المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

آداب النصيحة ؟؟

آداب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقلم الباحث الشيخ عبد الله نجيب سالم تعريف: النصيحة بمعناها العام بين الناس: بيان ما فيه للمنصوح نفع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28-04-2011, 05:25 PM   #1
كنوز العمر
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية كنوز العمر
كنوز العمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32897
 تاريخ التسجيل :  01 2011
 أخر زيارة : 11-07-2011 (11:51 AM)
 المشاركات : 2,153 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
آداب النصيحة ؟؟



آداب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

بقلم الباحث الشيخ عبد الله نجيب سالم

تعريف:
النصيحة بمعناها العام بين الناس: بيان ما فيه للمنصوح نفع وخير في دينه ودنياه ودلالته عليه وتنبيهه إليه، رغبة من الناصح في إقلاعه عن خطأ، أو تجنبه الوقوع فيه، أو إرشاده إلى أفضل مما هو فيه أو أكثر فائدة أو أقل مخاطرة.
وإنما تكون النصيحة ممن يعلم لمن لا يعلم، أو ممن ينتبه إلى ما غفل غيره عنه، أو ممن ينشط إلى ما يتكاسل الآخرون عنه.
ولذلك فهي غالباً ما تكون من المعلم للمتعلم، أو من الوالد للولد، أو من الكبير للصغير، أو من الطائع للعاصي، أو من الحاكم للمحكوم.
فضل النصيحة ومفهومها:
وقد تضافرت النصوص الشرعية في الدعوة إلى القيام بالنصح قال الله تعالى حكاية عن أحد المرسلين
(وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) .
وقال نعياً على قوم كذبوا رسولهم (وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) .
على أن الإسلام نبه إلى أن النصيحة لها مفهوم أشمل وأوسع من أن تنحصر في إطار تعامل الخلق مع بعضهم البعض، بل هي كل إرادة للخير ومسعي فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله قال: ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" .

ومعلوم أن النصح للأئمة المسلمين بطاعتهم والمجاهدة معهم وإعزازهم، والنصح لعامة المسلمين بتوجيههم إلى الخير وحماية مصالحهم والذب عن أعراضهم... وإذن فالنصيحة فيها الإخلاص والصدق والنصرة والغيرة.
وكذلك فإننا نستطيع أن نلمس الخيط الواصل بين النصيحة كمعلم من معالم هذا الدين له آدابه وشروطه وأركانه، وبين معلم آخر أكثر وضوحاً وشهرة ومسؤولية ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والغالب في مفهوم النصيحة ما يكون من علاقة بين شخصين تربطهما صداقة أو قرابة أو دالة وهي تأخذ صفة العلاقة الفردية والشخصية بل والسرية كما سنرى. أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فله صفة العموم والشمول والجهر والإنكار مع ما فيه من حاجة إلى جماعة أو جمعية أو هيئة أحياناً وإلى علم وحكمة ومصابرة.
وفوق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تكون مرتبة الحسبة وهي وظيفة رسمية في المجتمع المسلم يتولى بموجبها المحتسب متابعة المنكرات الواضحة والبدع الشنيعة والمعاصي الجسيمة ذات العلاقة بالإضرار بالمجتمع أو مخالفة أعرافه الإسلامية أو مبارزة الله بالخطايا... وتكون له السلطة والأعوان والقدرات المعنية على قيامه بوظيفته ويحق له من استخدام القوة ما لا يحق للناصح ولا للآمر بالمعروف قال تعالى (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وإن من مراتب الإصلاح في المجتمع المسلم النصيحة أولاً فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثانياً فالاحتساب ثالثاً.
والذي يهمنا هنا سرد بعض الآداب التي ينبغي أن يتصف بها كل من أراد نصيحة الآخرين وأمرهم بالمعروف والطاعة ونهيهم عن المنكر والمعصية:
أولاً: إن من أهم واجباتك إذا رأيت في أخيك اعوجاجاً أو تقصيراً أو خطأ ما أن تحافظ على معنى المحبة له الذي يقضي بأن تغار وتخاف عليه من مغبة الوقوع في معاصي الله سبحانه وتعالى وغضبه، فذلك يستدعي نقمته وعقوبته وسلبه للنعم وإخراجه من دائرة المرضى عنهم عند الله إلى سجل الغضوب عليهم الممقوتين المبعدين من رحمة الله، وأنت بلا شك تحب لأخيك ما تحب لنفسك وترجو له ما ترجو لنفسك وتخشى عليه ما تخشاه لنفسك، فإياك إياك أن تكون دافعك إلى نصحه الرغبة في الاستعلاء عليه أو إذلاله أو التشهير به أو تتبع عثراته، فتلك كلها نيات سوء وشر ومقاصد فساد وضر ووساوس شيطان وإصر. بل عليك بتصحيح النية في النصيحة حتى تكون خالصة لوجه الله سبحانه وممحضة لمصلحة المنصوح له وبعيدة كل البعد عن شهوات النفس ورعوناتها... وهذا لعمري خير ضمان لقبول النصيحة ووقوعها في أذن واعية وقلب متفتح...
ثانياً: حاول قدر المستطاع الجمع بين ستر عيوب أخيك وإخفاء نقائصه وإظهار حسناته ونشر مكارمه وبين دلالته على الطريق الصحيح وتنبيهه على الخطأ الواقع منه وإرشاده إلى الحال الأفضل من حاله... فهذا الجمع بين هاتين الخصلتين هما دليل في النصح والرغبة في استدامة المودة... وهذا الكلام كما ينطبق على الإخوان ينطبق على الآباء مع الأبناء فالآباء هم أولى الناس برعاية الصلة والانفراد مع المنصوح له على حدة والبعد عن المجالس العامة والأصوات العالية والأساليب العنيفة. فالنصيحة بين اثنين نصيحة وهي بين ملأ فضيحة. قال الشاعر:
تعهد بالنصيحة في انفراد وجنبني النصيحة في جماعة
فإن النصح بين الناس شيء من التشهير لا أرضى سماعه
وإذن فمن آداب النصيحة الإسرار بها وسترها عن أعين الناس وآذانهم وعدم إشاعتها بعد إسرارها لدى اح ولو مع غيبة المنصوح حتى لا تتحول إلى غيبة كريهة.
فإذاكانت النصيحة لجماعة وجب أن تكون في إطارهم وحدهم فإنهم إذا نصحوا أمام الملأ صادمت الرغبة في حماية الجماعة ودفع الأذى عنها ورد الطعون فيها.

وإذا لم تجد سبيلاً للانفراد بالمنصوح له فاستعمل إسلوباً آخر كأن تكتب له خطاباً أو تعرض له تعريضاً أمام الملأ دون ذكر اسمه أو ما يشير إليه ونحو ذلك فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: مال بال أقوام يفعلون كذا وكذا... أقوام عن كذا وكذا.
فذلك أدعى إلى عدم نفرة النفوس وإبائها الانقياد للحق والاستكبار عليه.
ثالثاً: ومن آداب النصيحة ووسائل قبولها لدى الآخرين اعتماد الأسلوب الرقيق واختيار الكلمة اللطيفة واتباع طريق الحكمة والموعظة الحسنة (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وقد أرسل الله سبحانه موسى وأخاه هارون إلى فرعون فأمرهما أن إذا تكلما معه تكلما بلطف ولين (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) مع أنهما أظهرا خشية خشونته وغلظته (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى) ومثل ذلك ما كان من إبراهيم عليه السلام مع أبيه آزر حينما دعاه إلى الله ناصحاً له مشفقاً عليه من الهلاك قال له بعبارة تقطر حناناً وشفقة (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) ... وكان هذا الأسلوب الرقيق الحسن دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاش عليه وعلمه أصحابه وتناقله المسلمون خلفاً عن سلفه حتى فتحت القلوب قبل الأسوار، وأصغت النفوس قبل الآذان، وأقيم جسر المحبة واللطف قبل رفع السيوف واستخدام العنف. وانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء أعرابي فبال في ناحية المسجد والناس فيه جلوس فهموا به أن يضربوه فقال صلى الله عليه وسلم: "دعوه. لا تزرموه أي لا تقطعوا عليه بوله ثم لما انتهى دعاه فأمر بذنوب من ماء فصب على بوله ثم قال له: يا أخا العرب إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من أقذار الناس إنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن" .
رابعاً: ومن آداب النصيحة أن ينصح المرء نفسه ويقوم اعوجاجها ويلاحظ أفعالها ويصحح أخطاءها قبل نصح غيره والحرص عليه، فإذا استقامت النفس وصلح الحال كان ذلك خير دافع إلى قبول النصيحة لدى الآخرين. وإذا اكتفى الناصح بإلقاء المواعظ على الناس ودعوتهم إلى الخير وحرصه عليهم دون نفسه عدمت الفائدة غالباً، ورفضت النصيحة ابتداء، وقام في قلوب الآخرين شك في صحة النصيحة وفائدتها وجديتها بل وانقلبت النصيحة إلى حجة على صاحبها وسبب من أسباب نقده والنعي عليه والوقيعة فيه. وهذا هو الذي حال بين قبول الناس لنصائح كثير من وعاظ هذا الزمن على الرغم من صحة كلامهم وصدق مقولتهم. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) وقد جاء مالك يا فلان ألم تكن تأمرنا وتنهانا فيقول بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه ...
خامساً: والنصيحة في الأصل حق للمسلم على أخيه المسلم، ولكن هذا الحق يتأكد ويزداد وجوباً إذا استنصحك أخوك وطلب منك النصيحة في أمر خاص أو شأنه العام. فإذا طلبها منك مسلم وجبت عليك عياناً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من حق المسلم على المسلم إذا استنصحه أن ينصحه" قال الماوردي: وينبغي لمن أُنزل منزلة المستشار وأُحل محل الناصح المواد حتى صار مأمول النُجح، مرجو الصواب، أن يؤدي حق هذه النعمة بإخلاص السريرة ويكافىء على الاستسلام ببذل النصح.. وكما لا يجوز أن تبخل على أخيك المسلم المحتاج إلى مالك أو المحتاج إلى نصرتك أو المحتاج إلى متاعك فكذلك لا يجوز لك أن تضن على أخيك المسلم برأيك الناصح وقولك الصادق ونصحك الخالص فقد يكون إليه أشد احتياجاً منه إلى ما في الدنيا كلها. وقد كان من سنة الملوك اتخاذ المستشارين الناصحين الذين يرجعون إليهم في المعضلات ويأخذون بآرائهم في المهمات، دون أن يعيبهم ذلك أو ينقص من أقدارهم، ودون أن تنال المستشارين منهم غضبة إذا خالفوهم الرأي، ودون أن تفشي أسرارهم أو يطلع عليها أعداؤهم. وفي هذا المجال قال عليه الصلاة والسلام مشجعاً على طلب النصح ومسؤولية الناصح (المستشير معان والمستشار مؤتمن) .
ومما يؤكد عليه ويذكر به ويجب الانتباه إليه أن من استشير في أمر فليس له أن يكشف السر لأحد ولا أن يذيع ما وصل إليه من معلومات خاصة في مجالس الناس وندوات ودواوينهم حتى ولو وقعت بينه وبين مستشيره خصومة أو عداوة وإلا كانت استشارته خطرة وخطأ ومصيبة أشبه ما تكون بقنبلة زمنية لا يدري متى تنفجر. حتى حذر بعضهم الصديق الذي تفشي إليه سرك وتستشيره في خاصة أمرك وتبوح له بمكنون صدرك فقال:
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق فكان أدرى بالمضرة
من هنا أرشد الحكماء إلى ضرورة اختيار من تستشيره وتأتمنة على أسرارك كاختيار من تأمنه على أموالك فقالوا: ينبغي أن يكون أمين السر ذا عقل صاد، ودين حاجز، ونصح مبذول وود موفور كتوماً بالطبع.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 29-04-2011, 09:03 PM   #2
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


جزاك الله خير الجزاء


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا