المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

الحلال و الحرام.

إذا لم تكن كلمتا الحلال والحرام من أكثر الكلمات شيوعاً على ألسنة الناس فإنهما من أكثر الكلمات أهمية وخطورة، خاصة حين يصل الأمر إلى حد استحلال دم فرد أو جماعة،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-11-2016, 11:01 AM   #1
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
الحلال و الحرام.



إذا لم تكن كلمتا الحلال والحرام من أكثر الكلمات شيوعاً على ألسنة الناس فإنهما من أكثر الكلمات أهمية وخطورة، خاصة حين يصل الأمر إلى حد استحلال دم فرد أو جماعة، ومع ذلك فإن نسبة تكرارهما في القرآن الكريم قليلة نسبياً فكلمة " حرام " مثلاً وردت 25 مرة، استخدمت فيها 15 مرة كصفة للمسجد بصيغة " المسجد الحرام ".
ومع تطور الحياة والتعقيدات التي ترافق عادة مثل هذا التطور ازدادت حاجة الإنسان إلى مختلف أنواع الفتاوى التي تشمل كل صغيرة وكبيرة، الأمر الذي أدى بدوره إلى أن يتسع نطاق من يتطوعون للإدلاء بدلوهم في هذا الأمر الخطير، وأن تدرج تعابير مثل " على ذمة فلان "، أو أن يقال مثلاً عن شخص ما " ذمته واسعه " حين يستسهل الأمور ويفتي على " الطالعة والنازلة " دون أدنى مراجعة أو تمحيص، وهكذا أطلقت صفة الحرام على أشياء مختلفة ( التلفزيون - السينما - لعب الشطرنج - لعب الورق - التدخين - قص الأظافر في الليل - الغسيل في بعض الأيام...) دونما تفكير حتى باستخدام كلمة " مكروه " كبديل لكلمة" حرام ".
وفي رأيي أن استسهال استخدام هاتين المفردتين الخطيرتين ودون أدنى شعور بالمسؤولية ناجم عن عدة عوامل أهمها الدلالات المختلفة التي اكتسبتهما هاتان المفردتان - في الأوساط العوامية بخاصة - فتعبير مثل " حلال على الشاطر " يرينا المدى الذي ذهبت إليه الدلالة في خرق كل القيم والأخلاق، كما أن تعبيراً مثل " حرام عليك " - خاصة حين يستخدم في الأغاني التي تتحدث عن اللوعة في الحب - يكشف الدرجة التي وصل إليها الاختلاط في الدلالات، والذي جعل الكلمات الخطيرة مبذولة ومبتذلة على كل شفة ولسان.
يبقى غياب الموسوعات الشاملة القادرة على الإجابة عن كل صغيرة وكبيرة في أمور الدين، والمعدة بأسلوب جماعي لا يرقى إليه الشك، أحد أخطر الأسباب وراء استمرار حالة الفوضى والاضطراب والجهل.
وأثناء العمل في الموسوعة الشاملة للحديث النبوي الشريف وقعنا على عدد لا يستهان به من الأحاديث الموضوعة اتفاقاً، وتساءلت عندها ترى ما عدد الأحاديث الموضوعة السائرة على ألسنة الناس؟ وما حجم الخرافات الدائرة في عقولهم، والتي يبنون عليها حلالهم وحرامهم؟
وإذا كنا قد وقعنا في التراث المكتوب على مئات الأحاديث الموضوعة، فما عدد هذا النوع من الأحاديث في التراث الشفوي الذي يبثه " دعاة " دون مراقبة المرجعيات الدينية من كافة المذاهب؟
لقد أصبح التنطع للتدريس والفتوى والإرشاد مباحاً مع الأسف لكل من حفظ شيئاً يسيراً، وإن غابت عنه أشياء كثيرة، وصار أمراً ميسوراً لكل من أوتي بعض الفصاحة أو الحجة على الإقناع أن يجلس للتدريس والفتوى ولو بحدود بعض الأهل والأصدقاء والتلاميذ، ولا مناص أخيراً من أن يهب العقلاء والغيارى لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، ومواجهتها بما تستحقه من جدية تامة، وشعور كامل بالمسئولية.
أذكر في مأتم بعض الأقرباء أن امرأة كانت تلقي الوعظ وهي أمية، ولما استغرب بعضهن ذلك أجابت: لست بحاجة إلى العلم فـ " القرآن إمامي" - مع ملاحظة تبديل حرف القاف بالكاف على عادة العوام - فبهت الجميع، ولم يحيروا جواباً، لكن إحدى القريبات الواعيات، مع أنها كانت شبه أمية، زجرتها في اليوم التالي قائلة: " إن كان عندك حديث نافع فقوليه، الدين ليس حديثاً عن عذاب القبر فقط، لقد جعلت النوم يهرب من أعين البنات وأنت تحدثيهن عن العقارب والأفاعي وكل ما تقشعر له الأبدان. "
هذا هو الحال مع الأسف، مبالغات حول عذاب القبر، يتبعها نوع من الاستلاب، دونما إفساح لأي مجال للدور الحضاري والإنساني والفكري والاجتماعي للإسلام، بل قصص لا تنتهي ملأى بالخرافات والخزعبلات، يتبعها فاصل من النميمة لا ينقضي، وإلى الذين ما زالوا يستمرءون الحديث حول الحلال والحرام نقول: عقد " ابن عدي " ( ت 365 هـ) فصلاً كاملاً في كتابه " الكامل في الضعفاء " أظهر فيه مدى تورع الصحابة والتابعين وتشددهم في عدم الرواية عن الرسول (ص)، أو الإدلاء بأي فتوى. ولعل ما قاله " الذهبي" ( ت 748 هـ )، والذي يعتبر من أهم العلماء، يلقي بعض الأضواء الهامة على الفوضى السائدة الآن، حيث يقول:
" أن أبا هريرة كان يقول: إني لأحدث أحاديث، لو تكلمت بها في زمن عمر، لشج رأسي.
قلت: هكذا هو كان عمر رضي الله عنه يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله (ص). وزجرغير واحد من الصحابة عن بث الحديث؛ وهذا مذهب لعمر ولغيره.
فبالله عليك، إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر، كانوا يُمنعون منه، مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد، بل هو غض لم يشب؛ فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد، وكثرة الوهم والغلط، فبالحري أن نزجر القوم عنه؛ فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف، بل يروون - والله - الموضوعات والأباطيل، والمستحيل في الأصول والفروع، والملاحم والزهد؛ نسأل الله العافية.
فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه، وغر المؤمنين، فهذا ظالم لنفسه، جان على السنن والآثار، يستتاب من ذلك؛ فإن أناب وأقصر، وإلا فهو فاسق؛ كفى به إثماً أن يحدث بكل ما سمع. وإن هو لم يعلم، فليتورع، وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته. نسأل الله العافية؛ فلقد عم البلاء ، وشملت الغفلة، ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون؛ فلا عتبى على الفقهاء وأهل المكارم ".
2/601 سير أعلام النبلاء
ولقد سبق " الذهبي " إلى التنبيه إلى هذا الأمر الخطير عدد من العلماء، راجع مثلاً مقدمة كتاب الكفاية في علم الرواية " لـ " الخطيب البغدادي " ( ت 463 )، ومع ذلك فإن الأمر لا زال يستشري ويزداد سوءاً وتردياً، فالخرافات تتكاثر كالآفات، والأحاديث التي ما أنزل الله بها من سلطان دائرة على ألسنة الناس، والجزم بالحلال والحرام ما زال يجري بنوع من الرخص الشديد، بعيد عن أي تمحيص أو ورع، وأعتقد أنه آن الأوان أن تجري مراجعة شاملة لمثل هذه الأمور الخطيرة، وأن يشارك فيها أكبر عدد ممكن من الناس، إذا كنا نسعى فعلاً إلى " صحوة إسلامية حقيقية ".


برهان بخاري-باحث سوري
مقال نشر بتاريخ 1996/2/18 في صحيفة تشرين الدمشقية.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 05-12-2016, 04:38 PM   #2
ستوكا
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية ستوكا
ستوكا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40364
 تاريخ التسجيل :  09 2012
 أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
 المشاركات : 797 [ + ]
 التقييم :  34
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


عالم سوري كبير بدراساته...و مؤلفاته...و خبرته الطويلة في التعليم الجامعي...و مقارعته أساطين الالحاد بالمنهج العلمي.
كان يجيب على أسئلة الناس في مسائل شرعية في مجلة شهرية.
جاء اليه ناشر و اقترح عليه جمع الاسئلة و أجوبته عليها في كتاب عنوانه ( فتاوي...)
استحى العالم و خجل ورفض و هكذا سمي الكتاب (مشورات).
في ناس تستسهل الفتوى في أمور الناس دون أن يكون عندهم الحد الادنى من العلم و الفهم لابداء حتى المشورة وليس الفتوى..يحللون و يحرمون على كيفهم.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا