المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

الدين .. لماذا؟

الدين .. لماذا؟ * محمد قطب لماذا الدين .. ؟ هل هو حاجة ضرورية .. ؟ قبل الإجابة على ذلك لابد من توضيح النقاط التالية: ينقسم سكان الأرض إلى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-07-2005, 12:45 AM   #1
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الدين .. لماذا؟



الدين .. لماذا؟
* محمد قطب


لماذا الدين .. ؟
هل هو حاجة ضرورية .. ؟
قبل الإجابة على ذلك لابد من توضيح النقاط التالية:
ينقسم سكان الأرض إلى أربعة أقسام:
أ ـ المتدينون، سواء المتمسكون بالإسلام أو المسيحية أو غيرهما، وهم الأكثرية الساحقة من البشر.
ب ـ المتوحشون، أو الذين لا يزالون يعبدون الأصنام، وعددهم يتجاوز السبعمائة ملين نسمة، سواء الذين يعيشون في الهند، أو الصين، أو أفريقيا، أو أمريكا اللاتينية.
ج ـ الذين نبذوا الدين، بعد أن عاشوا متمسكين به برهة من الزمن، وهم الأقلية من سكان العالم.
ويجب أن نعترف بأن هؤلاء، وإن كانوا قد نبذوا الأديان ولكنهم اعتنقوا ((المبادئ الأخرى))، إذ لا يمكن العيش على ((اللاعقيدة)) إلا إذا أصبح الإنسان ((هيبياً)) من أصحاب مبدأ الرفض ... الحديث!
ومن ذلك كله نستنتج أولاً: أن العيش ((مادياً)) فحسب أي العيش على اللاعقيدة غير ممكن، إذ لابد من العيش ((معنوياً)) أيضاً لأن ((ذهن)) الإنسان يشبه ((الكرة)) التي يستحيل خلائها عن كل شيء حتى الهواء وإلا أدى إلى تحطمها، تحطماً كاملاً.
ونستنتج ثانياً: أن المتدينين يشكلون ((الأكثرية)) في حين أن الرافضين للدين لا يشكلون إلا ((أقلية)) ولا شك أن بين المتدينين عشرات الألوف من مفكري العالم. مما يدل على أن هناك إقبالاً غريباً على ((الدين)) في كل أدوار التاريخ، ومما يدل ـ أيضاً ـ على أن ((الوجدان الديني)) أو ((الحاسة الدينية)) التي تعتبره ((بعداً رابعاً)) في الإنسان لا يمكن إنكارها بأي وجه.
النقطة الثانية: أن الدين لا يعني رزمة من الأساطير التي جمعتها المصالح والأهواء عبر التاريخ، ولا حزمة من الخرافات التي اعتنقها طائفة من الناس، بل ليست هذه الأساطير وتلك الخرافات سوى غمامات الفكر البشري العاجز، التي أملتها عصور التخلف والرجعية، عندما كان يربط الفرد الحوادث بمشيئة حجر أو حركة مدر، أو غضبة مسافر، أو رضا كاهن، وكان يعتقد أن لنعيق الغراب، أو تعرض الثعلب أثراً في مستقبل الإنسان من صحته ومرضه، وانتصاره وهزيمته؟
ليس هذا من الدين في شيء ..
إن الدين الذي نتحدث عنه هو الذي ((حرَّر)) الإنسان ورفعه إلى مستواه ((كإنسان)). الدين الذي نزل به الوحي واقتنع به العقل. الدين الذي اشترك في تطبيق مناهجه الأنبياء جميعاً، واكتملت على يد الرسول الأعظم. كما قال القرآن:
(اليوم ..
أكملت لكم دينكم ..
وأتممت عليكم نعمتي ..
ورضيت لكم الإسلام ديناً).
النقطة الثالثة: إن المقصود من ((الدين)) ليس هو ((فعل المنتسبين)) إليه، ممن يعمل ببعض مناهجه، ويترك البعض الآخر لأن مَثَل الدين مثل ((الطائرة)) التي يستحيل طيرانها إلا بعد أن تكتمل كافة أجهزتها، ويتم تزويدها بالوقود.
والذي يعمل ((ببعض)) ويكفر ((ببعض)) قد يجلب لنفسه الشقاء والوبال، كالطائرة التي إن طارت قبل اكتمال الأجهزة أو قبل التزود بالوقود فإنها تعطب حتماً، وتتحطم على الأرض ...
الدين .. هو كل ((مناهجه)) بصورة كاملة من أنظمة، ودساتير، وأخلاق، وعبادة.
* * *
بعد توضيح هذه النقاط الثلاث التي تتلخص في: أ ـ تمسك الأكثرية الساحقة بالدين. ب ـ أن المقصود من الدين ليس هو الخرافات، والأساطير. ج ـ أن عمل المحسوبين عليه لا يمكن أن يبرر التحامل على مبادئه، بعد توضيح هذه النقاط يمكن تلخيص الإجابة على سؤال: لماذا الدين؟ بأنه: ((ضرورة حيوية لتنظيم حياة الإنسان على الأرض تنظيماً متيناً متناسقاً، يهيئه للعيش في الدنيا، ويهيئه للحياة الأخرى كما يحسن علاقته بالله، وبالناس، وبما خلق الله من أحياء وأشياء)).
* * *
إن ((الدين)) يجعلنا نعيش أفضل ما يكون العيش.
فما هو ((العيش))؟
العيش: هو ممارسة الطعام، والشراب، والتعامل مع الناس، والاستفادة من كل ما حول الإنسان.
أما كيف يعلمنا الدين العيش ـ الأفضل؟.
فذلك لأن الدين ـ مثلاً ـ يريد أن نطعم، ولكن بالهناء والاطئمنان، فلا نأكل إلا برضى صاحب الطعام، وطيبة خاطره، من غير إسراف أو تعدي.
الدين لا يريد أن ((يشبع الرجل وجاره جائع)) وإلا فهو ملعون!.
وأن لا يأكل الإنسان وحده وفي الطعام ما يكفي لاثنين فإن ((مَن أكل وحده شاركه الشيطان))!
الدين يريد أن نأكل ((الطيبات من الرزق)) ولكن بعد أن نؤدي حق الله، والمجتمع، وبعد أن نتأكد من أن لنا الحق في هذا الطعام فلا يكون ظلماً، أو بلا عمل ..
لا مانع من ((الأكل)) أبداً، ولكن المانع هو الإضرار بالصحة. فلا يجوز ـ في نظر الدين ـ أكل لحم الخنزير، والميتة والدم وما شابه ذلك لأنها تؤدي إلى المرض.
الدين يمنع الأكل في ما ولع فيه الكلب، أو لامسته النجاسة، لأن فيه ما يؤدي بحياة الإنسان.
الدين يقول: ((كلوا .. واشربوا ولا تسرفوا)).
والشراب ـ كذلك ـ إن كان مفيداً فلا يمنع الدين منه، إنما يمنع المضر، كالخمر والنجس، كما أنه يمنع الترفيه بالهروئين والماري جوانا، وما شابه ذلك من مخدرات. تسيء إلى إنسانية الإنسان.
وكما في الأكل كذلك الدين في كل تعاليمه؛ يتوخى خير الإنسان، وسعادة الإنسان وترفع الإنسان.
أما في علاقة الناس، بعضهم مع بعض، فإن الدين يبنيها على أسس متينة جداً إذ يقرر ـ مثلاً ـ ان: ((الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره)).
ويقول: ((كونوا في الناس أن إذا عشتم حنوا إليكم وإذا متم، بكوا عليكم)).
وهكذا يبني الدين المجتمع على أسس نظيفة من الإحسان والإيثار والحب المتبادل: ((فلا يكون المؤمن مؤمناً إلا إذا أحب للناس ما يحب لنفسه، وكره للناس ما يكره لنفسه)).
وإذا كان الإنسان يحب لنفسه أداء الحقوق، وحفظ الكرامة، واسداء الخدمات، فعليه أن يحب للناس أداء حقوقهم، ويحفظ كرامتهم ويسدي إليهم الخدمات.
هذا هو جوهر الدين، وما سواه تمهيد لبلوغ هذا الهدف، ولقد بُعث الأنبياء لكي يبلغوا بالناس إلى هذا الجوهر الأصيل. كما صرّ بذلك الرسول الأعظم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).
وهذه هي ((الفائدة)) التي يجنيها الإنسان من وراء تمسكه بالدين.
* * *
ولقد استطاع الدين فعلاً، أن يبلغ بالمتمسكين به إلى هذه المرتبة الرفيعة، حينما اتخذوه مبدءاً، وخلقاً، وشرعة حياة، فأصبحوا مطهرين من شكوك القلب، وفواحش العمل، ورذائل الخلق.
لقد كان الشعب العربي، يعاني من الجهل، والضياع، والعبودية فهبط إليه ((الدين)) ليصنع منه المعجزات، وليجسد به الحب، والرحمة، والإيثار.
وهذه إجابة بسيطة على سؤال: ((لماذا الدين؟

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا