في حكم اخلاط الرجال بالنساء و الزوجة مع اخوان زوجها
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
يجوز في مثل هذه الضوابط بشرط أن لا يترتّب على ذلك محاذير ، مثل : النظر وتكرار النظر ، ولو كانت المرأة مُحجبة ، فإنها قد تنظر إلى الرجل الأجنبي عنها ، وربما ينظُر إليها نَظَر إعجاب ، إذا كانت ذات جِسم يُلفت النظر .
ومثل : قِلّة الاهتمام بهذا الأمر ، فإنه يُقال : كثرة الإمساس تُذِهِب الإحساس .
ومع ذلك فلا يكون دائما ، ولا يجوز التساهل فيه ؛ لأن كثرة المجالسة قد تحمِل على التساهل في الحجاب والكلام وغير ذلك.
وقد سُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : يقول السائل : أنا متزوج والحمد لله ولكن في بعض الأحيان تكون زوجتي خارج المنزل وعندما أحضر من السوق تناولني الطعام زوجة أخي التي معنا في حوش واحد هل هذا صحيح ؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
أما إن كنت خاليا بزوجة أخيك ولم يكن في البيت سواكما فإن هذا حرام ولا يحل لك أن تخلو بها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والدخول على النساء " قالوا : يا رسول الله أرأيت الحمو ؟ قال : الْحَمو الموت " ، وهذا غاية التحذير من الخلوة بالحمو، والحمو هو قريب الزوج وإنما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالموت لشدة التحذير منه لأن كل أحد يَفرّ مِن الموت ، فكأنه قال فرَّ مِن الحمو كَفِرارك مِن الموت ، ونظير هذا قوله : " فُرّ مِن الْمَجْذوم فِرارك مِن الأسد " ، والحاصل أن نقول :
إن كان هذا الذي تناوله زوجة أخيه القهوة والشاي أو الطعام في خلوة ، فإن ذلك حرام ، ولا يَحِلّ له أن يدخل البيت إلاَّ ومعه أخوه إذا كان ليس في البيت إلاَّ زوجة أخيه ، وأما إذا كان أخوه معه وقَدَّمت القهوة أو الشاي أو الطعام لهما جميعا ، فهذا لا بأس به ، وقد جَرَت العادة بذلك ، ولا يحصل فيه شرّ ، اللهم إلاَّ في قضية معينة بأن تكون امرأة الأخ شابة جميلة أو متجملة ، فهذه قد تُحْدِث شهوة عند أخي زوجها ، وحينئذ يكون هذا حراما . اهـ .
وأما التي لا تكلم إخوة زوجها ولا أزواج أخواتها بتاتا إلاَّ إلْقَاء السلام ؛ فهذه قد احتاطَتْ لِدِينها .
وإذا مَنَع الزوج زوجته مِن الكلام مع الرجال الأجانب ، فيجب عليها أن تمنع ؛ لأنه مِن الطاعة بالمعروف ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إنما الطاعة في المعروف . رواه البخاري ومسلم .
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن تكليم النساء بِغير إذن أزواجهنّ . كما عند الطبراني ، وصححه الألباني .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
المصدر : نبض الدعوة