المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > ملتقى الأدب
 

ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-05-2009, 06:37 PM   #166
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثالثة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
فقالت لي بنت عمي :
على رأسي وعيني ولكن يا ابن عمي قد قلت لك مراراً لو كنت أدخل وأخرج لكنت أجمع بينك وبينها في أقرب زمن وأغطيكما بذيلي ولا أفعل معك هذا إلا لقصد رضاك وإن شاء الله تعالى أبذل غاية الجهد في الجمع بينكما ولكن اسمع قولي وابلغ أمري واذهب إلى نفس ذلك المكان واقعد هناك فإذا كان وقت العشاء فاجلس في الموضع الذي كنت فيه ، واحذر أن تأكل شيئاً لأن الأكل يجلب النوم وإياك أن تنام فإنها لا تأتي لك حتى يمضي الليل ربعه كفاك الله شرها .
فلما سمعت كلامها فرحت وصرت أدعو الله أن يأتي الليل ، فلما أردت الانصراف قالت لي ابنة عمي :
إذا اجتمعت بها فاذكر لها البيت المتقدم وقت انصرافك .
فقلت لها :
على الرأس والعين .
فلما خرجت وذهبت إلى البستان وجدت المكان مهيأ على الحالة التي رأيتها أولاً وفيه ما يحتاج إليه من الطعام والشراب والنقل المشموم وغير ذلك فطلعت المقعد وشممت رائحة الطعام فاشتاقت نفسي إليه فمنعتها مراراً فلم أقدر على منعها فقمت وأتيت إلى السفرة وكشفت غطاءها فوجدت صحن دجاج وحوله أربع زبادي من الطعام فيها أربعة ألوان فأكلت من كل لون لقمة وأكلت ما تيسر من الحلوى وأكلت قطعة لحم وشربت من الزردة وأعجبتني فأكثر الشرب منها بالملعقة حتى شبعت وامتلأت بطني وبعد ذلك انطبقت أجفاني فأخذت وسادة ووضعتها تحت رأسي وقلت لعلي أتكئ عليها ولا أنام فأغمضت عيني ونمت وما إن انتبهت حتى طلعت الشمس فوجدت على بطني كعب عظم وفردة طاب بلح وبزرة خروب وليس في المكان شيء من فرش ولا غيره وكأنه لم يكن فيه شيء بالأمس فقمت ونفضت الجميع عني وخرجت وأنا مغتاظ إلى أن وصلت إلى البيت فوجدت ابنة عمي تصعد الزفرات وتنشد الأبيات :
جسدنا حل وقـلـب جـريح ........ ودموع على الخدود تـسـيح
وحبيب صعب التجني ولكـن ........ كل ما يفعل المليح مـلـيح
يا ابن عمي ملأت بالوجد قلبي ........ إن طرفي من الدموع قريح

فنهرت ابنة عمي وشتمتها فبكت ، ثم مسحت دموعها وأقبلت علي وقبلتني ، أخذت تضمني إلى صدرها وأنا أتباعد عنها وأعاتب نفسي ، فقالت لي :
يا ابن عمي كأنك نمت في هذه الليلة .
فقلت لها :
نعم ولكنني لما انتبهت وجدت كعب عظم على بطني وفردت طاب ونواة بلح وبزرة خروب وما أدري لأي شيء فعلت هكذا .
ثم بكيت وأقبلت عليها وقلت لها :
فسري لي إشارة فعلها هذا وقولي لي ماذا أفعل وساعديني على الذي أنا فيه .
فقالت لي :
على الرأس والعين أما فردة الطاب التي وضعتها على بطنك فإنها تشير لك إلى أنك حضرت وقلبك غائب وكأنها تقول لك :
ليس العشق هكذا فلا تعد نفسك من العاشقين .
وأما نواة البلح فإنها تشير لك بها إلى أنك لو كنت عاشقاً لكان قلبك محترقاً بالغرام ، ولم تذق لذيذ المنام فإن لذة الحب كتمرة ألهبت في الفؤاد جمرة .
وأما بزرة الخروب فإنها تشير لك به إلى أن قلب المحب مسلوب وتقول لك :
اصبر على فراقها صبر أيوب .
فلما سمعت هذا التفسير انطلقت في فؤادي النيران وزادت بقلبي الأحزان فصحت وقلت :
قدر الله علي النوم لقلة بختي .
ثم قلت لها :
يا ابنة عمي بحياتي عندك أن تدبري لي حيلة أتوصل بها إليها .
فبكت وقالت :
يا عزيزي ، يا ابن عمي إن قلبي ملآن بالفكر ، ولا أقدر أن أتكلم ولكن رح الليلة إلى ذلك المكان واحذر أن تنام فإنك تبلغ المرام هذا هو الرأي والسلام .
فقلت لها :
إن شاء الله لا أنام وإنما أفعل ما تأمريني به .
فقامت بنت عمي وأتت بالطعام وقالت لي :
كل الآن ما يكفيك حتى لا يبقى في خاطرك شيء .
فأكلت كفايتي ولما أتى الليل قامت بنت عمي وأتتني ببدلة عظيمة ألبستني إياها وحلفتني أن أذكر لها البيت المذكور وحذرتني من النوم .
ثم خرجت من عند بيت عمي وتوجهت إلى البستان وطلعت إلى البستان وطلعت ذلك المقعد ونظرت إلى البستان وجعلت أفتح عيني بأصابعي وأهز رأسي ، حين جن الليل .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 06:37 PM   #167
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الرابعة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
وطلعت من ذلك المقعد ونظرت إلى البستان وجعلت أفتح عيني وأهز رأسي حين جن الليل فلما طلعت رجعت من السهر وهبت علي روائح الطعام فازداد جوعي وتوجهت إلى السفرة وكشفت عظاءها ، وأكلت من كل لون لقمة ، وأكلت قطعة لحم ، وأتيت إلى باطية الخمر وقلت في نفسي :
أشرب قدحاً .
فشربته ، ثم شربت الثاني والثالث إلى غاية عشرة وقد ضربني الهواء ، فوقعت على الأرض كالقتيل ومازلت كذلك حتى طلع النهار فانتبهت فرأيت نفسي خارج البستان ، وعلى بطني شفرة ماضية ودرهم حديد ، فارتجفت وأخذتهما وأتيت بهما إلى البيت فوجدت ابنة عمي تقول :
أني في هذا البيت مسكينة حزينة ليس لي معين إلا البكاء .
فلما دخلت وقعت من طولي ورميت السكين والدرهم من يدي وغشي علي فلما أفقت عرفتها بما حصل لي وقلت لها :
إني لم أنل أربي .
فاشتد حزنها علي لما رأت بكائي ووجدي ، وقالت لي :
إني عجزت عن النوم ، فلم تسمع نصحي فكلامي لا يفيدك شيئاً .
فقلت لها :
أسألك بالله أن تفسري لي إشارة السكين والدرهم الحديد .
فقالت :
إن الدرهم الحديد فإنها تشير بها إلى عينها اليمنى وأنها تقسم بها وتقول :
وحق رب العالمين وعين اليمين إن رجعت ثاني مرة ونمت لأذبحنك بهذه السكين وأنا خائفة عليك يا ابن عمي من مكرها وقلبي ملآن بالحزن عليك فما اقدر أن أتكلم فإن كنت تعرف من أنك إن رجعت إليها لا تنام فارجع إليها واحذر النوم فإنك تفوز بحاجتك وإن عرفت أنك إن رجعت إليها تنام على عادتك ثم رجعت إليها ونمت ذبحتك .
فقلت لها :
وكيف يكون العمل يا بنت عمي أسألك بالله أن تساعديني على هذه البلية .
فقالت :
على عيني ورأسي ولكن إن سمعت كلامي وأطعت أمري قضيت حاجتك .
فقلت لها :
إني أسمع كلامك ، وأطيع أمرك .
فقالت :
إذا كان وقت الرواح أقول لك .
ثم ضمتني إلى صدرها ووضعتني على الفراش ، ولا زالت تكسبني حتى غلبني النعاس واستغرقت في النوم فأخذت مروحة وجلست عند رأسي تروح على وجهي إلى آخر النهار ثم نبهتني فلما انتبهت وجدتها عند رأسي وفي يدها المروحة وهي تبكي ودموعها قد بلت ثيابها .
فلما رأتني استيقظت مسحت دموعها وجاءت بشيء من الأكل فامتنعت منه فقالت لي :
أما قلت لك اسمع مني وكل .
فأكلت ولم أخالفها صارت تضع الأكل في فمي وأنا أمضغ حتى امتلأت ثم أسقتني نقيع عناب السكر ، ثم غسلت يدي ونشفتها بمحرمة ، ورشت علي ماء الورد وجلست معها وأنا في عافية .
فلما أظلم الليل وألبستني ثيابي وقالت :
يا ابن عمي إسهر جميع الليل ولا تنم فإنها ما تأتيك في هذه الليلة إلا في آخر الليل ، وإن شاء الله تجتمع بها في هذه الليلة ولكن لا تنس وصيتي .
ثم بكت فأوجعتني قلبي عليها من كثرة بكائها ، وقلت لها :
ما الوصية التي وعدتني بها ?
فقالت لي :
إذا انصرفت من عندها فأنشدها البيت المقدم ذكره .
ثم خرجت من عندها وأنا فرحان ومضيت إلى البستان وطلعت المقعد وأنا شبعان فجلست وسهرت إلى ربع الليل ثم طال الليل علي حتى كأنه سنة فمكثت ساهراً ، حتى مضى ثلاثة أرباع الليلة وصاحت الديوك فاشتد عندي الجوع من السهر فقمت إلى السفرة وأكلت حتى اكتفيت فثقلت رأسي وأردت أن أنام وإذا بضجة على بعد فنهضت وغسلت يدي وفمي ، ونبهت نفسي فما كان إلا قليل وإذا بها أتت ومعها عشر جوار ، وهي بينهن كأنها البدر بين الكواكب وعليها حلة من الأطلس الأخضر مزركشة بالذهب الأحمر وهي كما قال الشاعر :
تتيه على العشاق في حلل خضـر ........ مفككة الأزرار محلولة الشعـر
فقلت لها ما الاسم قالت أنا التـي ........ كويت قلوب العاشقين على الجمر
شكوت لها ما أقاسي من الهـوى ........ فقالت إلى صخر شكوت ولم تدر
فقلت لها إن كان قلبك صـخـرة ........ فقد أنبع الله الزلال من الصخـر
فلما رأتني ضحكت وقالت :
كيف انتبهت ولم يغلب عليك النوم وحيث سهرت الليل علمت أنك عاشق ، لأن من شيم العشاق سهر الليل في مكابدة الأشواق .
ثم أقبلت علي الجواري وغمزتهن فانصرفن عنها وأقبلت علي وضمتني إلى صدرها وقبلتني وقبلتها ومصت شفتي التحتانية ومصصت شفتها الفوقانية ، ثم مددت يدي إلى خصرها وغمرته ، وما نزلنا في الأرض إلا سواء وحلت سراويلها فنزلت في خلال رجليها وأخذنا في الهراس والتعنيق والغنج والكلام الرقيق والعض وحمل السيقان إلى أن ارتخت مفاصلها وغشي عليها ودخلت في الغيبوبة وكانت تلك الليلة ، مسرة القلب وقرة الناظر كما قال فيها الشاعر :
أهنى ليالي الدهر عندي لـيلة ........ لم أخل فيها الكأس من أعمال
فرقت فيها بين جفني والكرى ........ وجمعت بين القرط والخلخال
فلما أصبح الصباح أردت الانصراف وإذا بها أمسكتني وقالت لي :
قف حتى أخبرك بشيء .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 06:38 PM   #168
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الخامسة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك قالت :
عندما أردت أن انصرف أمسكتني وقالت لي :
قف حتى أخبرك بشيء وأوصيك وصية .
فوقفت فحلت منديلاً وأخرجت هذه الخرقة ونشرتها قدامي فوجدت فيها صورة غزال على هذا المثال فتعجبت منها غاية العجب فأخذته من عندها وتواعدت وإياها أن أسعى إليها في كل ليلة في ذلك البستان ثم انصرفت من عندها وأنا فرحان ومن فرحي نسيت الشعر الذي أوصتني به بنت عمي وحين أعطتني الخرقة التي فيها صورة الغزال قالت لي :
هذا عمل أختي .
فقلت لها :
وما اسم أختك ?
قالت :
اسمها نور الهدى .
فاحتفظ بهذه الخرقة ثم ودعتها وانصرفت وأنا فرحان ومشيت إلى أن دخلت على ابنة عمي فوجدتها راقدة فلما رأتني قامت ودموعها تتساقط .
ثم أقبلت علي وقبلت صدري وقالت :
هل فعلت ما أوصيتك به من إنشاد بيت الشعر ?
فقلت لها :
إني نسيته وما شغلني عنه إلا صورة هذا الغزال ورميت الخرقة قدامها فقامت وقعدت ولم تطق الصبر وأفاضت دمع العين وأنشدت هذين البيتين:
يا طالباً للفراق مهـلاً ........ فلا يغرنك العـنـاق
مهلاً فطبع الـزمـان غدر ........ وآخر الصحبة الفراق
فلما فرغت من شعرها قالت :
يا ابن عمي هب لي هذه الخرقة .
فوهبتها لها فأخذتها ونشرتها ورأت ما فيها ، فلما جاء وقت ذهابي قالت ابنة عمي :
اذهب مصحوباً بالسلامة ولكن إذا انصرفت من عندها فأنشد بيت الشعر الذي أخبرتك به أولاً ونسيته .
فقلت لها :
أعيديه لي .
فأعادته ثم مضيت إلى البستان ودخلت المقعد فوجدت الصبية في انتظاري فلما رأتني قامت وقبلتني وأجلستني في حجرها ثم أكلنا وشربنا وقضينا أغراضنا كما تقدم ولا حاجة إلى الإعادة فلما أصبح الصباح أنشدتها بيت الشعر وهو :
ألا أيها العشاق باللـه خـبـروا ........ إذا اشتد عشق الفتى كيف يصنع
فلما سمعته هملت عيناها بالدموع وأنشدت :
يداري هواه ثـم يكـتـم سـره ........ ويصبر في كل الأمور ويخضع
فحفظته وفرحت بقضاء حاجة ابنة عمي فوجدتها راقدة ، وأمي عند رأسها تبكي على حالها فلما دخلت عليها قالت لي أمي :
تباً لك من ابن عم كيف تترك بنت عمك على استواء ولا تسأل عن مرضها ?
فلما رأتني ابنة عمي ، رفعت رأسها وقعدت وقالت لي :
يا عزيز هل أنشدتها البيت الذي أخبرتك به ?
فقلت :
نعم فلما سمعته بكت وأنشدتني بيتاً آخر ، وحفظته .
فقالت بنت عمي :
أسمعني إياه .
فأسمعتها إياه فبكت بكاءً شديداً وأنشدت هذا البيت :
لقد حاول الصبر الجميل ولم يجد ........ له غير قلب في الصبابة يجزع
ثم قالت ابنة عمي :
إذا ذهبت إليها على عادتك فأنشدها هذا البيت الذي سمعته .
فقلت لها :
سمعاً وطاعة .
ثم ذهبت إليها في البستان على العادة ، وكان بيننا ما كان ما يقصر عن وصفه اللسان فلما أردت الانصراف أنشدتها ذلك البيت وهو له إلى آخره فلما سمعته سالت مدامعها في المحاجر ، وأنشدت قول الشاعر :
فإن لم يجد صبراً لكتمـان سـره ........ فليس له عندي سوى الموت أنفع
فحفظته وتوجهت إلى البيت فلما دخلت على ابنة عمي وجدتها ملقاة مغشياً عليها وأمي جالسة عند رأسها ، فلما سمعت كلامي فتحت عينيها وقالت :
يا عزيز هل أنشدتها بيت الشعر ?
قلت لها :
نعم ولما سمعته بكت وأنشدتني هذا البيت فإن لم يجد إلى آخره .
فلما سمعته بنت عمي غشي عليها ثانياً فلما أفاقت أنشدت هذا البيت :
سمعنا أطعنا ثم متنـا فـبلـغوا ........ سلامي على كل من كان للوصل يمنع
ثم لما أقبل الليل مضيت إلى البستان على جري عادتي فوجدت الصبية في انتظاري فجلسنا وأكلنا وشربنا وعملنا حظنا ثم نمنا إلى الصباح ، فلما أردت الانصراف أنشدتها ما قالته ابنة عمي فلما سمعت ذلك صرخت صرخة عظيمة تضجرت وقالت :
والله إن قائلة هذا الشعر قد ماتت .
ثم بكت وقالت :
ويلك ما تقرب لك قائلة هذا الشعر ?
قلت لها :
إنها ابنة عمي .
قالت :
كذبت والله لو كانت ابنة عمك لكان عندك لها من المحبة مثل ما عندها لك فأنت الذي قتلتها قتلك الله كما قتلتها ، والله لو أخبرتني أن لك ابنة عم ما قربتك مني .
فقلت لها :
ابنة عمي كانت تفسر لي الإشارات التي كنت تشيرين بها إلي وهي التي علمتني ما أفعل معك وما وصلت إليك إلا بحسن تدبيرها .
فقالت :
وهل عرفت بنا ?
قلت :
نعم .
قالت :
حسرك الله على شبابك كما حسرتها على شبابها .
ثم قالت لي :
رح انظرها .
فذهبت وخاطري متشوش ، وما زلت ماشياً حتى وصلت إلى زقاقنا فسمعت عياطاً فسألت عنه فقيل :
إن عزيزة وجدناها خلف الباب ميتة .
ثم دخلت الدار فلما رأتني أمي قالت :
إن خطيئتها في عنقك لا سامحك الله من


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:05 PM   #169
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السادسة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
ثم دخلت الدار فلما رأتي أمي قالت :
إن خطيئتها في عنقك لا سامحك الله من دمها .
ثم إن أبي جاء وجهزناها وشيعنا جنازتها ودفناها وعملنا على قبرها الختمات ومكثنا على القبر ثلاثة أيام ثم رجعت إلى البيت وأنا حزين عليها فأقبلت علي أمي وقالت لي :
إن قصدي أن أعرف ما كنت تفعله معها حتى فقعت مرارتها ، وإني يا ولدي كنت أسألها في كل الأوقات عن سبب مرضها فلم تخبرني به ولم تطلعني عليه فبالله عليك أن تخبرني بالذي كنت تصنعه معها حتى ماتت .
فقلت :
ما عملت شيئاً .
فقالت :
الله يقتص لها منك فإنها ما ذكرت شيئاً بل كتمت أمرها حتى ماتت وهي راضية ولما ماتت كنت عندها ففتحت عينيها وقالت لي :
يا امرأة عمي جعل الله ولدك في حل من دمي ولا آخذه بما فعل معي وإنما نقلني إلى الله من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية .
فقلت لها :
يا ابنتي سلامتك وسلامة شبابك .
وصرت أسألها عن سبب مرضها فما تكلمت ثم تبسمت وقالت :
يا امرأة عمي إذا أراد ابنك أن يذهب إلى الموضع الذي عادته الذهاب إليه فقول له يقول هاتين الكلمتين عند انصرافه منه :
الوفاء مليح والغدر قبيح .
وهذه سفقة مني عليه لأكون شفيقة عليه في حياتي وبعد مماتي .
ثم أعطتني لك حاجة وحلفتني أني لا أعطيها لك حتى أراك تبكي عليها وتنوح الحاجة عندي فإذا رأيتك على الصفة التي ذكرتها أعطيتك إياها .
فقلت لها :
أريني إياها .
فما رضيت ثم إني اشتغلت بلذاتي ولم أتذكر موت ابنة عمي لأني كنت طائش العقل وكنت أود في نفسي أن أكون طول ليلي ونهاري عند محبوبتي وما صدقت أن الليل أقبل حتى مضيت إلى البستان فوجدت الصبية جالسة على مقالي النار من كثرة الانتظار فما صدقت أنها رأتني فبادرت إلي وتعلقت برقبتي وسألتني عن بنت عمي فقلت لها :
إنها ماتت وعملنا لها الذكر والختمات ومضى لها أربع ليالي وهذه الخامسة .
فلما سمعت ذلك صاحت وبكت وقالت :
أما قلت لك إنك قتلتها ولو أعلمتني بها قبل موتها لكنت كافأتها على ما فعلت معي من المعروف فإنها خدمتني وأوصلتك إلي ولولاها ما اجتمعت بك وأنا خائفة عليك أن تقع في مصيبة بسبب رزيتها .
فقلت لها :
إنها قد جعلتني في حل قبل موتها .
ثم ذكرت لها ما أخبرتني به أمي فقالت :
بالله عليك إذا ذهبت إلى أمك فاعرف الحاجة التي عندها .
فقلت لها :
إن أمي قالت لي :
إن ابنة عمك قبل أن تموت أوصتني وقالت لي :
إذا أراد ابنك أن يذهب إلى الموضع الذي عادته الذهاب إليه فقولي له هاتين الكلمتين :
الوفاء مليح والغدر قبيح .
فلما سمعت الصبية ذلك قالت :
رحمة الله عليها فإنها خلصتك مني وقد كنت أضمرت على ضررك فأنا لا أضرك ولا أشوش عليك .
فتعجبت من ذلك وقلت لها :
وما كنت تريدين قبل أن تفعليه معي وقد صار بيني وبينك مودة ?
فقالت لي :
أنت مولع بي ولكنك صغير السن وقلبك خال من الخداع فأنت لا تعرف مكرنا ولا خداعنا ، ولو كانت في قيد الحياة لكانت معينة لك فإنها سبب سلامتك حتى أنجتك من الهلكة ، والآن أوصيك أن لا تتكلم مع واحدة ولا تخاطب واحدة من أمثالنا لا صغيرة ولا كبيرة ، فإياك ثم إياك ذلك لأنك غير عارف بخداع النساء ولا مكرهن والتي تفسر لك الإشارات قد ماتت وإني أخاف عليك أن تقع في رزية فلا تجد من يخلصك منها بعد موت بنت عمك .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:06 PM   #170
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة السابعة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
ثم إن الصبية قالت :
فواحسرتاه على بنت عمك وليتني علمت بها قبل موتها حتى أكافئها على ما فعلت معي من المعروف رحمة الله تعالى عليها فإنها كتمت سرها ولم تبح بما عندها ولولاها ما كنت تصل إلي أبداً وإني أشتهي عليك أمراً .
فقلت :
ما هو ?
قالت :
إن توصلني إلى قبرها حتى أزورها في القبر الذي هي فيه وأكتب عليه أبياتاً .
فقلت لها :
في غد إن شاء الله تعالى .
ثم إني نمت معها تلك الليلة وهي بعد كل ساعة تقول لي :
ليتك أخبرتني بابنة عمك قبل موتها .
فقلت لها :
ما معنى هاتين الكلمتين اللتين قالتهما وهما الوفاء مليح والغدر قبيح ?
فلم تجبني .
فلما أصبح الصباح قامت وأخذت كيساً فيه دنانير وقالت لي :
قم وأرني قبرها حتى أزوره وأكتب عليه أبياتاً وأعمل عليه قبة وأترحم عليها وأصرف هذه الدنانير صدقة على روحها .
فقلت لها :
سمعاً وطاعة .
ثم مشيت قدامها ومشت خلفي وصارت تتصدق وهي ماشية في الطريق وكلما تصدقت صدقة تقول :
هذه الصدقة على روح عزيزة التي كتمت سرها حتى شربت كأس مناياها ولم تبح بسر هواها .
ولم تزل تتصدق من الكيس وتقول :
على روح عزيزة .
حتى وصلنا القبر ونفذ ما في الكيس ، فلما عاينت القبر رمت روحها عليه وبكت بكاء شديداً ، ثم إنها أخرجت بكاراً من الفولاذ ومطرقة لطيفة وخطب بالبيكار على الحجر الذي على رأس القبر خطاً لطيفاً ورسمت هذه الأبيات :
مرت بقبر دارس وسـط روضة ........ عليه من النعمان سبع شـقـائق
فقلت لمن ذا القبر جاوبني الثرى ........ تأدب فهذا القبر برزخ عـاشـق
فقلت رعاك الله يا ميت الـهـوى ........ وأسكنك الفردوس أعلى الشواهق
مساكين أهل العشق حتى قبورهم ........ عليها تراب الذل بين الـخـلائق
فإن أستطع زرعاً زرعتك روضة ........ وأسقيتها من دمعي المتـدافـق
ثم بكت بكاء شديداً وقامت وقمت معها وتوجهنا إلى البستان فقالت لي :
سألتك بالله أن لا تنقطع عني أبداً .
فقلت :
سمعاً وطاعة .
ثم إني صرت أتردد عليها وكلما بت عندها تحسن إلي وتكرمني وتسألني عن الكلمتين اللتين قالتهما ابنة عمي ومكثت مستغرقاً في تلك اللذات سنة كاملة ، وعند رأس السنة دخلت الحمام وأصلحت شأني ولبست بدلة فاخرة من الحمام وشربت قدحاً من الشراب وشممت روائح قماشي المضمغ بأنواع الطيب وأنا خالي القلب من غدرات الزمان وطواق الحدثان فلما جاء وقت العشاء اشتاقت نفسي إلى الذهاب إليها وأنا سكران لا أدري أين أتوجه ، فذهبت إليها فمال بي السكر إلى زقاق يقال له :
زقاق النقيب فبينما أنا ماش في ذلك لزقاق وإذا بعجوز ماشية وفي إحدى يديها شمعة مضيئة وفي يدها الأخرى كتاب ملفوف .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:06 PM   #171
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثامنة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب الذي اسمه عزيز قال لتاج الملوك :
فلما دخلت الزقاق الذي يقال له زقاق النقيب فمشيت فيه فبينما أنا ماش في ذلك الزقاق وإذا بعجوز ماشية وفي إحدى يديها شمعة مضيئة وفي يدها الأخرى كتاب ملفوف فتقدمت إليها وهي باكية العين وتنشد هذين البيتين :
له در مباشـري لقدومكـم ........ فلقد أتى بلطائف المسموع
لو كان يقنع بالخليع وهبته ........ قلباً تمزق ساعة التـوديع
فلما رأتني قالت لي :
يا ولدي هل تعرف أن تقرأ ?
فقلت لها :
نعم يا خالتي العجوز .
فقالت لي :
خذ هذا الكتاب واقرأه .
وناولتني إياه فأخذته منها وفتحته وقرأت مضمونه إنه كتاب من عند الغياب بالسلام على الأحباب فلما سمعته فرحت واستبشرت ودعت لي وقالت :
فرج الله همك كما فرجت همي .
ثم أخذت الكتاب ومشت خطوتين وغلبني حصر البول فقعدت في مكان لأريق الماء ثم إني قمت وتجمرت وأرخيت أثوابي واردت أن أمشي وإذا بالعجوز قد أقبلت علي وقبلت يدي وقالت :
يا مولاي الله تعالى يهنيك بشبابك ولا يفضحك أترجاك أن تمشي معي خطوات إلى ذلك الباب فإني أخبرتهم بما أسمعتني إياه من قراءة الكتاب فلم يصدقون فامش معي خطوتين واقرأ لهم الكتاب من خلف الباب واقبل دعائي لك .
فقلت لها :
وما قصة هذا الكتاب ?
فقالت لي :
يا ولدي هذا الكتاب جاء من عند ولدي وهو غائب عني مدة عشرة سنين فإنه سافر بمتجر ومكث في الغربة تلك المدة فقطعنا الرجاء منه وظننا أنه مات ثم وصل إلينا منه هذا الكتاب وله أخت تبكي عليه في مدة غيابه آناء الليل وأطراف النهار .
فقلت لها :
إنه طيب بخير فلم تصدقني .
وقالت لي :
لابد أن تأتيني بمن يقرأ هذا الكتاب فيخبرني حتى يطمئن قلبي ويطيب خاطري وأنت تعلم يا ولدي أن المحب مولع بسوء الظن فأنعم علي بقراءة هذا الكتاب وأنت واقف خلف الستارة وأخته تسمع من داخل الباب لأجل أن يحصل لك ثواب من قضى لمسلم حاجة نفس عنه كربة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من نفس عن مكروب كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب يوم القيامة وأنا قصدتك فلا تخيبني .
فقلت لها :
سمعاً وطاعة .
وتقدمت فمشت قدامي ومشيت خلفها قليلاً حتى وصلت إلى باب دار عظيمة وذلك الباب مصفح بالنحاس الأحمر فوقفت خلف الباب وصاحت العجوز بالعجمية فما أشعر إلا وصبية قد أقبلت بخفة ونشاط فلما رأتني قالت بلسان فصيح عذب :
ما سمعت أحلى منه يا أمي أهذا الذي جاء يقرأ الكتاب ?
فقالت لها :
نعم .
فمدت يدها إلي بالكتاب وكان بينها وبين الباب نحو نصف قصبة فمددت يدي لأتناول الكتاب وأدخلت رأسي وأكتافي من الباب لأقترب فما أدري إلا والعجوز قد وضعت رأسها في ظهري ويدي ماسكة الباب فالتفت فرأيت نفسي في وسط الدار من داخل الدهليز ودخلت العجوز أسرع من البرق الخاطف ولم يكن لها شغل إلا قفل الباب


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:08 PM   #172
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة التاسعة والأربعين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
إن الصبية لما رأتني من داخل الباب بالدهليز أقبلت علي وضمتني إلى صدرها ثم قالت لي :
يا عزيزي أي الحالتين أحب إليك : الموت أم الحياة ?
فقلت لها :
الحياة .
فقالت :
إذا كانت الحياة أحب إليك فتزوج بي .
فقلت :
أنا أكره أن أتزوج بمثلك .
فقالت لي :
إن تزوجت بي تسلم من بنت الدليلة المحتالة .
فقلت لها :
ومن الدليلة المحتالة ?
فضحكت وقالت :
كيف لا تعرفها وأنت لك في صحبتها اليوم سنة وأربعة شهور أهلكها الله تعالى ، والله ما يوجد أمكر منها ، وكم شخصاً قتلت قبلك وكم عملة وكيف سلمت منها ولم تقتلك أو تشوش عليك ولك في صحبتها هذه المدة ?
فلما سمعت كلامها تعجبت غاية العجب ، فقلت لها :
يا سيدتي ومن عرفك بها ?
فقالت :
أنا أعرفها مثل ما يعرف الزمان مصائبه لكن قصدي أن تحكي لي جميع ما وقع لك منها حتى أعرف ما سبب سلامتك منها .
فحكيت لها جميع ما جرى لي معها ومع ابنة عمي عزيزة وقالت :
عوضك الله فيها خيراً يا عزيز فإنها هي سبب سلامتك من بنت الدليلة المحتالة ، ولولاها لكنت هلكت وأنا خائفة عليك من مكرها وشرها ولكن ما أقدر أن أتكلم .
فقلت لها :
والله إن ذلك كله قد حصل .
فهزت رأسها وقالت :
لا يوجد اليوم مثل عزيزة .
فقلت :
وعند موتها أوصتني أن أقول هاتين الكلمتين لا غير وهما :
الوفاء مليح والغدر قبيح .
فلما سمعت ذلك مني ، قالت :
يا عزيز والله إن هاتين الكلمتين هما اللتان خلصتاك منها وبسببهما ما قتلتك فقد خلصتك بنت عمك حية وميتة والله إني كنت أتمنى الاجتماع بك ولو يوماً واحداً فلم أقدر على ذلك إلا في هذا الوقت حتى تحيلت عليك بهذه الحيلة وقد تمت وأنت الآن صغير لا تعرف مكر النساء ولا دواهي العجائز .
فقلت :
لا والله .
فقالت لي :
طب نفساً وقر عيناً فإن الميت مرحوم والحي ملطوف وأنت شاب مليح وأنا ما أريدك إلا بسنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومهما أردت من مال وقماش يحضر لك سريعاً ولا أكلفك بشيء أبداً وأيضاً عندي دائماً الخبز مخبوز والماء في الكوز وما أريد منك إلا أن تعمل معي كما يعمل الديك .
فقلت لها :
وما الذي يعمله الديك ?
فضحكت وصفقت بيدها ووقعت على قفاها من شدة الضحك ، ثم إنها قعدت وقالت لي :
أما تعرف صنعة الديك ?
فقلت لها :
والله ما أعرف صنعة الديك .
قالت :
صنعة الديك أن تأكل وتشرب وتنكح .
فخجلت أنا من كلامها ثم إني قلت :
هذه صنعة الديك ?
قالت :
نعم وما أريدك إلا أن تشد وسطك وتقوي عزمك وتنكح .
ثم إنها صفقت بيدها وقالت :
يا أمي أحضري من عندك .
وإذا بالعجوز قد أقبلت بأربعة شهود عدول ثم إنها أوقدت أربع شمعات فلما دخل الشهود سلموا علي وجلسوا فقامت الصبية وأرخت عليها إزاراً ووكلت بعضهم في ولاية عقدها وقد كتبوا الكتاب وأشهدت على نفسها أنها قبضت جميع المهر مقدماً ومؤخراً وأن في ذمتها إلي عشرة آلاف درهم .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:08 PM   #173
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
ثم إنها أعطت الشهود أجرتهم وانصرفوا من حيث أتوا فعند ذلك قامت الصبية وقلعت أثوابها وأتت في قميص رفيق مطرز بطراز من الذهب وقلعت سروالها وأخذت بيدي وطلعت بي فوق السرير وقالت لي :
ما الحلال من عيب .
ووقعت على السرير وانسطحت على ظهرها ورمتني على بطنها ثم شهقت شهقة وأتبعت الشهقة بغنجة ثم كشفت الثوب حتى جعلته فوق نهديها فلما رأيتها على تلك الحالة لم أتمالك نفسي دون أن أنكحها بعد أن مصصت شفتها وهي تتأوه وتظهر الخشوع والخضوع والبكاء والدموع .
ثم قالت :
يا حبيبي أعمل خلاصك فأنا جاريتك .
ولم تزل تسمعني الغنج والشهيق في خلال البوس والتعنيق ، حتى صار صياحنا في الطريق وحظينا بالسعادة والتوفيق ثم نمنا إلى الصباح وأردت أن أخرج وإذا هي أقبلت علي ضاحكة وقالت :
هل تحسب أن دخول الحمام مثل خروجه وما أظن إلا أنك تحسبني مثل بنت الدليلة المحتالة إياك وهذا الظن فما أنت إلا زوجي بالكتاب والسنة وإن كنت سكران فأفق لعقلك إن هذه الدار التي أنت فيها لا تفتح إلا في كل سنة يوم قم إلى الباب الكبير وانظره .
فقمت إلى الباب الكبير فوجدته مغلقاً مسمراً ، فقالت :
يا عزيز إن عندنا من الدقيق والحبوب والفواكه والرمان والسكر واللحم والغنم والدجاج وغير ذلك ما يكفينا أعواماً عديدة ولا يفتح بابنا من هذه الليلة إلا بعد سنة .
فقلت :
لا حول ولا قوة إلا بالله .
فقالت :
وأي شيء يضرك وأنت تعرف صنعة الديك التي أخبرتك بها ?
ثم ضحكت فضحكت أنا وطاوعتها فيما قالت ومكثت عندها وأنا أعمل صنعة الديك آكل واشرب وأنكح حتى مر علينا عام ، إثني عشر شهراً .
فلما كملت السنة حملت مني ورزقت منها ولداً وعند رأس السنة سمعت فتح الباب ، وإذا بالرجال دخلوا بكعك ودقيق وسكر فأردت أن أخرج فقالت :
اصبر إلى وقت العشاء ومثلما دخلت فأخرج .
فصبرت إلى وقت العشاء وأردت أن أخرج وأنا خائف مرجوف وإذا هي قالت :
والله ما أدعك تخرج حتى أحلفك أنك تعود في هذه الليلة ، قبل أن يغلق الباب .
فأجبتها إلى ذلك وحلفتني بالإيمان الوثيقة على السيف والمصحف والطلاق أني أعود إليها ثم خرجت من عندها ومضيت إلى البستان فوجدته مفتوحاً كعادته فاغتظت وقلت في نفسي :
إني غائب عن هذا المكان سنة كاملة وجئت على غفلة فوجدته مفتوحاً يا ترى هل الصبية باقية على حالها أولا فلا بد أن أدخل وأنظر قبل أن أروح إلى أمي وأنا في وقت العشاء .
ثم دخلت البستان .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:09 PM   #174
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الحادية والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن عزيز قال لتاج الملوك :
ثم دخلت البستان ومشيت حتى أتيت المقعد فوجدت بنت دليلة المحتالة جالسة ورأسها على ركبتها ويدها على خدها وقد تغير لونها وغارت عيناها فلما رأتني قالت :
الحمد لله على السلامة وهمت أن تقوم فوقعت من فرحتها .
فاستحييت منها ، وطأطأت رأسي .
ثم تقدمت إليها وقبلتها وقلت لها :
كيف عرفت أني أجيء إليك في هذه الساعة ?
قالت :
لا علم لي بذلك والله إن لي سنة لم أذق فيها نوماً بل أسهر كل ليلة في انتظار ، وأنا على هذه الحالة من يوم خرجت من عندي وأعطيتك البدلة القماش الجديدة ووعدتني أنك تجيء إلي وقد انتظرتك فما أتيت لا أول ليلة ولا ثاني ليلة ولا ثالث ليلة فاستمريت منتظرة لمجيئك والعاشق هكذا يكون وأريد أن تحكي لي ما سبب غيابك عني هذه السنة ?
فحكيت لها .
فلما علمت أني تزوجت اصفر لونها ثم قلت لها :
إني أتيتك هذه الليلة وأروح قبل الصباح .
فقالت :
أما كفاها أنها تزوجت بك وعملت عليك حيلة وحبستك عندها سنة كاملة حتى حلفتك بالطلاق أن تعود إليها قبل الصباح ولم تسمح لك بأن تتفسح عند أمك ولا عندي ولم يهن عليها أن تبيت عند أحدنا ليلة واحدة فكيف حال من غبت عنها سنة كاملة وقد عرفتك قبلها ? ولكن رحم الله عزيزة فإنها جرى لها ما لم يجر لأحد وصبرت على شيء لم يصبر عليه مثلها وماتت مقهورة منك وهي التي حمتك مني ، وكنت أظنك تجيء فأطلقت سبيلك مع أني كنت أقدر على حبسك وعلى هلاكك .
ثم بكت واغتاظت ونظرت إلي بعين الغضب .
فلما رأيتها على تلك الحالة ارتعدت فرائصي وخفت منها وصرت مثل الفولة على النار ثم قالت لي :
ما بقي فيك فائدة بعدما تزوجت وصار لك ولد فأنت لا تصلح لعشرتي لأنه لا ينفعني إلا الأعزب وأما الرجل المتزوج فإنه لا ينفعني وقد بعتني بتلك العاهرة والله لأحسرنها عليك وتصير لي ولا لها .
ثم صاحت فما أدري إلا وعشر جوار أتين ورمينني على الأرض فلما وقعت تحت أيديهن قامت هي وأخذت سكيناً وقالت :
لأذبحنك ذبح التيوس ويكون هذا أقل جزاء لك على ما فعلت مع ابنة عمك .
فلما نظرت إلى روحي وأنا تحت جواريها وتعفر خدي بالتراب ورأيت السكين في يدها تحققت الموت .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:10 PM   #175
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثانية والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
ثم استغثت بها فلم تزدد إلا قسوة وأمرتهن أن يكتفنني فكتفنني ورمينني على ظهري وجلسن على بطني وأمسكن رأسي ، وقامت جاريتان فأمرتهما أن يضرباني فضرباني حتى أغمي علي وخفي صوتي فلما استفقت قلت في نفسي :
إن موتي مذبوحاً أهون علي من هذا الضرب .
وتذكرت كلمة ابنة عمي حيث قالت :
كفاك الله شرها .
فصرخت وبكيت حتى انقطع صوتي ثم سنت السكين وقال للجواري :
اكشفن عنه .
فألهمني الله أن أقول الكلمتين اللتين أوصتني بهما ابنة عمي وهما :
الوفاء مليح والغدر قبيح .
فلما سمعت ذلك صاحت وقالت :
رحمك الله يا عزيزة سلامة شبابك ، نفعت ابن عمك في حياتك وبعد موتك .
ثم قالت لي :
والله إنك خلصت من يدي بواسطة هاتين الكلمتين لكن لابد أن أعمل فيك أثراً لأجل نكاية تلك العاهرة التي حجبتك عني .
ثم صاحت علي .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:10 PM   #176
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثالثة والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن عزيز قال :
وصاحت على الجواري وقالت لهن :
اركبن عليه .
وأمرتهن أن يربطن رجلي بالحبال ففعلن ذلك ، ثم قامت من عندي وركبت طاجناً من نحاس على النار وصبت فيه سيرجاً وقلت فيه جبناً وأنا غائب عن الدنيا ثم جاءت عندي وحلت سروالي وفعلت بي ما منع رجولتي .
وبقيت مثل المرأة ثم كوت موضع القطع وكبسته بذرور وأنا مغمى علي .
فلما أفقت كان الدم قد انقطع فأسقتني قدحاً من الشراب ثم قالت لي :
رح الآن لمن تزوجت بها وبخلت علي بليلة واحدة رحم الله ابنة عمك التي هي سبب نجاتك ولولا أنك أسمعتني كلمتيها لكنت ذبحتك فاذهب في هذه الساعة لمن تشتهي ، وأنا ما كان لي عندك سوى ما قطعته والآن ما بقي لي فيك رغبة ولا حاجة لي بك فقم وملس على رأسك وترحم على ابنة عمك .
ثم رفستني برجلها فقمت وما قدرت أن أمشي فتمشيت قليلاً قليلاً ، حتى وصلت إلى الباب فوجدته مفتوحاً فرميت نفسي فيه وأنا غائب عن الوجود وإذا بزوجتي خرجت وحملتني وأدخلتني القاعة فوجدتني مثل المرأة فنمت واستغرقت في النوم فلما صحوت وجدت نفسي مرمياً على باب البستان .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:11 PM   #177
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الرابعة والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندن قال للملك ضوء المكان :
ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
فلما صحوت وجدت نفسي مرمياً على باب البستان فقمت وأنا أتضجر وتمشيت حتى أتيت إلى منزلي فدخلت فيه فوجدت أمي تبكي علي وتقول :
يا هل ترى يا ولدي أنت في أي أرض ?
فدنوت منها ورميت نفسي عليها فلما نظرت إلي ورأتني وجدتني على غير استواء وصار على وجهي الاصفرار والسواد ، ثم تذكرت ابنة عمي وما فعلت معي من المعروف وتحققت أنها كانت تحبني فبكيت عليها وبكت أمي ، ثم قالت إلي :
ولدي إن والدك قد مات .
فازددت غيظاً وبكيت حتى أغمي علي . فلما أفقت نظرت إلى موضع ابنة عمي التي كانت تقعد فيه فبكيت ثانياً حتى أغمي علي من شدة البكاء وما زلت في بكاء ونحيب إلى نصف الليل فقالت لي أمي :
إن لوالدك عشرة أيام وهو ميت .
فقلت لها :
أنا لا أفكر في أحد أبداً غير ابنة عمي لأني أستحق ما حصل لي حيث هملتها وهي تحبني .
فقالت :
وما حصل لك ?
فحكيت لها ما حصل لي .
فبكت ساعة ، ثم قامت وأحضرت لي شيئاً من المأكول فأكلت قليلاً وشربت وأعدت لها قصتي ، وأخبرتها جميع ما وقع لي فقالت :
الحمد لله حيث جرى لك هذا وما ذبحتك .
ثم إنها عالجتني وداوتني حتى برأت وتكاملت عافيتي فقالت لي :
يا ولدي الآن أخرج لك الوديعة التي أودعتها ابنة عمك عندي فإنها لك وقد حلفتني أني لا أخرجها لك حتى أراك تتذكرها وتحزن عليها وتقطع علائقك من غيرها والآن رجوت فيك هذه الخصال .
ثم قامت وفتحت صندوقاً وأخرجت منه هذه الخرقة التي فيها صورة هذا الغزال وهي التي وهبتها لها أولاً فلما أخذتها وجدت مكتوباً فيها هذه الأبيات :
أقمتم عيوني في الهوى وأقعدتم ........ وأسهرتموا جفني القريح ونمتم
وقد حملتوا بين الفؤاد وناظـري ........ فلا القلب يسلوكم ولو ذاب منكم
وعاهدتموني أنكم كاتموا الهـوى ........ فأغراكم الواشي وقال وقلتـم
فبالله إخوانـي إذا مـت فاكتبـوا ........ على لوح قبري إن هذا متـيم
فلما قرأت هذه الأبيات بكيت بكاء شديداً ولطمت على وجهي وفتحت الرقعة فوقعت منها ورقة أخرى ففتحتها فإذا مكتوب فيها :
اعلم يا ابن عمي أني جعلتك في حل من دمي وأرجو الله أن يوفق بينك وبين من تحب ولكن إذا أصابك شيء من دليلة المحتالة فلا ترجع إليها ولا لغيرها وبعد ذلك فاصبر على بليتك ولولا أجلك المحتم لهلكت من الزمان الماضي ولكن الحمد لله الذي جعل يومي قبل يومك وسلامي عليك واحتفظ على هذه الخرقة التي فيها صورة الغزال ولا تفرط فيها فإن تلك الصورة كانت تؤانسني إذا غبت عني .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:12 PM   #178
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة الخامسة والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
إن ابنة عمي قالت لي :
إن قدرت على من صورت هذه الصورة ينبغي أنك تتباعد عنها ولا تخلها تقرب منك ، ولا تتزوج بها وإن لم تقدر عليها ولا تجد لك إليها سبيلاً فلا تقرب واحدة من النساء بعد واعلم أن التي صورت هذه الصورة تصور في كل سنة صورة مثلها وترسلها إلي إلى أقصى البلاد لأجل أن يشيع خبرها وحسن صنعتها التي يعجز عنها أهل الأرض وأما محبوبتك الدليلة المحتالة ، فإنها لما وصلت إليها هذه الخرقة التي فيها صورة الغزال صارت تريها للناس وتقول لهم :
إن لي أختاً تصنع هذا مع أنها كاذبة في قولها هتك الله سترها وما أوصيتك بهذه الوصية إلا لأنني أعلم أن الدنيا قد تضيق عليك بعد موتي وربما تتغرب بسبب ذلك وتطوف البلاد وتهيم بصاحبة هذه الصورة فتتشوق نفسك إلى معرفتها واعلم أن الصبية التي صورت هذه الصورة بنت ملك جزائر الكافور .
فلما قرأت تلك الورقة وفهمت ما فيها بكيت وبكت أمي لبكائي وما زلت أنظر إليها وأبكي إلى أن اقبل الليل ولم أزل على تلك الحالة مدة سنة وبعد السنة تجهز تجار من مدينتي إلى السفر وهم هؤلاء الذين أنا معهم في القافلة فأشارت علي أمي أن أتجهز وأسافر معهم وقالت لي :
لعل السفر يذهب ما بك من هذا الحزن وتغيب سنة أو سنتين أو ثلاثاً حتى تعود القافلة فلعل صدرك ينشرح .
وما زالت تلاطفني بالكلام حتى جهزت متجراً وسافرت معهم وأنا لم تنشف لي دمعة مدة سفري وفي كل منزلة ننزل بها أنشر هذه الخرقة قدامي وأنظر إلى هذه الصورة فأتذكر ابنة عمي وأبكي عليها كما تراني فإنها كانت تحبني محبة زائدة وقد ماتت مقهورة مني وما فعلت معها إلا الضرر مع أنها لم تفعل معي إلا الخير ومتى رجعت التجار من سفرهم أرجع معهم وتكمل مدة غيابي سنة وأنا في حزن زائد ، وما زاد همي وحزني إلا لأني جزت علي جزائر الكافور وقلعة البلور وهي سبع جزائر والحاكم عليهم ملك يقال له شهرمان وله بنت يقال لها دنيا فقيل لي إنها هي التي تصور صورة الغزلان وهذه الصورة التي معك من جملة تصويرها .
فلما علمت ذلك زادت بي الأشواق وغرقت في بحر الفكر والاحتراق ، فبكيت على روحي لأني بقيت مثل المرأة ولم تبق لي آلة مثل الرجال ولا حيلة لي ومن يوم فراقي لجزائر الكافور وأنا باكي العين حزين القلب ولي مدة على هذا الحال وما أدري هل يمكنني أن أرجع إلى بلدي وأموت عند والدتي أو لا وقد شبعت من الدنيا .
ثم بكى وأن واشتكى ونظر إلى صورة الغزال وجرى دمعه على خده وسال وأنشد هذين البيتين :
وقائل قال لـي لا بـد مـن فـرج ........ فقلت للغيظ كم لا بد مـن فـرج
فقال لي بعد حين قلت يا عجـبـي ........ من يضمن العمر لي يا بارد الحجج
وهذه حكايتي أيها الملك .
فلما سمع تاج الملوك قصة الشاب ، تعجب غاية العجب وانطلقت من فؤاده النيران حين سمع بجمال السيدة دنيا .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:12 PM   #179
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السادسة والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
ثم إن تاج الملوك قال للشاب :
والله لقد جرى لك شيء ما جرى لأحد مثله ، ولكن هذا تقدير ربك وقصدي أن أسألك عن شيء .
فقال عزيز :
وما هو ?
فقال :
تصف لي كيف رأيت تلك الصبية التي صورت الغزال .
فقال :
يا مولاي إني توصلت إليها بحيلة وهو أني لما دخلت مع القافلة إلى بلادها كنت أخرج وأدور في البساتين وهي كثيرة الأشجار ، وحارس البساتين شيخ طاعن في السن فقلت له :
لمن هذا البستان ?
فقال لي :
لابنة الملك ، تخرج في البستان فتشم رائحة الأزهار .
فقلت له :
أنعم علي بأن أقعد في هذا حتى تمر علي أن أحظى منها بنظرة .
فقال الشيخ :
لا بأس بذلك .
فلما قال ذلك أعطيته بعض الدراهم وقلت له :
اشتر لنا شيئاً نأكله .
ففرح بأخذ الدراهم وفتح الباب وأدخلني معه وسرنا وما زلنا سائرين إلى أن وصلنا إلى مكان لطيف وأحضر لي شيئاً من الفواكه اللطيفة وقال لي :
اجلس هنا حتى أذهب وأعود إليك .
وتركني ومضى فغاب ساعة ثم رجع ومعه خروف مشوي فأكلنا حتى اكتفينا وقلبي مشتاق إلى رؤية الصبية فبينما نحن جالسون وإذا بالباب قد انفتح ، فقال لي :
قم اختف .
واختفيت وإذا بطواشي أسود أخرج رأسه من الباب وقال :
يا شيخ باب البستان .
وإذا بالسيدة دنيا طلعت من الباب فلما رأيتها ظننت أن القمر نزل في الأرض فاندهش عقلي وصرت مشتاق إليها كاشتياق الظمآن إلى الماء وبعد ساعة أغلقت الباب ومضت .
فعند ذلك خرجت أنا من البستان وقصدت منزلي وعرفت أني لا أصل إليها ولا أنا من رجالها خصوصاً وقد صرت مثل المرأة فقلت في نفسي :
إن هذه ابنة الملك وأنا تاجر فمن أين لي أن أصل إليها .
فلما تجهز أصحابي للرحيل تجهزت أنا وسافرت معهم وهم قاصدون هذه المدينة ، فلما وصلنا إلى هذا الطريق اجتمعنا بك وهذه حكايتي وما جرى لي والسلام .
فلما سمع تاج الملوك ذلك الكلام اشتغل قلبه بحب السيدة دنيا ثم ركب جواده وأخذ معه عزيز وتوجه به إلى مدينة أبيه وأفرد له داراً ووضع له فيها كل ما يحتاج إليه ، ثم تركه ومضى ودموعه جارية على خدوده لأن السماع يحل محل النظر والاجتماع وما زال تاج الملوك على تلك الحالة ، حتى دخل عليه أبوه فوجده متغير اللون فعلم أنه مهموم ومغموم فقال له :
يا ولدي أخبرني عن حالك وما جرى لك حتى تغير لونك .
فأخبره بجميع ما جرى له من قصة دنيا من أولها إلى آخرها ، وكيف عشقها على السماع ولم ينظرها بالعين ، فقال له والده :
يا ولدي إن أباها ملك وبلاده بعيدة عنا ، فدع عنك هذا وادخل قصر أمك .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2009, 07:13 PM   #180
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السابعة والخمسين بعد المئة

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن والد تاج الملوك قال له :
يا ولدي إن أباها ملك وبلاده بعيدة عنا فدع عنك هذا وادخل قصر أمك فإن فيه خمسمائة جارية كالأقمار فمن أعجبتك منهن فخذها وإن لم تعجبك منهن نخطب بنتاً من بنات الملوك تكون أحسن من السيدة دنيا .
فقال له :
يا والدي لا أريد غيرها وهي التي صورت صورة الغزال التي رأيتها فلا بد منها وإلا أهجج في البراري واقتل روحي بسببها .
فقال له :
يا ولدي أمهل علي حتى أرسل إلى أبيها وأخطبها منه وأبلغك المرام مثل ما فعلت لنفسي مع أمك وإن لم يرض زلزلت عليه مملكته وجردت عليه جيشاً يكون آخره عندي وأوله عنده .
ثم دعا الشاب عزيز وقال :
يا ولدي هل أنت تعرف الطريق ?
قال :
نعم .
قال له :
أشتهي منك أن تسافر مع وزيري .
فقال له :
سمعاً وطاعة .
ثم جهز عزيز مع وزيره وأعطاهم الهدايا فسافروا أياماً وليالي إلى أن أشرفوا على جزائر الكافور فأقاموا على شاطئ نهر وأنفذ الوزير رسولاً من عنده إلى الملك ليخبره بقدومهم ، وبعد ذهاب الرسول بنصف يوم لم يشعر إلا وحجاب الملك وأمراؤه قد أقبلوا عليهم ولاقوهم من مسيرة فرسخ فنقلوهم وساروا في خدمتهم إلى أن دخلوا بهم على الملك فقدموا له الهدايا وأقاموا عنده أربعة أيام وفي اليوم الخامس قام الوزير ودخل على الملك ووقف بين يديه وحدثه بحديثه وأخبره بسبب مجيئه فصار الملك متحيراً في رد الجواب لأن ابنته لا تحب الزواج وأطرق برأسه إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه إلى بعض الخدام وقال له :
اذهب إلى سيدتك دنيا وأخبرها بما سمعت وبما جاء به هذا الوزير .
فقام الخادم وغاب ساعة ثم عاد إلى الملك وقال له :
يا ملك الزمان لما دخلت على السيدة دنيا أخبرتها بما سمعت فغضبت غضباً شديداً ، ونهضت علي بمسوقة وأرادت كسر رأسي ففررت منها هارباً وقالت لي :
إن كان يغصبني على الزواج فالذي أتزوج به أقتله .
فقال أبوها للوزير وعزيز :
سلما على الملك وأخبراه بذلك وإن ابنتي لا تحب الزواج .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا