المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

عصمة الرسول صلى الله عليه وآله

السلام عليكم مع الأسف هناك من المسلمين من يشكك في عصمة الرسول (ص) بل ويحاول بقدر الإمكان أن يثبت أن النبي (ص) غير معصوم أنا قصدي بالعصمة أن النبي معصوم

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 11-08-2012, 05:34 AM   #1
مخلب النمر
عضو موقوف


الصورة الرمزية مخلب النمر
مخلب النمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 37008
 تاريخ التسجيل :  01 2012
 أخر زيارة : 22-02-2013 (11:25 PM)
 المشاركات : 624 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
عصمة الرسول صلى الله عليه وآله



السلام عليكم
مع الأسف هناك من المسلمين من يشكك في عصمة الرسول (ص) بل ويحاول بقدر الإمكان أن يثبت أن النبي (ص) غير معصوم
أنا قصدي بالعصمة أن النبي معصوم من الحرام

أنا الإنسان البسيط سوف أذكر لكم بعض الأدلة على عصمة الرسول (ص)

قال الله عز وجل (إنك على صراط مستقيم ) لو كان النبي غير معصوم لما جاز أن يعبر عن الرسول (ص) هذا التعبير
غير ممكن الرسول يرتكب المحرم والله يقول (إنك على صراط مستقيم)
إذن النبي (ص) معصوم


2-قال الله عز وجل (ما ضل صاحبكم وما غوى ) النبي غير ضال إذن هو لم يرتكب المحرم
إذن هو معصوم

طبعا في أدلة أكثر من هذه لكن لا أريد أن أطيل
اللي عنده أدلة على عصمة الرسول لو يذكرها أفضل

المصدر: نفساني



 

قديم 11-08-2012, 11:22 AM   #2
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


أولا: يكتب: النبي (صلى الله عليه وسلم) وليس النبي (ص) . فالاقتصار على كتابة حرف ( ص ) اختصارا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جَفَاء وتقصير في حقّ نبينا صلى الله عليه وسلم . كما يقول الشيخ السحيم .

ثانيا: لاعجب ,, كثيرا مايحاول الرافضة بث شبههم محاولين بذلك اتهام أهل السنة والجماعة في منهجهم وسلامة عقيدتهم ولكن إن دل ذلك فإنه يدل على جهلهم ومنهجهم المنحرف في عدم اتباع القرآن والسنة .

عندما تأتي لتقول أنك تقصد من العصمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم عن الحرام,, فهل هذا يعني أنك تتهمنا بأننا نقول بأنه صلى الله عليه وسلم يفعل الحرام !! حاشاه صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء من الكبائر والموبقات ؟؟!!



أنتم تقولون بعصمته مطلقا حتى من السهو والنسيان والآمور البشرية وكأنكم تؤلهونه . وأهل السنة والجماعة يقولون بعصمته بتبليغ الوحي ولايخرجونه عن بشريته
فهو كما قال الشيخ مساعد الطيار فيه
كالبشر : يحب ويكره، ويرضى ويغضب، ويأكل ويشرب، ويقوم وينام … إلخ،
مع ما ميَّزه الله به في هذا الجانب في بعض الأشياء؛
كسلامة الصدر، والقوة في النكاح، وعدم نوم القلب،
وغيرها من الخصوصات التي تتعلق بالجانب البشري.

ومن هذا الجانب قد يقع من النبي –
صلى الله عليه وسلم - بعض الأخطاء التي يعاتبه الله
عليها، ولك أن تنظر في جملة المعاتبات الإلهية للنبي – صلى الله عليه وسلم -؛ كعتابه بشأن أسرى بدر،

وعتابه بشأن زواجه من زينب – رضي الله عنها -، وعتابه في عبد الله بن أم مكتوم – رضي الله عنه -، وغيرها، وقد نصَّ الله على هذا الجانب في الرسل جميعهم صلوات الله وسلامه عليهم، ومن الآيات في ذلك :
"قل سبحان ربي هل كنت إلاَّ بشراً رسولاً " [الإسراء : 93]،

ومن الأحاديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو ما أسمع، من حق له أخيه شيئاً، فلا يأخذ، فإنما أقطع له من النار" (رواه البخاري (6967)، ومسلم (1713)من حديث أم سلمة –رضي الله عنها-. وتكمن العصمة في هذا الجانب في أنَّ الله يُنبِّه نبيه – صلى الله عليه وسلم - على ما وقع منه من خطأ، وهذا ما لا يتأتَّى لأحد من البشر غيره، فتأمله فإنه من جوانب العصمة المُغفلة .

وأما الجانب النبوي، وهو جانب التبليغ، فإنه لم يرد البتة أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم - خالف فيه أمر الله؛ كأن يقول الله له: قل لعبادي يفعلوا كذا فلا يقول لهم، أو يقول لهم خلاف هذا الأمر، وهذا لو وقع فإنه مخالف للنبوة،

ولذا لما سُحِرَ النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يُؤثِّر هذا السِّحْرُ في الجانب النبوي، بل أثَّر في الجانب البشري انظر ما رواه البخاري (3268)، ومسلم (2189) من حديث عائشة – رضي الله عنها-،
ومن ثَمَّ فجانب التبليغ في النبي – صلى الله عليه وسلم - معصوم، ويدل على هذا الجانب قوله تعالى : "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلاَّ وحي يوحى"
[النجم: 3-4] الله أعلم


********************************************

جاء في الاسلام سؤال وجواب:


الحمد لله
الأنبياء هم صفوة البشر ، وهم أكرم الخلق على الله تعالى ، اصطفاهم الله تعالى لتبليغ الناس دعوة لا إله إلا الله ، وجعلهم الله تعالى الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ الشرائع ، وهم مأمورون بالتبليغ عن الله تعالى ، قال الله تعالى : " أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " الأنعام / 89 .


والأنبياء وظيفتهم التبليغ عن الله تعالى مع كونهم بشرا ، ولذلك فهم بالنسبة للأمر المتعلق بالعصمة على حالين :
1- العصمة في تبيلغ الدين .
2- العصمة من الأخطاء البشرية .


أولاً : أما بالنسبة للأمر الأول ، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في التبليغ عن الله تبارك وتعالى ، فلا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم ، ولا يزيدون عليه من عند أنفسهم ، قال الله تعالى لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – " يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " المائدة /67 ، وقال تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " الحاقة /47 - 44 .
وقال تعالى : " وما هو على الغيب بضنين " التكوير /24 ، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسير هذه الآية " وما هو على ما أوحاه الله إليه بشحيح ، يكتم بعضه ، بل هو – صلى الله عليه وسلم – أمين أهل السماء ، وأهل الأرض ، الذي بلغ رسالات ربه ، البلاغ المبين ، فلم يشح بشيء منه ، عن غني ولا فقير ، ولا رئيس ولا مرؤوس ، ولا ذكر ولا أنثى ، ولا حضري ولا بدوي ، ولذلك بعثه الله في أمة أمية جاهلة جهلاء ، فلم يمت – صلى الله عليه وسلم – حتى كانوا علماء ربانيين ، إليهم الغاية في العلوم ... " انتهى
فالنبي في تبليغه لدين ربه وشريعته لا يخطأ في شيء البتة لا كبير ولا قليل ، بل هو معصوم دائماً من الله تعالى .


قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ( فتاوى ابن باز ج6/371 ) :
" قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – ولاسيما محمد – صلى الله عليه وسلم – معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، قال تعالى : " والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى " النجم /1-5 ) ، فنبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – معصوم في كل ما يبلغ عن الله قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم " انتهى .


وقد اتفقت الأمة على ‏أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة ، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم ، إلا شيئا قد ‏نسخ ، وقد تكفل الله جل وعلا لرسوله _ صلى الله عليه وسلم _ أن يقرئه فلا ينسى ، إلا شيئاً ‏أراد الله أن ينسيه إياه وتكفل له بأن يجمع له القرآن في صدره . قال تعالى . " سنقرئك فلا ‏تنسى إلا ما شاء الله " الأعلى /6-7 ، وقال تعالى : " إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع ‏قرآنه " القيامة /17-18 .


قال شيخ الإسلام رحمه الله ( مجموع الفتاوى ج18 / 7 ) :
" فان الآيات الدالة على نبوة الأنبياء دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل فلا يكون خبرهم إلا حقاً وهذا معنى النبوة وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب وأنه ينبئ الناس بالغيب والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه " انتهى .


ثانيا : بالنسبة للأنبياء كأناس يصدر منهم الخطأ ، فهو على حالات :
1- عدم الخطأ بصدور الكبائر منهم :
أما كبائر الذنوب فلا تصدر من الأنبياء أبدا وهم معصومون من الكبائر ، سواء قبل بعثتهم أم بعدها .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى : ج4 / 319 ) :
" إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام ، وجميع الطوائف ... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء ، بل لم يُنقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول " انتهى .


2- الأمور التي لا تتعلق بتبيلغ الرسالة والوحي .
وأما صغائر الذنوب فربما تقع منهم أو من بعضهم ، ولهذا ذهب أكثر أهل العلم إلى أنهم غير معصومين منها ، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يُقرون عليها بل ينبههم الله تبارك وتعالى عليها فيبادرون بالتوبة منها .
والدليل على ‏وقوع الصغائر منهم مع عدم إقرارهم عليها :‏‏ - قوله تعالى عن آدم : " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) طه / ‏‏121-122 ، وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم – عليه الصلاة والسلام - ، وعدم إقراره عليها ، مع توبته إلى ‏الله منها .‏


‏ - قوله تعالى " قال هذا من عمل الشيطان إنه عدوٌ مضلٌ مبين* قال رب إني ظلمت ‏نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " القصص/15،16 . فموسى – عليه الصلاة والسلام - اعترف ‏بذنبه وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي ، وقد غفر الله له ذنبه .
- قوله تعالى : ‏" فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ‏‏ص / 23،24 ، وكانت معصية داود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم ‏الثاني .


وهذا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يعاتبه ربه سبحانه وتعالى في أمور ‏ذكرت في القرآن ، منها :
- قوله تعالى " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي ‏مرضات أزواجك والله غفور رحيم " التحريم /1 ، وذلك في القصة المشهورة مع بعض أزواجه – صلى الله عليه وسلم - .
- كذا عتاب الله تعالى للنبي – صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر :
فقد روى مسلم في صحيحه ( 4588 ) " قال ابن عباس : فلما أسروا الأسارى قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما - : " ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " فقال أبو بكر : يا نبي الله ! هم بنو العم والعشيرة , أرى أن تأخذ منهم فدية , فتكون لنا قوة على الكفار , فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " ما ترى يا ابن الخطاب ؟! " قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فهوي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر قاعدين وهما يبكيان ، قلت : يا رسول الله ! أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أبكي للذي عَرَضَ عليّ أصحابُك من أخذهم الفداء ، لقد عُرِض عليّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرة " – شجرة قريبة من نبي الله – صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل : " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض " إلى قوله : " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا " الأنفال / 67–69 ، فأحل الله الغنيمة لهم .
ففي هذا الحديث اتضح أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للعفو عن الأسرى إنما كان أمرا اجتهاديا منه بعد مشاورة أصحابه ، ولم يكن عنده صلى الله عليه وسلم فيه من الله تعالى نص .
- قوله تعالى : " عبس وتولى * أن جاءه الأعمى " عبس /1-2 ، وهذه قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الشهيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي عاتبه الله فيها .


قال شيخ الإسلام ( مجموع الفتاوى : ج4 / 320 ) :
" وعامة ما يُنقل عن جمهور العلماء أنهم ( أي الأنبياء ) غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ، ولا يقرون عليها ، ولا يقولون إنها لا تقع بحال ، وأول من نُقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقاً ، وأعظمهم قولاً لذلك : الرافضة ، فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل " انتهى .


وقد يستعظم بعض الناس مثل هذا ويذهبون إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة ‏الدالة على هذا و يحرفونها . والدافع لهم إلى هذا القول شبهتان :
الأولى : أن الله تعالى أمر ‏باتباع الرسل والتأسي بهم ، والأمر باتباعهم يستلزم أن يكون كل ما صدر عنهم محلاً ‏للاتباع ، وأن كل فعل ، أو اعتقاد منهم طاعة ، ولو جاز أن يقع الرسول صلى الله عليه وسلم في معصية ‏لحصل التناقض ، لأن ذلك يقتضي أن يجتمع في هذه المعصية التي وقعت من الرسول ‏الأمر باتباعها وفعلها ، من حيث إننا مأمورون بالتأسي به ، والنهي عن موافقتها ، من ‏حيث كونها معصية .‏
‏وهذه الشبهة صحيحة وفي محلها لو كانت المعصية خافية غير ظاهرة بحيث تختلط ‏بالطاعة ، ولكن الله تعالى ينبه رسله ويبين لهم المخالفة ، ويوفقهم إلى التوبة منها من غير ‏تأخير .‏


الثانية : أن الذنوب تنافي الكمال وأنها نقص . وهذا صحيح إن لم يصاحبها توبة ، فإن التوبة ‏تغفر الذنب ، ولا تنافي الكمال ، ولا يتوجه إلى صاحبها اللوم ، بل إن العبد في كثير من ‏الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون ‏على ذنب ، ولا يؤخرون توبة ، فالله عصمهم من ذلك ، وهم بعد التوبة أكمل منهم ‏قبلها .‏


3- الخطأ في بعض الأمور الدنيوية – بغير قصد - :
وأما الخطأ في الأمور الدنيوية ، فيجوز عليهم الخطأ فيها مع تمام عقلهم ، وسداد رأيهم ، وقوة بصيرتهم ، وقد وقع ذلك من بعض الأنبياء ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك في مناحي الحياة المختلفة من طب وزراعة وغير ذلك .
فقد روى مسلم في صحيحه ( 6127 ) عن رافع بن خديج قَالَ: قَدِمَ نَبِيّ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم – الْمَدِينَةَ ، وَهُمْ يَأْبُرُونَ النّخْلَ . يَقُولُونَ يُلَقّحُونَ النّخْلَ . فَقَالَ : "مَا تَصْنَعُونَ ؟ " قَالُوا : كُنّا نَصْنَعُهُ. قَالَ : "لَعَلّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْراً " فَتَرَكُوهُ . فَنَفَضَتْ أَوْ قال : فَنَقَصَتْ . قَالَ : فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : " إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيي ، فَإِنّمَا أَنَا بَشَرٌ" وبهذا يكون قد علم أن أنبياء الله تعالى معصومون عن الخطأ في الوحي ، ولنحذر ممن يطعنون في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويشككون في تشريعاته ويقولون هي اجتهادات شخصية من عنده حاشاه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " النجم /3-4 .


وسئلت اللجنة الدائمة : هل الأنبياء والرسل يخطئون ؟
فأجابت :
نعم ، يخطئون ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ، ويعفو عن زلتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم ، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت في هذا" اهـ
"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/194) .
وللمزيد راجع سؤال رقم ( 7208 )
والله اعلم .









 
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 11-08-2012 الساعة 11:41 AM

قديم 11-08-2012, 11:25 AM   #3
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأخ الكريم السائل عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم بين السنة والشيعة.

العصمة عند الأنبياء ضرورة من ضروريات صدق الرسالة، في نطاق التبليغ ودليل على تسديد الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)) النجم.
وقال تعالى (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) النساء 80

والعصمة لا تعني أن الأنبياء خرجوا عن طور البشرية، بل هم بشر يأكلون ويشربون و يتناسلون ويمرضون، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف 110

إذاً هم بشر، ولكن الله فضلهم على سائر البشر بالإصطفاء، فاختارهم من بين خلقه وأنزل عليهم الوحي والكتب، وسددهم، وعصمهم في تبليغ رسالة ربهم، فلا يبلغون الناس إلا ما أراد الله تبليغه إياهم، كما عصم الله الأنبياء والرسل من الخطيئة ولم يعصمهم من الخطأ الذي ينتج عن الإجتهاد الشخصي كونهم بشرا، قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد وأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فله أجر واحد)) متفق عليه.

فهو في كلا الحالتين مأجور، واجتهادات النبي صلى الله عليه وسلم فيما لا وحي فيه، والتي هي ثمرة من ثمرات ملكاته البشرية كان غالبها الصواب، وقد تصادف أحيانا غير ذلك؛ لحكمة أرادها الله تعالى، ومن أهمها: أن الأنبياء لا يعلمون الغيب إلا ما علمهم الله، قال تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) هود 49

وإن الغيب علمه عند الله تعالى لا يعلمه إلا هو سبحانه، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة التي سلمت أصحابها من الغلو الذي وقع فيه غيرهم، وعصمتهم من الزلل، الذي انزلق فيه الآخرون، فمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضله ومكانته هي في المرتبة التي وصفه الله فيها وأعطاه إياها، فإذا زدت عليها ما ليس منها دخلت في الغلو وأصبحت كالنصارى الذين ألهوا عيسى عليه السلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) رواه البخاري.

يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: (من تتبع التاريخ يعلم أن أشد المؤمنين حبا واتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم هم من الذين لم يغالوا فيه، ولا سيما أصحابه رضي الله عنهم ومن يليهم من خير القرون، وإن أضعفهم إيمانا وأقلهم اتباعا له هم أشد غلوا في القول وابتداعا في العمل) رحم الله الشيخ رشيد فكأنه يصف الحال الذي نعيش فيه اليوم.

وأكثر الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هم صحابته الكرام الذين شاركوه في الجهاد وإعلاء شأن هذا الدين، ونصروه في كل مواقفه، وكان يستشيرهم عليه الصلاة والسلام؛ ليشاركوه في الرأي كما في معركة بدر عندما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدنى ماء بدر فسأله الحباب بن المنذر رضي الله عنه: ((يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم - قريش - فننزله ونغور - نخرب - ما وراءه من القُلَب - الآبار - ثم نبني عليه حوضاً فنملأه، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون)) سيرة ابن هشام.

كذلك يوم أن حرم النبي صلى الله عليه وسلم العسل على نفسه؛ من أجل إرضاء بعض زوجاته، فنزل القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التحريم 1
وفي حادثة عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه عندما انشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كبار قريش طمعا بإسلامهم، وألح عليه ابن أم مكتوم، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ريثما ينتهي من وفد قريش، فكان العتاب من الله تعالى بقوله: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)) عبس.

وفي قصة زيد بن حارثة رضي الله عنه في زواجه من زينب رضي الله عنها ثم تطليقه لها؛ لعدم الانسجام بينهما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالزواج منها؛ ليلغي حكم التبني في الإسلام، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا) الأحزاب 37.

أما قصة أسرى بدر التي وردت في قوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)) الأنفال.

فقد اعتمد أهل التفسير على ما ورد في الأحاديث الصحيحة والحسنة التي أوردها أهل السنة، ومنها ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لَمَّا أَسَرُوا الأُسَارَى قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا بَكْرٍ، وَيَا عُمَرُ، مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلاءِ الأُسَارَى ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، نَرَى أَنْ تَأْخُذَ أَوْ نَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَيَكُونَ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ، مَا تَرَى ؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ وَاللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ، يَا نَبِيَّ اللهِ أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا مِنْهُمْ فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهُمْ، قَالَ: فَهَوَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَانِ يَبْكِيَانِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ؟ فَقَالَ: أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَى أَصْحَابِكَ مِنْ أَخَذِهِمُ الْفِدَاءَ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْعَذَابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالا طَيِّبًا، فَأَحَلَّ اللَّهُ الْغَنِيمَةَ لَكُمْ)) رواه مسلم، والبزار في مسنده، واللفظ له.

والمفسرون من أهل السنة والجماعة اعتمدوا في شرح الآيات على هذه الأحاديث في توضيح ما حصل.

إلا أن الشيعة ينفون ما ثبت من أحاديث، وينكرون ما قاله أهل التفسير، وأكثر ما أغاظهم وأحرق قلوبهم: القول بأن القرآن نزل مؤيدا لرأي عمر رضي الله عنه، ولذلك أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في هذا الموضوع، بينما لم يحركوا ساكنا في القضايا التي سبق ذكرها.

أما قول الأخ السائل أنه وجد التفسير الشيعي أكثر واقعية من تفسير أهل السنة، فهذا مرجعه إلى أنه لم يلم بما قاله أهل السنة ولأنه على الفطرة السليمة ابتلع الطعم دون أن يتنبه للصنارة، فكاتب المقال لم يقصد الدفاع عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما قصد الطعن بالصحابة رضي الله عنهم، وبالذات أبو بكر وعمر، ومن خلال ما أورده من نقول وضع السم بالدسم حيث أراد أن يصل إلى مبتغاه، وإذا أمعنت النظر إلى هذا الذي نقله عن المأفون الرافضي المدعو: (أبو الفتح الكراجكي) تجد ذلك واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار.

يقول هذا المأفون: [والمحفوظ عن عمر أنه دعا بالويل والثبور عند احتضاره، وتمنى لو كان ترابا، وأن أمه لم تلده – ثم يعقب – فلولا أنه رأى بوادر ما توعد به على سيء أعماله وأشرف على مقدمات العذاب وأهواله، لم يقل هذا عند احتضاره]

إذن هذا (الشيخ العاملي) صاحب المقال أراد من كل ما كتب إدخال هذه السطور المسمومة للطعن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذا يتبنى رأي الرافضي الذي نقل عنه، حيث وافق شن طبقة، فهُما في البغض سواء.

هل رأيت حقدا أكثر من هذا؟ وصدق الله تعالى حيث يقول: (...فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج 46

فهل يخطر ببالك أن مسلما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان يقول مثل هذا عن علم من أعلام الإسلام، كان مستشارا ووزير صدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي امتدحه في مواقف كثيرة نذكر بعضها على سبيل المثال: روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد كان فيما قبلكم من الأمم مُحَدَّثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)) رواه البخاري ومسلم.
قال أهل الحديث معنى محدثون: الذي يجري الصواب على لسانهم.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو كان بعدي نبي لكان عمر ابن الخطاب)) رواه الحاكم، وقال صحيح الإسناد على شرط الشيخين.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه)) رواه أحمد، وقال أحمد شاكر إسناده صحيح.

هذا هو عمر الفاروق رضي الله عنه الذي قال عندما آلت إليه الخلافة: (والله إني أخشى لو أن بغلة عثرت في العراق أن يسألني الله عنها يوم القيامة لمَ لم تعبد لها الطريق يا عمر؟)
وهو الذي فتح الله في خلافته بلاد فارس، والروم، ومصر، والشام، والعراق.

وهو الذي مدحه رسول ملك الفرس الذي قال لعمر عندما رآه نائما تحت الشجرة مفترشا الأرض وملتحفا بالسماء: لقد حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر.

فانظر ماذا قال رسول المجوس، وقارن بما قاله هذا (الكراجكي) الموتور، والذي يزعم بأنه مسلم ومحب للرسول صلى الله عليه وسلم ولآل بيته، وكيف يكون محبا للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يبغض أعز أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه النفاق بعينه، والحقد والحسد لسادة الأمة وقادتها.

من هنا أنصح بعدم قراءة ما يكتبه هؤلاء، لا لأنهم أصحاب حجة ودليل أبدا، بل لأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، فهم يستحقون الوصف الذي وصفه الله لليهود بتحريف التوراة، فكذلك هم يحرفون النصوص، ولا يغرنك بعض نقولهم عن أهل السنة والجماعة، فهم لا يفعلون ذلك اعتبارا لتلك الكتب، ولا اعتقادا بصحتها، وإنما ينقلون ما يوافق مآربهم.

فتجد كما في صفحة العاملي يستشهد بأحاديث للبخاري ومسلم، ليوهم القارئ من أهل السنة أنه عدل غير منحاز، ولكنه في مكان آخر لا يوافق هواه فيضرب بما رواه البخاري ومسلم وغيرهم من أهل السنة عرض الحائط، ويكذبه مع القدح والذم، وإليكم الدليل في قصة وفاة أبي طالب على سبيل المثال لا الحصر، وإلا فالأمثلة كثيرة جدا وتحتاج إلى مجلدات للرد عليها، وبيان عوارها وتحريفها للحقيقة.

عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَيْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ، فَنَزَلَتْ: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) التوية 113 وَنَزَلَتْ: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) القصص 56. رواه البخاري.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهون أهل النار عذابا أبو طالب، منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه)) رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه فقال: ((لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)) متفق عليه واللفظ للبخاري.

أمعن النظر فيما يقوله الشيعة في هذه الأحاديث التي رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما وهما أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وهذا ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وهذه الأحاديث روى بعضها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو من آل البيت.

يرد الشيعة أحاديث البخاري ومسلم بكلام ليس له علاقة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو كلام من يدعون أنهم أئمتهم، ويستعملون أسانيد غير معروفة، وكل رواياتهم تقريبا بنفس الأسماء والألقاب، وهم لا يعولون على الأسانيد كما قال أحد علمائهم (الحر العاملي)

عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات هذه النصوص ردا على أهل السنة: [عن محمد بن يونس عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب؟ قلت: جعلت فداك يقولون: هو في ضحضاح من نار، فقال: كذب أعداء الله، إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا]
هل يعقل أن يقول أبي عبد الله الذي يزعمون بأنه من آل البيت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم أعداء الله؟
وفي نص آخر [عن أبي بصير ليث المرادي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: سيدي إن الناس يقولون إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، فقال عليه السلام: كذبوا والله، إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفته الأخرى لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم]
من يصدق أن أبا جعفر الذي يزعمون بأنه من أئمتهم المعصومين يقول مثل هذا الإفك، فيكذب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمِ، ثم يزعم بأن إيمان الأمة كلها لا يساوي إيمان رجل مات على الشرك، وشهد القرآن بذلك.
ثم يعلق المدعو (محمد أمين نجفي) فيقول: أجمع علماء الشيعة على إسلام أبي طالب بل على إيمانه، وإجماعهم حجة.
وفي مقابلة تلفزيونية مع (حسن الصفار) وهو من علماء الشيعة في منطقة الأحساء بالمملكة يقول: إن الخلاف مع أهل السنة بشأن أبي طالب كبير، فهم يقولون بأنه مات على الشرك، ونحن نقول بأنه من أعظم الصحابة قدرا، وأجلهم شأنا.

وما أنزل الله به من آيات، وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث غير مقبولة عندهم، فيردونها، ويؤولونها على غير وجهها الصحيح اتباعا لهواهم، وبذلك يصدق عليهم قوله تعالى: (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) القصص 50

ومن المحزن أن معظم مراجع الشيعة كتبها أناس اشتهروا بالتحريف، مثل: (علي بن إبراهيم القمي – محمد بن يعقوب الكليني – أحمد بن أبي طالب الطبرسي، وغيرهم كالأحقائي، والحائري، والطوسي، والخوئي)

ومهما حاول المصلحون من أهل السنة التقريب بينهم وبين الشيعة، إلا أن المساعي كانت تبوء بالفشل في كل مرة، في القديم والحديث، من أيام حسن البنا رحمه الله، وكانت محاولته في التقريب مع حركة (فدائيان إسلام) في عهد محمد مصدق، منذ عام 1935، كما ذكر ذلك الأخ فتحي يكن رحمه الله إلى آخر محاولة للشيخ يوسف القرضاوي عام 2010، والتي أعلن عن فشلها، وأن من كان يظن بهم على أنهم معتدلون من الشيعة كانوا أول من سب وشتم (كالشيخ التسخيري) وكأن لسان حالهم يقول كما قال من سلف من الأمم: (...إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) الزخرف 23
وحال القائل: كنا على أمة آبائنا – ويقتدي الآخر بالأول.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم اهدي أمة الإسلام إلى الحق وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلا، وجنّبهم فعاله، إنك رؤوف رحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





 
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 11-08-2012 الساعة 11:27 AM

قديم 11-08-2012, 11:35 AM   #4
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


أما بالنسبة لعصمة آله صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم :

قال شيخ الإسلام: دعوى العصمة فيمن سوى الرسول صلى الله عليه و سلم دعوى باطلة قطعا. اهـ.
وقال أيضا: أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ولله الحمد من أصدق الناس حديثا عنه، لا يعرف فيهم من تعمد عليه كذبا، مع أنه كان يقع من أحدهم من الهنات ما يقع ولهم ذنوب وليسوا معصومين. اهـ.


وقال: ليس القوم معصومين، بل هم مع كونهم أولياء الله ومن أهل الجنة، لهم ذنوب يغفرها الله لهم. اهـ.


وقال أيضا: نحن لسنا ندعى لواحد من هؤلاء ـ يعني عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة ـ العصمة من كل ذنب، بل ندعى أنهم من أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين وعباده الصالحين، وأنهم من سادات أهل الجنة، ونقول: إن الذنوب جائزة على من هو أفضل منهم من الصديقين، ومن هو أكبر من الصديقين، ولكن الذنوب يرفع عقابها بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة وغير ذلك، وهؤلاء لهم من التوبة والاستغفار والحسنات ما ليس لمن هو دونهم، وابتلوا بمصائب يكفر الله بها خطاياهم لم يبتل بها من دونهم، فلهم من السعي المشكور والعمل المبرور ما ليس لمن بعدهم، وهم بمغفرة الذنوب أحق من غيرهم ممن بعدهم، والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل لا بجهل وظلم كحال أهل البدع. اهـ.




ويبقى هنا أن نشير إلى أن عدم عصمتهم لا يقدح في عدالتهم كما لا يخفى، قال ابن القيِّم في (مفتاح دار السعادة): قد يغلط في مسمى العدالة فيظن أن المراد بالعدل من لا ذنب له، وليس كذلك، بل هو عدل مؤتمن على الدين، وإن كان منه ما يتوب إلى الله منه، فإن هذا لا ينافي العدالة كما لا ينافي الإيمان والولاية. اهـ.


ومع ذلك فلابد من النظر في غرض من يُخطِّئ أحدا من الصحابة، فإن كان مراده ما سبق بيانه من نفي العصمة عن آحادهم، فهذا حق. وأما إن اتُخِذ ذلك سبيلا إلى سبهم والطعن فيهم أو انتقاصهم حقهم، فهذا من علامات أهل الشقاق والنفاق،





وراجع في بيان حكم سب الصحابة والطعن فيهم الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 136054، 56684، 131102.
والله أعلم.
اسلام ويب.







 
التعديل الأخير تم بواسطة واثقة بالله ; 11-08-2012 الساعة 02:49 PM

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا