المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

مقارنة بين الجن والكائنات المجهرية:

باسم الله الرحمان الرحيم مقارنتنا بين الجن والشياطين والكائنات المجهرية مبنية على علوم متعددة من بينها علم اللغة والشرع والطب والنفس والصيدلة والبيولوجيا والجيولوجيا وعلوم الفضاء وطب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-06-2009, 03:19 PM   #1
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
مقارنة بين الجن والكائنات المجهرية:





باسم الله الرحمان الرحيم

مقارنتنا بين الجن والشياطين والكائنات المجهرية مبنية على علوم متعددة من بينها علم اللغة

والشرع والطب والنفس والصيدلة والبيولوجيا والجيولوجيا وعلوم الفضاء وطب النساء

وعلم الأغذية وعلم المحيطات وغيرها...

قد يقول قائل لماذا كل هذه التخصصات؟ ببساطة لأن الشيطان يشاركنا كل صغيرة وكبيرة

فهو مرتبط بكل أمورنا مهما صغرت...

عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند

كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط

ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في

أي طعامه تكون البركة». (صحيح مسلم)

وكل النعم التي توجد في هذا الكون الفسيح سخرت للإنس والجن وسورة الرحمان خير دليل

على ذلك... "فبأي آلاء ربكما تكذبان"


وهذا ما سنتبثه بالدليل والحجة إن شاء الله خلال الحلقات القادمة:

جوهر الإشكال ـ في الواقع ـ في موضوع الجن، لا يرتبط بأدلة وجودها من عدمه، بل

يتركز في كيفية أشكالها وأحجامها، وطريقة تمظهراتها وتداخلها معنا في حياة واحدة. كما

أن النقاش الخفي ـ الذي يبدو لنا ـ يتعلق بالمصطلحات المستعملة للدلالة على هذه الكائنات

الحية... فالكائن موجود بالنص القرآني، وقد ثبت وجوده كما يظهر من قوله تعالى:

(وخلق الجان من مارج من نار) (الرحمان / 15) فالجان كائن من مخلوقات الرحمان وهو واحد

وإن تعددت الأسماء التي أعطيت له، فهناك من يطلق عليه اسم جن أو شيطان، وهناك من

يقول بأنه النفس وطبائعها، وهناك من يلقبه بالسحر أو الأرواح أو الأشباح أو الخيالات أو

رجال الغيب... وهناك من يسميه اسما مختلفا قد تكون الكائنات المجهرية كالجراثيم

والفيروسات منها ويدعي أنه اسم علمي لكائن مادي مجهري، فيجرده بذلك من محتواه الغيبي

ويقطع علاقته بالدين... لكن تظل هناك تقاطعات بين العديد من هذه الأسماء من الناحية

الدلالية، ومن حيث الفحوى والمفهوم، سواء كانت تنتمي إلى الحقل الديني أو العلمي أو

حتى حقل الشعوذة والسحر، فهي تدل على شيء واحد يتلخص في ظواهر غير عادية تحدث

للناس، وكل واحد يفسرها حسب خلفيته الفكرية والمعرفية.


حينما يأتي مريض، يقوم بأفعال وأقوال غير معتادة، قد يراه الفقيه مصابا بالوسوسة، ويراه

عالم النفس مصابا بالهلوسة، ويراه الطبيب مصابا بفيروس ما، وينظر إليه المشعوذ على أنه

مسحور أو ممسوس...

وحينما نترك طعاما بدون غطاء فيفسد، يقول البعض إنه يتحلل طبيعيا، ويقول البعض إن

الميكروبات أو الجراثيم تفسده، والبعض الآخر يقول بأن الجن والشياطين قد حضرته...

حينما نسمي الأشياء بغير أسمائها، أو حينما نطلق عدة أسماء متضاربة على شيء واحد، أو

حينما نفهمها بغير مدلولها الصحيح فإننا لا نزيد العلم، والعالم، إلا تعقيدا.

قلنا إن الجن موجود ويعيش معنا، ولا ينبغي لمؤمن أن ينكر ذلك، لأن إنكاره إنكار لمعطى

قرآني صريح، فالله سبحانه وتعالى أفرد لهم سورة كاملة من ثمانية وعشرين آية، وقرن بينهم

وبين الإنس في العديد من الآيات نذكر منها على سبيل العد لا الحصر: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ

وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي) (الذاريات / 56) و( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا

مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمان /33)...

فالجن والإنس مقترنان ومرتبطان ارتباطا مكينا بحيث لا تستقيم الحياة من دونهما، فهما كالليل

والنهار لا يكون الواحد منهما دون الآخر، وكل ما في الكون سخر لهما، كما أنهما

سيحشران معا ويتبادلان التهم: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ

وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ

مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام/128) ،

وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ

قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ)(فصلت /25) ...

... لكل شيء ما يقابله ويذكر به، فهو بالنسبة إليه شفع، كالذكر والأنثى، والسماء

والأرض، والليل والنهار، والإنس والجن الخ.

روى الطبري عن مجاهد قال في قوله تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين) (الذاريات/

49)، قال: الكفر/الإيمان، الشقاء/السعادة، الهدى/الضلالة، الليل/النهار، السماء/الأرض،

ثم زاد الجن/الإنس، فالارتباط بينهما وثيق متين، بحيث لا يكون الواحد منهما دون الآخر:

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي) (الذاريات / 56).

هذا الارتباط المتين بين عالم الجن وعالم الانس هو ما يستدعي منا استعمال جميع التخصصات...


...

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 13-06-2009, 03:35 PM   #2
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


بحثنا هذا مقتطف من كتاب "الجن: دراسة مجهرية"

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 13-06-2009, 08:56 PM   #3
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


متااااابعه.!


 

رد مع اقتباس
قديم 14-06-2009, 02:36 AM   #4
أمورة نفساني
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية أمورة نفساني
أمورة نفساني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18029
 تاريخ التسجيل :  08 2006
 أخر زيارة : 14-01-2019 (04:21 PM)
 المشاركات : 15,872 [ + ]
 التقييم :  69
لوني المفضل : Cadetblue


مواضيعك تخوف شوي

الله يعطيك العافيه


 

رد مع اقتباس
قديم 14-06-2009, 08:26 AM   #5
آه ياسنيني
المركز الاول (أميرة الأبجديّــات)


الصورة الرمزية آه ياسنيني
آه ياسنيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27270
 تاريخ التسجيل :  03 2009
 أخر زيارة : 29-12-2011 (06:32 AM)
 المشاركات : 817 [ + ]
 التقييم :  54
لوني المفضل : Cadetblue


أنتقاء مبارك أخية،
موضوعك رآئع بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
قديم 14-06-2009, 12:38 PM   #6
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


أهلا بكن على هذه الصفحة

تحيتي


 

رد مع اقتباس
قديم 14-06-2009, 12:41 PM   #7
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


لفهم هذا الموضوع الشائك سوف نبدأ إن شاء الله بتعريف بعض الكلمات التي تعتبر مفاتيح تنير لنا الطريق وتهدينا سبل الحق:

- الجـــــن:

ذكرت كلمة "الجن" في القرآن الكريم تسع عشرة مرة ، اقترنت في أحد عشر مرة منها بكلمة "الإنس"، مما يدعونا للتساؤل عن سبب هذا الاقتران ومغزاه؟
جواب ذلك، على ما يبدو، أن لكل شيء ما يقابله ويذكر به، فهو بالنسبة إليه شفع، كالذكر والأنثى، والسماء والأرض، والليل والنهار، والإنس والجن الخ. روى الطبري عن مجاهد قال في قوله تعالى: ومن كل شيء خلقنا زوجين (الذاريات/49)، قال: الكفر/الإيمان، الشقاء/السعادة، الهدى/الضلالة، الليل/النهار، السماء/الأرض، ثم زاد الجن/الإنس، فالارتباط بينهما وثيق متين، بحيث لا يكون الواحد منهما دون الآخر: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي (الذاريات / 56).


جنن ( 20)، في اللغة، من جن الشيء يجنه جنا: ستره. وكل شيء ستر عنك فقد جُن عنك. أجنه: ستره. جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها. والجن لغة ضد الإنس، يقال: آنستُ الشيء إذا أبصرته، قال تعالى: وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى  إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (طه/9-10). قال الـجوهري: الـجِنُّ خلاف الإِنسِ، والواحد جِنِّـيٌّ، سمّيت بذلك لأَنها تـخفـى ولا تُرَى.
هكذا أبت العرب، فـي لغتها، إلا أن تطلق كلمة "جنّ" على كل ما اجتنّ. فالكائنات الحية التي لا نراها تدخل تحت المعنى العربي لكلمة الجن، والقرآن الكريم جاء بلسان عربي مبين، قال تعالى: إِنَّا جَعَلْنَـاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّـكُمْ تَعْـقِلُونَ  وَإِنَّهُ و فِي‌ أُمِّ الْكِتَـابِ لَدَيْـنَا لَعَـلِيٌّ حَكِيمٌ (الزخرف/3-4‌) والعربية تقول لنا: ما سمى الله الـجن إلا لأنهم اجتنوا فلـم يُرَوْا، وما سمى بنـي آدم الإنس إلا لأنهم ظهروا فلـم يجتنُّوا. فما ظهر فهو إنس ويمكننا أن نطلق عليه كلمة: كائن macroscopique، وما اجتنّ فلـم يُرَ فهو جنّ: كائن ""microscopique.

والجن(21) ولد الجان، قال ابن سيده: الجن نوع من العالم سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار ولأنهم استجنوا من الناس فلا يرون، والجمع جنان، وهم الجنة. وفي التنزيل: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (الصافات/158). وكان أَهلُ الـجاهِلـيَّة يسمّون الـملائكة، جِنَّاً لاسْتِتارِهم عن العيون، قال الأعشى:
وسخر من جن الملائكة سبعة  قياما لديه يعملون بلا أجر

كلمة "جن" إذن، تشتمل على كل ما اجتن عن الأبصار، وعموم اللفظ يدل على أن: الجن = كل ما اجتن عن الأبصار (ومنهم الملائكة). أما خصوصه (اللفظ) فيشير إلى أن: الجن = كائنات حية، أصلها من النار، عاقلة، فاعلة بالإرادة، مأمورة ومنهية، تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب، ويحصل لأجسامها بذلك نمو وبقاء على حسب المأكول، تؤثر فينا ونؤثر فيها دون أن نراها، فهي إذن كائنات حية لها كل خصائص الكائنات الحية: تأكل وتشرب وتنمو وتتزاوج وتتوالد وتموت...

قال كثير من المعتزلة: إنهم أجسام رقيقة بسيطة لذلك لا نراهم. وقال القاضي عبد الجبار الهمداني:« أجسامهم رقيقة ولضعف أبصارنا لا نراهم لا لعلة أخرى ولو قوى الله أبصارنا أو كثف أجسامهم لرأيناهم»، والذي يدل على رقة أجسامهم قوله تعالى  إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم (الأعراف/27).
قال القاضي عبد الجبار بعدما قدم حديث: "الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"، هذا لايصح إلا أن تكون أجسامهم رقيقة، وفي هذا دليل على ما ذكرناه من صغر أجسامهم ورقتها، والله أعلم.

يدل كل ما تقدم على أن هذه الكائنات غير مرئية لنا بسبب مجهرية (microscopique) أجسامها مع ضعف أبصارنا كبشر، لكن هذا لا يمنع من جواز رؤيتها إذا قوى الله تعالى شعاع بصرنا أو استعملنا جهازا متطورا كالميكروسكوب، وقد رآها الأنبياء دون غيرهم من البشر لما أعطاهم الله من قوة البصر ومن معجزات خاصة بهم... كما يمكن أن تراها بعض الحيوانات كالكلاب والحمير والديكة، جاء في الصحيحين: «... إذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطانا.»، وفي هذا دعوة/تحد لعلماء الحيوان للبحث عن مكونات عيون هذه الحيوانات لمعرفة أسرارها وخباياها، إذ نعلم، مثلا، انطلاقا مما تتيحه المعطيات البيولوجية الراهنة، أن تركيب عيون النحل، مثلا (خاصة لدى الذكور التي تتميز عيونها بالضخامة)، تختلف عن تركيب أعيننا، وتتيح إمكانية رؤيتها لما هو فوق بنفسجي Ultra violet، وهو ما يعجز الإنسان العادي عن رؤيته طبعا، حتى في ظل التقدم الذي حصله علم الفيزياء وبالذات البصريات: فهل تكون دراسة عيون هذه الحيوانات فاتحة الاكتشاف؟

----------------------------------------------------
- (1) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ(128) (الأنعام)
(2) يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ(130) (الأنعام)
(3) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ(38) (الأعراف)
(4) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ(179) (الأعراف)
(5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا(6) (الجن)
(6) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ(17) (النمل)
(7) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(25) (فصلت)
(8) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الْأَسْفَلِينَ(29) (فصلت)
(9) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(18) (الأحقاف)
(10) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي(56) (الذاريات)
(11) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ(33) (الرحمان)
(12) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا(50) (الكهف)
(13) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ(39) (النمل)
(14) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ(12) (سبأ)
(15) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ(14) (سبأ)
(16) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ(41) (سبأ)
(17) وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ(29) (الأحقاف)
(18) قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا(1) (الجن)
(19) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ(100) (الأنعام)

20 - ابن منظور، لسان العرب المحيط، المجلد الأول، ص.515.
- ابن منظور، لسان العرب المحيط، المجلد الأول، ص.515.


 

رد مع اقتباس
قديم 14-06-2009, 12:45 PM   #8
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


الجــــان:

ذكرت الكلمة في القرآن ست مرات(1) ، واحدة منها في أصل الجن، قال تعالى: خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ(الرحمان 14/15). قال ابن عباس : أي من خالص النار، أو من مارج وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت. وذكرت الكلمة مرتبطة بالإنس ثلاث مرات، منها قوله تعالى:  فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ (الرحمان /39). على أن كلمة "جان" تعني أيضا الحية أو الثعبان: قال تعالى: وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الْآمِنِينَ(القصص/31)، فقد ورد في لسان العرب: الـجانُّ: ضَرْبٌ من الـحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَـين يَضْرِب إِلـى الصُّفْرة لا يؤذي، وهو كثـير فـي بـيوت الناس. وقال سيبويه: الـجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بـيت الـخَطَفَـى جدّ جرير يصف إِبلاً:
أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا  وعَنَقا بعدَ الرَّسِيمِ خَيْطَفا
وفـي الـحديث: أَنه نَهى عن قَتْلِ الـجِنَّانِ، قيل: هي الـحيَّاتُ التـي تكون فـي البـيوت، واحدها جانٌّ وهو الدقـيقُ الـخفـيف. وقد ورد في التهذيب فـي قوله تعالـى: تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، الـجانُّ حيَّةٌ بـيضاء. وقال أَبو عمرو: الـجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانُّ، قال الزجاج: الـمعنى أَن العصا صارت تتـحرَّكُ كما يتـحرَّكُ الـجانُّ حركةً خفـيفةً، قال: وكانت فـي صورة ثُعْبانٍ، وهو العظيم من الـحيَّاتِ. ونـحوَ ذلك قال أَبو العباس: شبّهها فـي عِظَمِها بالثعبانِ وفـي خِفَّتِها بالـجانِّ، ولذلك قال تعالـى مرَّة: فإِذا هي ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ. قال أبو عبيدة ، في تفسير قوله تعالى:  فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى(طه/20) وفي قوله: وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ(النمل/10) كأنها جان من الحيات أو من حية الجان فجرى على أن ذلك شيء واحد، وقيل كانت العصا في أول الحال جانا وهي الحية الصغيرة، ثم صارت ثعبانا فحينئذ ألقى العصا، وقيل اختلف وصفها باختلاف أحوالها، فكانت كالحية في سعيها وكالجان في حركتها وكالثعبان في ابتلاعها.
في لسان العرب نجد أن كلمة الـجانّ تعني أيضا الشيطان، والعرب تسمي الحية شيطانا، بالإضافة لتسميتها جان، قال الشاعر يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه  تعمج شيطان بذي خروع قفر.
والجنين يسمى جنينا لاستتاره في بطن أمه، ومنه قوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (النجم/32). ويقال جنه الليل: أي أخفاه وستره بظلامه، ومنه قوله جل جلاله: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (الأنعام/76)، وجن الرجل جنونا وأجنه الله فهو مجنون: إذا غاب عقله واستتر رشده، فارتفع عنه التكليف لعدم وعي عقله وحضوره. قال تعالى: أَمْ بِهِ جِنَّةٌ (سبأ/8).
كما وردت كلمة "جنة" في مقابل كلمة "ناس" في عدة آيات قرآنية منها: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (هود/119)، وَلَـكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي‌ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. (السجدة/13)، وَجَعَلُوا بَيْنَهُ و وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (الصافات/158)... الظاهر أن معظم الكلمات المتكونة من مادة الجيم والنون أي حرفي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةجنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة + نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ننقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، في اللغة العربية، تعني الخفاء والستر عن العين. ولفظ: جني الذي سمت به العرب قديما، والقرآن الكريم، هذا المخلوق العاقل الخفي الذي يرانا ولا نراه، والذي يساكننا هذا العالم، أخذته اللغات الأوربية عن العربية، وأطلقت عليه لفظ: Génie ويعني في الفرنسية: عبقري (2) ، وهو كائن خارق له قدرات ساحرة. وفي الانجليزية يعني الروح الشيطانية، كما يعني ذلك الكائن العاقل الذي يفعل الخير ويساعد الإنسان وقد يكون شريرا، يسعى للشر والتدمير.
تعني كلمة جين (3) Gène أيضا ذلك الجزء الذي يوجد في الحامض النووي ADN والمسؤول عن الخصائص الوراثية للكائنات، وهو مختفي في الكرموزمات (وفي الفيروسات هو موجود في جزيء الحامض النووي المكون للجينوم).
هكذا نلاحظ أن لفظة "جن" تحتمل معان عدة، فهي تعني تارة: كل شيء ستر عنك ولم تره عينك، وطورا تشير إلى بعض الحيوانات كالحيات والثعابين، بينما تعني في أحيان أخرى نوعا من المخلوقات التي تعيش معنا ولا نراها (مستورة عنا). تشير اللفظة ـ جن ـ أيضا إلى نوع من التخبط في الأفعال والأقوال كما تشير إلى الأعمال والقدرات الخارقة الساحرة، أو الأشياء والظواهر التي لم يستطع العقل استيعابها وسبر أغوارها: فكل شيء خارق وغريب مما يصعب عمله، أو كل شيء دقيق أو عظيم في نفسه، أو في أعيننا، قد ينسب إلى... الجن...
نشير أيضا إلى أن القرآن الكريم ميز بين عالمين، للكائنات الحية المكلفة التي تعيش على الأرض، وهي متداخلة ومترابطة فيما بينها: عالم الإنس، وعالم الجن، فقد روي عن ابن عباس، في قوله عز وجل: "رب العالمين"، قال: رب الجن والإنس (جامع البيان عن تأويل آي القرآن، الطبري).
يجب أن نفهم كذلك أن إبليس من جنس الجن وصفته شيطان، وليس كل جن شيطان وليس كل شيطان إبليس، فإبليس هو أبو شياطين الجن (الأب الفعلي لأن له ذرية خاصة به والأب الروحي لمن تشيطن من الجن)، وليس أبا للجن بإطلاق، كما أن آدم هو أبو البشر.
ورد في‌ القرآن‌ الكريم‌ كلمة‌ "آدم"‌ كاسم‌ خاصّ وعَلَم‌ لآدم‌ أبي‌ البشر، وكلمة‌ "إنسان"‌ و"إنس" و"بشـر" كاسـم‌ عام، واسـم‌ جنـس‌ لنوع‌ بني‌ آدم‌، وكذلـك‌ أيضاً وردت‌ كلمة‌ "إبليـس‌" كاسم‌ خاصّ وعَلَم‌ لرئيس‌ شياطين‌ الجنّ، وكلمة‌ "جان"‌ و"جنّ" و"جنة" كاسم‌ عام، واسم جنس لذلك‌ النوع‌. والقرآن‌ الكريم‌ يعتبر الإنس والجنّ موجودَين‌ ماديين‌ يمتلكان‌ الشعور والإدراك‌، وقابلَين‌ للأمر والنهي‌، واعتبرهما في‌ جنب‌ بعضهما قابلَين‌ للخطاب‌ والمفاهمة‌، خلق‌ الله تعالى‌ أوّلهما من‌ الطين‌ وثانيهما من‌ النار، وجعل بينهما علاقة وتواصل واتهامات وتعاملات...

---------------------------------------------------------
1- - (1) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ(10)النمل
(2) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الْآمِنِينَ(31) القصص
(3)وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ(15) الرحمان
(4) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ(39) الرحمان
(5) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ(56) الرحمان
(6) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ(72)فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(73)لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ(74) الرحمان

2- عبقري: Génie قال ابن الأَثـير: عَبْقَر قرية تسكنها الـجن فـيما زعموا، فكلَّـما رأَوا شيئاً فائقاً غريباً مـما يصعب عملُه ويَدِقُّ أَو شيئاً عظيماً فـي نفسه نسبوه إِلـيها فقالوا: عَبْقَرِيٌّ، ثم اتُّسِعَ فـيه حتـى سمي به السيّد والكبـير. وقـيل: إِنما يُنْسَب إِلـى عَبْقَر الذي هو موضع الـجن، وقال أَبو عبـيد: ماوجدنا أَحداً يدري أَين هذه البلاد ولا متـى كانت. قال الأَصمعي: سأَلت أَبا عمرو بن العلاء عن العَبْقَرِيّ، فقال: يقال هذا عَبْقَرِيُّ قومٍ، كقولك: هذا سيدُ قوم وكبـيرهم وشديدهم وقويُّهم ونـحو ذلك. قال أَبو عبـيد: وإِنما أَصل هذا فـيما يقال أَنه نسب إِلـى عَبْقَر، وهي أَرض يسكنها الـجنُّ، فصارت مثلاً لكل منسوب إِلـى شيء رفـيع. (أنظر لسان العرب المحيط)

3- Gène, unité de base de l’hérédité, fragment de matériel génétique, qui détermine la transmission d’une caractéristique particulière ou d’un ensemble de caractéristiques. Les gènes sont portés par les chromosomes (ou, chez les virus, par le brin d’acide nucléique constituant le génome). Encyclopédie Microsoft® Encarta® 2002.


 

رد مع اقتباس
قديم 14-06-2009, 12:48 PM   #9
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


ـ إبليــــس:


ذكرت كلمة "إبليس" في القرآن الكريم إحدى عشر مرة (1)، وهي تعني في اللغة: السكوت، وفي الاصطلاح: أبلس من رحمة الله يئس وندم، ومنه سمي إبليس . وقيل إن إبليس سمي بهذا الاسم لأنه لما أويس من رحمة الله أبلس يأسا. والإبلاس أيضا: القنوط وقطع الرجاء من رحمة الله تعالى... قال أبو جعفر: وإبلـيس «إفعيـل» من الإبلاس: وهو الإياس من الـخير والندم والـحزن. وقال ابن عبـاس: إبلـيس أبلسه الله من الـخير كله وجعله شيطانا رجيـما عقوبة لـمعصيته.
قلنا إن كلمة "إبليس" ذكرت في القرآن إحدى عشر مرة، ودون الإطالة في ذكر كل الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة، فإن المتتبع يلاحظ أنها ذكرت في سياق عام مرتبط بالجنة والسجود لآدم، والحصيلة أن إبليس هو ذلك الكائن الذي خلقه الله فعصى أوامره فاستدعى الطرد من رحمة الله وجنته.
----------------------------------------
1- - وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ(34 / البقرة)
-وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ(11 / الأعراف)
-إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(31)قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ(32)قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ(33 / الحجر)
-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا(61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا(62)قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا( 63 /الإسراء)
-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا(50 /الكهف)
-وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى(116)فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(117/ طه)
-فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ(94)وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ(95 / الشعراء)
-وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(20)وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ(21 /سبأ)
-فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(73)إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ(74)قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ(75)قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76/ سورة ص)


 

رد مع اقتباس
قديم 21-06-2009, 02:42 PM   #10
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


ـ الشيطـــان:


كلمة "شيطان" بالمفرد وردت في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة ، وبالجمع (شياطين) وردت سبعة عشر مرة، كما وردت الكلمتان في الأحاديث وأشعار العرب، وهي تعني لغة: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب، والشيطان من شاط يشط إذا هلك واحترق، وهو مشتق من البعد عن الحق، وشطن إذا بعد عن الخير، وشطنت داره أي بعدت.
قال الشاعر: نأت بسعاد عنك نوىً شطون فبانت والفؤاد بها رهين.
وبئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن: الحبل؛ سمي بذلك لبعد طرفيه وامتداده. ووصف أعرابي فرساً لا يحفى فقال: كأنه شيطان في أشطان. قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً
وقيل: شيطان من شاط يشيط إذا هلك، فالنون زائدة، وشاط إذا احترق، وشيطت اللحم إذا دخنته ولم تنضجه، واشتاط الرجل إذا احتد غضباً، واشتاط إذا هلك؛ قال الأعشى:
قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل
أي يهلك. وحكى سيبويه أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا يبين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، والشيطاني، هو الذي يدعو إلى مخالفة الحق.
وفي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم يا أبا ذر: «تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن» فقلت أوَ للإنس شياطين؟ قال «نعم»-رواه أحمد- ، فالإنسان قد يصبح شيطانا مجازا أو أخا للشياطين إذا فعل أفعالهم، قال تعالى في سورة الإسراء:  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا  (الإسراء/27).
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود» فقلت يا رسول الله ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطان» -أخرجه مسلم- ، أي إنه شيطان الكلاب لشراسته وعدم الأمن من شره، وكذلك قوله في الإبل «إنها جن» قال الشافعي –كتاب الأم- في قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصلوا في أعطان الإبل فإنها جن من جن خلقت، أنه إنما كان يكره أن يصلي قرب الإبل، وأنه إنما قال ذلك على طريق التشبيه لها بالجن. فالكلب الأسود شر الكلاب وأقلها نفعا، والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها، وهذا كما يقال: هذا الطفل شيطان، أو فلان شيطان، إذا كان صعبا شريرا... قال أبو جعفر: إنما سمي المتمرد من كل شيء شيطانا لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه، وبعده من الخير... (تفسير الطبري).
الشيطان بهذا المعنى إذن، قد يعني الكلب الأسود الشرير، أو الإبل الصعبة المراس، كما قد يعني الحمار مجازا: يحكى عن عمر بن الخطاب  أنه ركب برذونا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال: ما قلتوني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي.-تفسير ابن كثير-
قال تعالـى: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ(الصافات/64-65). ورد في لسان العرب أن للشياطين، في هذه الآية، ثلاثة معاني: أَحدها أَن طلعها يشبه، فـي قبحه، رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ، وإِن كانت غير مشاهَدة، فـيقال كأَنه رأْس شيطان إِذا كان قبـيحاً، فالشيطان قد يعني الشيء القبيح، والثانـي أَن الشياطين ضرب من الـحيات، قبـيحة الوجه، يسمى الواحد منها "ذو العُرْف"، والعرب تسمي الحية شيطانا. قال الشاعر يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه  تعمج شيطان بدي خروع قفر.
والشيطان هنا نوع من الحيات، وقد يعني الناقة، فالإبل تشبه الشياطين في صعوبتها وصولتها.
المعنى الثالث يشير إلى نبات قبـيح يسمى فعلا "رؤوس الشياطين"؛ قال أَبو حنـيفة أَخبرنـي أعرابـي من أزد السَّراة قال: الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها، لا شوك لها، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لها كَعابر فـي سُوقها كثـيرة، ولها وُرَيْدٌ ضعيف جدا يَجْرُسُه النـحل، ونَوْرَتُها بـيضاء، ورأس ورقه قبـيح جدا. فالشيطان هنا نوع من النبات.
تطلق العرب أيضا على "الإِعصار": أَبا زَوْبَعةَ، ويقال فـيه شيطان مارد، وزَوْبَعةُ: اسم شيطان مارد، أو رئيس من رؤساء الـجن، ومنه سمي الإِعصار زوبعة، ويقال أيضا أُمّ زَوْبَعة.
يعني الشيطان كذلك الخبث والكفر والرجس والفساد والشر، فقد جاء في صحيح البخاري، باب ما يقول عند الخلاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وفـي حديث أَنس: أَنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم، كان إِذا أَراد الـخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الـخُبْثِ والـخَبائِث؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول اللَّه: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ: مُـحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والـحُشُوش: مواضعُ الغائط. والـخُبْثُ الكُفْرُ والشَّرَّ. قال ابن الأَثـير فـي تفسير الـحديث: الـخُبُثُ، بضم الباء: جمع الـخَبِـيث، و الـخَبائثُ: جمع الـخَبِـيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم.
يتضح من مجموع هذه التعاريف أن كلمة "شيطان"، لغويا، تضم عدة معاني: فهي تعني كل ما بعد عن الصحيح، كما تعني كل عات من الجن، أو الإنس، أو الدواب، وهي إلى هذا تشير إلى نوع من الحيات، ونوع من النبات أيضا، وقد تكون كلبا، أو ثعبانا، أو جملا، وقد تعني كل قبيح فاسد، أوكل متمرد على الطبيعة الفطرية، كما أن كل خبيث مخبث، وكل فاسق، وكل شيء مدمر كالإعصار، وكل مغير للنعم، وكل شر، وكل شيء مذموم فيه فحش إلا وفيه شيء من الشيطان، وقد يحتمل المعنى الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الكفر أو الفتنة.
والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان.
حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز، وهذا على مذهب الشافعي رحمه الله، والقاضي أبي بكر الباقلاني وغيرهما، ممن يجوز إطلاق اللفظ الواحد على حقيقته ومجازه.


 

رد مع اقتباس
قديم 21-06-2009, 02:54 PM   #11
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


فاصل ندرج من خلاله بعض الصور الرائعة لكائنات مجهرية لم نكن نعلم بوجودها قبل اختراع المجهر الالكتروني والكامرات العالية الدقة:

إليكم أول صورة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 21-06-2009, 02:57 PM   #12
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


سبحان الخالق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 28-06-2009, 03:21 PM   #13
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الخوض في المقارنة بين الكائنات المجهرية والجن نود أن نسلط الضوء على نقطة تعتبر إشكالا في موضوعنا بحث أنها تعيق الفهم الصحيح لما نصبو إليه

طالما قرأت وسمعت بعض الأفاضل يذكرون أن الجن "غيب" ولم أفهم ما قصدهم من كلمة "غيب"...

هل هو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله؟ الغيب المطلق.

أم الغيب النسبي الذي يمكن أن يعلمه البعض وهو محجوب عن البعض الآخر؟
أم ماذا؟ (مع العلم أن الجن أيضا لا يعلم الغيب)

إلى أي غيب ينتمي عالم الجن؟

هل هذا يعني أننا، كمسلمين، لا يجب أن نبحث في عالم الجن لأنه "غيب"؟

هل يجوز لي شرعا أن أبحث في موضوع الغيب (عالم الجن بالنسبة لموضوعنا)؟

وهل يجوز لي شرعا أن أدخل منتدى خاص بالجن والعفاريت وأقوم بمشاركات حول موضوع الجن الذي يرى البعض أنه ينتمي لعالم"الغيب" ؟
هذه بعض التساؤلات التي يمكن أن تطرح...

*******************************

المسلم أيها الأحبة يعتقد بوجود عالمين ..عالم الغيب وعالم الشهادة ...

والمسلم لا بد أن يميز بين الغيب المطلق والغيب النسبي ..

أما الغيب المطلق فلا يعلمه إلا الله ...

أما الغيب النسبي فيمكن أن يطلع عليه الخلق، إن أذن الله بذلك...

وما بقي فهو يقع في عالم الشهادة ...نستكشفه بأدواتنا من عقول وضعها الله فينا ...

فكل شيء على هذه الأرض, في أقطار السماوات ..خاضع للبحث والتنقيب والاستفسار ..يدرك معناه أولوا العلم المختصون كل في مجاله ...

وأما الجن موضع النقاش ...فهي مخلوقات غيبية بمعنى غائبة عن أعيننا وليس عن كل حواسنا أخبرنا الله بوجودها في كتابه العزيز ووصفها بأنهم يروننا من حيث لا نراهم ...أي أنها تقع في عالم الغيب النسبي الذي لنا عليه سلطان .

هل عدم الرؤية وحده كاف لكي نقول أن الجن ينتمي لعالم الغيب المطلق؟

وهل للغيب مدلول واحد؟
سؤال يتكرر باستمرار عند الكثير من الناس وسوف نحاول أن نسلط عليه بعض الضوء علنا ننفع به القارئ الكريم...

أمرنا ربنا سبحانه أن نتدبر آيات القرآن الكريم كما أمرنا أن نتخذ الشيطان عدوا ولا أظن أن البحث في خصائص العدو ومكوناته لاتقاء شروره "عبث"... أو منهي عنه...

لكي ننتصر على "العدو" يجب علينا أن نعرف قدراته وخصائصه ووسائله وحلفائه ويجب علينا أن نعد العدة ونجهز أنفسنا لكي لا يفاجئنا على حين غفلة كما يجب علينا أن نهيئ علماء مختصين في كل الميادين وخاصة الميادين الدفاعية وأن نرصد ميزانيات هائلة للبحث العلمي والتقني...
وأن نشكل وزارة للدفاع وجيشا جرارا مجهزا بوسائل على أحدث طراز....
هذا إذا كان العدو من بني جلدتنا.

أما عدونا الأول "إبليس" وجنوده فنحن (المسلمين) متهاونين في إنشاء "خط دفاعي" يقي البشرية من شروره ومصائبه ....
وأول شيء علينا فعله (من وجهة نظري المتواضعة): البحث عن خصائصه ومداخله...

فلو كان الجن غيبا مطلقا لما طلب منا أن نتخذه عدوا في عالم الشهادة على ساحة المعركة : الكرة الأرضية.

قال تعالى في محكم تنزيله:
(ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعاً بعضُكم لبعض عدوٌّ فإمّا يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرضَ عن ذِكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشُره يوم القيامة أعمى قال ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسِيتها وكذلك اليومَ تُنسى)طه 122-126



وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(الأنعام 112)

(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }(فاطر: 6)(فاطر/6)


(إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا(الكهف/50)،
-إ ِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ(الأعراف/27).
- قال ابن زيد: "قبيله" نسله، وقال مجاهد: أي الجن والشياطين...


عدونا الأول والأخير هو الشيطان لعنه الله إن نحن تمكنا من الانتصار عليه فإننا لا محالة سننتصر على كل أوليائه لأنه هو بؤرة الشر ومنشأ كل المصائب والويلات التي تصيب البشرية...

بحثنا عن صفات عدونا الشيطان يجب أن يكتمل بتتكاثف الجهود في شتى الاختصاصات...
وفي بحثنا هذا نود أن نصل إلى صورة حقيقية -ولو جزئية- عن عالم الجن، الذي يشاركنا تفاصيل حياتنا، إنطلاقا من القرآن الكريم والحديث الشريف ثم العلوم التي تراكمت عبر الحقب...

الخلاف الأساسي القائم بين العلماء المسلمين منذ عهد قديم هو حول نقطة مركزية: مشاركة الشيطان هل هي مجرد وساوس وتزيين... أم أنها تتعدى ذلك إلى مشاركة مادية فعلية؟

حينما يقول لنا الشرع أن الشيطان يبيت معنا ويأكل معنا ويجامع معنا (طبعا إن لم نسم) ويجري منا مجرى الدم ويشاركنا الأموال والأولاد ويصيبنا بالأمراض و...و... هل هذه المشاركة حقيقية أم مجازية...هذا جزء من المشكلة.


ولنرجع لكلمة الجن غيب حتى لا نشتت موضوع المشاركة
كلمة "غيب" تتضمن عدة مستويات: الساعة غيب، والملائكة غيب والأحداث التي وقعت في الماضي غيب والأحداث المستقبلية غيب أيضا والأحداث التي تقع في شتى أنحاء الكرة الأرضية في هذه اللحظة غيب بالنسبة لبعض البشر... نحن لا نعرف ما ذا يحدث الآن في غزة أو في السجون الإسرائيلية وهذا غيب بالنسبة لك ولي، ...

هناك غيب مطلق لا يمكننا معرفته بنص القرآن كالساعة وماذا تكسب غدا وفي أي أرض تموت ووقت موتك...

وهناك غيب جزئي يعلمه البعض وهو غيب بالنسبة للبعض الآخر كالأحداث التاريخية الماضية...

الذرة مثلا كانت غيبا لعهود طويلة لكن بعد أن اكتشفها العلماء لم تعد غيبا...نفس الشيء بالنسبة لأشياء أخرى كثيرة في الماضي القريب كانت غيبا لكن في الحاضر أصبح جزء منها ضمن عالم الشهادة ...

كلمة غيب بالنسبة للجن تعني غائبة عن بعض حواسنا أو إدراكنا... لكن بإمكاننا أن نراهم إن سمح الله لنا بذلك طبعا كما سمح لبعض الحيوانات برؤيتهم كالكلاب والحمير وهذا يعني أنها ليست غيبا مطلقا...

هل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الناس يعرفون الذرة؟؟ ألم تكن غيبا بالنسبة إليهم؟ ألم تكن غائبة عن حواسهم وإدراكاتهم...

ما معنى كلمة غيب؟ الجواب التفصيلي على هذا السؤال يحل الكثير من المشاكل التي يتخبط فيها العديد من الناس ونحن من ضمنهم طبعا...



ننبه أيضا أن معظم الناس يجهلون تماما معنى كلمة "غيب" كما وردت في القرآن والسنة النبوية المشرفة.

التعريف الذي أوردته في مداخلتي هو تعريف لغوي لكنه لا يخرج عما ورد في القرآن والسنة، وأدلة ذلك تجدونها فيما يلي:

يتميز المسلم عن الكافر بالإيمان بالغيب الذي لم يره ولم يشاهده وإنما يؤمن به لخبر الله وخبر رسوله فهذا الإيمان هو تصديق مجرد لله ورسله سواء شاهده أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله أو لم يهتد إليه عقله وفهمه بخلاف المكذبين للأمور الغيبية؛ لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم ومرجت أحلامهم وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله.

ويدخل في الإيمان بالغيب - أحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله وكيفيتها، وما أخبرت به الرسل من ذلك... والإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلية أي كل الأمور التي سبقت ولم نرها والتي ستحدث في المستقبل ولن نشاهدها - حتى الأمور التي في وقتنا لكنها بعيدة عنا ولا سبيل لنا للوصول إليها ومعرفتها هي غيب بالنسبة لنا، متى أو أين يسقط المطر؟ ماذا تحمل هذه الأنثى أو تلك؟ ما رزقك متى تموت كلها أمور غيبية...

لكن ليس كل ما قيل عنه أنه غيب هو غيب بالفعل لأن من معاني الغيب ما غاب عنك في لحظة من الزمن ولكنه لم يغب في لحظة أخرى أو عن أناس آخرين. قال تعالى: " حافظات للغيب " أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب، تحفظ بعلها بنفسها، وماله، وذلك بحفظ الله لهن، وتوفيقه لهن. فالغيب تعني هنا الغياب عن المكان وعدم التواجد فيه. . والمغيبة هي المرأة التي غاب عنها زوجها(حافظات للغيب) صائنات لنفوسهن في غيبة أزواجهن كما يصنها في حضرتهم.

...


 

رد مع اقتباس
قديم 28-06-2009, 03:25 PM   #14
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


فالغيب بالمعنى العام هو كل ما غاب عن الناس علمه. والشهادة هي كل ما يظهر ويشاهد ويعلم من الناس

- غيب حدث في الماضي:

(ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ(44)) (آل عمران)

يحكي لنا القرآن قصة مريم حيث جاءت بها أمها فاختصموا أيهم يكفلها لأنها بنت إمامهم ومقدمهم وكلهم يريد الخير والأجر من الله حتى وصلت بهم الخصومة إلى أن اقترعوا عليها فألقوا أقلامهم مقترعين فأصابت القرعة زكريا رحمة من الله به وبها. فأنت يا أيها الرسول لم تحضر تلك الحالة لتعرفها فتقصها على الناس وإنما الله نبأك بها وهذا هو المقصود الأعظم من سياق القصص أنه يحصل بها العبرة وأعظم العبر والاستدلال بها على التوحيد والرسالة والبعث وغيرها من الأصول الكبار

ولما قص الله على رسوله ، ما قص من هذه الأخبار الغائبة عنه وعنا ، نبه العباد ، على أن هذا خبر إلهي محض ، ليس للرسول ، طريق إلى علمه ، إلا من جهة الوحي...

هذه الأحداث تعتبر غيبا بالنسبة لنا لكنها ليست كذلك بالنسبة للنبي زكرياء ومن كان معه...

غيب يحدث في الحاضر:

(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ(14)) (سبأ) (تبينت) أيقنت وعلمت. (الغيب) ما خفي عنهم، وهو موت سليمان عليه السلام وهم يظنونه حيا. (لبثوا) استمروا وبقوا. (العذاب) التعب والعمل المرهق.

رغم أن سيدنا سليمان كان قد توفي منذ مدة إلا أن الجن لم يعرفوا ذلك وقد خفي عنه هذا الأمر...

غيب المستقبل: هو كل ما أخبر به الرسول الكريم من أحداث سوف تقع في المستقبل كانهزام الروم وأشراط الساعة وغيرها...

الغيب المطلق:
(إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18))
(إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)(38)
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34)) (لقمان)
قد تقرر أن الله تعالى، أحاط علمه بالغيب والشهادة، والظواهر والبواطن، وقد يطلع الله عباده على كثير من الأمور الغيبية، وهذه الأمور الخمسة، من الأمور التي طوى علمها عن جميع الخلق، فلا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فضلا عن غيرهما...
{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير).
{ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}. (الغيب) كل ما غاب عن الناس علمه. (الشهادة) كل ما يظهر ويشاهد ويعلم من الناس]./: كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة
رجما بالغيب : الرجم الرمي، والغيب الخبر الخفي، أي يقولون هذا ظنا وحدسا من غير يقين.
{ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} سبأ: 53





بالنسبة للغيب النسبي سوف أحاول أن أفصل فيه أكثر بأمثلة توضيحية

الغيب بالنسبة لنا هو كل ما يغيب عن حواسك وما لا تستطيع ادراكه. وكل انسان لا يستطيع ادراك كل ما يحيط به. لا يستطيع ان يرى كل ما هو حوله ، لا يستطيع أن يسمع كل صوت قريب منه. هناك حدود للرؤية البشرية وحدود للسمع البشرى ، وبعض الحيوانات و الحشرات ترى و تسمع و تحس أكثر من الانسان . والله تعالى يقول (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ .وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ) ( الحاقة 38 ـ ) أى هناك ما هو قريب من المجال البصرى لعينك ولا تستطيع رؤيته. وهذا غيب،لأنه يغيب عنا ، ولا ينكرها إلا معاند

الغيب النسبى هو الذى يمكن للبشر الوصول اليه بالعلم و التكنولوجيا فى عالم المشاهدة أو عالم الشهادة. ولهذا فان العلم بالغيب النسبى يتفاوت . لنفترض أن أخاك الان فى موسكو وأنت فى بيروت ، ما يحدث لكل منكما يعتبر غيبا عن الاخر ، ولكن تتقلص مساحة هذا الغيب اذا كان مع كل منكما تليفون متنقل بالصوت و الصورة . أى أنه بالعلم تتقلص مساحة هذا الغيب النسبى وتتضاءل. مثلا : فى القرون الوسطى كانت الغيبيات النسبية أكثر و اعمق، فالاتصال بين القاهرة و مراكش يستلزم شهورا حتى يصل البريد بأنباء ما يحدث بين البلدين. ما يحدث فى احداهما هو غيب بالنسبة للآخرى. الآن انمحت ـ تقريبا ـ المسافات ، وأصبح بامكان البشر الاتصال برواد الفضاء فى السفن الفضائية فى التو و اللحظة. دخل هذا فى عالم الواقع المادى بعد أن كان فى العصور الوسطى غيبا ( نسبيا ).

لا يزال يوجد الكثير من هذا الغيب النسبى فى عصرنا لم نكتشفه بعد ،و ربما يستعصى كشفه فى المستقبل القريب ، ومنه المجرات البعيدة التى تفصلنا عنها بلايين النسين الضوئية والتى اندثرت من ملايين السنين بكل اسرارها بينما لا بزال ضوؤها يصل الينا ـ اى بقى منها مواقعها والضوء الذى لا يزال يصل منها بعد تدميرها و تحولها الى ثقب اسود هائل يبتلع ملايين المجرات الأخرى.

وكذلك ، جوف المحيطات والبحار فضاء آخر لا يزال يتحدانا بغرائب مخلوقاته وبحاره العذبة الداخلية و تياراته الهوائية. لا زلنا نتحسس جدار الصمت فى القارتين القطبيتين..

ومع هذا فإن أصعب التحديات فى مجال الغيب النسبى ليس فقط أضخم الأشياء و أبعدها عنا ، بل أصعبها هو اقربها لنا ، وهو النفس البشرية وفضاؤها الداخلى. هذه النفس هى كينونة كل فرد منا. ومع ذلك فهى أكبر غيب نسبى يتحدانا ،والآيات القرآنية عن النفس عالية المستوى وعميقة المحتوى ، ولا زلت أفكر فى قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) ( ألأنعام 98 ) وكل معنى أصل اليه يتضاءل امام عظمة الاية الكريمة

ونؤكد أنه كما يتقلص الغيب النسبى بالعلم التجريبى و المخترعات التى تطوى الزمان والمكان فان الغيب النسبى يزداد بالجهل الذى يرتدى ثوب الدين


معنى هذا أن الغيب النسبى موجود ولا يمكن انكاره ، بدليل سعى العلماء بالاختراع لتقليص مساحة هذا الغيب النسبى. ولكن المنكرين للغيب يركزون على الميتافيزيقا ـ أو ما بعد الطبيعة.

الغيب المطلق: مثل علم الساعة، ماذا يوجد في أرحام الإناث متى يموت الإنسان وبأي أرض سوف يموت ... لا أحد من الخلق يستطيع أن يعلم ذلك..
(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34)) (لقمان)


الغيب النسبي :
الأحداث الماضية والمستقبلية (الحروب...)
الأحداث الحاضرة: ماذا تفعل أنت ؟ ما هو شكلك ؟ مسكنك ؟ ماذا أكلت هذا الصباح؟... كلها غيب نسبي بالنسبة لي لا مكنني معرفتها كذلك الأمر بالنسبة لك فأنت لا تعرف من يخاطبك ولا هويته وشكله لكن أناس آخرون يمكنهم معرفة ذلك..
الاكتشافات العلمية : الذرة ، الكائنات المجهرية التي كانت غيبا في الماضي
...


 

رد مع اقتباس
قديم 28-06-2009, 03:34 PM   #15
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


إذا كان الجن ينتمي إلى عالم الغيب النسبي

فهل يمكن اعتبار الكائنات المجهرية غيبا نسبيا أيضا؟


حينما تعرض الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله لتفسير معنى الغيب قال:

"فاذا أخذنا مثلا الجراثيم تلك المخلوقات الدقيقة التي تهاجم جسد الانسان وتصيبه بالمرض، هذه الجراثيم عاشت مع الانسان عمره كله، ولكننا في أول الحياة البشرية وحتى فترة قصيرة لم نكن نعرف عنها شيئا.

ثم تقدم العلم وتوصل العلماء الى الميكروسكوبات الالكترونية التي تكبر حجم الشيء ملايين المرات، فماذا رأينا؟ رأينا عجبا، ميكروبات لها شكل ولها حركة، ولها حياة ولها تناسل وتكاثر، ولها طريقة لتخترق جسم الانسان وتصل الى الدم، ولها تفاعلات مع كرات الدم.

عالم كبير لم نكن نعرف عنه شيئا بل كان غيبا منذ مائة سنة، ومع ذلك، ومع كونه كان غيبا عنا فهل لم يكن موجودا؟ لا، بل كان موجودا يؤدي مهمته في الحياة.

وكان العلماء في الماضي يعتقدون أن المرض معناه أن الأرواح البشرية قد تلبست جسد الانسان، وكانوا يضربون المرضى أو يكون أجزاء من أجسادهم حتى تخرج هذه الأرواح الشريرة، ثم تقدم العلم واستطعنا أن نرى رؤي العين هذه الجراثيم، وهي تتحرك وتتناسل، وتخترق وتحارب، بل استطعنا في تجاربنا العلمية أن ندخل هذه الجراثيم الى أجساد الحيوانات، لندرس دورة حياتها وكيفية القضاء عليها."
انتهى كلام الشعراوي رحمه الله


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا