المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

عبر لمن كان له قلب

قال تعالى : " إن في ذلك لعبرةً لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد " (سورة :الحجرات ) لقد عني القرآن عناية بالغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-04-2009, 09:13 AM   #1
الولو
عضو نشط


الصورة الرمزية الولو
الولو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27282
 تاريخ التسجيل :  03 2009
 أخر زيارة : 31-05-2012 (04:39 PM)
 المشاركات : 207 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
عبر لمن كان له قلب



قال تعالى :
" إن في ذلك لعبرةً لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد "

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) ]
(سورة :الحجرات )
لقد عني القرآن عناية بالغة بتوثيق عرى المسلمين ، وجعلهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاً ، فبالغ في تصفية القلوب ، وتنزيه الخواطر ، وتطهير الصدور وكل ذلك ليلقى المسلم أخاه وهو لا يحمل له حقداً ، ولا يضمر له سوءاً ، ولا ينظر له نظرة الكره .
وفي هذه الآية الكريمة ينهى الهي المؤمنين عن مفاسد ثلاثة طالما كانت أسباباً لإغراء العداء وتنافر الأقرباء وتباعد الأخلاء ،ولم يكن النهي عنها إلا بأشد أنواع الزجر وأبلغ صور التهديد وكل ذلك ليدل المسلم على مقدار بغض اله تعالى لها ، وكرهه لفاعلها ، وغضبه على مرتكبها .. الظَّنِّ: طبيعة في الناس لا يمكن أن يتجرد منه أحد أو يخلص من شره بشر ولذلك كان النهي عن كثيره وغالبه الذي يؤدي إلى شرٍ بيِّن
إن الظنون التي نهينا عنها هي تلك التهم التي يحاول الناس أن يلحقها بعضهم ببعض من غير أن يقوم على ذلك برهان واضح أو حجة بينة . أو دليل كالصبح ، وكم لهذه الظنون والتهم من آثارٍ سيئة في المجتمع ." إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " : لأنه يؤدي إلى خراب البيوت، وقطع العلائق ، وعقاب الآخرة وعذاب النار ، وقد أوجب علينا الإسلام أن نحمل حالة المسلم على خير الحالات ، مادمنا نجد له متسعاً . وَلَا تَجَسَّسُوا : يجد كثيراً من الناس لذة في التطلع على أخبار الغير وأمورهم وقد يقفوا على خبر أو عيب أو سوءة فيتلذذون بنشرها وقد غاب عنهم أنهم بهذا يقومون بكشف عوراتهم وسوءاتهم ؛ فالإنسان في ستر وعيوبه في خفاء ما لم يفضح أحداً ، أو يتكلم على سيئة أحد ، وطوبى من شغله عيبه عن عيوب الناس ، يا أيها المسلم إنك مأمور بأن تأخذ أخاك بما ظهر من حاله من خير وصلاح و، وما بدا عليه من سماحة وطهر ثمَّ لا يجوز لك أن تتبع حركاته وسكناته قال تعالى :"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"" وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ " : هذا هو أشد ما يتقزز منه الإنسان وما ينفر منه طبعه ، بهذا الشكل صور الله تبارك وتعالى الغيبة ، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة فقال :" أتدرون ما الغيبة ؟! ، قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخالك بما يكره ، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ ، قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته . " على أن الكلمة القرآنية جاءت على وجازتها شاملة للنهي عن كل ما يتأذى منه أخوك _سواءً بغمز أو لمز أو إشارة أو عبارة أو تصوير أو تعريض أو تصريح _ فهذه عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا تعني أنها قصيرة ، فقال :" لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته"أي لأنتنته وغيرت ريحه ، حبيبي يا رسول الله ماذا كنت ستقول لو سمعت أحاديثنا التي اشتملت على فاحش القول وساقط الكلام ؟ ماذا يقول عنا وقد اتخذنا الغيبة صنعة ومهنة ، بل أصبحت فينا غريزة وجبلة فقد أصبحت و يا للأسف لا تكاد تشتمل إلا على هذا النوع الرخيص من الكلام !!..
فالتطاول على الناس ، والولوغ في دمائهم والنهش في أعراضهم وتتبع عوراتهم ، التلذذ بالحديث عن عثراتهم كل ذلك أصبح حديث الناس ومهنتهم وشغلهم الشاغل ، ولا فرق في ذلك بين جماعة وجماعة، أو بين طبقة و طبقة وقد تناسوا أن هناك في القرآن آية لو نزلت على جبل لرأيته خاشعاً متصدعا من خشية الله تلك هي : "وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كما تناسى هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الغيبة : "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا " فقد سوى عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين الدماء والأموال والأعراض وجعلها في الحرمة سواء، وجعل ذلك الذي يتطاول على أعراض الناس كذلك الذي يسفك دماءهم ويسرق أموالهم وهذا الحديث هو آخر وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
يتساهل الناس في الغيبة لأنها بطبيعتها سهلة لينة لا تكلفهم مشقة ولا عسراً ليس فيها سوى تحريك الفم وإدارة اللسان ، وفوق كل ذلك يجد المرء فيها لذة وأي لذة ، وراحة لنفسة أي راحة ؛ إنه يتشفى بذكر معايب عدوه ويتلذذ بذكر من يكرهه بسوء ولكن غاب عن هؤلاء تلك المخاطر التي ذكرها حبيبنا المصطفى في قوله : "أتدرون من المفلس " قالوا: المفلس منا من لا درهم له ولا متاع فقال :" إن المفلس من امتى من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة ويأتي وقد شتم هذا و قذف هذا وسفك دم هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما به أخذ من خطاياهم وطرحت عليه ثم طرح في النار " ، نعم إن الغيبة لذيذة وإن وقعها على النفس لسار ومفرح ، ولكن أليس لكل شيء في هذه الحياة له مقابل ؟ ألا تحب أن يعاملك الناس بما تعامل به الناس ، فكم يكون حزنك وألمك فيما إذا عاملك الناس كما تعاملهم به ؟ لا شك أنك تتمنى أنك ما تكلمت على أحد بكلمة ، لهذا كله شدد الإسلام في النهي عن الغيبة حفظاً على عرض المسلم ، ومبالغة في تعظيم حقه ولم يكتف بذلك بل أوجب عليك أن تنصب من نفسك محامياً له في غيبته لذا قال صلى الله عليه وسلم: ( من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقاً على الله أن يعتقه من النار ومن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة) ثمَّ تلا:قوله تعالى : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " ما أجمل هذا التعبير المحمدي لقد جعل جزاء من يذب السوء أن يبعثه الله من النار وكما توعد عليه الصلاة والسلام أولئك الذين يشيعون الفاحشة ويذيعون المنكر بقوله : ( أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار) لقد جرت عادة الشارع إذا أراد العناية بشيء ولاهتمام بأمر أن يلفت إليه الأنظار بشتى الأساليب وعديد الإشارات ولا يزال كذلك حتى يظهره بشكل محسوس ولا يخفى على أحد ولا يستتر على بصير. على أنني أقول للمستغيب بعد ذلك :
هل تفرغت من عيوبك فأصلحتها ومن نفسك فهذبتها ومن خطواتك فقومتها ؟
هل أصلحت ما فسد من أفكارك وما أعوجَّ من أمرك ؟
وهل تفرغت من شأنك فتفرغت لشؤون الناس ؟
وهل أصلحت كل أمورك فلم يبق عليك إلا أمر الناس ؟عجيب أمرك ؟؟!!أخيراً :
أيها المستغيبون
إن عملكم عظيم يستوجب الاسراع بالندامة والتوبة والحسرة والمغفرة
فاضبطوا ألسنتكم .. وأحسنوا إلى أنفسكم .. وانظروا إلى مستقبلكم ..." وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ "

" إن في ذلك لعبرةً لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد "
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 12-04-2009, 12:12 PM   #2
أمورة نفساني
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أمورة نفساني
أمورة نفساني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18029
 تاريخ التسجيل :  08 2006
 أخر زيارة : 14-01-2019 (04:21 PM)
 المشاركات : 15,872 [ + ]
 التقييم :  69
لوني المفضل : Cadetblue


الله يجزاك خير ..
مبدع/مبدعه

على مواضيعك المتميزه


 

رد مع اقتباس
قديم 12-04-2009, 01:25 PM   #3
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خيراً أختي الكريمة لولو على هذا الموضوع الذي أسأل اله أن يتفع به كل من يقرأه ,,

وأتمنى منكِ الإكتفاء كل يوم بموضوع واحد حتى يأخذ حفه من القرأة والردود ,,


 
التعديل الأخير تم بواسطة noooor ; 12-04-2009 الساعة 07:27 PM

رد مع اقتباس
قديم 12-04-2009, 06:45 PM   #4
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


بوركتي غاليتي.!


 

رد مع اقتباس
قديم 13-04-2009, 04:49 AM   #5
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


وقانا الله شر الوقوع فى الغيبه والبهتان ...

ورزقنا عفة اللسان ؛ وطهارة الجنان ؛ ومحبة الرحمن ....

جزاكِ الله خيراً ..


 

رد مع اقتباس
قديم 15-02-2014, 06:14 PM   #6
ريماس هيثم
عضو فعال


الصورة الرمزية ريماس هيثم
ريماس هيثم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46214
 تاريخ التسجيل :  02 2014
 أخر زيارة : 15-02-2014 (06:17 PM)
 المشاركات : 25 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الولو مشاهدة المشاركة
قال تعالى :
" إن في ذلك لعبرةً لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد "

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) ]
(سورة :الحجرات )
لقد عني القرآن عناية بالغة بتوثيق عرى المسلمين ، وجعلهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاً ، فبالغ في تصفية القلوب ، وتنزيه الخواطر ، وتطهير الصدور وكل ذلك ليلقى المسلم أخاه وهو لا يحمل له حقداً ، ولا يضمر له سوءاً ، ولا ينظر له نظرة الكره .
وفي هذه الآية الكريمة ينهى الهي المؤمنين عن مفاسد ثلاثة طالما كانت أسباباً لإغراء العداء وتنافر الأقرباء وتباعد الأخلاء ،ولم يكن النهي عنها إلا بأشد أنواع الزجر وأبلغ صور التهديد وكل ذلك ليدل المسلم على مقدار بغض اله تعالى لها ، وكرهه لفاعلها ، وغضبه على مرتكبها .. الظَّنِّ: طبيعة في الناس لا يمكن أن يتجرد منه أحد أو يخلص من شره بشر ولذلك كان النهي عن كثيره وغالبه الذي يؤدي إلى شرٍ بيِّن
إن الظنون التي نهينا عنها هي تلك التهم التي يحاول الناس أن يلحقها بعضهم ببعض من غير أن يقوم على ذلك برهان واضح أو حجة بينة . أو دليل كالصبح ، وكم لهذه الظنون والتهم من آثارٍ سيئة في المجتمع ." إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " : لأنه يؤدي إلى خراب البيوت، وقطع العلائق ، وعقاب الآخرة وعذاب النار ، وقد أوجب علينا الإسلام أن نحمل حالة المسلم على خير الحالات ، مادمنا نجد له متسعاً . وَلَا تَجَسَّسُوا : يجد كثيراً من الناس لذة في التطلع على أخبار الغير وأمورهم وقد يقفوا على خبر أو عيب أو سوءة فيتلذذون بنشرها وقد غاب عنهم أنهم بهذا يقومون بكشف عوراتهم وسوءاتهم ؛ فالإنسان في ستر وعيوبه في خفاء ما لم يفضح أحداً ، أو يتكلم على سيئة أحد ، وطوبى من شغله عيبه عن عيوب الناس ، يا أيها المسلم إنك مأمور بأن تأخذ أخاك بما ظهر من حاله من خير وصلاح و، وما بدا عليه من سماحة وطهر ثمَّ لا يجوز لك أن تتبع حركاته وسكناته قال تعالى :"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"" وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ " : هذا هو أشد ما يتقزز منه الإنسان وما ينفر منه طبعه ، بهذا الشكل صور الله تبارك وتعالى الغيبة ، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة فقال :" أتدرون ما الغيبة ؟! ، قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخالك بما يكره ، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ ، قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته . " على أن الكلمة القرآنية جاءت على وجازتها شاملة للنهي عن كل ما يتأذى منه أخوك _سواءً بغمز أو لمز أو إشارة أو عبارة أو تصوير أو تعريض أو تصريح _ فهذه عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا تعني أنها قصيرة ، فقال :" لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته"أي لأنتنته وغيرت ريحه ، حبيبي يا رسول الله ماذا كنت ستقول لو سمعت أحاديثنا التي اشتملت على فاحش القول وساقط الكلام ؟ ماذا يقول عنا وقد اتخذنا الغيبة صنعة ومهنة ، بل أصبحت فينا غريزة وجبلة فقد أصبحت و يا للأسف لا تكاد تشتمل إلا على هذا النوع الرخيص من الكلام !!..
فالتطاول على الناس ، والولوغ في دمائهم والنهش في أعراضهم وتتبع عوراتهم ، التلذذ بالحديث عن عثراتهم كل ذلك أصبح حديث الناس ومهنتهم وشغلهم الشاغل ، ولا فرق في ذلك بين جماعة وجماعة، أو بين طبقة و طبقة وقد تناسوا أن هناك في القرآن آية لو نزلت على جبل لرأيته خاشعاً متصدعا من خشية الله تلك هي : "وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كما تناسى هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الغيبة : "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا " فقد سوى عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين الدماء والأموال والأعراض وجعلها في الحرمة سواء، وجعل ذلك الذي يتطاول على أعراض الناس كذلك الذي يسفك دماءهم ويسرق أموالهم وهذا الحديث هو آخر وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
يتساهل الناس في الغيبة لأنها بطبيعتها سهلة لينة لا تكلفهم مشقة ولا عسراً ليس فيها سوى تحريك الفم وإدارة اللسان ، وفوق كل ذلك يجد المرء فيها لذة وأي لذة ، وراحة لنفسة أي راحة ؛ إنه يتشفى بذكر معايب عدوه ويتلذذ بذكر من يكرهه بسوء ولكن غاب عن هؤلاء تلك المخاطر التي ذكرها حبيبنا المصطفى في قوله : "أتدرون من المفلس " قالوا: المفلس منا من لا درهم له ولا متاع فقال :" إن المفلس من امتى من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة ويأتي وقد شتم هذا و قذف هذا وسفك دم هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته ،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما به أخذ من خطاياهم وطرحت عليه ثم طرح في النار " ، نعم إن الغيبة لذيذة وإن وقعها على النفس لسار ومفرح ، ولكن أليس لكل شيء في هذه الحياة له مقابل ؟ ألا تحب أن يعاملك الناس بما تعامل به الناس ، فكم يكون حزنك وألمك فيما إذا عاملك الناس كما تعاملهم به ؟ لا شك أنك تتمنى أنك ما تكلمت على أحد بكلمة ، لهذا كله شدد الإسلام في النهي عن الغيبة حفظاً على عرض المسلم ، ومبالغة في تعظيم حقه ولم يكتف بذلك بل أوجب عليك أن تنصب من نفسك محامياً له في غيبته لذا قال صلى الله عليه وسلم: ( من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقاً على الله أن يعتقه من النار ومن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة) ثمَّ تلا:قوله تعالى : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " ما أجمل هذا التعبير المحمدي لقد جعل جزاء من يذب السوء أن يبعثه الله من النار وكما توعد عليه الصلاة والسلام أولئك الذين يشيعون الفاحشة ويذيعون المنكر بقوله : ( أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار) لقد جرت عادة الشارع إذا أراد العناية بشيء ولاهتمام بأمر أن يلفت إليه الأنظار بشتى الأساليب وعديد الإشارات ولا يزال كذلك حتى يظهره بشكل محسوس ولا يخفى على أحد ولا يستتر على بصير. على أنني أقول للمستغيب بعد ذلك :
هل تفرغت من عيوبك فأصلحتها ومن نفسك فهذبتها ومن خطواتك فقومتها ؟
هل أصلحت ما فسد من أفكارك وما أعوجَّ من أمرك ؟
وهل تفرغت من شأنك فتفرغت لشؤون الناس ؟
وهل أصلحت كل أمورك فلم يبق عليك إلا أمر الناس ؟عجيب أمرك ؟؟!!أخيراً :
أيها المستغيبون
إن عملكم عظيم يستوجب الاسراع بالندامة والتوبة والحسرة والمغفرة
فاضبطوا ألسنتكم .. وأحسنوا إلى أنفسكم .. وانظروا إلى مستقبلكم ..." وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ "

" إن في ذلك لعبرةً لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد "
00``00`


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا