المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

الرمزية في حياتنا اليومية

الرمزية في حياتنا اليومية أ د. عـادل كمـال خضـر أستاذ علم النفس الإكلينيكي كلية الآداب _ جامعة بنـها E. mail : adelkhedr.yahoo.com الرمز Symbol في اللغة العربية يعني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-07-2009, 08:40 PM   #1
أد. عادل خضر
(مستشار)استاذ علم النفس الاكلينيكي


الصورة الرمزية أد. عادل خضر
أد. عادل خضر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28101
 تاريخ التسجيل :  06 2009
 أخر زيارة : 10-07-2009 (05:58 PM)
 المشاركات : 19 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الرمزية في حياتنا اليومية



الرمزية في حياتنا اليومية

أ د. عـادل كمـال خضـر
أستاذ علم النفس الإكلينيكي
كلية الآداب _ جامعة بنـها
E. mail : adelkhedr.yahoo.com


الرمز Symbol في اللغة العربية يعني الإيماء والإشارة ، والرمزية في الأدب والفن مذهب ، ظهر في الشعر أولاً ، يقول بالتعبير عن المعاني بالرموز والإيحاء ، ليدع للمتذوق نصيباً في تكميل الصورة أو تقوية العاطفة ، بما يضيف إليه من توليد خياله .. والرمز في معناه العام هو أي شيء يُحِيل إلى شيء آخر ، أو يقوم مقامه أو يدل عليه .. فماهية الرمزية تتلخص في إدراك أن شيئاً ما يقف بديلاً عن شيء آخر أو يحل محله أو يمثله بحيث تكون العلاقة بين الاثنين هي علاقة الملموس أو المشخص العياني بالمجرد ، أو علاقة الخاص بالعام ، وذلك على اعتبار أن الرمز هو شيء له وجود " حقيقي " مشخص ولكنه يرمز إلى فكرة أو معنى مجرد . فالميزان مثلاً يرمز إلى العدالة ، والحمامة ترمز إلى السلام ، والأسد رمز للشجاعة ، والثعلب رمز للخداع ، والبومة للشر ... والخلاصة أن الرمز هو كل ما يحل محل شيء آخر في الدلالة عليه ، لا بطريق المطابقة التامة وإنما بالإيحاء أو بوجود علاقة عرضية أو متعارف عليها .
ويميز العلماء بين الرمز Symbol والعلامة sign ، حيث يرى أغلب العلماء الذين تعرضوا لهذه النقطة أن الرمز يتميز عن العلامة بأنه يشير إلى مفهومات وتصورات وأفكار مجردة ، بينما تشير العلامة إلى موضوعات وأشياء ملموسة ، أو على الأقل إلى أمور أدنى في درجة التجريد .. والمحك الأساسي في التمييز بين العلامة والرمز هو عملية الإدراك ، فالعلامة يمكن إدراكها حسياً بسهولة بعكس الرمز الذي يحتاج إلى عملية فكرية أكثر تعقيداً بكثير من الإدراك الحسي . ومفهوم الرمز أوسع وأشمل من الإشارة ، ذلك أن الإشارة ليس لها سوى دلالة واحدة لا تقبل التنويع ، ولا يمكن أن تختلف من شخص لآخر مادام المجتمع قد تواضع على دلالتها ــ فالمصباح الأحمـر في الطريق تعارف الناس على أنه إشـارة إلى معنى ( قف ) وليس معنى آخر ــ بينما الرمز يتسع ليشمل دلالات متعددة .
ويعد الكائن البشري مميزاً باستخدام الرمزية ، والتي تعد اللغة أهم قنواتها ، فاللغة بهذا المعنى هي النسق الرمزي الرئيسي الذي يحقق تلاحم الإنسان بهذا الواقع ووحدته مع أبناء مجتمعه .. ولقد ميز العلماء بين اللغة والكلام ، باعتبار أن اللغة نظام عقلي إنساني له مفرداته ونحوه ، بلاغته وصرفه وبنيته ، أما الكلام فهو تطويع الفرد لهذا النظام واستخدامه إياه في كلامه .
وعن العلاقة بين الرمز والكلام ، يرى العلماء أن الرمزَ هو ما أُخْفِيَ من الكلام ، وأن المتكلم يستعمل الرمز فيما يريد طيه عن بعض الناس . وبناء على هذا فالرمز لا يكون لكل الكلام بل لبعضه ، مما يدعونا إلى أن نميز بين مستويين من الرمزية في الكلام ، هما : الرمز بمعناه العام ( وهو الكلام في مجمله ) ، والرمز بمعناه الدقيق ( وهو ما يكون وراء الكلام الظاهر من معنى مغاير ) . وهذا ما نجده في رأي الصوفية ، فالرمز عند الصوفية " معنى باطن مخزون تحت كلام ظاهر ، لا يظفر به إلا أهله "، وهو الكلام الذي يعطي ظاهره ما لم يقصده قائله ، وهذا ما يعبر عنه كذلك أبو حيان التوحيدي في قوله : " هذا رمز وراءه رمز ، وإشارة فوقها إشارة ، وعبارة حولها عبارة ، ولكن التقي ملجم ، ولابد من بعض السكوت ، كما أنه لابد من بعض القول " ( أي كون الرمز حل وسط بين الكلام والصمت ) .
والرمزية في حياتنا تمتد عبر عادات وتقاليد راسخة تميز ثقافتنا العربية ، باختلافات الثقافات النوعية لكل مجتمع ، فنحن نؤمن بالحسد ، ونجد أنه في بعض الثقافات يتم استخدام بعض الرموز لدرئه ، مثل رش الملح في الأفراح والسبوع ، وتعليق الكف على باب المنزل ، أو طبعه على المنزل والسيارة الجديدة ، واستخدام تعبير خمسة وخميسة ، وتخريم وحرق عروسة الحسد ..الخ . كما أننا نستخدم الرمزية في حديثنا عند استشهادنا بكثير من أمثالنا الشعبية .. أو التعبير الدارجة ذات الدلالة المتفق عليها لوصف شخص ما بأنه ثعبان ، أو ثعلب ، أو سبع أو ضبع .. الخ .. وفي الفن التشكيلي تتعدد الرموز المستخدمة من قبيل استخدام الحمامة رمزاً للسلام ، والكبش رمزاً للفداء ، والصقر رمزاً للرفعة ، والأسد رمزاً للقوة ، والسيف رمزاً البطولة ، والثعبان رمزاً للغدر أحياناً ورمزاً للترياق أحياناً أخرى ، وترسم السمكة كرمز للخير ، والجمل للتعبير عن العودة من الحج ، وغصن الزيتون إشارة للسلام ، إلى آخر ذلك من رموز عديدة ..
وفي حياتنا اليومية نجد أيضاً أن بعض الولائم تكتسب معاني رمزية متباينة ، إلى جانب كونها مشاركة في لذة الطعام ، ذلك إن تقديم الطعام هو أول تعبير عن الحب يفهمه الطفل ، وهو مدخله إلى الحب لذلك تظل قيمة الطعام الرمزية عالية طيلة الحياة . وفي اللاشعور " الطعام = الحب " ، وقد يعبر الأشخاص عن كراهيتهم للآخرين بشكل رمزي . ويتضح ذلك في قيام البعض بحرق الدمي التي تمثل شخصاً ما ، أو يشيعون جنازة وهمية له ، وكذا حرق بعض الأشخاص لعلم إحدى الدول المعادية لهم ، وبهذه الطريقة ينفس هؤلاء الأشخاص عن كراهيتهم ورغباتهم العدوانية تجاه هذا الشخص ، وهذه الدولة ، في صورة رمزية … فيتحقق لهم بعض الرضى ، فتحقيق الرغبات عبر الرمز وإن كان غير حقيقي إلا أنه يعيد الاتزان النفسي للمرء . والرموز بهذا مفيدة للإنسان ، فهي حلول وسط يرتضيها الإنسان إن لم يستطع الوصول إلى مبتغاه عبر الواقع الفعلي ...
وكثيرة هي التعبيرات الرمزية في حياتنا اليومية ..

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 10:29 PM   #2
micha
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية micha
micha غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24854
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 26-11-2009 (02:55 PM)
 المشاركات : 3,051 [ + ]
 التقييم :  55
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم استاذي

بصراحة الموضوع جد شيق

الرمزية تعد من الاشياء المستعملة وبكثرة في حياتنا لاسباب متعددة

من بينها كما ذكرت استاذي الرضى والتنفيس ايضا بل وصلت الرمزية حتى في احلامنا ولعل هذا ما جعل بعض علماء النفس يتحدثون عنها

من بين هؤلاء نجد فرويد يرى أن الرمز أداة في يد اللا شعور أو المكبوت الجنسي

حاولت ايضا الفلسفة الرمزية التي تزعمها أرنست كاسيرر في كتابه "فلسفة الأشكال الرمزية" أن تجد في الرمز مفتاحا لفهم طبيعة الإنسان من خلال اهتمامها بالأشكال اللغوية والفنية والميثولوجيا والتي تمثل وسيطا رمزيا يواجه به الإنسان الكون وما حوله، لتضحي هذه الأشكال عبر السنين نتاج تفاعل بين عالم الإنسان وعالم الواقع.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا