المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى أصحاب نوبات الهلع
 

ملتقى أصحاب نوبات الهلع ملتقى جميع الإخوه الذين يعانون من نوبات الهلع ، وتجاربهم بهذا الخصوص

طريقة علاج نوبات الهلع باستخدام العلاج السلوكى الادراكى

بسم الله الرحمن الرحيم على الرغم من ان تبدو مخيفة الا ان علاجها من اسهل ما يمكن و لهذا السبب قد يشفى البعض من دون الحاجة الى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15-09-2012, 10:17 AM   #1
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
طريقة علاج نوبات الهلع باستخدام العلاج السلوكى الادراكى






بسم الله الرحمن الرحيم

على الرغم من ان
نوبات الهلع تبدو مخيفة الا ان علاجها من اسهل ما يمكن و لهذا السبب قد يشفى البعض من نوبات الهلع دون الحاجة الى الذهاب الى طبيب و يمكن علاج نوبات الهلع باستخدام التنويم الايحائى بنسبة نجاح عالية جدا حيث ان الاستجابة للعلاج تكون ناجحة حتى فى مراحل التنويم الاولية و لكن يعيب على التنويم الايحائى انه يعالج فقط نوبة الهلع الحالية فاذا اصبت بالهلع مرة اخرى بالمستقبل فلا بد من تلقى علاج آخر

اما مايميز
العلاج الادراكى انك من الممكن ان تستخدمه الآن و حتى بقية حياتك للتغلب على نوبات الهلع و يتم علاج الهلع بهذه الطريقة كالآتى

*** التعرف على
الهلع
من هو الذى يسبب نوبات الهلع ؟ .... ببساطة انت من يسببها و هذه هى الطريقة

اولا
تتعرض لمحاكاة خارجية للقلق و هذه قد تكون بالتفكير فى المستقبل او مشاهدة فيلم رعب او شيئ حقيقى قد يؤذيك

ثانيا
تبدا بالتركيز على هذا القلق و على طريقة شعورك بهذا القلق و تبدا بملاحظة الاعراض على جسدك و تنتقل الى اخافة نفسك فمثلا عندما تركز على تنفسك تبدا بسؤال اسئلة مخيفة مثل " ماذا لو توقفت عن التنفس الآن ؟ - هل انا اموت ؟ - هل سافقد عقلى ؟ " و هذا يؤدى الى زيادة القلق

ثالثا
بعد انتهاء نوبة الهلع تبدا باخافة نفسك بالتفكير فى " متى ستاتى نوبة الهلع القادمة " و هذا يعجل من ظهورها مرة اخرى و باستمرار التفكير فى نوبات الهلع و الخوف منها يبدا تزايد عددها خلال اليوم حتى انها من الممكن ان تحدث اثناء النوم

فى الغالب ما يزيد من حدوث
نوبات الهلع تواجدك فى اماكن لا يمكنك التحرك فمثلا من الممكن ان تحدث تتكرر نوبات الهلع و انت تصلى فى جماعة بالمسجد - بداخل محاضرة - بداخل سيارة اجرة ... او اى مكان تعتقد انك لن تستطيع الهرب منه ..... لذلك يجب عليك عمل الآتى لقطع نوبات الهلع نهائيا من حياتك


باستخدام الادراكى brain-9.jpg
1_ الادراك ... عندما تشعر بالقلق المرة القادمة فقط ادخل لوعيك انك قلق الآن و تقبل مشاعرك بالقلق و آثارها الجسدية كعلامة ان هناك شيئ يضايقك


باستخدام الادراكى C050.jpg
2_ اعط لنفسك تصريحا بان تشعر بالقلق تجاه ما يضايقك و استخدم لغة حوار لدعم ذلك مثل " بالطبع انا اشعر بالقلق تجاه ذلك ... لان هذه اول مرة اقوم بهذا العمل "


باستخدام الادراكى %D8%AA%D9%86%D9%81%D
3_ تنفس ببطء الشهيق للعدد من 1 - 3 و الزفير للعدد 6 لمدة دقيقة تقريبا


باستخدام الادراكى images?q=tbn:ANd9GcQ
4_ استخدم لغة اكثر واقعية فى حديثك مع نفسك " هذا شعور بالقلق و سيمر مع الوقت فلا يوجد شيئ سيخرجنى عن السيطرة و لن يؤذنى شيئ "


باستخدام الادراكى 13350221591.jpg
5_ لم يمت احد من قبل من نوبة هلع اطلاقا فيجب عليك معرفة انك لن تموت من نوبة هلع


باستخدام الادراكى 7982.jpg
6_ توقف عن الهرب .... انت هو المكان الآمن و انت هو الشخص الآمن فلايوجد داعى للهرب

أسئل الله العافية للجميع

منقول

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 15-09-2012, 10:20 AM   #2
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


والموضوع سوف يكون صفحه للنقاشات


 

رد مع اقتباس
قديم 15-09-2012, 10:27 AM   #3
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue



ما القلق ؟
هو من معوقات السعادة وهو مرض هذا العصر عرفه البعض انه ردة فعل الجسم تجاه طلب يستدعي ذلك وعرفه البعض انه خوف غامض لا يعرف الإنسان سببه

ما أخطاره ؟

يطلق الجسم بسبب القلق مادة دفاعية وعندما تزيد مادة ( الادرينالين ) تزيد من ضغط الدم وهنا تنشأ مشاكل منها أمراض القلب و الضغط و الأمراض العصبية و السرطان ...عافانا الله جميعا

ما أنواع القلق ؟

أنواع القلق : قلق مطلوب و قلق مقبول و قلق مرفوض

والقلق المرفوض هو الذي يتبعه الهم والوسواس والخوف الدائم

ما الفرق بين القلق والكآبة والحزن ؟
الحزن: أمر طبيعي يزول بزوال السبب
القلق: يستمر ومن أعراضه سرعة النبض والملل والعصبية
الكآبة: يفوق القلق ويشمل أعراضه ويزيد عليه بالتعب المستمر وفقدان الشهية وقلة النوم والتركيز وفقدان التمتع بالأشياء والشكوى وكثرة البكاء والانهيار

ما هي أعراض القلق ؟
سرعة النبض * صعوبة التنفس * عصبية * شعور بالتنميل والبرودة والسخونة * الملل
الأرق* فقدان الشهية * الصداع * ألم المفاصل * اضطراب المعدة * فقدان التركيز
الخوف من المرض * وساوس متكررة * الشعور بالانهيار أو الخوف من الحقوق

ما أسباب القلق ؟
كثيرة منها, الاكتساب بالوراثة من العائلة القلقة في التعامل مع الأمور
* بسبب صفات شخصيتك منها غلو في تحقيق النجاح وسرعة الغضب ومتهكم وميال للسرعة وفي منافسة مستمرة وأهدافك فوق الخيال
* لشعورك المستمر بالخوف والتشاؤم فأنت تكثر من التفكير في المصائب وتتوقع الأسوأ
* القلق بسبب المرض والمعاناة
* قلق بسبب حادثة مرت وتخاف تكرارها
* قلق بسبب نقص غذائي فالنقص في فيتامين ب يسبب اضطربات وقلق والإكثار من السكر والكافين
* المرأة تعاني من القلق كإحدى مضاعفات الدورة الشهرية

كيف نعالج القلق ؟
الوصفة الأولى :
إذا كنت من الأشخاص القلقين افعل هذه الأمور المختصرة وانتظر النتائج
1- عش حاضرك فالماضي انتهى والمستقبل بيد الله
2- واجه المخاوف كما يلي * دون ما تخاف حصوله * وتوقع الأسوأ *حسن النتائج بالنظرة المتفائلة * استغل الدعاء * توكل على الله
3- تقبل الواقع ادرس مشكلتك وشاور ودون كل شئ ضع الحلول واتخذ القرار واستخر الله تعالى نفذ ولا تندم
4- تذكر أخطار القلق خاطب القلق وأمره بالابتعاد لأنه يسبب لك مشاكل صحية أنت في غنى عنها
5- اشغل نفسك بالمفيد اهتم بالناس والعمل اجعل لك رسالة في الحياة فالفراغ صديق القلق حدد أهدافك وضع نصب عينيك الهدف السامي للمؤمن دخول الجنة وما يتبعه من أمور وقيمتك ما تحسن وما تتقن وافضل عمل تشغل نفسك به هو الدعوة لله وسترى عجبا ولكن لا تكن من الدعاة المتذمرين والمتهمين للكل بالتقصير( فدائما في الدعوة ظن بنفسك السوء وبالآخرين الخير الذي يملأهم وإلا كنت ممن يداخل نفوسهم الكبر )
( ومن أحسن ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين )
6- آمن بالاستسلام هناك أمور يجب أن لا نصطدم معها مثل المرض والبلاء والطلاق ( إنما يوفى الصابرون أجرهم
بغير حساب ) كما أن البلاء قد يكون سببا للنجاح والعمل ( فالبلاء يصقل الشخصية ويخرج كنوزها الداخلية )
7- تعلم فن التهوين ( الإنسان الحساس يكون عرضة لكل عاصفة ) ولا تكترث بالساخر فهو إنسان فارغ يريد لفت الانتباه ( ولا تنسى الأجر الذي تأخذه من حسنات الساخرين إذا لم ترد الإساءة عليهم ولا ننسى قصة الصحابي الذي قال عنه النبي بما معناه انه من أهل الجنة فلما راقبه عبدالله بن عمر لم ير منه زيادة عبادة إلا قوله عند نومه اللهم إني تصدقت على من ظلمني أي انه ينام وهو مسامح )
8- اصنع الابتسامة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ) تصنع الابتسام ثم ستتعوده
( انظر إلى نفسك في المرآة وأنت مبتسم وفي حال غضبك واختر الأجمل ولا تنسى أن تبسمك صدقة لمن حولك )
9- تعلم الاسترخاء
10- أصل معاني الحب في نفسك نحو ربك ودينك واهلك وسترى حب الناس لك
11- اتبع الوصفة الايجابية ببدء يومك بالدعاء والتخطيط الايجابي لنفسك (ودائما قدر نفسك وأحبها واسع لتحليها بأجمل الصفات واستخدم الإيحاء الايجابي مثلا كرر كل يوم عشر مرات مع نفسك أنا أثق في نفسي وانظر النتائج )

ولكن...هل هناك وصفة أكيدة للقلق ؟

نعم بأذن الله للقلق أعداء صادقهم كالصبر واللين والمرونة والرضا واتبع هذه الوصفة..
الصــــــلاة

( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين )
القلق يؤثر على مناعة الجسم مما يؤدي به للإمراض وقد نوه محاضر أجنبي لكيفية المحافظة على جهاز المناعة ذكر الرياضة والنوم والاسترخاء ثم ذكر الصلاة وقال هي موجودة فقط عند المسلمين ولابد من الخشوع فيها لذلك كان رسول الله يقول ( أرحنا بها يا بلال )
الــدعـــــاء

( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) وقال ( إذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )

فكل دعاء بأذن الله مستجاب كما أخبر النبي فقال له الصحابة (إذن نكثر) قال( الله أكثر )

ولن لابد مع الدعاء ما يلي
* اليقين بالإجابة والإلحاح بالدعاء وعدم التسرع أو التذمر إن لم تجب فالدعاء أما يحدث كما تتمنى أو يرد الله به عنك أذى أو يظل لك ليوم القيامة
* العمل الصالح يرفع الدعاء ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
ومنها البر بالوالدين والصدقة التي تقي مصارع السوء وتطفئ غضب الرب
* صدق المقصد اي بطلب الطيب والخير والبعد عن الشر
* تحري المعينات على الإجابة منها الدعاء في الأوقات المستحب فيها الدعاء بعد الفرائض ويوم الجمعة
* تحري الحلال في الأكل والمشرب وكل شئ
الـــــذكـــر
لا قلق يصمد مع الذكر فالحزن والقلق من حديث النفس والشيطان أو من الناس وانشغال نفسك بالذكر يطرد عنك الوساوس ويلهيك عنها استمر في الذكر وخصوصا عندما تخطر في بالك الأمور السيئة ونوع في الذكر من صلاة على النبي وتسبيح واستغفار وقراءة قرآن وتذكر فوائد الذكر فهو يجلب الخير ويطمئن النفس وينير الوجه ويرضي الرب واحرص على أن تكون حياتك ذكرا من النوم إلى الاستيقاظ ولا تنسى الأدعية المأثورة لكل شئ فستشعر بمراقبتك لله
التـوكــل وحــسن الظـــن
في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) متفق عليه
وحسن الظن والتوكل يجلب الخير والرضا..يحكى في كتب التراث أن رجلا صينيا فقد حصانه الذي يترزق من وراءه فجاء الناس يعزونه فتبسم وقال ربما وبعد أيام عاد الحصان ومعه حصان وحشي فجاء الناس يباركون له فتبسم وقال ربما بعد يومين ركب ابنه الحصان فسقط وكسرت يده فجاء الناس يواسونه فتبسم وقال ربما وبعدها جاء الجند ليأخذوا الصبية للتجنيد فوجدوا يد ابنه مكسورة فتركوه فبارك له أصدقاءه فتبسم وقال ربما
فالله سبحانه يبتلى الإنسان ليربيه ويهذب نفسه فلولا الألم ما أحسسنا بالفرح وقيمة كثير من الأشياء ولولا الألم لما عدنا لوعينا وفطرتنا وحسن الظن هو استقرار النفس ولا يعني التوكل الخمول وكما قيل حسن الظن من حسن العمل

أخيراً
حتى تكون حسن الظن
* لا تتذمر من الحوادث وقل قدر الله وما شاء فعل وقل إنا لله وإنا له راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
* أقبل على العمل برؤية النتيجة دون النتائج وتحرك ببطء لتحقيقها
* كن راضيا إذا لم تحصل على ما أردت فقد يكون ليس من صالحك وتذكر ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
* دائما انظر مشاكل ومصائب غيرك تهون عليك مشاكلك
* تأمل النعيم الخالد في جنة الخلد واعمل لتناله فالدنيا سجن المؤمن جنة للكافر
ولا تنسوا أن الله رحمان رحيم
فأحسنوا الظن بربكم...وابشروا بالخير
دمتم بسعادة


 

رد مع اقتباس
قديم 15-09-2012, 10:28 AM   #4
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue





لأي درجة ممكن تتأثر ؟!



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





الى أين يمكن أن يصل معك الخوف والقلق ؟!



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





لا تملك القدرهـ على التحمل و المواجهه؟!


 

رد مع اقتباس
قديم 15-09-2012, 10:30 AM   #5
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


علاج الانفعالات
يخبرنا الإحصائيات أنه يموت أكثر من 300 ألف إنسان كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية فقط. وهؤلاء يموتون موتاً مفاجئاً بالجلطة القلبية. وتؤكد الأبحاث أن الغضب والانفعال هو السبب الرئيسي في الكثير من أمراض القلب وضغط الدم والتوتر النفسي.
ولكن كيف يقترح العلماء علاج هذه المشكلة التي هي من أصعب المشاكل التي يعاني منها كل إنسان تقريباً؟ إنهم يؤكدون على أهمية التأمل والاسترخاء ويؤدون أحياناً على أهمية الابتعاد عن مصدر الغضب والانفعالات، وبعض الباحثين يرى أن علاج الغضب يكون بالتدريب على ألا تغضب!
ولكنني وجدتُ كتاب الله تعالى قد سبق هؤلاء العلماء إلى الحديث عن علاج لهذه المشكلة. فكل إنسان يغضب تتسرع دقات قلبه ويزداد ضغط الدم لديه، ولذلك يؤكد القرآن على أهمية أن تجعل قلبك مرتاحاً ومطمئناً وتبعد عنه أي قلق أو توتر أو تسرع في دقاته أو ازدياد في كمية الدم التي يضخها القلب. ولكن كيف نحصل على هذا الاطمئنان؟
إنه أمر بغاية السهولة، فمهما كنتَ منفعلاً أو غاضباً أو متوتراً يكفي أن تذكر الله وتستحضر عظمة الخالق تبارك وتعالى فتستصغر بذلك الشيء الذي انفعلت لأجله، ولذلك يقول تعالى عن صفة مهمة يجب أن يتحلى بها كل مؤمن: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].



علاج الخوف من المستقبل
هنالك مشكلة يعاني منها كل واحد منا تقريباً وهي الخوف من "المستقبل المادي" إن صحّ التعبير، وهي أن يخاف أحدنا أن يُفصل من وظيفته فيجد نفسه فجأة دون أي راتب أو مال. أو يخاف أحدنا أن يخسر ما لديه من أموال فينقلب من الغنى إلى الفقر، أو يخشى أحدنا أن تتناقص الأموال بين يديه بسبب ارتفاع الأسعار أو نقصان الرزق أو الخسارة في تجارة ما .... وهكذا.
إن هذه المشكلة يعاني منها الكثير، وقد كنتُ واحداً من هؤلاء، وأتذكر عندما يقترب موعد دفع آجار المنزل الذي كنتُ أقيم فيه ولا أجد أي مال معي، فكنتُ أعاني من قلق وخوف من المستقبل وكان هذا الأمر يشغل جزءاً كبيراً من وقتي فأخسر الكثير من الوقت في أمور لا أستفيد منها وهي التفكير بالمشكلة دون جدوى.
ولكن وبسبب قراءتي لكتاب الله وتذكّري لكثير من آياته التي تؤكد على أن الله هو من سيرزقني وهو من سيحلّ لي هذه المشكلة فكانت النتيجة أنه عندما يأتي موعد الدفع تأتيني بعض الأموال من طريق لم أكن أتوقعها فأجد المشكلة وقد حُلّت بل وأجد فائضاً من المال، فأحمد الله تعالى وأنقلب من الإحساس بالخوف من المستقبل إلى الإحساس بأن ه لا توجد أي مشكلة مستقبلية لأن الله هو من سيرزقني فلم أعد أفكر كثيراً بالأسباب، لأن المسبب سبحانه وتعالى موجود.
وهكذا أصبح لدي الكثير من الوقت الفعّال لأستثمره في قراءة القرآن أو الاطلاع على جديد العلم أو الكتابة والتأليف. ولذلك أنصحك أخي القارئ كلما مررت بمشكلة من هذا النوع أن تتذكر قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].



علاج حالات اليأس وفقدان الأمل
هنالك مشاكل يعتقد الكثير من الناس أنها غير قابلة للحل، وأهمها المشاكل الاقتصادية والمادية، وهذه المشاكل يعاني منها معظم الناس وتسبب الكثير من الإحباط والتوتر والخوف من المستقبل. ولو سألنا أكبر علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية عن أفضل علاج لهذه المشكلة نجدهم يُجمعون على شيء واحد وهو الأمل!
إن فقدان الأمل يسبب الكثير من الأمراض أهمها الإحباط، بالإضافة إلى أن فقدان الأمل سيعطل أي نجاح محتمل أمامك. فكم من إنسان فشل عدة مرات ثم كانت هذه التجارب الفاشلة سبباً في تجربة ناجحة عوّضته عما سبق، لأنه لم يفقد الأمل من حل المشكلة.
وكم من إنسان عانى من الفقر طويلاً ولكنه بقي يعتقد بأن هذه المشكلة قابلة للحل، فتحقق الحل بالفعل وأصبح من الأغنياء بسبب أساسي وهو الأمل.
إن ما يتحدث عنه العلماء اليوم من ضرورة التمسك بالأمل وعدم اليأس هو ما حدثنا القرآن عنه بل وأمرنا به، والعجيب أن القرآن جعل من اليأس كفراً!! وذلك ليبعدنا عن أي يأس أو فقدان للأمل، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].


 

رد مع اقتباس
قديم 15-09-2012, 10:40 AM   #6
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


كيف تطرد الخوف من الموت والمرض ؟
د محمد أبو رحيّم

المــقدمـــة : -
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد ..
فإن الخوف غريزة كامنة في النفس الإنسانية ، تنمو لظروف ملائمة ، وتخبو بتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب .

والشك والخيال ظرفان ملائمان لنموه ، والمفاجأة من أخطر أسباب الإثارة له ، وإطفاء هذه المحرضات متعلق بمعرفة العلاج .

ذلك أن الخوف ليس أمرا معيبا أو غير طبيعي ، بل العيب في تبجح الإنسان بأنه لا يخاف أبداً . فليس الشجاع ذلك الجسور الذي يدعي عدم الخوف ، بل ذلك الذي يعمل كأنه غير خائف ، لأن كثيرين من أولئك الذين يعانون من مخاوف حقيقية متصورة أو خيالية غير متصورة تظهر عليهم أعراض هذه الخاوف لأسباب متعددة يتفاوت فيها الناس تبعا للعوامل البيئية والجسمية والنفسية ، لذلك كان حسن التوجيه جزءا مهما في التخفيف من وطأة هذه المخاوف .

تناولت في هذه الدراسة مخوفين محددين وحقيقيين ، الخوف من الموت ، والخوف من المرض ، اجتهدت في تشخيصهما ووضع العلاج المناسب لهما ، من خلال تصور الإسلام لهما وقد اعتمدت القرآن والسنة واستأنست بوصايا علماء النفس ممن أثبتت وسائلهم فاعليتها في التخفيف من أثر هذين المخوفين ، وعدم تعارضها مع الكتاب والسنة المطهرة .

وقد توصلت إلى نتيجة مهمة وهي عدم تعارض الإسلام مع اجتهادات كثير من علماء النفس في تشخيص المرض وعلاجه ، جاءت الدراسة في سبعة مباحث :

كان الأول : التعريف بالخوف لغة واصطلاحا .
والثاني : غريزة الخوف .
والثالث : أسباب الخوف .
والرابع : بيان لدرجات الخوف وأعراضه .
والخامس : موازنة بين الخوف من الله الخوف من المخاوف المخلوقة .
والسادس : الخوف من الموت ؛ أسبابه وطرق علاجه .
والسابع : الخوف من المرض ؛ أسبابه وطرق علاجه .
نأمل أن يكون هذا البحث سببا في إرساء الطمأنينة في النفس الإنسانية ، والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً صواباً وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين .
التعريف بالخوف :
الخوف لغة :- الفزع خافه يخافه خوفا وخيفة ومخافة ، وخوَّف الرجل إذا جعل فيه الخوف وخوفته : إذا جعلته بحالة يخافه الناس . وقيل : خوَّف الرجل : جعل الناس يخافون منه ، وفي التنزيل (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) .
أي : يجعلكم تخافون أولياءه .

والخيفة : الخوف ، في التنزيل : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ) .
والجمع : خيف ، ويطلق الخوف ويراد به القتل والقتال وبه فسّر اللحياني قوله تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ) وقوله تعالى : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) أي القتل .

ويراد به أيضا العلم وبه فسّر اللحياني قوله تعالى : ( فمن خاف من موص جنفا أو إثماًَ ) .
والتخوف : التنقص . وفي التنزيل : ( أو يأخذهم على تخوف ) .

الخوف اصطلاحا
انقسم العلماء في تعريفهم للخوف اصطلاحا أقساما :
أ - فمنهم من عرَّفه بأنه : -
غريزة قائمة في النفس الأنسانية فقالوا : الخوف : غريزة ، بل قوة طبيعية فطرت عليها نفوس البشر والحيوانات على السواء . وعليه فإن الخوف واقع فطري موروث قائم في التكوين النفسي للكائنات الحية .

ب- ومنهم من عرفه من جهة أسبابه : قال ابن القيم : ( وقيل : الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام وهذا سبب الخوف لا أنه نفسه ) .

ج - ومنهم من عرَّفه من جهة أسبابه وآثاره : -
قال الإمام الغزالي : - ( الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع المكروه في الإستقبال ) فالتألم أثر الخوف وتوقع المكروه سبب .

وقال ابن القيم : (وقيل : الخوف اضراب القلب وحركته من تذكر المخوف ) . فالإضطراب أثر ، وتذكر المخوف سبب .

وقيل : ( الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استعاره)
فالهرب أثر ، واستعار المكروه سبب .

وجاء في دائرة المعارف السيكلوجية : الخوف ( قلق مرتبط بشئ ، أو فكرة أو هو نتاج ذهني متأت من ظروف محددة في القسم الأول من الحياة ) .

فالقلق والنتاج الذهني أثران . والشيء والفكرة والظروف المحددة التي يمر بها الإنسان في القسم الأول من حياته أسباب تؤدي إلى الخوف .

د- ومنهم من عرَّفه من جهة آثاره : فصوره بعضهم على أنه مرتبط بالإدراك ( العقل) والجسد ، وصوَّره بعضهم على أنه مرتبط بالمحافظة على البقاء .

ولا اختلاف بينهما من حيث المضمون . لأن المحافظة على البقاء من الثوابت النفسية للكائن الحي ، وأي سبب يؤثر على هذه الثوابت يٌتصّور على هيئة انفعال من خلال مروره على جهاز الإدراك .

جاء في كتاب مخاوف الأطفال الخوف : ( انفعال أساسي مرتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على البقاء ) .

وحاء في كتاب علم النفس العسكري : ( الخوف انفعال على صلة وثيقة بالعقل وبخاصة الإدراك ... والجسد ) .

وجاء في كتاب مشكلات الطفل النفسية الخوف : ( انفعال شائع بين الأطفال ويأخذ أشكالا متعددة ) .

بينما نرى صاحب موسوعة علم النفس قد أخرج الخوف من دائرة الإرتباط بالعقل فقال : الخوف : ( هو قلق عصبي أو عصَّاب نفسي لا يخضع للعقل ، ويساور المرء بصورة جامحة كونه رهبة في النفس شاذة عن المألوف تصعب السيطرة عليها أو التحكم بها ) .

والحق أن الخوف الذي تكون نتائجه بالصورة الجامحة التي ذكرها صاحب الموسوعة هو بالفعل خوف مرتبط بالعقل والإدراك ، ولولا ذلك لما وصل الخائف إلى تلك الدرجة غير العادية في خوفه ، وهذا ما رجحه أهل العلم .

قال الإمام الغزالي : ( حال الخوف يٌنتظم أيضا من علم ، وحال ، وعمل . أما العلم فهو العلم بالسبب المفضي إلى المكروه ، وذلك كمن جنى على مَلِكٍ ثم وقع في يده فيخاف القتل مثلا ، ويجوز العفو والإفلات ، ولكن يكون تألم قلبه بالخوف بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله ، وهو تفاحش جنايته ، كون الملك في نفسه حقوداَّ غضوباَّ منتقماَّ وكونه محفوفاً بمن يحثه على الإنتقام ، خالياً عمَّن يَتشفع إليه في حقه ، وكان هذا الخائف عاطلاً عن كل وسيلة وحسنة تمحو أثر جنايته عند الملك .
فالعلم بتظاهر هذه الأسباب سبب لقوة الخوف وشدة تألم القلب ، وبحسب ضعف هذه الأسباب يضعف الخوف .

وهل يكون العلم بالسبب المفضي إلى المكروه من غير ادراك العقل ؟!! .

التعريف المقترح :
لم يكن الهدف من سردنا لتلك التعريفات سوى الوقوف على حدود الخوف ، ولعل نظرة إلى مجملها ندرك أن لها مدلولات واضحة في بيان الخوف من حيث هو ومن حيث آثاره وأسبابه ، وخروجا من التعددية نقول :

الخوف : غريزة مرتبطة بالعقل تظهر في أعراض متعددة لأسباب متعددة .

غريزة الخوف
الخوف أمر عارض مكتسب : -
يرى أحد الباحثين في دائرة المعارف السيكولوجية أن الخوف نتاج مُتئًأتِّ من ظروف محدودة في القسم الأول من الحياة، فإذا لم تتوفر هذه الظروف فإن الخوف لايحدث ، وسلك في دراسته مسلك البحث عن العوامل المهيئة للخوف وذلك بإعادة الخوف وتراكمه الذهني لحالات يتعرض لها الطفل إلى العنف أثناء الولادة وبعدها مباشرة .

ثم قام بتفسيرات لحالات الخوف من الأماكن المغلقة وكمَّامَات الغاز، وعزا ذلك إلى اختناق نصفي ناتج عن الغطاء بعد الولادة مباشرة ، أو ولادة هؤلاء الأطفال في حالة الأرزقاق على أثر الخناق الناتج عن حبل السرّة .

وخرج بنتيجة مفادها ، أنه في حالة عدم وجود هذه العوامل فإن الرضيع يبدأ حياته دون خوف .

هذه الدراسة التي قدمها الباحث من خلال تجاربه الشخصية تقضي بأن الخوف أمر عارض مكتسب .

الخوف أمر فطري : -
إن النتيجة التي وصل إليها ذلك الباحث بعيدة عن الصواب، بل إن الخوف أمر فطري ولو لم يكن كذلك لما تحركت في الطفل مشاعر الخوف أثناء طفولته، فالطفل الذي يصادف ضيقاً جسميا يسلك مسلكا يعبِّر فيه عن عدم الإرتياح كالصراخ وتحريك اليدين والرجلين ، وكذلك الحال لو تعرَّض إلى سماع شيء غير عادي فإنه ينتفض ويصرخ وكأنه يقول : إني خائف فاحمني مما أخاف.

ومع كون الخوف غريزة كامنة في الطينة الإنسانية فإن للخبرات التي يتعرض لها الإنسان منذ طفولته دوراً في كسب المعرفة بالأسباب التي تثير هذه الغريزة وتوقظها في أعماق التكوين النفسي للأنسان.

تنبه علماء الإسلام إلى ذلك فقرَّروا ميل الإنسان بالطبع إلى الخوف استنباطاً من قوله تعالى : (إن الإنسان خلق هلوعا).

ومن قوله عليه الصلاة والسلام: (شر ما أعطية ابن آدم شح هالع ، وجبن خالع ) .

قال أهل السُّنة : (الحالة النفسانية التي هي مصدر الأفعال الاختيارية كالجزع والمنع أيضاً من خلقه ولا اعتراض لأحد عليه ).

فالخوف فطرة في النفس ولا يخلو منه إنسان في أي وقت من الأوقات ، بل هو قوة طبيعية لازمة للمحافظة على بقاء النوع الإنساني .

فإذا كان الخوف من الطبائع التي فُطِرَ عليها الإنسان فهو موروث من جانب ، ولا أمل في اقتلاعه من جانب آخر، وإنما يراعي فيه حسن التوجيه ، ولهذا كان للبيت والمجتمع والخبرات الفردية المكتسبة أثرها في التخفيف من عبء هذه الفطرة أو زيادتها ، مما يجعلنا نجزم بأن الخوف ( عملية نسبية ) يتفاوت الناس فيها تبعا للعوامل البيئية والجسمية والنفسية التي يمر بها هذا الكائن الحي.

إن الخوف ليس عاطفة معيبة أو غير طبيعية ، بل العيب في تبجح الإنسان بأنه لا يخاف أبداً ، فليس الشجاع ذلك الجسور الذي لا يخاف ، بل الذي يعمل كأنه غير خائف .

فالأصل في الإنسان أنه خائف بالطبع ، والطمأنينة هي الحالة المستحدثة تخفيفاً من ضغوط الخوف عليه .

قال تعالى ممتناً على عباده : (الذي أطمعهم من جوع وآمنهم من خوف) .

وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني أعوذ بك من الجبن) .

أسباب الخوف :-
مع أن الخوف فطري موروث إلا أن أثر الإستثارة للخوف يختلف من بنية جسمية لأخرى .

فالأجسام غير السَّوية أكثر عُرضَةً لتنشيط المخاوف الموروثة والمكتسبة حيث تُولَد مرزودة بأجهزة عصبية مرهفة تجعلهم في حال من الخوف الدائم أو تجعلهم على استعداد لأن يضطربوا لأتفه الأسباب .

ولقد تحدث بعض الباحثين عن تجاربه لتحديد الظروف المهيئة للخوف عند الإنسان حيث عزا بعضها إلى حالات تنتاب الأم أثناء حملها ، وعزا بعضهم ذلك إلى الحالات التي يتعرض لها الطفل أثناء الحمل به وبعد الولادة مباشرة .

ومهما يكم من أمر فإنه من المتفق عليه أن اكتساب الإنسان للأسباب التي تثير الخوف أثر في تهيئة الطفل للخوف والتي تبدأ منذ طفولته ، كما أن لاستمرارية حدوث هذه الأسباب أثرٌ في ثبات الخوف في النفس الإنسانية .

فالخوف يستثار بسبب وجود خطر خارجي يدركه الفرد ، ذلك أن التوقع متعلق بالاستبقال وهو تعلق . بمجهول ؛ يوقع الإنسان فريسة للخيال والشك ، وهما ظرفان ملائمان لنمو الخوف ، لذلك كانت المفاجأة من أخطر الأسباب الإثارة للخوف الكامن . قال تعالى واصفاً حال موسى عليه السلام عندما قُلبت عصاه أفعى عظيمة ( فلمَّا رآها تهتزُّ كأنَّها جانٌ ولّى مُدبِراً ولم يُعَقِب ) .

وقال تعالى واصفاً الشيطان في معركة بدر عندما رأى الملائكة تَنزلُ لِنصرة المؤمنين : ( فلمَّا تراءَت الفِئتان نَكَصَ على عَقِبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ) .

إ ن العمليات التي يمارسها الخيال سبب من أسباب الخيانة والفزع في المعارك الحربية لهذا كان الخيال هو الذي يخسر المعارك .

درجات الخوف وأعراضه :-
درجات الخوف :-
ليس لدينا ميزان خاص لقياس درجة الخوف كقياس درجة الحرارة في الجسم ، بيد أن بعض علماء النفس قد جعلوا الخوف على درجتين : -درجة عادية ، ودرجة غير عادية وغير طبيعية ، وأدرجوا تحت كل درجة معايير خاصة تميزها عن غيرها .

وهو في حال كونه عادياً لا يخرج عن مساره الطبيعي ، ويتأَتَّى بسبب بعض المواقف والمثيرات التي تهدد حياة الإنسان وكيانه مما يدفعه إلى تجنب مصادر الخوف والضرر ، وهذا الخوف طبيعي وضروري لحماية الفرد ودفعه نحو العمل والسلوك النافع .

وفي حالة كونه غير عادي فهو مرض يدفع صاحبه نحو اليأس والقنوط ، ويحصل ذلك بسبب وقع المثير وبصورة شديدة ومتطرفة ، بحيث يصبح الخوف من الخوف عقدةً نفسيةً تحتاج إلى تقصي أسبابها وفحصها وعلاجها واتباع السُّبل المناسبة لوقاية الفرد منها.

فالخوف ليس أمراً معيباً لكونه غريزة فطرية ، وإذا استطاع الخائف كتم خوفه بين جنباته ، فإن أثر الخوف لابد من الظهور ، إما على صور مظاهر مرئية ترتسم على الجسد وإما بتجلجله في الصدر على صورة انفعالات غير مرئية .

وقد توصل علماء النفس والطب إلى أن انعكاسات الخوف تعتري الجهاز العصبي للمخ ، والمخ العضوي المُشَكَّل من مجموعة المراكز النفسية المحركة ، منابع التقليد والتخييل والانفعالات ، والمخ النفسي - جهاز التوازن ومركز الذكاء والإرادة - .

ويرى ( فرويد ) أن الخوف أو القلق أساس جميع الحالات العصبية .

ولهذا دخل الخوف في أغلب أنواع الاضطرابات الانفعالية والعصبية والانحرافات السلوكية والاجتماعية .

أعراض الخوف :-
يظهر الخوف على ملامح الوجه كاتساع حدقة العين أو التعرق أو وقوف الشعر أو العض على اللسان أو اصطكاك الأسنان…

كما يؤثر قي لون البشرة فيجعلها شاحبة مصفرة بعد الاحمرار وقد يتحول الاصفرار إلى ازرقاق .

ويظهر الخوف في صورة الإجهاد والضعف والارتجاف غير الإرادي أو التبول أحيانا…

وفي حالة النوم يتكور الجسم ، ويعجز الجسم عن السيطرة على أجهزة النطق فيخرس أحيانا…

ويشعر الخائف بالجفاف في حلقه فتتداخل الكلمات ، ويجيش أحيانا بالبكاء…

وأما عن التغيرات الجسمية الداخلية فتتمثل في تسارع دقات القلب، والارتفاع في ضغط الدم ، وسرعة في التنفس وصعوبته .

وعن الحالة العقلية والوجدانية والإرادية فيصاب الخائف بالضعف في الإدراك والتذكر والتفكير والتردد في اتخاذ القرارات ، فضلا عن عدم الشعور بمن حوله أحيانا ، بل يفقد الثقة بالآخرين ، ويستأسد على من هو أضعف منه…

ولا شك أن هناك وسائل تعبيرية شعورية إرادية يلجأ إليها الخائف كالتعبير باللسان أو القلم أو الهرب أو محاولة الخائف إقناع الطرف الآخر بالحل الوسط استعطافه أو اللجوء إلى التهديد باستخدام السلاح .

وهناك أيضا وسائل تعبيرية لا شعورية كاللجوء إلى الرسم والنحت والأدب والشعر والتمثيل أو الرغبة في الانتماء للجماعة.

أثر الخوف كما صوره القرآن الكريم :-
قال تعالى واصفا أثر الخوف على الشخصية الإنسانية:
{ إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا . وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا . وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا } .

وقال تعالى:
{ فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم } .

وقال تعالى:
{ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك بالحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } .

وقال تعالى:
{ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام } .

فإذا أردت معرفة الخائف ؛ دقق النظر في ملامح الوجه ولون البشرة وحركات الجسم وأطرافه.تحسس نبرات الصوت ودقات القلب وحركة التنفس .

افحص الإدراك والتذكر والأفكار إن كانت رتيبة أم لا .

تحسس الوجدانيات ثم الإرادة فإن أمسكت بواحدة من تلك وقد خرجت عن المألوف فستجد أن الذي أمامك قد اعتراه الخوف بالفعل!!

موازنة مهمة بين الخوف من الله والخوف من المخاوف المخلوقة : -
إذا كان الإنسان يخاف من المخاوف المخلوقة لاشتراكها دائما مع فكرة الموت ، ومن طبع الإنسان حب البقاء ، فإنه يجب تقديم مخافة الله - خالق المخلوقات - على غيره .

قال تعالى: { فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين } وذلك للأسباب التالية :-
أ- إن الخوف من المخلوق نهايته واحدة وهي الموت ، هو لا يعني الفناء ،بل هو انتقال من صورة حياتية مميزة إلى أخرى ذات خصائص ومقومات خاصة.

قال تعالى : { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت } .

قال تعالى : { وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا . قل كونوا حجارة أو حديدا . أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة } .

ب- إن سيطرة المخاوف المخلوقة لا تعدوا المرحلة الأولى من الحياة وهي : الحياة الدنيا ،فإذا ما مات الإنسان انتهت عنه هذه المخاوف ولم يعد لها أي تأثير على الاحساسات المادية والمعنوية.

ج- إن المخاوف المخلوقة تدفع إلى الهرب منها ،أما الخوف من الله فإنه يدفع إلى الهرب إلى الرب ، قال تعالى : ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) .

د- إن خوف الإنسان من الله يرجع إلى الخوف من عذابه ، قال تعالى : { ويرجون رحمته ويخافون عذابه } وعذابه مخوف لما يلي :
1- لأنه لا نظير له ولا مثيل ، فهو متفرد من جميع الوجود قال تعالى :{ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد } .

2- يتصف بالديمومة وعدم الانقطاع قال تعالى : {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور } .

وقال تعالى : {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون } .

إن هذه الموازنة التي أجريناها بين الخوف من الله والمخاوف المخلوقة هي التِرياق الفعال للتخفيف من الخوف ، ومن مستلزمات بقاء الإنسان بعيدا عن المخاوف المخلوقة : دوام ذكر الله تعالى والتزام حدوده والقيام بفرائضه قال تعالى { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } .

وقال تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .

وقال تعالى : {إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا . وإذا مسه الخير منوعا . إلا المصلين . الذين هم على صلاتهم دائمون . والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم . والذين يصدقون بيوم الدين . والذين هم من عذاب ربهم مشفقون . إن عذاب ربهم غير مأمون . والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون . والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون . والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون . أولئك في جنات مكرمون } .


 

رد مع اقتباس
قديم 15-09-2012, 10:42 AM   #7
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


الخـــوف مـــن المـــوت :-
الخوف من الموت : مرض يعتري الإنسان من الموت على سبيل العموم ، ومن الظواهر المتفرعة عنه : الخوف من الدفن حيا ، ومن رؤية الدم ، ومن حالات الإغماء ، ومن منظر الأموات والجثث 0

والمصاب بهذا المرض يتحاشى رؤية هذه المخاوف ، ويتجنب المشاركة في الدفن والذهاب مع الجنازات ، بل ويخشى من ذكر الموت لأنها تشترك مع حقيقة الموت ، وتوحي بشيء أليم في النفس الإنسانية 0

وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف وبين قلق الموت من جهة العموم والخصوص ، حيث خصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو 0

وقد وصف الله سبحانه وتعالى أمثال هؤلاء فقال : " يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت " وقال تعالى : " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت " 0

أسباب الخوف من الموت : -
إذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية :
1- غموض حقيقة الموت 0
2- الشعور بالخطيئة من الذنوب والمعاصي 0
3- الافتراق عن الأحبة والملذات والآمال 0
4- انحلال الجسد وفقدان القيمة الاجتماعية والمعنوية واستحالته إلى شيء مخيف وكريه 0

طرق العلاج : -
تمهيد : ان التوصل إلى تخليص المريض من الخوف نهائيا أمر مستحيل لأن الخوف – كما سبق بيانه – فطري ، لهذا كان القصد من العلاج إنما التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية 0

ولما كانت الأسباب المتقدمة هي أهم المنبهات كان من الضروري اللجوء إلى تحليل هذه الأسباب وتوضيحها وتعليلها لإسقاطها من ذهن المصاب والانتقال إلى مرحلة الإقناع بمجابهة حقيقة الموت بالرضى والقبول 0

اسأل نفسك :
هل الموت من لوازم الحياة الإنسانية ؟ أو هل يمكن التخلص منه ؟
والجواب بدهي بالطبع ، إذ ليس من عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا ، وضريبة على كل كائن حي 0

قال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }
وقال تعالى: { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل }.
وقال تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } .

مادام الأمر كذلك فلماذا أخاف من الموت ؟

هل لأنه يعني الفناء؟

أو لأنه يعني الانتقال من حياة دنيا إلى حياة أخرى.

الدهريون والماديون يقولون بالفناء قال تعالى على لسانهم : { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين } وهي رؤية قاصرة لاعتمادها الحواس في وضع المقاييس الوجودية ، وأشد ما فيها من الإحباط اعتبار الإنسان كباقي المخلوقات الحية،وأي فضل في هذا للإنسان؟

هل أنت من هؤلاء - إن كنت كذلك-فلك الحق بخوفك ، ولكن ليس من دليل عقلي أقوى على كون الموت بداية لحياة أخرى من تفرد الإنسان في تكوينه الجسدي والعقلي والروحي والنفسي عن باقي المخلوقات قال تعالى : {ولقد كرمنا بني آدم }.

وقال تعالى : { وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون. أو آباؤنا الأولون .قل نعم وأنتم داخرون } .

وقال تعالى : { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } .

وقال تعالى : { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } .

فالموت في نظر العقلاء والمؤمنين انتقال من مرحلة مؤقتة إلى حياة أخروية دائمة.

وإذا كان كذلك فأي معنى بقي لفكرة انحلال الجسد واستحالته إلى تراب وعظام؟

إن كثيرا من الناس تشكل أجسادهم عبئا نفسيا عليهم ، فيلجأ بعضهم إلى أطباء التجميل رغم ما يعتوِر أفعالهم من آلام مبرحة تلحق الأجساد ، فكيف يكون شأن من أجريت له عملية تجميل دون أي شعور بألم ؟ ! .

وتسألني متى ذلك؟

نعم يكون ذلك يوم البعث ، يوم يبعث الناس جميعا ، ويخص الله المؤمنين بتحسين الوجه والهيئة ، تبارك الله أحسن الخالقين .

قال تعالى واصفا وجوه المؤمنين : " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " .

وقال تعالى : " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا " .

وقال تعالى : " تعرف في وجوههم نضرة النعيم " .

والنضرة حسن يلحق بالوجه .

قد يقول قائل : إن الموت يحمل معه فكرة الفراق والحرمان من مشاهدة الأحبة والالتقاء بهم . وهذا يعني فقدان التوازن النفسي للإنسان .

أقول : نعم ، ولكنه بعد الموت.

ولو سألت ميتا منذ آلاف السنين بعد بعثه كم لبثت؟

ليقولن يوما أو بعض يوم .

فراق هذا شأنه لا ينبغي أن يترك خوفا في النفس من الموت ، بل غاية ما يتركه دمعة حزن تحمل الرحمة وطلب المغفرة.

فقد بكى النبي -صلى الله عليه وسلم-على سعد بن عبادة فقال : (( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا – وأشار إلى لسانه - أو يرحـم )) .

وبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - على ولده إبراهيم فقال له عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه-:
وأنت يا رسول الله ؟ فقال ( يا ابن عوف إنها رحمة.إن العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) .

فالفراق يترك الحزن في النفس ولا ينبغي له أن يترك الخوف من الموت.

فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة،لقاء يعقبه محبة ولقاء يعقبه لعنة وفراق أبدي.

أما لقاء المؤمنين فهو لقاء محبة وأنس ،وأما لقاء الكافرين والفاجرين والفسقة فهو لقاء بغضاء ولعنة وتبرؤ .

قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } .

وقال تعالى : { إذ تبرأ الذين اُتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} .

وإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فلا لقاء بينهم البتة لاختلاف المصير ، أما المنافقون فيحال بينهم وبين المؤمنين بعد بعثهم فتجدهم يتوسلون إلى المؤمنين طمعا للاهتداء بنورهم ولا مجيب لهم .

قال الله تعالى : { يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم . يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم . قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب . ينادونهم ألم نكن معكم قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغرّكم بالله الغرور } .

فاحرص على تأسيس بيتك على التقوى وعاشر الأتقياء وتلمس خطاهم حتى تحشر معهم.

تقول إنك تخاف من الموت لأنك تخاف على عيالك الضيعة .

فمن حقك أن تخاف ،فقد قال تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله }.

ولكن هل تركت عيالك لغير الله ؟ لو فعلت ذلك لكنت معك في هذا الخوف ؟ أما وأنك قد تركتهم على الله فإن الله لن يضيعهم ؟ فكم من يتيم أصبح من أغنى الناس ، ألم تسمع بقصة الغلامين اليتيمين في سورة الكهف.

وكيف أن الله حفظ مال والديهما بعد وفاتهما رحمة منه وفضلا.

وتذكر دائما أن الله هو الرازق ذو القوة المتين وأنه أخذ على نفسه رزق العباد فقال:{ فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون }.
ٍ
بقي لك أن تقول : أخاف الموت خوفا من المعاصي التي ارتكبتها ، أقول : إن خوفك هذا مِئَنّةُ على إيمانك.

والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة، وما اجتمعت في قلب مؤمن قط إلا أعطاه الله ما يرجو و آمنه مما يخاف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إلى الله بمثل خوفه ورجائه ومحبته ،ومتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا ،ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه).

وقال أبو حامد الغزلي: ( فالخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب) فإن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله تعالى والاغترار به ،أخذ الإنسان بالخوف. وإن كان الأغلب هو اليأس والقنوط من رحمة الله فالرجاء أفضل.وذلك لتحقيق التوازن بينهما ).

قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أن أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا }.

أفعال مساعدة
لم يكن ما تقدم من أمور إلا مواد أولية عاجلة قدّمت للمؤمنين للتخفيف من وطأة الخوف والتهوين من المخاوف المترتبة عليه.

وهناك مندوبات ومستحبات تُسهم في تخفيف من عبء هذا المخوف على النفس الإنسانية.

1- ذكر الموت بزيارة القبور والمشاركة في الجنازات .

قال رسول الله - صلىّ الله عليه وسلّم- (أكثر ذكر هادم اللذات).

وعن بريدة بن الحصيب –رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ((إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة )).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-((كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنه ترق القلب ، وتدمع العين وتذكر
الآخرة ولا تقولوا هجرا)).

2- تعريض المصاب لرؤية الجنائز والأموات والجثث والدماء ومناظر الإغماء يسهم في التغلب على هذه المخاوف الطبيعية ، وهي من الوسائل التربوية لكثير من أصحاب المذاهب الحديثة في التربية.

يقول أحد علماء النفس : ( افعل الشيء الذي تتهيبه فإذا موت الخوف محقق).

وإذا استعرضت حياة الصحابة في أثناء تأديتهم للمهام القتالية رأيت كيف يفر الموت منهم،فرار الخائف من أسد هصور.

وقد قيل : (اطلب الموت توهب لك الحياة ).

3- القيام برحلات طويلة منفردة للقضاء على الخوف من الفراق والذي يحمل معه دائما فكرة الموت وهذا جائز للضرورة .

وقد علق ابن الحجر رحمه الله-على قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحدة)).

فقال : (( وحالة المنع مقيدة بالخوف مقيدة بالخوف حيث لا ضرورة))

ولما كانت الضرورة تقضي بالسفر لا مانع من ذلك شريطة عدم وقوع ضرر أكثر من الخوف المطلوب علاجه.

4- المعالجة بطريقة العزل في بيوت الصحة منفردين عن عائلاتهم،وهي طريقة -واير ميتشل -.

ويماثل هذه الطريقة ما يقوم به الآباء من جعل غرف نوم خاصة لأطفالهم الصغار بعيدة عنهم حيث تعطي هذه الطريقة أُكلها باعتماد الطفل على نفسه وتخفف من وقع فراقه لأمه حتى يصبح الفراق أمرا طبيعيا.

5- لما كانت فكرة الموت غالبة في الحروب فقد أوصى علماء النفس العسكري المقاتلين بما يلي :
أ- أن يجهز المقاتل نفسه لقبول الأمر الأسوأ مع محاولة تفادي هذا الأمر.
قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..}.
وقال أيضا : {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}.

ب- تقبل الأمر المحتوم بالرضى والتسليم.
قال –صلى الله عليه وسلم-: (عجبا لأمر المؤمن ،إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

ج- استخدام قانون المعدلات، وتغليب الفأل على الشؤم .
يقول - فر يدريك ج.- مالستد صديق دايل كارنيغي مؤلف كتاب .(دع القلق وابدأ الحياة):في مطلع حزيران سنة 1944، ( وكنت مستلقيا في خندق مستطيل قلت في نفسي : هذا يشبه القبر.وعندما حاولت الاسترخاء والنوم فيه شعرت أنه قبر فلم أستطع سوى القول :ربما هذا قبري وعندما بدأت القنابل الألمانية تنهمر عند الساعة الحادية عشرة تجمدت خوفا ولم أستطع النوم خلال الليالي الأولى وفي الليلة الرابعة أو الخامسة انهارت أعصابي تقريبا .وعرفت أنني إذا لم أفعل شيئا،فإنني سأصاب بالجنون.فذكرت في نفسي أن خمس ليال قد مضت وما زلت حيا ، وكذلك قد مضت وما زلت حيا،وكذلك الأمر بالنسبة لكل رجل من مجموعتي ولم يجرح سوى اثنين ،وليس بسب قنابل الألمان ،بل بسب شظايا أسلحتنا المضادة للطائرات ،فقررت أن أقضي على القلق بعمل شيء بنَّاء ،فبنيت سقفا خشبيا فوق خندقي لأحمي نفسي من الشظايا وقلت في نفسي إن الطريقة الوحيدة في هذا الخندق العميق الضيق هي في الإصابة المباشرة ووجدت أن فرصة إصابتي المباشرة ليست إلا واحدة في العشرة آلاف فهدأت واستسلمت للنوم).

ولقد استخدمت البحرية الأمريكية قانون المعدلات لمعالجة معنويات رجالها.
فقد كان البحارة يعتقدون أن السفينة المليئة (بالغازولين الكثيف) تنفجر إذا ما لم لامست ( التوربيد )مما يتسبب في مقتل الجميع .فأصدرت البحرية الأمريكية أرقاما محدودة تظهر أن من بين مائة سفينة لا مست التوريبيد بقيت ستون منها سالمة ،وإن من بين الأربعين التي غرقت ،خمس منها غرقت في أقل من عشر دقائق.

مما يعني أن هناك فرصة لإنقاذ السفينة.مما جعل البحارة يشعرون بالاطمئنان بوجود فرصة النجاة من الموت طبقا لقانون المعدلات .

ولو استعرضنا تاريخ أبطالنا وكبار قادة المسلمين في الفتوحات الإسلامية والمعارك التاريخية الفاصلة ، لوجدنا أن معظمهم قد أدركه أجله على فراشه مع ما يمثله القادة عادة من قيمة معنوية عند الجنود في المعركة ،مما يجعلهم هدفا للأعداء قبل غيرهم.

ولعل أشهر مقولة عرفها التاريخ العسكري الإسلامي بهذا الصدد مقولة خالد بن الوليد –رضي الله عنه-وأرضاه، وهو على فراش الموت: ((شهدت مائة زحف أو زهاها ،وما بقي في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح ، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير ،فلا نامت أعين الجبناء )).

فدع الخوف من الموت وابدأ الحياة……

الخوف من المرض : -
التعريف : -
الخوف من المرض : - هو خوف مرضي يعتري الإنسان إزاء داء معين أو مرض محدد كالخوف من مرض القلب ، أو الخوف من السل الرئوي ، أو الخوف من الإصابة بعاهة دائمة أو الخوف من أمراض الشيخوخة .

أعراضه : -
أ – وساوس نفسية تبدو على الإنسان في هيئة تخيلات و توهمات نفس المرض المخوف .

ب- الامتناع عن مشاركة الغير بالعزلة الانفرادية ، لانتقال الأمراض المعدية عن طريق مشاركة الغير .

ج – تجنب كل ما من شأنه يوصل إلى المرض المتوهم كالمبالغة من الخوف من الجراثيم والتلوث ، والوسوسة الزائدة في غسل الجسم والملابس وأدوات المطبخ والمأكولات .

د – إعادة أي حالة غير طبيعية إلى المرض المتوهم حتى أن المرء يخاف من السل الرئوي مثلا يخشى من السعال لئلا يكون ذلك بمثابة الدليل على إصابته بهذا المرض ، والذي يخاف من مرض السرطان فإنه يخشى من كل تورم يظهر في جسمه لئلا يكون ذلك تورما سرطانيا …

أسباب الخوف من المرض
أ - الخوف من الموت : -

ب - الخوف من الآلام والأوجاع : - وقد يدفع هذا المخوف بعض الناس إلى الإمتناع عن إجراء عملية جراحية ضرورية خوفا مما تنطوي عليه من أوجاع يرهبه مجرد تصورها والتفكير بها .

ج – الخوف من الإصابة بعاهة دائمة – ظاهرة أو خفية – وخاصة تلك الأمراض التي تصيب السمع أو البصر أو اللسان أو الجلد كالبرص والجذام والجرب أو الشلل النصفي أو الكلى .

هـ – الخوف من نفور المجتمع منه .


الخوف من المرض ؛ مرض العصر : -
نشرت جريدة الخليج الإماراتية في عددها الصادر بتاريخ 18أكتوبر1991 ، تقريرا إخباريا عن الخوف من المرض والذي أصبح مرضا معترفا به في بريطانيا قالت فيه : -
( أعلن رسميا في لندن أن ظاهرة الخوف من المرض التي تصيب بأعراضها أعدادا كبيرة من البريطانيين قد أ صبحت مرضا يعترف به رسميا ).

وتفيد الإحصاءات المنشورة أخيرا في لندن أن نسبة تصل إلى 80% في حدها الأعلى لمترددين على عيادات و 30 % في حدها الأدنى لمترددين على عيادات أخرى بانتظام ليسوا مصابين بأية أمراض عضوية ، وبتم إنفاق أموال طائلة على فحوصاتهم بأشعة إكس وتحليل الدم والجراحات الاستكشافية ، علاوة على استهلاكهم ساعات طويلة من وقت الأطباء .

وعلى الرغم من اقتناع هؤلاء الناس بأنهم مرضى إلا أنهم من الناحية الطبية يعتبرون أصحاء وفي مستوى عال من اللياقة وقد أثبت الخبراء الطبيون البريطانيون الآن أن هؤلاء يعانون من حالة مرضية يمكن أن تكون أكثر ضررا وتأثيرا من الآلام التي تسببها الأمراض العضوية .

وقد أكد الدكتور ريتشارد ستيبرن الخبير النفسي في مستشفى سانت جورج أن خبراء في وزارة الصحة البريطانية بدأوا في إجراء عمليات علاج نفسي وعضوي لهذا النوع من المرضى بالوهم ، وقد ذكر الأطباء أن أحد هؤلاء المرضى كان مهووسا بقياس درجة حرارته ، ولكن يقيس درجة حرارته نحو عشر مرات في اليوم الواحد ، وكان يتخيل أن حرارته مرتفعة وأنه مصاب بحمى إذا ما وجد ارتفاعا ولو بشرطة واحدة من الدرجة في مقياس الحرارة .

وقد بلغ الهوس بالمريض بعد ذلك درجة أنه أخذ يقيس حرارته كل خمس دقائق وكان يحتفظ بجهاز ثرمومتر في كل غرفة في المنزل .

وقد أجرى الأطباء سلسلة من الفحوص الكثيفة على المريض الوهمي وتكشف عدم وجود أي مرض طبي واضح ، ومع ذلك فقد قرر الأطباء إجراء علاج نفسي مكثف لهذا الشخص على اعتبار أن هذه الحالة تعادل في خطورتها أي مرض عضوي حقيقي .

ويقول الخبراء أنه ثبت أن هناك مئات من الحالات التي أدت إلى انهيار المستقبل العملي لهؤلاء الأشخاص المرضى بالوهم بسبب سيطرة فكرة المرض عليهم والخوف من آثاره … ويصر بعض هؤلاء الأشخاص على إجراء فحص طبي دقيق لهم باستخدام الأشعة وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة .

وقد شبه بعض الأطباء هذه الحالة بأنها تشبه حالة العجز الجسماني التي تؤدي إلى عاهات مستديمة لدى هذا النوع من المرض .

وقد بدأت بعض المستشفيات والعيادات الطبية برنامجا مكثفا لمدة تسعة أسابيع لمساعدة هذا النوع من المرضى وإقناعهم بأنهم ليسوا مرضى مطلقا . وفعلا تحسنت حالة عدد كبير منهم فأخذ يقلل من تردده على عيادات الأطباء إلى أن وصل مرحلة الإقلاع عن التفكير في مشاكله الصحية ثم عادت الصحة والعافية إلى نفوسهم وأجسامهم .

ولذلك فإن الخبراء يؤكدون أن اعتبار هذه الحالة نوعا من المرض وعدم الاستخفاف بتقييم أخطارها كان فكرة صائبة ينبغي تطويرها ، وتوفير العلاج النفسي والاستماع شخصيا إلى شكاوى هؤلاء الناس هو السبيل المثالي لمعالجة هذه المشكلة العويصة ) .

طرق العلاج

مدخل إلى العلاج :-
لجأ الناس قديما للتخفيف من الخوف من الأمراض إلى السحر والشعوذة ،ولا تزال أعراض هذه الوسائل منتشرة في أصقاع المسلمين وغيرهم وبخاصة عند العوام منهم وبعض أنصاف المتعلمين .

ومع ما تشكله هذه الوسائل من تأثير نفسي بالتخفيف من حمأة الخوف من المرض أحيانا إلا أنها من الوسائل المحرمة لما تحويه من ألفاظ ومعتقدات شركية تخرج الإنسان من دائرة التوحيد إلى الشرك.

علما بأن معالجة الخوف من الأمراض عن طريق الدين أمر فيه فائدة عظيمة على النفس الإنسانية ، ولكنه لا ينفصل عن الأخذ بالأسباب لإتمام عملية التوكل.
قال – صلى الله عليه وسلم - : (( اعقلها وتوكل )) .

فعندما ينتشر وباء ويخاف الإنسان على نفسه الإصابة به،عليه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالحفظ و الرعاية ثم العمل بالأسباب الفاعلة.

فالطاعون مثلا بقية رجز أو عذاب أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ،وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها وهذا ما يسمى بالحجر الصحي وهو من الأسباب الظاهرة في عدم انتشار الوباء .

ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الوباء سببا في دوام الوسوسة لمن كان داخل المنطقة المصابة ولا لمن يكون خارجها،لأن الوسوسة بحد ذاتها مرض ، فكيف يعالج خوفه من مرض بتلبس مرض آخر.

والأمراض الجنسية كالإيدز والزهري والسيلان مماثلا أيضا للطاعون ،ولتجنها لا بد من تجنب أسبابها ، وأهمها ؛ الاتصال مع أطراف أخرى مصابة بهذه الأمراض، وحتى لا يقع الإنسان فريسة الجهل لا بد من الامتناع عن السفاح والاكتفاء بالحلال الطيب ،ولا مانع يمنع من تأكد خلو الزوجين قبل زواجهما من أمثال هذه الأمراض.

وإذا كان الطاعون بقية رجز أرسله الله على عصاة بني إسرائيل ،فإن الأمراض التناسلية أيضا بقية رجز أرسلها الله على العصاة الذي يتعدون حدود الله جزاء وفاقا .

أما الأمراض غير المعدية كالخوف من الأمراض السرطانية أو أمراض القلب فعلاجها بتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إليها ،فمثلا أجمع الأطباء على أن الدخان من أسباب الورم الخبيث.

والسمنة من أسباب أمرا ض القلب ، فلماذا لا يعمل الإنسان بهذه النصائح حتى يتجنب الخوف من هذه الأمراض.


وصايا مهمة للعلاج
1 –التوجه إلى الله بالدعاء بالحماية والرعاية وهذه جملة من أدعية المصطفى –صلى الله عليه وسلم-للحفظ من الأمراض المخوفة كافة.

أ - عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :
((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل … وأعوذ بك من الصمت والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام )) .

ب - وعن علي- رضي الله عنه-قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
((اللهم أمتعني بسمعي وبصري حتى تجعلها الوارث مني وعافني في ديني وفي جسدي)).

ج- وعن ابن العباس –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
(( اللهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي ،اللهم استر عورتي و آمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك من أن أغتال من تحتي )).

د- وكان من دعائه-صلى الله عليه وسلم-لمعالجة الخوف من الشيخوخة ((اللهم اجعل أوسع رزقك عند كبر سني وانقطاع عمري)).

2- طلب الوقاية العلاجية بأخذ الطعم ضد الوباء.
وهذا ما يسمى بالطب الوقائي.

3-الاهتمام بالنظافة العامة والخاصة من غير إفراط ولا تفريط.

4-استخدام قانون المعدلات
قالت إحدى السيدات لدايل كارنغي مؤلف كتاب دع القلق وابدأ الحياة: (( منذ سنوات قليلة ،انشر مرض شلل الأطفال في كاليفورنيا ،في الماضي كدت أصاب بالجنون لذلك،لكن زوجي أقنعني بالتصرف بهدوء ، فاتخذنا الاحتياطات التي يمكننا اتخاذها،أبعدنا الأطفال عن التجمعات بعيدا عن المدرسة وعن دور السينما وعندما استشرنا دائرة الصحة وجدنا أن أسوأ حالات مرض شلل الأطفال المنتشرة في كاليفورنيا لم يصب سوى (1853)طفلا.فشعرنا طبقا لقانون المعدلات أن فرص الإصابة بهذا المرض هي بعيدة.

5- التعاون مع الأمر المحتوم
أ - الصبر . قال تعالى : ( إن مع العسر يسرا ) .
قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .

وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )) .

وقال – صلى الله عليه وسلم - : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )) .

ب - بالقرآن والرقى الثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد أخبر سبحانه وتعالى عن كتابه أن فيه شفاء للمؤمنين قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .

قال ابن القيم : ( و ( من ) ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في الآية ( المتقدمة ) ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب فلم ينزل الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع من إزالة الداء من القرآن .

وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : ( انطلق نفر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم . فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيت هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط . إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء . فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لي جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عيه ويقرأ : ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة .

فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم . اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا نفعل حتى نأتي النبي – صلى الله عليه وسلم – فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فذكروا له ذلك فقال : ( وما يدريك أنها رقية ) ؟ ثم قال : ( قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما ) .

فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأنه لم يكن ، وهو أسهل دواء وأيسره ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثير عجيبا في الشفاء .

ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة . فأرى لها تأثيرا عجيبا فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا .

( ولكن ها هنا ) أمر ينبغي التفطن له ، وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي ( يستشفى ) بها ويرقى بها ، هي في نفسها نافعة شافية ، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثره فمن تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .

كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فأن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره ، فأن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول فكذلك القلب إذا أخذ الرقي والتعويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة أثر في إزالة الداء ) .

عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال : ( أتى جبريل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من حسد حاسد ومن كل عين واسم الله يشفيك ) .

وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن جبريل عليه السلام أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : اشتكيت يا محمد ؟ فقال : نعم . فقال : بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك ومن شر كل نفس وعين الله تشفيك بسم الله أرقيك .

وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا فزع أحدكم في أزمة فليقل : بسم الله ، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده ، ومن شر الشياطين أن يحضرون ) .

ج – التداوي بالعمل بالأسباب المساعدة لرفع الداء
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء . غير داء واحد . الهرم ) .

قال – صلى الله عليه وسلم - ( لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله تعالى ) .

يقول كارل كارنيغي : أخبرني الأستاذ هوكس في جامعة كولومبيا أنه اتخذ هذه الترنيمة واحدا من شعاراته : لكل علة تحت الشمس يوجد لها علاج ، أو لا يوجد أ بدا ، فإن كان يوجد علاج حاول أن تجده ، وإن لم يكن موجودا لا تهتم به .

أم الشيخوخة فليس لها دواء إلا قبول الأمر الواقع واغتنام مرحلة الشباب بالحكمة والنظرة الثاقبة والعقل الواعي وتربية الأولاد تربية صالحة حتى يقوموا على رعايته والإحسان إليه .

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء له غير داء الهرم ) .

وعن ابن العباس – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) .

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) .

وكان ابن عمر يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصياح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) .

6- الموت بسبب الأمراض كفارة وشهادة
بينت الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية الصريحة أن الأجر على قدر المشقة أن البلاء على قدر الإيمان وإنه مكفر للسيئات ، بل إن من يموت بأي مرض من الأمراض المخوفة فإن الله يبلغه مراتب الشهداء .

أ – الطاعون : قال – صلى الله عليه وسلم – ( الطاعون شهادة لكل مسلم ) .

ب – وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( إنه ( الطاعون ) كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد ) .

ج – الذي يصاب بداء البطن
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
: ( ومن مات في البطن فهو شهيد ) .

وعنه أيضا : ( الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ) .

وعن جابر بن عتيك مرفوعا قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الشهداء سبعة سوى القتل في يسبل الله ( المطعون شهيد ، والغرق شهيد ، والحرق شهيد ، والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت بجمع شهيدة ) .

وعن عتبة بن السلمي قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون ، فيقول أصحاب الطاعون : نحن شهداء ، فيقال انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما ريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك ) .

د- السل
قال – رضي الله عنه - : ( القتل في سبيل الله شهادة ، والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة والبطن شهادة ) .

هـ – الموت من ذات الجنب
فعن عقبة بن عامر مرفوعا قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( الميت من ذات الجنب شهادة ) .

أخي القارئ إذا كانت الإصابة بالأمراض كفارة ، والموت بسببها شهادة فعلام الخوف من المرض ؟

توِّق الأمراض بالأسباب ثم توكل على الحي الذي لا يموت قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام : ( والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .

فدع الخوف وابدأ الحياة ....


 

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 01:37 PM   #8
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


يرفع للفائدة


 

رد مع اقتباس
قديم 20-05-2018, 07:50 PM   #9
عاشقه بلادها
عضو فعال


الصورة الرمزية عاشقه بلادها
عاشقه بلادها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 58839
 تاريخ التسجيل :  05 2018
 أخر زيارة : 26-04-2019 (01:28 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاكر مشاهدة المشاركة
يرفع للفائدة
ألغي أحد من جده. يساعدني بدكتور. كويس ابغي


 
التعديل الأخير تم بواسطة عاشقه بلادها ; 20-05-2018 الساعة 07:51 PM

رد مع اقتباس
قديم 20-05-2018, 07:56 PM   #10
عاشقه بلادها
عضو فعال


الصورة الرمزية عاشقه بلادها
عاشقه بلادها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 58839
 تاريخ التسجيل :  05 2018
 أخر زيارة : 26-04-2019 (01:28 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


منت. أخذ 10 باروكسات ورجعت لي نوبات هلع وقلق جديده كأنه أول مره تجيني فرجعت الي30 من باروكسات زاد علي التوتر وعدم النوم


 

رد مع اقتباس
قديم 20-05-2018, 08:02 PM   #11
سر القلم
عضـو مُـبـدع
الدواء وحده لا يكفي !


الصورة الرمزية سر القلم
سر القلم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 58811
 تاريخ التسجيل :  05 2018
 أخر زيارة : 27-06-2020 (05:53 AM)
 المشاركات : 610 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاك الله خيرا اخي الكريم الشاكر على هذا الطرح المفيد ، وبارك فيك .. وكتب لك الاجر المثوبة ..

من وجهة نظري القاصرة ، لو طرحت كل مشاركة مما تفضلت بها كموضوع مستقل كان اجدى وانفع .. لان الناس طرائق مختلفة

فمنهم من يبحث عن المعلومة ومنهم من يبحث عما يخصه هو ..

دمت متألقا كما أنت ..


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2018, 12:55 AM   #12
اميره الفهد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية اميره الفهد
اميره الفهد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 57778
 تاريخ التسجيل :  11 2017
 أخر زيارة : 13-03-2023 (07:00 AM)
 المشاركات : 592 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كلام جميل ومطمن ماشاء الله والله يجزاك الجنه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا