عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2008, 02:43 AM   #1
كيميائية سعودية
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية كيميائية سعودية
كيميائية سعودية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 35641
 تاريخ التسجيل :  07 2007
 أخر زيارة : 01-02-2013 (10:13 AM)
 المشاركات : 2,176 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
مكة المكرمة .. نهار رحمة وأنهار سكينة



المقال للأستاذ / حمد القاضي135.gif
136.gif
** من أين أبدأ قصة الحب الزاهية؟
عفوا.. هل هي منتهية حتى أبدأها؟.. وهل هي غائبة حتى أحضرها؟..
وهل هي بعيدة حتى أدنيها؟
((مكة المكرمة))
في وجداني ووجدان كل مسلم قصة وجد لا تموت..
وهي بين جوانحي وجوانح كل مؤمن جناح عز لا يهون،
وهي بين أضلعي عطر يتضوع نفحًا روحانيًا أطفئ به لهب الخوف في نفسي
وأستاف منه عبق الطمأنينة في حياتي.
((مكّتي))
((غرامك في روحي وذكرك في فمي
وذكرك في قلبي فأين تغيبي))
أما ناسها.. أما أبناؤها.. أما الساكنون فيها، فهم من خير الناس،
كيف لا وهم المجاورون لحرمها، المتدثرون بعبق روحانيتها،
المســتوطنـون تـرابهـا الـذي مـشــى عليه محمد -صلى الله عليه وسلم
وأبوبكر وعمر وعلي وخالد وصناديد المسلمين رضي الله عنهم.
****
هل ثواب العمل الصالح من صلاة وصيام يضاعف لديكم كما هو في أم القرى؟
هل عندما تضيق النفس بتبعات الحياة الدنيا ومتاعبها وجور أقوال الناس وجائر تعاملهم فيها.
فهل هناك مكان مثل بيت الله الحرام يرش الأمن والطمأنينة على مخاوف النفس وأكدار الحياة.
هل هناك مكان في غير مكة أقصده فأطوف بالبيت العتيق بعده أطوف في أنهار
من الارتياح وأطياف من السكينة.
وأخيرًا هل أجد مكانًا باعثًا على الروحانية والطمأنينة أَهرع إليه فأسجد أمام الكعبة مناجيًا ربي
في حرمه فأستريح بعذب المناجاة من عذابات الدنيا وأوجاعها.
عندها لم أجد جوابًا..
فإن لحظة ارتياح وعبادة وطمأنينة وسجود بين المقام وزمزم
تعادل كل أطماع الدنيا ومطامحها.
.. فالسعادة الروحية التي تضيء جوانبه وهو في مكة المكرمة
هي أكبر من كل سعادة مادية هشة، وأن عبق الروحانية في جوانحه لايعادل
في مكة تشعر بفيض من الطمأنينة التي تجعل السعادة تتدفق بين جوانحك نهرًا
من الارتياح النفسي الذي لايترمد ولا يتلاشى، وتحس بفيوض من السلام الذي يغمرك
ويغتال أشباح الشجن في ذاتك.
وما أصدق أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما قالت:
«والله ما رأيت السماء أقرب منها إلى الأرض إلا في مكــة المكرمـــة».
وهي لا تقصد -رضي الله عنها- القرب المادي، ولكن القرب المعنوي والروحي،
فالإنســـان -على أرض مكة- يحس أنه أقرب إلى السماء إيمانًا وطمأنينة وروحانية،
وقد ثبت ذلك علميًا مؤخرًا.
****
إنها مكة المكرمة أم القرى، وحسبها دعاء إبراهيم أمْنًا على الأرض،
ورغدًا في العيش، وجباية للثمرات لها من كل مكان.
إنها مدينة المحبة..!
تغسل أدران روحك مياه مشاعرها، وتمسح جراح أيامك بفيض الإيمان الذي يغمرك
ما بين حرمها ومقامها وحطيمها..!
في مكة المكرمة تحس كم هو التاريخ مجسد بين جبالها ووديانها،
تاريخ هذه الأمة الإسلامية التي هي الآن مغلوبة على أمرها، ومنشغلة عن فتوحها
بفتح نيران الخلافات والحروب بينها وبين نفسها!.
((مكة المكرمة))
يا نهارًا من محبة، وأنهارًا من رحمة!.
بين رحابك وفي طهر أرضك وبين أهلك وجدت شيئاً من نفسي، بعضًا من طمأنينتي،
ها أنت «ترشِّين الأمن ما بين مخاوفي»،
كما يقول ذلك الشاعر الذي لم يجد الأمن إلا تحت ستارة كعبتك!.
وبعد..
** طِبتِ يا مكة المكرمة أهلاً وسكنًا وقرارًا، وزادك الله أمنًا وطهرًا ورغدًا.
****

آخر المرافئ
** للشاعر العراقي يحيى السماوي من قصيدة «مكة صوت الزمان»:
((جُمع الزمان جميعه فإذا به
يجثو خَشُوع القلب في محرابها
من ها هنا مرّ «الأمين» ومن هنا
أسرى، وفاض العدل من «خطَّابها»
عشرون عاماً ما اغتسلت من اللظى
واليوم أبردني عظيمُ شّرابها
فوحقِّ من خلق الخليقة واستوى
حلمي يكون القلب عُتبة بابها
فاغسل فؤادك يا شريدُ بمائها
أوشَحَّ ماء فاغتسل بترابها26-140.gif)

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس