المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى أصحاب الإكتئاب
 

ملتقى أصحاب الإكتئاب أكره مرض الإكتئاب بنفس القدر الذي أحب به مريض الإكتئاب .. فهو أرق الناس وأصفاهم وأصدقهم .. و من لا يدمع قلبه حين يعايش مريض الإكتئاب ، فإن قلبه من حجر ، أو أشد قسوة "

اسباب راحة القلوب وانشراح الصدور

كلامٌ نفيسٌ للعلاَّمة ابن القيِّم فِي أسباب راحة القلوب وانشراح الصُّدور وأثر ذلك على العبد فِي الدَّارَين بسم الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-07-2009, 11:21 AM   #1
المراسل2000
عضو نشط


الصورة الرمزية المراسل2000
المراسل2000 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28168
 تاريخ التسجيل :  06 2009
 أخر زيارة : 17-04-2024 (09:21 AM)
 المشاركات : 144 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
اسباب راحة القلوب وانشراح الصدور



كلامٌ نفيسٌ للعلاَّمة ابن القيِّم



فِي أسباب راحة القلوب وانشراح الصُّدور



وأثر ذلك على العبد فِي الدَّارَين





بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛


أمَّا بعد:
فإنَّ مِن نعم اللهِ عزَّ وجلَّ أن جَعَلَ لنا قلوبًا تحيى بذكره، وتسمو بطاعته، وتلهفُ وتشتاق إلى لقائه سبحانه جلَّ ثناؤه وتقدَّست أسماؤه، وقد هيَّأ اللهُ سبحانه وتعالى لنا أسبابًا تنشرحُ به الصُّدور، وتنكشفُ به الهموم والغموم.
وقد بيَّنَ العلاَّمة شمسُ الدِّين ابنُ القيِّم - رحمه الله - في كتابه (زاد المعاد) أهمَّ هذه الأسباب فِي فصلٍ ماتعٍ نافع.
حيث قال رحمه الله فِي (2/22- 26):
"فَصْلٌ: فِي أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدُورِ


وَحُصُولِهَا عَلَى الْكَمَالِ لَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ
فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ:
التّوْحِيدُ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ.
قَالَ اللّهُ تَعَالَى:] أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبّهِ [ (1).
وَقَالَ تَعَالَى:] فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلّهُ يَجْعَـلْ صَدْرَهُ ضَيّقًا حَرَجًا كَأَنّمَا يَصّعّدُ فِي السّمَاءِ [ (2).
فَالْهُدَى وَالتّوْحِيدُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ.
وَالشّرْكُ وَالضّلَالُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصّدْرِ وَانْحِرَاجِهِ.


وَمِنْهَا:
النّورُ الّذِي يَقْذِفُهُ اللّهُ فِي قَلْبِ الْعَبْدِ وَهُوَ نُورُ الْإِيمَانِ، فَإِنّهُ يَشْرَحُ الصّدْرَ وَيُوَسّعُهُ، وَيُفْرِحُ الْقَلْبَ، فَإِذَا فُقِدَ هَذَا النّورُ مِنْ قَلْبِ الْعَبْدِ ضَاقَ وَحَرَجَ، وَصَارَ فِي أَضْيَقِ سِجْنٍ وَأَصْعَبِهِ.
وَقَدْ رَوَى التّرْمِذِيُّ فِي "جَامِعِهِ" عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَال
« إذَا دَخَلَ النّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ وَانْشَرَحَ »، قَالُوا: وَمَا عَلاَمَةُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ:« الْإِنَابَةُ إلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ » (3).
فَيُصِيبُ الْعَبْدَ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِحَسْبِ نَصِيبِهِ مِنْ هَذَا النّورِ، وَكَذَلِكَ النّورُ الْحِسّيّ وَالظّلْمَةُ الْحِسّيّةُ هَذِهِ تَشْرَحُ الصّدْرَ وَهَذِهِ تُضَيّقُهُ.


وَمِنْهَا:
الْعِلْمُ، فَإِنّهُ يَشْرَحُ الصّدْرَ وَيُوَسّعُهُ حَتّى يَكُونَ أَوْسَعَ مِنْ الدّنْيَا، وَالْجَهْلُ يُورِثُهُ الضّيقَ وَالْحَصْرَ وَالْحَبْس، فَكُلّمَا اتّسَعَ عِلْمُ الْعَبْدِ انْشَرَحَ صَدْرُهُ وَاتّسَعَ، وَلَيْسَ هَذَا لِكُلّ عِلْمٍ بَلْ لِلْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ الرّسُولِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، وَهُوَ: الْعِلْمُ النّافِعُ، فَأَهْلُهُ أَشْرَحُ النّاسِ صَدْرًا، وَأَوْسَعُهُمْ قُلُوبًا، وَأَحْسَنُهُمْ أَخْلَاقًا، وَأَطْيَبُهُمْ عَيْشًا.


وَمِنْهَا:
الْإِنَابَةُ إلَى اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَمَحَبّتُهُ بِكُلّ الْقَلْبِ، وَالْإِقْبَالُ عَلَيْهِ، وَالتّنَعّمُ بِعِبَادَتِهِ، فَلَا شَيْءَ أَشْرَحُ لِصَدْرِ الْعَبْدِ مِنْ ذَلِكَ، حَتّى إنّهُ لَيَقُولُ أَحْيَانًا:
( إنْ كُنْتُ فِي الْجَنّةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَإِنّي إذًا فِي عَيْشٍ طَيّبٍ ).
وَلِلْمَحَبّةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصّدْرِ، وَطِيبِ النّفْسِ، وَنَعِيمِ الْقَلْبِ، لَا يَعْرِفُهُ إلّا مَنْ لَهُ حِسٌّ بِهِ.
وَكُلّمَا كَانَتْ الْمَحَبّةُ أَقْوَى وَأَشَدَّ كَانَ الصّدْرُ أَفْسَحَ وَأَشْرَحَ، وَلَا يَضِيقُ إلّا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَطّالِينَ الْفَارِغِينَ مِنْ هَذَا الشّأْنِ، فَرُؤْيَتُهُمْ قَذَى عَيْنِهِ، وَمُخَالَطَتُهُمْ حُمّى رُوحِهِ.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصّدْرِ؛ الْإِعْرَاضُ عَنْ اللّهِ تَعَالَى، وَتَعَلّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبّةُ سِوَاهُ.
فَإِنّ مَنْ أَحَبّ شَيْئًا غَيْرَ اللّهِ عُذّبَ بِهِ، وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ، فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ، وَلَا أَكْسَفَ بَالًا، وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا، وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا.
فَهُمَا مَحَبّتَانِ:
1- مَحَبّةٌ هِيَ جَنّةُ الدّنْيَا، وَسُرُورُ النّفْسِ، وَلَذّةُ الْقَلْبِ، وَنَعِيمُ الرّوحِ، وَغِذَاؤُهَا، وَدَوَاؤُهَا، بَلْ حَيَاتُهَا، وَقُرّةُ عَيْنِهَا، وَهِيَ: مَحَبّةُ اللّهِ وَحْدَهُ بِكُلّ الْقَلْبِ، وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةِ وَالْمَحَبّةِ كُلُّهَا إلَيْهِ.
2- وَمَحَبّةٌ هِيَ عَذَابُ الرّوحِ، وَغَمُّ النّفْسِ، وَسِجْنُ الْقَلْبِ، وَضِيقُ الصّدْرِ، وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنّكَدِ وَالْعَنَاءِ، وَهِيَ: مَحَبّةُ مَا سِوَاهُ سُبْحَانَهُ.
وَمِنْ أَسْبَابِ شَرْحِ الصّدْرِ:
دَوَامُ ذِكْرِهِ عَلَى كُلّ حَالٍ وَفِي كُلّ مَوْطِنٍ.
فَلِلذّكْرِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي انْشِرَاحِ الصّدْرِ وَنَعِيمِ الْقَلْبِ.
وَلِلْغَفْلَةِ تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي ضِيقِهِ وَحَبْسِهِ وَعَذَابِهِ.


وَمِنْهَا:
الْإِحْسَانُ إلَى الْخَلْقِ، وَنَفْعُهُمْ بِمَا يُمْكِنُهُ مِنْ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالنّفْعِ بِالْبَدَنِ وَأَنْوَاعِ الْإِحْسَانِ.
فَإِنّ الْكَرِيمَ الْمُحْسِنَ أَشْرَحُ النّاسِ صَدْرًا، وَأَطْيَبُهُمْ نَفْسًا، وَأَنْعَمُهُمْ قَلْبًا.
وَالْبَخِيلُ الّذِي لَيْسَ فِيهِ إحْسَانٌ أَضْيَقُ النّاسِ صَدْرًا، وَأَنْكَدُهُمْ عَيْشًا، وَأَعْظَمُهُمْ همًّا وَغَمًّا.
وَقَدْ ضَرَبَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الصّحِيحِ مَثَلًا لِلْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدّقِ « كَمَثَلِ رَجُلَيُنِ عَلَيْهِمَا جُنّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، كُلّمَا هَمّ الْمُتَصَدّقُ بِصَدَقَةِ اتّسَعَتْ عَلَيْهِ وَانْبَسَطَتْ حَتّى يَجُرّ ثِيَابَهُ وَيُعْفِيَ أَثَرَهُ، وَكُلّمَا هَمّ الْبَخِيلُ بِالصّدَقَةِ لَزِمَتْ كُلّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا وَلَمْ تَتّسِعْ عَلَيْهِ » (4).
فَهَذَا مَثَلُ انْشِرَاحِ صَدْرِ الْمُؤْمِنِ الْمُتَصَدّقِ وَانْفِسَاحِ قَلْبِهِ، وَمَثَلُ ضِيقِ صَدْرِ الْبَخِيلِ وَانْحِصَارِ قَلْبِهِ.


وَمِنْهَا:
الشّجَاعَةُ، فَإِنّ الشُّجَاعَ مُنْشَرِحُ الصّدْرِ، وَاسِعُ الْبِطَان، مُتّسِعُ الْقَلْبِ.
وَالْجَبَانُ أَضْيَقُ النّاسِ صَدْرًا، وَأَحْصَرُهُمْ قَلْبًا، لَا فَرْحَةٌ لَهُ وَلَا سُرُورٌ، وَلَا لَذّةٌ لَهُ وَلَا نَعِيمٌ؛ إلّا مِنْ جِنْسِ مَا لِلْحَيَوَانِ الْبَهِيمِيّ، وَأَمّا سُرُورُ الرّوحِ وَلَذّتُهَا وَنَعِيمُهَا وَابْتِهَاجُهَا فَمُحَرّمٌ عَلَى كُلّ جَبَانٍ، كَمَا هُوَ مُحَرّمٌ عَلَى كُلّ بَخِيلٍ، وَعَلَى كُلّ مُعْرِضٍ عَنْ اللّهِ سُبْحَانَهُ، غَافِلٍ عَنْ ذِكْرِهِ، جَاهِلٍ بِهِ وَبِأَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَدِينِهِ، مُتَعَلّقِ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ.
وَإِنّ هَذَا النّعِيمَ وَالسّرُورَ يَصِيرُ فِي الْقَبْرِ رِيَاضًا وَجَنّةً، وَذَلِكَ الضّيقُ وَالْحَصْرُ يَنْقَلِبُ فِي الْقَبْرِ عَذَابًا وَسِجْنًا.
فَحَالُ الْعَبْدِ فِي الْقَبْرِ كَحَالِ الْقَلْبِ فِي الصّدْرِ: نَعِيمًا وَعَذَابًا، وَسِجْنًا وَانْطِلَاقًا.
وَلَا عِبْرَةَ بِانْشِرَاحِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضِ وَلَا بِضِيقِ صَدْرِ هَذَا لِعَارِضِ، فَإِنّ الْعَوَارِضَ تَزُولُ بِزَوَالِ أَسْبَابِهَا، وَإِنّمَا الْمُعَوَّلُ عَلَى الصّفَةِ الّتِي قَامَتْ بِالْقَلْبِ تُوجِبُ انْشِرَاحَهُ وَحَبْسَهُ فَهِيَ الْمِيزَانُ، وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ.


وَمِنْهَا بَلْ مِنْ أَعْظَمِهَا:
إخْرَاجُ دَغَلِ القْلبِ مِنْ الصّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ الّتِي تُوجِبُ ضِيقَهُ وَعَذَابَهُ، وَتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُصُولِ الْبُرْءِ.
فَإِنّ الْإِنْسَانَ إذَا أَتَى الْأَسْبَابَ الّتِي تَشْرَحُ صَدْرَهُ، وَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ الْأَوْصَافَ الْمَذْمُومَةَ مِنْ قَلْبِهِ؛ لَمْ يَحْظَ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ بِطَائِلِ، وَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَادّتَانِ تَعْتَوِرَانِ عَلَى قَلْبِهِ، وَهُوَ لِلْمَادّةِ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا.


وَمِنْهَا:
تَرْكُ فُضُولِ:
1- النّظَرِ.
2- وَالْكَلَامِ.
3- وَالِاسْتِمَاعِ.
4- وَالْمُخَالَطَةِ.
5- وَالْأَكْلِ.
6- وَالنّوُمِ.


فَإِنّ هَذِهِ الْفُضُولَ تَسْتَحِيلُ آلَامًا وَغُمُومًا وَهُمُومًا فِي الْقَلْبِ، تَحْصُرُهُ وَتَحْبِسُهُ وَتُضَيّقُهُ وَيَتَعَذّبُ بِهَا، بَلْ غَالِبُ عَذَابِ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْهَا.
فَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ مَا أَضْيَقَ صَدْرَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلّ آفَةٍ مِنْ هَذِهِ الْآفَاتِ بِسَهْمِ،
وَمَا أَنْكَدَ عَيْشَهُ، وَمَا أَسْوَأَ حَالَه، وَمَا أَشَدّ حَصْرَ قَلْبِهِ.
وَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ مَا أَنْعَمَ عَيْشَ مَنْ ضَرَبَ فِي كُلّ خَصْلَةٍ مِنْ تِلْكَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ بِسَهْمِ، وَكَانَتْ هِمّتُهُ دَائِرَةً عَلَيْهَا حَائِمَةً حَوْلَهَا.
فَلِهَذَا نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:] إِنّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ [ (5).
وَلِذَلِكَ نَصِيبٌ وَافِرٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:] وَإِنّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ [ (6).
وَبَيْنَهُمَا مَرَاتِبُ مُتَفَاوِتَةٌ لَا يُحْصِيهَا إلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
وَالْمَقْصُـودُ:
أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ أَكْمَلَ الْخَلْقِ فِي كُلّ صِفَةٍ يَحْصُلُ بِهَا انْشِرَاحُ الصّدْرِ وَاتّسَاعُ الْقَلْبِ وَقُرّةُ الْعَيْنِ وَحَيَاةُ الرّوحِ، فَهُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ فِي هَذَا الشّرْحِ وَالْحَيَاةِ وَقُرّةِ الْعَيْنِ، مَعَ مَا خُصّ بِهِ مِنْ الشّرْحِ الْحِسّيّ.
وَأَكْمَلُ الْخَلْقِ مُتَابَعَةً لَهُ أَكْمَلُهُمْ انْشِرَاحًا وَلَذّةً وَقُرّةَ عَيْنٍ.
وَعَلَى حَسَبِ مُتَابَعَتِهِ يَنَالُ الْعَبْدُ مِنْ انْشِرَاحِ صَدْرِهِ وَقُرّةِ عَيْنِهِ وَلَذّةِ رُوحِهِ مَا يَنَالُ.
فَهُوَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي ذرْوَةِ الْكَمَالِ مِنْ شَرْحِ الصّدْرِ، وَرَفْعِ الذّكْرِ،


وَوَضْعِ الْوِزْرِ.
وَلِأَتْبَاعِهِ مِنْ ذَلِكَ بِحَسْبِ نَصِيبِهِمْ مِنْ اتّبَاعِهِ.
وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ.
وَهَكَذَا لِأَتْبَاعِهِ نَصِيبٌ مِنْ حِفْظِ اللّهِ لَهُمْ، وَعِصْمَتِهِ إيّاهُمْ، وَدِفَاعِهِ عَنْهُمْ، وَإِعْزَازِهِ لَهُمْ، وَنَصْرِهِ لَهُمْ، بِحَسْبِ نَصِيبِهِمْ مِنْ الْمُتَابَعَةِ، فَمُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٌ.
فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللّهَ.
وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنّ إلّا نَفْسَهُ".



انتهى كلامُ العلاَّمة ابن القيِّم رحمه الله.
وصلَّى الله على نبيِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم


=======================
=======================
قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ، ومن قال : سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ) رواه البخاري ومسلم
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2009, 10:18 PM   #2
أم الطيب
عضو


الصورة الرمزية أم الطيب
أم الطيب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28222
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 20-01-2011 (08:32 AM)
 المشاركات : 18 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

_______________________

بارك الله فيك ولك

وأتمّ عليك نعمته

إضاءة رائعة وجدتها هنا


!!


 

رد مع اقتباس
قديم 06-07-2009, 10:47 PM   #3
الساكن
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية الساكن
الساكن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27629
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 12-05-2024 (12:54 AM)
 المشاركات : 1,599 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جزال الله خير وجعله في ميزان حسناتك ...........


 

رد مع اقتباس
قديم 10-07-2009, 10:57 PM   #4
عبدالعزيز 2009
عضو نشط


الصورة الرمزية عبدالعزيز 2009
عبدالعزيز 2009 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27929
 تاريخ التسجيل :  05 2009
 أخر زيارة : 10-04-2013 (03:26 PM)
 المشاركات : 63 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خير اخي المراسل في ميزان حسناتك ان شاء الله


 

رد مع اقتباس
قديم 16-07-2009, 04:31 AM   #5
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 05-08-2009, 04:55 AM   #6
بثينة الهذلول
أخصائية نفسيه


الصورة الرمزية بثينة الهذلول
بثينة الهذلول غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19604
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 21-11-2012 (06:23 AM)
 المشاركات : 87 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


موضوع رائع..الله يجزاك خير


 

رد مع اقتباس
قديم 22-08-2009, 02:42 AM   #7
نور قلبي يارب
عضو فعال


الصورة الرمزية نور قلبي يارب
نور قلبي يارب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28433
 تاريخ التسجيل :  08 2009
 أخر زيارة : 23-02-2010 (11:44 PM)
 المشاركات : 31 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لااله الا الله وحدة لاشريك له
مشكوورررررررررررررررررررر ع الطرررررررررررررررح


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا