المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

الحج مدرسة تربوية

الحج مدرسة تربوية الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فما زلنا ننهل من مدرسة الإسلام الكبرى ، فلا نكاد نفرغ من درس إلا ونلج إلى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-10-2013, 04:55 PM   #1
ازهرى وراقى
مشرف ملتقى الرقية الشرعية


الصورة الرمزية ازهرى وراقى
ازهرى وراقى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36778
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 23-02-2022 (04:21 PM)
 المشاركات : 6,240 [ + ]
 التقييم :  66
لوني المفضل : Cadetblue
الحج مدرسة تربوية



الحج مدرسة تربوية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فما زلنا ننهل من مدرسة الإسلام الكبرى ، فلا نكاد نفرغ من درس إلا ونلج إلى آخر ، واليوم ندخل مدرسة أخرى من المدارس التربوية لهذا الدين العظيم ، لنتعرف على بعض الأخلاق فيها، ونربي أنفسنا عليها، تلك هي مدرسة الحج التربوية.

1- فأولى هذه الدروس : الإخلاص: يقول الله تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود * وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير * ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق )

فانظر كيف بدأ إبراهيم عليه السلام عمله كما أمره الله عز وجل بترك الشرك بالله أي أمره بإخلاص العمل لله تعالى، وكذلك أول ما حرص عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا النسك هو الإخلاص، ففي حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم: «فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك»، فكل عمل لا بد أن يبنى على الإخلاص حتى يقبله الله تعالى، فما لم يبن على الإخلاص لا يقبل، وهو أول ما يعلن عنه الحاج: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك».

2- الطهارة: ثم يقول الله تعالى: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) ، فما المقصود بالطهارة هنا؟ هل هي طهارة الظاهر فقط ؟ يقول ابن كثير في تفسيره: (وطهر بيتي) قال قتادة ومجاهد من الشرك. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: والطهارة أنواع:

1- منها الطهارة من الكفر والفسوق، كما يراد بالنجاسة ضد ذلك؛ كقوله تعالى: (إنما المشركون نجس )

2- ومنها: الطهارة من الحدث وضد هذه نجاسة الحدث.

3- ومنها: الطهارة من الأعيان الخبيثة التي هي نجسة.ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

المراد من قوله تعالى: (وثيابك فطهر) ، الآية تعم كل ما ذكره ابن تيمية سابقًا، إن كان المراد طهارة القلب، فطهارة الثوب وطيب مكسبه تكميل لذلك، فإن خبث الملبس يكسب القلب هيئة خبيثة، كما أن خبث المطعم يكسبه ذلك، ولذلك حرم ما حرم من اللباس، لما تكسب القلب من الهيئة المشابهة لتلك الحيوانات التي تلبس جلودها، فإن الملابسة الظاهرة تسري إلى الباطن.

3- الاستجابة: أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بدعوة الناس إلى الحج، فقال له: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) ، فاستجاب إبراهيم عليه السلام لأمر الله تبارك وتعالى واستجاب الناس لدعوة إبراهيم عليه السلام وما يزالون يستجيبون حتى الآن.

يقول الله تبارك وتعالى عن هذا الخلق: ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) ، وقال الإمام البخاري: أي:أجيبوا لما يصلحكم.وروي عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيته، فقال: «ما منعك أن تأتي؟ ألم يقل الله: ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ؟) ثم قال: «لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج» فذهب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرتُ له..(الحديث). وقال معاذ: حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن سمع حفصًا سمع أبو سعيد رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال: «هي الحمد لله رب العالمين، السبع المثاني».

4- الإنفاق في سبيل الله: والمسلم الذي يأتي إلى الحج من كل فج عميق راكبًا أو ماشيًا؛ ماذا يتكلف وما الذي يدفعه إلى هذا الإنفاق في سبيل الله تعالى من أجل الحج إلى بيت الله عز وجل؟ ثم يجد التوجيهات الكثيرة التي تدفعه للإنفاق: منها الأمر بذبح الهدي للقارن والمتمتع وكذلك في الفدية لجبر القصور الحاصل في أداء المناسك فضلاً عن توزيع تلك الذبائح؛ قال تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير )، وقال جل ذكره ( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر )

5- الهداية: يقول الله تبارك وتعالى: ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) ويقول تبارك وتعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين )

فمناسك الحج مظهر من مظاهر شكر الله تبارك وتعالى على هدايته، فربنا هو الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ويزداد الشعور بنعمة الهداية عندما يتذكر الإنسان ما كان فيه من ضلال.

6- الإحسان: وفي آية سورة الحج: (لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين) ، وفي سورة البقرة: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ومرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الإيمان، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها في حديث جبريل المتفق عليه: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وحين تصل النفس إلى هذه المرتبة، فإنها تفعل الطاعات وتنتهي عن المعاصي كلها، وتراقب الله في الصغيرة والكبيرة، وفي السر والعلن على السواء.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».رواه مسلم .

7- الوفاء: يرشدنا الله تبارك وتعالى إلى الوفاء في قوله تعالى في سورة الحج: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) ، والوفاء : يعني الإكمال والإتمام وضده الغدر. وقد أمرنا الله تعالى بالوفاء في كل أمورنا فقال: (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم )، وقال: (وبعهد الله أوفوا ) ، وقال : (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) ، وقال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ) ، وقال تعالى: (وأوفوا الكيل والميزان بالقسط )، وقال : (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ).

8- التقوى: يقول الله تعالى في سياق الحديث عن الحج من سورة البقرة: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب )، ويقول: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون ).ويقول: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم )، ويقول: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )، ويقول: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ).

ويقول ابن كثير في تفسيره: فإن خير الزاد التقوى لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة وهو استصحاب التقوى إليها كما قال: قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا لما ذكر اللباس الحسي نبه مرشدًا إلى اللباس المعنوي وهو الخشوع والطاعة والتقوى وذكر أنه خير من هذا وأنفع.

9- الذكر والدعاء والاستغفار: يقول الله تعالى مرشدًا لنا إلى الإكثار من ذكره: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ).

ويرشدنا أيضًا إلى آداب الدعاء؛ فلا ينبغي أن يدعو الداعي بأمور دنياه فقط وهو معرضٌ عن أخراه: (فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق * ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب ).

ولهذا وردت السنة بالترغيب في هذا الدعاء؛ فقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». وقال أحمد: عن عبد العزيز بن صهيب قال: سأل قتادة أنسًا أي دعوة كان أكثر ما يدعوها النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان يقول: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها. رواه مسلم.

10- تعظيم حرمات الله: يقول الله تعالى: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه )

يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: أي ومن يجتنب معاصيه ومحارمه ويكون ارتكابها عظيمًا في نفسه فهو خير له عند ربه أي فله على ذلك خير كثير وثواب جزيل، فكما أنه على فعل الطاعات ثواب كبير وأجر جزيل كذلك على ترك المحرمات واجتناب المحظورات، قال ابن جريج قال مجاهد في قوله: (ذلك ومن يعظم حرمات الله) قال: الحرمة مكة والحج والعمرة وما نهى عنه من معاصيه كلها. وكذا قال ابن زيد.

11- تعظيم شعائر الله: يقول تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). يقول ابن كثير: يقول تعالى هذا ومن يعظم شعائر الله أي أوامره، فإنها من تقوى القلوب ، ومن ذلك تعظيم الهدايا (الهَدْي في الحج) والبدن (وهي الإبل التي تذبح في الحج وواحدتها بَدَنَة).

وبعد، فهذه فقط بعض دروس مدرسة الحج التربوية، أسأل الله أن يرزقني وإياكم الاستفادة منها ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة ، إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية :

أما بعد،،

فيقول الله سبحانه وتعالى: { لن ينال الله لحومهما ولا دماؤها }، ليس المقصود أن يأخذ عز وجل اللحوم والدماء فإنه غني حميد، لا يحتاج إلى هذا، { ولكن يناله التقوى منكم }، يصعد إليه يصله، يناله التقوى من عباده المخلصين، الذين ذبحوا لله ابتغاء وجه لا فخراً ولا رياءاً ولا سمعةً ولا مجرد عادة، وإنما يريدون وجه الله، { كذلك سخرها لكم لتبكروا الله }، لتعظموه، {على ما هداكم }، إلى هذا النسك الجميل الجليل، { وبشر المحسنين }، الذين يحسنون في عبادتهم، ويحسنون في علاقتهم بربهم، ويحسنون إلى الخلق بالأضحية، يشاركوا أهل البلدان حجاج بيت الله الحرام، ويشكرون الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، وهي ما رزقهم من بهيمة الأنعام.

هذه الأضحية التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده بعد أن ذكر ما يكونوا لحجاج البيت العتيق من الهدي، ذكر ما يفعل في هذه الأيام المعلومات، والمعدودات، وفي يوم العاشر يوم الذبح، وتسمى أضحية من وقت ذبحها لأنها تذبح ضحى عند ارتفاع النهار، { فصلي لربك وأنحر }، بعد صلاة العيد، أنحر لله عز وجل، ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما، وذلك لتثبيتها عند الذبح، وهذا من الإحسان، وهذه الأضحية التي قال بعض العلماء: بوجوبها على المقتدرين وجمهورهم على أنها سنة مؤكدة, تأكيداً شديداً ضحى النبي عليه الصلاة والسلام، ومن السنن المندثرة إرسال المقيمين في البلدان، الهدي إلى بيت الله العتيق لذبحه هناك قربة إلى الله، فلو وكل المقيم حاجاً بأن يذبح له هدياً هناك وهو لم يحج ولكن يهدي من بلده فهذه سنة، والأضحية في البلد سنة أخرى، ضحى النبي عليه الصلاة والسلام، وضحى المسلمون، وما من عمل يعمله آدمي في يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة شاهدة للعبد، ولذلك المسلم يطيب بها وهي مشروعة في حق أهل البوادي، والحضر، والمقيمين، والمسافرين، والأضحية للمقيم، والهدي للحاج، ولكن للحاج أن يترك أضحية في البلد، وللمقيم أن يهدي إلى البيت ولو لم يحج، شرعت هذه العبادة العظيمة في السنة الثانية للهجرة تذكيراً لنا بما فعله الخليل عليه السلام وابنه من الاستسلام لله عز وجل عندما ابتلاه الله برؤيا، ورؤيا الأنبياء حق بأن يذبح ولده، فعلم أن هذا أمر من الله فاستسلاما لأمر الله وتله للجبين، فكانت المجازات والمكافأة، { ونادينه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إن كذلك نجزي المحسنين إن هذا له البلاء المبين }، وفداه الله سبحانه وتعالى بذبح عظيم وكانت سنة في الآخرين، إنها توسعة على النفس وأهل البيت، وإكرام للجيران، والأقارب، والأصدقاء، والصدقة على الفقراء، عبادات متوالية صلاة العيد ثم بعده ذكره الله بالخطبة وبعد ذلك ذبح هذه الأضحية، قال الصحابي: فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني. إنها شكر لله عز وجل على نعمة الحياة، فلقد تركك تعيش إلى هذه السنة فتشكره على ذلك، ويشارك أهل البلدان حجاج بيت الله بهذا ولذلك كان مما يفعله المضحي أن لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته، { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }، أن يستسمنها ويستبرأها من العيوب، وإذا ترك الميت مالاً فأوصى وجب أن يفعل في ماله ما أمر به من التضحية ، وبحسب ما أوصى تنفذ، ومن تبرع عن الميت بأضحية فإن ذلك مقبول ولكن السنة أن المسلم يدخل أمواته في أضحيته، ولا يحتاج أن يفردهم بأضاحي إلا إذا تركوا مالاً فأوصوا وجب تنفيذ وصيتهم، عندما يقول المسلم اللهم عني وعن أهل بيتي، يدخل فيهم الأحياء والأموات من أقاربه فهؤلاء أهل بيته ، وتكون من بهيمة الأنعام، جدع من الضأن ما له ستة أشهر ودخل في السابع، وثني من المعز ما أتم سنة ودخل في الثانية، وثني من البقر ما أتم سنتين ودخل في الثلاثة، أو ثني من الإبل ما أتم خمساً ودخل في السادسة، تكون ملكاً بالحلال ولا حاجة أن يقترض وإن اقترض فصحيح، قال أحمد - رحمه الله - : ( أرجوا أن يخلف الله عليه أحيا سنة )، فيجوز اقتراض ثمنها ليسلمه في آخر الشهر مثلاً ولكن لا يجب عليه وتكون خالية من العيوب لا عوراء، ولا عمياء، لا مريضة، ولا عرجاء، لا كسيرة، ولا هزيلة، وهي قربة إلى الله فكلما كانت أكمل وأفضل كان أكثر أجراً لصاحبها ، ويبحث عن السليمة لا تكون ناقصة في أي عضو من أعضاءها، لا في القرن، ولا في الأذن، ولا في الذيل، وأما إذا اشتراها فطرأ عليها عيب بلا تعد منه، ولا تفريط فيجزئه أن يذبحها كذلك،، وكذلك إذا اشتراها فضلت أو ماتت أو سرقت بغير تفريط، فليس عليه شيء، وإذا عينها بشرائها بنية الأضحية أو تلفظ بذلك فلا يجوز أن يبدلها إلا بخير منها، لا يجوز أن يهبها، ولا يبيعها، ولا أن يذبحها قبل وقتها لأنها تعينت أضحية بعد طلوع الشمس من يوم العاشر من ذي الحجة، قال عليه الصلاة والسلام: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح " أي: ( قبل الوقت الشرعي )، " فإنما هو لحم قدم لأهله وليس من النسك في شيء ". رواه البخاري ومسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: " من كان ذبح قبل الصلاة فليعد وآخر وقت لذبحها غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق"، يوم العيد وثلاثة أيام بعده عند بعض العلماء، وقال بعضهم: يوم النحر ويومان بعده، وجمهورهم على ذلك، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل أيام التشريق أيام ذبح "، حديث صحيح. وقال: " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله "، فهي أيام منى.

عباد الله، لقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه وأهل بيته، وبشر الفقراء بأضحية عنهم لمن شهد بالتوحيد ، ضحى عن من لم يضحي من أمته، وهذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام، وأما المسلم فيضحي بواحدة من الغنم، ويجوز أن يشترك سبعة في بقرة أو في بدنه، وأن يسوقها سوقاً جميلاً ولا يحد السكين بحضرتها، ولا يذبح أخرى بحضرتها، يضجعها يستقبل القبلة ويسمي ويكبر، ويشهد ذبحها إذا لم يكن هو الذي يذبحها، وإذا ذبحها بيده فهو أفضل يسمي ويكبر، ويدعوا بأن يتقبل الله منه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى ". رواه مسلم. وكذلك فإن المسلم يجوز له أن يضحي بأضحية قد وهبت له ولا يشترك في الشاة مع الواحد آخر، وإذا كانوا أهل بيت نفقتهم واحدة ومالهم مشترك فتكفيهم أضحية واحدة، وإن كان لكل منهم راتباً مستقلاً ونفقة مستقلة فعلى كل واحد أضحية إن استطاع، يأكل منها ويتصدق ويطعم ولا ينسى الفقراء، ولا يجوز أن يباع شيء من جلدها، لا يجوز أن يباع شيء منها، ولا أن يعطى الجزار منها شيئاً كأجرة أو جزءاً من الأجرة ولو الجلد، وإنما يتصدق به أو يستفيد منه، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً أن يقوم على بدنه وأن يتصدق بلحومها وجلودها ، قال: وأن لا أعطي الجزار منها ، وقال: نحن نعطيه من عندنا ، أي: أجرة الذبح،

عباد الله، إذا اجتمعت أضحية وعقيقة فعجز عنهما قدم الأضحية لفضلها، ولأنه يفوت وقتها والأخرى وقتها فيه سعه.

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يعظم شعائرك، اللهم اجعلنا بدينك قائمين، اللهم اجعلنا لأحكام الدين مطبقين، وبها عاملين، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 04-11-2013, 05:55 AM   #2
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا