الخير خطاك 0)§¤°°§°°¤§(&

جزاك الله خير
التربيه تحتاج طولت البال وعدم التحجج بأنه لايوجد الوقت الكافي لا اجرى مثل هذه الحورات
فعلا كثير من الامهات يجهلن امور كثيره عن التربية....

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°الأخت / بسمة الحياة سلمها الله

شكرا على مرورك وأتمنى لك التوفيق 0°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

اتمنى في يوم من الأيام تعمم دراسة العلوم التربوية في جميع المدارس و الكليات

الى متى سيظل الانسان غير معدّ لتربية اطفاله و هم اهم رساله في حياته!!!

تحياتي لك استاذ ابراهيم

دمت لنا بخير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم الدريعي

اخي ابراهيم الدريعي

شاهدت الكثير من طرق العقاب التي يتبعها احد الوالدين ظن منهم انها قد تفهم ذلك الصغير بأن الامر قد انتهى ...

ولم اقتنع بأن ذلك الحائط قد يفهم طفلي بأن ما فعله خاطئ...

والضرب يولد الضرب ....والصراخ يولد الصراخ وبعد كل ذلك اجد ذلك الطفل قد اصبح سلوكه وحشي وقد تتسائل الام مالذي قد جعل طفلي يتصرف هكذ!!

قد اجد نفسي حائرة في هذا الامر ...بسبب كثرة الاطفال في عائلتي الكبيرة ...

لم يعجبني ما توصلت له ...لان بعض الحالات قد وصلت الى مرحلة الخضوع الى الطفل...

اما بنسبئة الى اخي اصبحت الان اشعر با المسؤلية لما وصل له ...كنت انا مدرستة ومربيته في ساعتين ...اصبح يكره الواجبات ويكره الدراسه ويتهرب منها ....

اصبحت افكر اكثر من هو السبب !! اعتقد بأني الان ابحث عن شخص اخر احمله الذنب ...

وقد اتعامل مع اطفالي بنفس الاسلوب ...

ولكن اشعر احيانا بأن في داخلي طفلة... حينما العب مع الاطفال واشعر في داخلي بأني استطيع ان اكسبهم واتعلم لغتهم ...

واستطيع ان اجذبهم الى كلامي واجعلهم ينصتون ويشاركوني تخيلاتي ...

بطبع ذلك لا يحدث الا حينما اكون هادئة وحينما افقد السيطر على اعصابي قد احطم جميع تلك التصرفات بتصرف طائش ...

هل اصلح الان لكِ اصبح أم في يوم ما... برغم من جميع تصرفاتي التي قد جعلت من اخي يكره الدراسة...وتجعلني اغضب بشدة وافقد السيطرة على نفسي ...

تحياتي لك

والله يادكتور كثير من الامهات مايعرفون الا يمسكون الطفل وبالجدار لين يسكت صعوبة في تربية الا طفال حريمنا الله يعين يبغالهم دبلوم سنتين على شان يعرفون يمتصون غضب اطفالهم وعرفن اصغر العنقود هو الملك لا احد يجيه هذه هي حياتهم الله يعطيك العافية ماينفع الا ان الواحد ياخذ له وحد حاصلة على البرفوسور الله يعين

أخي يتيم الحظ سلمه الله

اشكرك على تعليقك الظريف الذي ينبيء عن يأس ، ولكن ليس كل الأمهات يفعلن ذلك هناك أمهات عظيمات على مستوى كبير من الفهم والصبر والعلم يتعاملن مع اطفالهن بكل لباقة وهدوء وصبر ، اما قولك أن الأمهات بحاجة إلى دورات في كيفية تربية الأبناء فهذا صحيح ولا غبار عليه وياليت وزارة الشؤون الاجتماعية تهتم بذلك ، أما قولك لابد أن تتزوج بفتاة حاصلة على شهادة عالية جدا في التربية ( بروفوسورة) فليس شرطا أن الشهادة تصنع منها مربية فاضلة انا اعرف لك نساء ليس لديهن الشهادة الابتدائية ويعاملن اطفالهن خير معاملة ، اعتقد ان التربية استعداد شخصي عند المراة إلى جانب حصولها على دورات في تربية الأطفال0 واسلم وسلم 00