المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

نظرة إلى الذّات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من الحق أن أفهم نفسي، وأعرف شخصيتي وقيمتي في الحياة.. إنّني إنسان، وللإنسان قيمة كبرى في هذا الوجود، وعليه مسؤولية خطيرة في هذه الحياة..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-08-2001, 07:42 PM   #1
المرشدة
الزوار


الصورة الرمزية المرشدة

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue
نظرة إلى الذّات



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الحق أن أفهم نفسي، وأعرف شخصيتي وقيمتي في الحياة.. إنّني إنسان، وللإنسان قيمة كبرى في هذا الوجود، وعليه مسؤولية خطيرة في هذه الحياة.. لقد ولدتُ على هذه الأرض مكرّماً محترماً.. لقد منحني الله سبحانه تعالى كلّ هذي الحقوق، كما وهبني حقّاً ونصيباً في هذه الحياة، قال تعالى:

{ولَقد كرَّمنا بني آدم وحملناهُم في البرِّ والبحرِ ورزقناهُم من الطَّيِّبات وفضّلناهم على كثيرٍ ممَّن خلقنا تفضيلاً} (الإسراء: 70).

كما ولدتُ على الفطرة، وجوداً نقيّاً، خالص من الشرِّ والسّوء، وولدت معي غرائز ومشاعر ووجدان وأحاسيس. فنمت كما ينمو جسمي وتفتّح عقلي، وبالعقل والغريزة بدأتُ أتعامل مع الحياة.. ومن الحقّ أن اُعبّر عن كلّ ذلك تعبيراً سليماً.. وادرك جيّداً أنّ على عاتقي مسؤولية الحفاظ على صفحتي بيضاء ناصعة في سجلّ الحياة..

إنّ شخصيّتي ومُستقبل حياتي أمانة بيدي، أتصرّف بهما كيف أشاء، وأقود نفسي كيف أشاء.. فطرق الحياة كثيرة مُتشعّبة، فيها التّيه والضّياع، وفيها الخير والرّشاد.

لقد انحدر اُناس كثيرون وما زالوا في سنّ مبكّرة، وبعضهم لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، فذهبوا فريسة النّزوات، والتعامل السيئ مع الدوافع الغريزية..

لقد استولى على هؤلاء الجهل أو الغرور، أو استسلموا للأوهام وعالم الخيال، أو قادتهم اللّذّة والمُتع نحو الهاوية، فتلوّثت صفحاتهم، وثبّت القضاء ودوائر التحقيق الجنائي تلك الأعمال لوثة عارٍ في ملفّاتهم، وصار الناس ينظرون إليهم نظرة احتقار.. وقلّ ما نجد مّن يعطف عليهم، ويسعى لإنقاذهم ممّا هم فيه.

كيف أتعامل مع غرائزي وقدراتي؟

إنّ الذات الإنسانية تحمل مشاعر الحبّ والكراهية، والرّضا والغضب، وغريزة الطّعام والجنس، وحبّ الذات والتسلّط، وحبّ المال، والرّغبة في التفوّق على الآخرين. وهي التي تدفع الإنسان إلى كثير من الأفعال الشرّيرة والسيئّة؛ كما تدفعه إلى فعل الخير والمصلحة المشروعة.

لذا فإن الموقف الصحيح هو ان نفكّر في عواقب الاُمور، قيل أن نقدم على أي عمل، ونعرف ما ينتج عن فعلنا وموقفنا من خير أو شر..

كما إنّ من المفيد ايضاً الاستفادة من تجربة الآخرين واستشارة من نثق بهم: الأب، الأم، الأخ، الأصدقاء، اساتذتنا، أصحاب الأختصاص..

إنّ دوافع انفعالية عديدة تحرّك الإنسان، فقد يدفع الإنسان الغضب، أو الكراهية، أو الأنانية، إلى ارتكاب الجريمة، أو التورّط في أفعال لا يستطيع التخلّص من نتائجها السيئة، أو الاضطرار إلى الاعتذار.

وقد يستولي على الإنسان الوهم والخيال، ويتصوّر مشاريع وآمال وهميّة، لتحقيق رغبات نفسيّة، لاكتساب المال أو الشّهرة أو الموقع أو غير ذلك، فيبذل جهوداً ووقتاً ومالاً، دون أن يحقّق نفعاً، بل يذهب كلّ ذلك سُدى.

وقد تدفعه الشهوة والإحساس باللّذّة إلى ارتكاب أفعال، وتعوّد سلوك سيِّئ شرِّير، كتناول المخدّرات والتدخين والجنس والمحرّم… وغير ذلك ممّا يجلب له النّدامة والكوراث، ولا يشعر بخطئه إلاّ بعد فوات الآوان.

إنّ من الحكمة ونضج الشخصية أن لا يكرّر الإنسان خطأ وقع فيه، كما أنّ من الحكمة والوعي أن لا يقع الإنسان في أخطاء غيره.. إنّ التجارب مدرسةٌ تعلّم الإنسان الخطا والصّواب.. وعليه أن يستفيد من خطئه وخطأ الآخرين.

وقديماً قيل: (من جرّب المجرّبات، حلّت به النّدامة). ايضا (السعيد من وُعظ بغيره)

احترام الشخصية:

إنّ أعزّ ما يملك الإنسان هي شخصيّة وهويّته الذاتيّة، وهي أمانة في عنقه، قد كرّمه الله بها، وحرّم عليه أن يهين نفسه، أو يذلّها، أو يستهين بما عنده من كفاءة.

إنّ مجالات احترام الذّات وتوفير الكرامة للشخصية كثيرة، كما أنّ مجالات استهانة الإنسان بشخصيّته وقدراته وكفاءاته وقيمته كثيرة أيضاً.

فالكذب والاعتداء على الآخرين؛ سبب لجلب الإهانة على النفس..

وارتكاب المخالفات الأخلاقية سبب لجلب الإهانة، والحطّ من قيمة الشخصية..

وقبول الذلّ والمهانة والاحتقار سبب لتحطيم الذات، وفقدان قيمتها؛ سواء قبل الإنسان ذلك من أجل المال أو الجنس أو اللّذّة، أو الشّهرة، أو بسبب الجبن أو النّفاق… الخ.

والشعور بالنقص، والإيحاء للنّفس بالعجز عن تحمّل الأعمال، والمشاركة في العطاء والإبداع والإنتاج، وخدمة المجتمع، هو تحطيم للشّخصية من قبل صاحبها.

فقد وهب الله كلّ إنسان طاقة وكفاءات ومواهب، وعليه أن يستثمرها ويوظّفها، ولا يستهين بما عنده من طاقة وكفاءة..

إن الله سبحانه لم يحرم النّاس من المواهب.. فللبعض مواهب وقدرة على تلقّي علوم الطّب، وآخرين على تلقّي علوم اللغة، وثالث على الإنتاج والإبداع الفني والثقافي، وآخر على العمل التجاري، وغيرهم على الأعمال الحرفيّة واليدويّة، وآخرين على الأعمال الإدارية، ولبعضهم القدرة على الجهد العسكريّ أو العمل السياسي… الخ.

وهكذا فإنّ الفرد يكتشف طاقته من خلال التجربة، ولا يستهين بما عنده من قدرة وكفاءة.

وكما من الناس يضيّع ما عنده من طاقة وقدرات فكريّة وعمليّة واستعدادات نفسيّة للعمل والإبداع بسبب التشاؤم، والإحساس بالنقّص والإنطواء على الذّات، فيقتل بذلك إمكانيّاته الذاتيّة، ويبخس نفسه حقّها، ويفوّت عليها الفرصة للتقدّم والنجاح.

إن الثّقة بالنّفس والأمل والتفاؤل قوى نفسيّة تمنح الذّات ديناميكية وتصنع من الإمكان والإستعدادات الكامنة طاقة خلاّقة تعمل على تنمية الذّات، فإن التوكّل على الله، والثّقة بالنّفس، مفتاح العمل والنجاح

تحياتي
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2001, 12:23 AM   #2
خالد2000
عضو نشط


الصورة الرمزية خالد2000
خالد2000 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 349
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 29-01-2004 (10:09 PM)
 المشاركات : 80 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


شكرا للأخت على هذا الكلام الجميل ...
فعلا إن الثقة بالنفس وقبلها التوكل على الله هي الركيزة الأساسية لعمارة هذه الحياة ..
لا سيما وأن الإنسان يحمل أمانة عظيمة مطالب بالمحافظة عليها ومسؤل عن مافرط منها يوم القيامة
قال الله تعالي :
( ولقد عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا