|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
09-03-2003, 12:09 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
إسـلام الجـوارح
إسـلام الجـوارح
ومن معاني إسلام الجوارح خضوعها لله عز وجل وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال : اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي وعظمي وعصبي ، وإذا رفع قال : اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، وإذا سجد قال : اللهم لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره . تبارك الله أحسن الخالقين . رواه مسلم . ومن هذا المعنى ما يُقال في سجود التلاوة " سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته " رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . فلا بُـد لمن صدق في إسلامه أن تنقاد جوارحه لله عز وجل . فلا يكفي مُجرّد القول بل لابُـد من العمل ، والاستقامة على الطريق القويم ، جسداً وروحاً ، وقلباً وقالباً . يستقيم حتى في تعامله ومعاملاته . يستقيم في قوله وفعله . ليحصل التوافق والتطابق بين القول والفعل . فإن المنافق هو الذي يتعارض قوله مع فعله ، ولذا فـ ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) تتناقض ظواهرهم مع بواطنهم ، وإن قالوا ما قالوا بألسنتهم . ولذا قال سبحانه : ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) فسمعه وبصره لله ، ويده ورجله لله . فلا يستمع إلا ما يُرضي ربّـه . ولا ينظر إلا فيما أحل الله له . ولا يبطش ولا يضرب إلا لله . ولذا قالت عائشة رضي الله عنها : مـا ضَرَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله ، فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم . ولا يمشي إلا لله ، فلا تحمله رجلاه إلى فاحشة ولا إلى مكان تُنتهك فيه محارم الله عز وجل . ولذا عُـد من الفخر قول معن بن أوس : لعمرك ما أهديت كفي لريبة = ولا حملتني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها = ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي وأعلم أني لم تصبني مصيبة = من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي ولست بماش ما حييت لمنكر = من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي وإذا أسلمت الجوارح والأعضاء لله عز وجل سلِمت من زنا الجوارح ذلكم الزنا الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام : إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة ؛ فزنا العينين النظر ، وزنا اللسان النطق ، والنفس تمنّى وتشتهى ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه . رواه البخاري ومسلم . فهل أسلمت جوارحنا لله ؟ هل سلم الناس من ألسنتنا ؟ هل سلم الأقربون - قبل غيرهم – من ألسنتنا ؟ فلم نغتب ولم نَـنِـمّ ولم نبهت ولم نكذب ولم نقل بقول الزور ولا بشهادة الزور ولا بالإفك نطقنا ولا بالحلف الكاذب أكلنا ولا إلى الشر سعينا ولا بالأيادي ضاربنا وضربنا ! أيها الكرام : إن اللسان أخطر جارحة ، فإذا أسلم اللسان سلِم منه صاحبه قبل غيره سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : الفم والفرج . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه . ومن حفظ جوارحه فقد ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم الجنة . قال عليه الصلاة والسلام : من يضمن لي ما بين لحييه ، وما بين رجليه ، أضمن له الجنة . رواه البخاري . أرأيتم كيف ذهبت حسناته التي تعب في جمعها في الدنيا ؟ لقد ذهبت عن طريق لسانه ويده ! ما أسلم لسانه ولا أسلمت يده . ما سلم المسلمون من لسانه ويده . تأمل خطايا هاتين الجارحتين : شتم هذا ، وقذف هذا ... من آفات اللسان . وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ... من آفات اليد . فهل أسلمت جوارح من كان كذلك ؟ ثم تأملوا حال تلك الصوّامة القوّامة المتصدّقة التي تفعل الخير . قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن فلانة تصوم النهار ، وتقوم الليل ، وتفعل ، وتصّدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها . فقال : لا خير فيها ، هي في النار . قيل : فإن فلانة تُصلي المكتوبة ، وتصوم رمضان ، وتتصدق بأثوار من أقط ، ولا تؤذي أحدا بلسانها . قال : هي في الجنة . رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد . أرأيتم كيف ذهبت حسنات تلك الصوّامة القوّامة المتصدّقة التي تفعل الخير ، لقد أذهبها اللسان وحده ! فلا هي سلمت من تبعات وخطورة لسانها ، ولا سلم أقرب الناس إليها من لسانها . فإذا أسلمنا فلتسلم منا الجوارح ولتنقاد ولتذعن لخالقها وباريها ، مُعلنة أنها أسلمت لله رب العالمين . كتبه عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم المصدر: نفساني
|
|||
|
10-03-2003, 01:46 AM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
يسموني القمر
فعلاً موضوع مهم جدا جدا لا لأنه أصل من اصول الدين فقط 000 بل لأننا أهملنا هذا الجانب في التطبيق 00 وهذا بسبب التأثر بالفلسفة |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|