عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2010, 12:19 PM   #3
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


سلامة القرآن الكريم والسنة من الخرافات
على أي حال أولاً يجب أن نُفرّق ما بين الثابت وغير الثابت، يجب أن نفرَق ما بين الثابت الذي لا يقبل الجدل، وبين غير الثابت الذي يمكن أن يُناقَش فيه، ويمكن أن يوضع على المحك حتى يُتبين ثبوته وعدم ثبوته .

لو جئنا نحن إلى ما بأيدي أهل الكتاب من الكتاب لوجدنا أن ما بأيدهم من الكتاب محتوٍ على هذه الخرافات وهذه العظائم وهذه العجائب احتواءً ًعجيباً، لكن لو جئنا إلى القرآن فإننا نجد من أَلِفِه إلى يائه ، من فاتحة الفاتحة إلى خاتمة الناس نجد القرآن الكريم لا يمكن أن يقبل الجدل، كل ما فيه هو سليم .

إذا جئنا إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم فالأحاديث المتواترة ليس فيها ريب، أما الأحاديث الآحادية فمن أول الأمر قال العلماء بأنها يجب العمل بها إذا ثبتت صحتها، لأن العمل يتوقف على الأدلة الظنية ، ولكن لا توجب العلم ، أي لا توجب الاعتقاد ، الاعتقاد بالأحاديث الآحادية لا يثبت ، هذا قول المحققين من العلماء، نترك نحن الآخرين الذين يماحكون في هذه القضية.

وعلماء الأحاديث وإن كان كثير منهم لا يتقيدون بما وضعوه من القواعد نجد أنهم وضعوا قواعد لضبط الروايات والتمييز فيما بينها، فقالوا : إن الحديث ولو ثبت إسناده يُرَدُ لعدة أمور :
يُرَدّ إذا خالف العقل لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتحدث إلا بالمعقول .

ويُرَدّ إذا خالف القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يمكن أن يخالف القرآن.

ويُرَدّ إذا خالف الحديث المتواتر لأن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يمكن أن يتحدث بما يعاكس المتواتر ويُرَدّ إذا كان بخلافه إجماع الأمة إذ الأمة لا يمكن أن تُجمع مع صحة الحديث على خلاف الحديث ويُرَدّ كذلك إذا كان الأمر من شأنه أن ترويه جماعة كثيرة وقد جاء من طريق الآحاد.

هذا مما نص عليه البغدادي في كتاب (الفقيه والمتفقه).

ومع تطور العصر ينبغي أن يقال : إنه أيضاً تُرَدّ الرواية ولو ثبت إسنادها عندما تكون متصادمة مع دلائل العلم القاطعة، إذا كانت دلائل العلم القاطعة تدل على أن هذه الرواية غير صحيحة فإن ذلك مما يدل على عدم ثبوتها، لأنه قبل كل شئ نحن لو جئنا إلى نفس الجرح والتعديل هذه اجتهادات علماء، قضية الجرح والتعديل تعود إلى اجتهادات العلماء، قد يصيبون وقد يخطئون، قد يُجَرّحون من ليس بالمُجَرّح، وفي نفس الوقت يُعدّلون من ربما لم يطّلعوا على شئ مما يُجَرِحه وهو منطوٍ على ما يُجّرِّحه، ليس ذلك تنزيلاً ًمن الله سبحانه وتعالى.

ثم من ناحية أخرى نحن نعرف بأن العواطف كان لها أثر في علم الجرح والتعديل، لربما جُرِّح أحد أو عُدِّل بباعثٍ من العاطفة ، هذا شئ معروف، ولو جئنا نتتبع ما يقوله أهل الجرح والتعديل لوجدنا من ذلك الكثير.

بجانب هذا أيضاً قد يُخطئ الإنسان العدل أو يتوهم أو يلتبس عليه الأمر مع عدم ظهور هذا اللبس ومع عدم ظهور هذا الخطأ لمن روى عنه.

هذه احتمالات، ولما كانت هذه الاحتمالات واردة، وكانت هذه الاحتمالات موجودة فإذن لا بد من وضع هذه الروايات التي - كما قلت - ليست متواترة على المحك العلمي.

من هذه القواعد التي ذكرتموها في غربلة بعض الأحاديث هي عدم مصادمتها للنصوص القطعية القرآنية وعدم مصادمتها للعقل، هل هي كافية لتفويت الفرصة على عدد كبير من الناس الذين يرغبون؟

نحن نتمنى أن الناس يأخذون بهذه القواعد ويضبطون بها الروايات، ولو تم ضبط الروايات بمثل هذه القواعد لم نر الشئ الكثير من الخرافة، ولم نر الشئ الكثير من الأوهام التي سادت عقول الناس .


* هل تذكرون لنا بعض هذا الكثير ؟
** على أي حال ذكرنا أولاً قضايا الإرجاء، هناك روايات تتصادم مع الأدلة القطعية من القرآن الكريم ويُعوّلُ الناس على تلك الروايات ويتركون الأدلة القطعية من القرآن.


* استغلال بعض الأحاديث للتسويق التجاري

** بعض الأحاديث ربما يستغلها بعض الناس للتسويق للتجاري، كان فيما مضى يقال : إن بعض الباعة عندما يخسرون في البيع يسندون حديثاً وينسبونه للنبي صلى الله عليه وسلّم مثل : من اشترى البطيخ فله كذا.... ولكن يقول البعض : إن هناك أحاديث ربما أجمعوا على صحتها استغلتها بعض الشركات التجارية كحديث ( الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام) ؟
- على أي حال نحن لا نريد أن نتدخل في هذه الدقائق لأننا لا نستطيع أن نقول في هذا الحديث بأنه لم يثبت إذ لم نختبر الحبة السوداء ، فالقضية قضية اختبار، ولا يمكن أن يرسل الإنسان القول هكذا جُزافاً من غير أن يَخْتَبِر قلت عندما يثبت بالدليل العلمي القاطع خلاف ما دلت عليه الرواية فإن ذلك يدل على أن تلك الرواية غير صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم .
نقل الشائعات

كلٌ من هؤلاء مسئول ، أولاً ليس للإنسان أن ينقل شيئاً إلا بعد أن يتيقن منه، لربما سمع أحد من الناس صوت دابة فتخيل أن ذلك الصوت صوت ميت يُعذّب في قبره أو تخيل أن ذلك الصوت صوت جن يزعجون الناس ، أو تخيل أن ذلك الصوت صوت جاء من عالم الغيب بحيث لا يُدرى ما هو ، هذه الأمور كلها إنما تروج وتنتشر في الأوساط التي تفقد الوعي الديني وتفقد العقل السليم ، فلذلك يُرَوّج لمثل هذه الأفكار ، وتستفز هذه الأفكار الناس استفزازاً حتى ربما يخرج الإنسان من مكان إلى مكان، من بلد إلى بلد من أجل أن يسمع مثل هذه الأصوات عندما يُخْبَر بشئ من ذلك، لا يقيسون الأمور بمقاييس العقل ولا يزنونها بموازين البصيرة ، ولذلك تؤدي هذه النقول إلى الاضطراب ينقلها الآخر عن الأول، ولربما زاد الناقل عن المنقول عنه عندما ينقل الخبر، وهكذا شأن الأخبار كل واحد يزيد فيها ، ويضيف من عنده إضافات، كم من أمور وقعت هكذا أولها أمور عادية بسيطة ولكن بسبب النقول كل ناقل يزيد من تلقاء نفسه ما يزيد حتى تُجعل الحبة قبة ، وتُجعل الحصاة الصغيرة جبلاً أشماً ضخما، وتشيع هذه الأخبار عند الناس ، ومن عادة الناس - لا سيما أولئك الذين فقدوا الروية وفقدوا البصيرة كما قلت - أن يحبوا إشاعة مثل هذه الأمور، ووسائل البث الآن موجودة، إذ يمكن للإنسان من خلال الجهاز الذي بيده - جهاز التليفون النقال كما يسمى - يمكن من خلال هذا الجهاز أن ينشر هذا الخبر في الأوساط ويشيع فيما بين الناس، والثاني ينقل عن الأول والثالث ينقل عن الثاني وهلم جرا حتى تشيع الأخبار بمقدار لا يتصوره الإنسان .


على أي حال كل منهم يحمل وزر ذلك.
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم كما جاء في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : كفى بالمرء كذباً أن يُحَدِّث بكل ما سَمِع أي تحديث الإنسان بما يسمعه يُعَدُ من الكذب الذي يُعاقب عليه، إنما عليه أن يتثبت ، والقرآن الكريم قبل كل شئ دلّ على التثبت فالله سبحانه وتعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات: 6)، فيجب التثبت ويجب التوقف عند هذه الروايات وعدم نشرها .

(منقول للفائدة)









ونلتقي في الحلقة القادمة
ففيها الكثير من المفاجآت والحقائق


 

رد مع اقتباس