نفساني - عرض مشاركة واحدة

23-12-2013, 11:09 PM

تبلورت لي حقيقة كنت موقنا بأنها لا محالة حاضرة... وجدت نفسي أتلوى من وجع المرض.. حرفيا دون تزويق و لا صور بلاغية..... لأكثر من 17 سنة و أنا في فراشي حين أخلو إلى نفسي لكي أنام كي أستجمع قوة لا تأتي......من اجل أن أقدر على النهوض إلى عملي.. و قبل ذلك لجامعتي... أقول آه .... بصوت عال!! آه و كأن دماغي ضرس قد نخرت فيه البكتيريا فأصبحت الأفكار تثقب خلاياه جيئة و ذهابا!!! بمن أستجير بمن أستغيث؟ بأسرتي التي فيها فاقد الشئ لا يعطيه !! أم بالكتب التي أستعيرها أو أشتريها و أشعر في داخلي بأن كل ما فيها من كلمات ليست تصلح لرواية حكاية هي أكبر من كل الكتب و العقول و الأكوان!!! أو لم تجد يا خبز غير أعظم فكرتين و أصعب موضوعين و أكثر القصص في الخليقة غموضا و مقاومة للحل البسيط و مدعاة للحيرة لكي ينشغل دود دماغك بهما؟!!!
فكرة الخالق و فكرة الموت ؟!!! من برأيك سوف يحل لك اللغز يا خبز؟!!! من؟ من لديه فكرة ناضجة مقبولة؟!! من يطمس في داخل روحك مقبضا لباب تشكل و بدا و دخلت منه إلى أصعب وسواسين في كل الوساوس و الحيرات... و هيهات هيهات للطرف الآخر من الباب ان يظهر مقبض ؟!! من يا خبز ؟ من ؟ من يا خبز؟

تلخص الكثير مما كنت أشعر به في تلك الفترة بحكمة سمعت بها وهي بند من بنود الفلسفات الهندية لحياة البشر .. كانت الحكمة عن مجموعة من البشر يطلق عليها إسم " الأشقياء" !!!! و هم أقلية في العالم !!! و كان إختزال طبيعة عيشهم في جملة واحدة كالأتي " ولدوا .... ثم عذبوا .... ثم ماتوا"!!!!!!!!!!!!!!

كان لا بد من عرض حجم المعاناة التي ما تزال تهتز نفسي كلما تذكرت لحظاتها .... نعم شفيت... و الفضل لله وحده.... لكنني لا زلت أدفع ثمن المرض الذي ذهب و في هذا قد تتكون عبرة لإخوتي كي يتفادوا كل ما أنا فيه ... لذلك بدأت كل تجربتي بتلك الحكمة عن الفرق بين السعيد و الشقي .