كلمة السر...

كلمة السر...

كلمة السر...
- إلى فارس الفايس بوك-


...ولمّا امتلأت الصّناديق بالكنوز النّادرة، ساق دوابه نحو الصّخرة ليخرج، لكنّه وقف أمامها حائرًا. فقد أنساه جشعه كلمة السّر "افتح يا سمسم". فأخذ يُنادي: "افتح يا شعير، افتح يا حمّص، افتح يا قمح"... ولكن من دون جدوى...
*** *** ***

هل وقفتَ يوما أمام "الصخرة" وقد نسيت كلمة السر، فوقفت تنادي كالأبله: افتح يا شعير، افتح يا حمّص، افتح يا قمح... لكن من دون جدوى؟؟؟
لست أدري ما الوضع بالنسبة لك؟؟ لكن ما حصل معي، على الأقل، يجعلني أقر، أنا عبد الله الناسي، أنني وفي أكثر من مناسبة، صرخت بأعلى صوتي كالأبله، وبجميع كلمات السر التي أعرفها، أقصد تلك التي يمكنها أن تكون كلمات سر بالنسبة لي، لكن "الصخرة" لم تتزحزح من مكانها؟؟؟
سحقا.. أأكون وحدي الأبله من دون العالمين، أم أننا جميعا في الهم شرق؟؟؟

*** *** ***
لنبدأ من البداية إذن، ولا أعني بالبداية، ما جاء على ذمة شهرزاد:
"يحكى أنّه كان في بلاد فارس أخوان شقيقان، يُدعى الأكبر قاسمًا والثّاني علي بابا..."
بل من بدايتي أنا، وعلى ذمتي أنا أيضا، حيث بدأ كل شيء عندما أتتني رسالة من عزيز، يطلب فيها إضافتي على "الفايس بوك" ضمن قائمة أصدقائه..
كنت سعيدا جدا وأنا أتتبع الرابط لإنهاء إجراءات الدخول - وكأني أريد الدخول إلى بلد عربي شقيق - عندما استوقفتني فجأة تلك "الصخرة العتيدة"/كلمة السر... ولما كنت قد هجرت الموقع قبل ذلك بأزيد من سنة، كان طبيعيا إذن أن تكون كلمة السر قد ضاعت في غيابات ذاكرة مخرومة.. لتتأكد معها أن إجراءات الدخول، إلى "البلد العربي الشقيق" باتت مستحيلة...
حاولت استخدام كل كلمات السر التي أعتمدها عادة، وهي كما تعرفون، وكما تفعلون أنتم أيضا، لا تخرج غالبا عن تواريخ ميلادنا، أو ميلاد أبنائنا، أو أسمائهم، أو سنة زواجنا، إذا كان يشكل حدثا سعيدا حقا... وأحيانا نضع هذه الكلمات أو التواريخ بشكل معكوس ظنا منا، نحن المغفلين، أننا بذلك نُحكم إغلاقها لتغدو عصية على الفتح.. لنكتشف لاحقا وغالبا بعد فوات الأوان، وكما حصل معي تماما، أننا لم نحكم إغلاقها إلا أمامنا نحن...
المهم: أين كنا؟؟؟
توقفنا عندما تركتموني أجرب كل كلمات السر التي أعتمدها غالبا.. وتركتموني أيضا وأنا عاجز عن زحزحة الصخرة اللعينة.. ولما كنت أعرف نفسي جيدا، أي أنني لست سيزيف، وألا قدرة لي على دحرجتها طوال العمر، فقد ألقيت "المنشفة" إعلانا بانهزامي...لكن مهلا، فهذا ليس كل شيء...
فقد نسيت أن أخبركم بأني قفزت على بعض الأحداث، أو أن القصة من الناحية الكرونولوجية، كان ينبغي ترتيبها بشكل مختلف:
فقبل حوالي ثلاثة أشهر حاولت تحديث مدونتي الخاصة، التي كنت قد انقطعت عن زيارتها أيضا مدة طويلة، لأكتشف هناك أيضا أن صخرتها استعصت أمامي، وأنها ما عادت تتذكرني، بعد أن نسيت "كلمة سرها".. أجل فمن حق كل كنز أن ينغلق على سره؟؟؟
بعد ذلك، (أقصد بعد فشلي في الدخول لصفحتي الخاصة بالفايس بوك، وليس مدونتي التي كنت قد يئست من دخولها منذ زمن...) قررت زيارة بعض المواقع والمنتديات التي أهملتها منذ مدة، وأظن أنه ما من داع لإصابتكم بصداع نصفي جراء اجتراري لمحاولاتي اليائسة.. فأكيد أنكم تتمتعون ببعض الفطنة حتى تخمنوا النتيجة... وإلا فأنا أمام مشكلة حقيقية فعلا...
لا داعي لتذكيركم، أيضا، بأن دماغ عبد الله الناسي لا يتحمل وحده كامل المسؤولية.. فالصخور باتت كثيرة.. وكلمات السر باتت أكثر:
فهناك كلمات سر لهاتفه المحمول، وكلمات سر لهاتفه في المكتب، وكلمات سر لحاسوبه الشخصي، خشية أن يعبث به العابثون، وكلمات سر لبريده الالكتروني، وكلمات سر لبريده الالكتروني الاحتياطي.. ذلك أنه، إن كنتم لا تعلمون، ومن كثرة ما أضاع من "أسرار" أصبح له بريد احتياطي أيضا... وكلمات سر لكل منتدى ينشط فيه.. وكلمات سر للريسيفر الخاص بالتلفزيون، وكلمات سر لمسجلة سيارته، فهو إن تركها دون تشفير ستتعرض، تماما كما يتعرض بريده الالكتروني أو مدونته الخاصة، للسرقة من دون شك... وكلمات سر، لأشياء، لا شك أنها لا تحضره الآن...
أكيد أنه قد كتب كل ذلك، أعني كل كلمات السر المعتمدة لديه، في "مفكرة جيب صغيرة" وضعها في جيب معطفه الداخلي.. لكن يد نشال خبيرة، التقطتها يوما بمهارة في زحام حافلة، مع حافظة نقود ضمت كل شيء، باستثناء النقود...
أكيد أيضا أنه قد وضع جدولا في ملف وورد، حفظ فيه جميع كلمات سره التي يستعملها عادة، لكن الملف أتلف، ضمن ما أتلف، عندما هاجم فيروس لعين حاسوبه المسكين، والفيروسات لا وقت لها ولا حين.. فهي تأتي هكذا من دون موعد، كما أنفلونزا الخنازير، أو جنون الأبقار، أو الحمى القلاعية.. بدون استئذان تدخل... فتزرع الريح، ونحن نحصد العاصفة...
أكيد، ثالثا، أنه بحث عن مخرج آخر، وجده غالبا في تغيير كل شيء والبدء من جديد... بوضع كلمات سر جديدة، لصخور قديمة...
لكن الأوكد، من كل ذلك جميعا، أن صخور مغاراته التي انغلقت، وهي باتت كثيرة كما تلاحظون، قد انغلقت على كنوزها إلى الأبد.. ربما؟؟؟
*** *** ***
شهادة: من غير المسموح به أن يزعم أحد بأن أحداث هذه القصة واقعية...
وربما قد يتصور البعض أن وقائعها تشبه ما وقع له...
فلْتعْلَموا إذن أن كل تشابه في الأحداث أو الأسماء أو الوقائع الخ... ما هو إلا من قبيل الصدفة، وأن عبد الله الناسي لا يتحمل أي مسؤولية عن ذلك...


.............................................. (بقلم د. عبد العزيز غوردو)

المصدر: نفساني

يعطيك العافيه .!

أكيد في زي عبدالله النابلسي كتير في الدنيا دي ..



بالنسبة لي .. حصل أنني نسيت كلمة سر لأحدى المواقع بعد أن هجرته لفترة ..

ولكن إحتياجي لشيء ما فيه بشكل ضروري .. ثبت العزيمة فيني .. والأصرار للتذكرة ..

حتى تذكرته بعد محاولات عديدة .. تخللتها نوبات عصبية و يأس مؤقت ..



أصبحت حياتنا تمتليء بكلمات السر التي أخشى أن تكتسح حياتنا بشكل متعمق أكثر ..

ويصبح تواصلنا فيما بينا بكلمات سر ..



تسلم أخي يحيى على الموضوع ..

تحياتي .. :) ..