المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

حقيقة الصلاة التي ترقى بنفس المصلّي إلى منازل الكمال

حقيقة الصلاة التي ترقى بنفس المصلّي إلى منازل الكمال: (فصل لربك وانحر) ترى أي صلاة تعني هذه الآية الكريمة؟. صلاة الظهر أم العصر أم المغرب أم العشاء، أم صلاة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-03-2008, 12:00 AM   #1
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
حقيقة الصلاة التي ترقى بنفس المصلّي إلى منازل الكمال



حقيقة الصلاة التي ترقى بنفس المصلّي إلى منازل الكمال:
(فصل لربك وانحر)
ترى أي صلاة تعني هذه الآية الكريمة؟. صلاة الظهر أم العصر أم
المغرب أم العشاء، أم صلاة عيد الأضحى؟. وهل تراها تعني تلك
الصلاة الصورية التي عرَّفها أناس بأنها أقوال وأفعال مبتدأة بالتكبير
ومختتمة بالتسليم، أم أنها تُشير إلى معنى آخر غفل عنه فريقٌ من
الناس؟.
إننا إذا رجعنا إلى سبب الأمر بالصلاة وتتبَّعنا المراد منها، وإذا نحن
نظرنا إلى سياق الكلام وارتباط الآيات بعضها ببعض، وجدنا هذه الآية
الكريمة تشير إلى معنى آخر غير الذي يفهمه فريق من عامة الناس،
إنها تُشير إلى حقيقة الصلاة، إلى ذلك الإقبال والوجهة النفسية إلى
الخالق عزَّ وجل، إنها تُشير إلى تلك الصلة المعنوية صلة العبد بربه
التي يجب أن يسعى إليها كل امرئٍ، والتي من دونها لا يمكن
للإنسان أن يعرج في معارج الرقي النفسي، ولا أن يبلغ منازل
الكمال، بل من دونها لن يستنير قلبه فيرى الحقائق التي يتلوها عليه
الرسول الكريم بأمر ربّه.
والحق أنَّ النفس البشرية، نفس أي إنسان كان إنَّما جاءت إلى هذه
الدنيا خالية من كل شيء، وهي أشبه بالصفحة البيضاء، لكن اختلاف
هذه الأنفس في الأخلاق وتباينها في الكمال، إنَّما نشأ على حسب
إقبال الأنفس على خالقها وعدمه. وما امتازت أنفس على أنفس، ولا
سبق فريقٌ منها الآخرين في الكمال إلاَّ بحسب إقباله، فلكلٍّ مقامه
ودرجته، ولكلٍّ سبقه ومنزلته، وأسبق الأنفس إلى الله تعالى وأكثر
ها صلة به وإقبالاً عليه، أحظاها بالكمال وأكبرها حظاً منه واصطباغاً
به، قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} سورة البقرة: الآية (138).
لذا تجد الآية الكريمة التي نحن بصددها تطلب إلى رسول الله (ص)،
أن يصلِّي لربِّه لا في وقت معيَّن دون غيره من الأوقات، بل تطلب إليه
أن يجعل صلته دوماً بالله ليزداد من الكمال ارتشافاً، وفي العلم بالله
ارتقاءاً وسمواً، ومثْل رسول الله حقيقٌ بهذه الصلاة لما عرفه من
كمال ربّه، ولما تحقَّق لديه من رأفته تعالى ورحمته وعظيم عطفه
وحنانه، وما أمر الله تعالى رسوله بهذا إلاَّ ليزداد بتلك الصلاة إقبالاً
وتقدُّماً، وليرتشف من ذلك الكمال الإلهي ارتشافاً كبيراً متواصلاً،
وفضل الله واسع يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. أما وقد تبيَّن
لنا أنَّ المراد من الأمر بالصلاة هنا حقيقة الصلاة وجوهرها، فلنبيِّن لك
آثارها وما يفيده المصلِّي منها، وإن كانت آثار الصلاة في النفس أكبر
من أن تُحصى وأعظم من أن يُعبّر عنها لسان، أو يصفها قلم ويُعرِّف
بها بيان. إنها تقلب هذه النفس البشرية من طور إلى طور ومن حال
إلى حال، إنها تُبدِّل من أخلاق الإنسان فإذا هو بشر لا كغيره من
البشر، وإذا أردت أن تُمثِّل ذلك بمثال فأقول: إذا أنت سمعت بأنَّ
الكيمياء تقلب الحجر ياقوتاً صافياً والفحم ماساً برَّاقاً لامعاً والنحاس
ذهباً خالصاً، فاعلم أن ذلك رمز وإشارة، وأنَّ الصلاة الحقيقية وحدها
هي التي تقلب القلب المتحَجِّر الذي هو في كثافته وعدم نفوذ النور
منه كالحجر فتجعله كالياقوت صفاءً ونقاوةً، وهي التي تجعل القلب
الأسود المظلم كالماس لمعاناً وإشراقاً، وهي التي تُحوِّل صفات
الإنسان عامَّة فتبدِّلها بصفات عالية، ما الجواهر ولا الذهب بأثمن لدى
مالكها وأغلى عليه ممَّا تحلَّى به قلبه من أخلاق، وما اكتسب من
صفات وما فاز به من كمال.
الصلاة هي الكيمياء الصحيحة التي تُحوِّل أخلاق الإنسان من حالٍ إلى
حال، وكفى بالرسل الكرام وصحابتهم على ذلك شاهداً ودليلاً. وإن
أنت صلِّيت حقيقة الصلاة كان لك دليل من نفسك، وهو لديك أقوى من
كل دليل، فإذا أنت ذلك الإنسان الشجاع المغوار الجريء الذي لا يهاب
من بعد أن كنت تخاف من أبسط الأشياء، وإذا أنت ذلك الإنسان الكريم
السخي كالغيث إذا واجهته الريح من بعد أن كنت بخيلاً قتوراً، وإذا أنت
ذلك البحر الزاخر بالعلم والمعرفة ما يعسر عليك فهم شيء من بعد
أن كنت لا تفقه من كلام الله إلا النزر اليسير، وهكذا عدِّد من الصفات
وأضدادها والأخلاق ومعاليها تجد المصلي " حقيقة الصلاة " فاز
بالمعالي من كل خُلُق كريم فوزاً متناسباً مع صلاته، وكلما ازداد إتقاناً
لصلاته وعناية بها ازداد في الكمال تقدُّماً، وليس لفضل الله حد ولا
انتهاء.
وبالصلاة الحقيقية التي يُصلّيها الإنسان، وبالصلاة الحقيقية التي كان
يصلِّيها رسول الله (ص) كان يكتسب من الله تعالى علماً ومعرفة
وحججاً دامغة، يقذف بها على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وإذا
بالباطل قد زهق والحق قد نحره وأصاب مقاتله، يقال: نحر فلان عدوه،
أي: ضربه في نحره وردَّه خائباً، ويقال: نحر الحق الباطل، أي: أخمده
وأزهق صولته، والله تعالى بهذه الآية الكريمة إنما يأمر نبيه ورسوله
أن يصلِّي لربه وينحر، إذ بهذه الصلة تتفجر في قلبه (ص) ينابيع العلم
والمعرفة والحلم والحكمة وغير ذلك من الصفات الكاملة، وهنالك
تصبح لديه (ص) الإمكانيات لنحر الباطل وإزهاقه، ورد أهله بالخيبة.
ولولا هذا العلم بالله ولولا الحكمة التي كان رسول الله (ص) يستمدُّها
من الله، وإن شئت فقل: لولا الصلاة الحقيقية التي كان رسول الله
(ص) يصلِّيها، ويصلِّيها معه أصحابه الكرام لما كان لهم هذا النصر
المؤزّر وهذه الحجج الدامغات،
قال تعالى:
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} سورة الفتح: الآية (29).
رحم الله وجزى كاتبها وقارئها
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 15-03-2008, 12:28 AM   #2
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


أخى الكريم / طالب الاله .....
جزاك الله خيراً لطرحك المُفيد هذا ؛ وتقبل الله منك الدُعاء وحقق الرجاء ...
اسامه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا