عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2004, 09:30 PM   #43
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية مريام
مريام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5552
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 16-12-2015 (07:08 AM)
 المشاركات : 3,376 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ماتت حنين القمر ..!! العراق لا يموت رغم الفاجعة ..

--------------------------------------------------------------------------------

.... مالي لا أرى ال اتشحت بالسواد ..آما أفزعها نبا وفاة حنيننا ..
آما هاجت خلف الأضلع حسرة .. أين أقلام كتابنا ..؟! أين الشعر ، وشعراؤنا ..؟!
تلك الحنين من عراقنا .


بياض قلبها خلف أضلعي مُشعُ ، نابضُ أنتم لا تحسّون ...
ها ذا شأنكم ..!!.
أبنت العراق .. أبنت الموصل كالعراق شامخة ..
رغم الانكسار ، وألم أغتال قلبها .. ماتت حنين واقفة ..
وعشقها للعراق في حرفها نابضا يُجسّد حنينها .

" .. المساءات دائما تظل حزينة ... "
أي نبأ هذا المساء صافحني .. فجعني .. هدَّ سكون الكآبة بي ، وأشعلني بكاء ، وغصة تتحشرج تأبي تصديق النبأ .. لكنه الموت حقاً .. قدر .. ساعة .. أيا كانت الأسباب ، وأيا من وافته المنية .. والله أشعر بها أختا تقلبت في أحشاء أمي .. فلا تلوموني إن بكيتها .. إن داريت دمعي عمّن حولي .. لكن حرفي لن يحجب مسارب العين ، وإن تجلّدت أو تظاهرت بالتصبّر .. فيا مُقلي تجرحي ، ويا حروفي كفكفي دمعي .. أبنت الموصل طواها الردى .. أرضها مأسورة في يد الغازي ، توارت في الثرى ، وعينيها ما أبصرت نخيل العراق بعد أن تُحررَ ، وما بللت أصابعها بماء دجلة .



تُسألني توأمي لِم صوتكَ خافت هذا المساء .. والحروف ثقيلة على شفاهكَ ..
تعثرتُ في صوتي ، ولأول مرة أُسمعُ بكائي لها .. لحظتها شعرت كأني طفل يحتاج إلى الحضن ليكتم آهته ، ويبكي حتى يهده البكاء ..
حنين ... ماتت .. حنين القمر ماتت .. حنين العراق .. حرفها .. حبها للموصل دوما يثير فيّ شهية النزف لعراقنا .



جسدك الطاهر .. حوى قلبا موحدا .. نثر شذاه في أرض كفر ،
وأرض الطهر ما زال الصليب عليها منجساً ، فاضت روحكِ لباريها .. " يوم الخميس صباحا 21/10/2004 الثامنة صباحا . " في ضحى يوم صيام .. يوم ترفع فيه أعمال العباد .. وباب الريان - إن شاء الله - لكِ مشرعاً ، ونهر الكوثر سينسيك حنينك للفرات ولدجلة .



" أعلم إني راحلة فاذكروني .."
كيف يُنسى من ترك حرفا .. فكرا .. عشقا للعراق ..؟!!. إن نسينا العراق ... نسيناكِ .. وإن نسيناكِ .. تباً ، وبتراً لبقائنا ، فلا ولدتنا أمهاتنا ، وما كأننا جئنا .




أختاه حنين القمر ..!!. رحمة ربي عليكِ ..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كُنتِ تداري دموعكِ ، واليوم نحن من ينثر لكِ الدمع ..
ما صنا طفولتكِ .. ما عرفنا كيف نمنع عنك بغي البغاة ..؟!.
لعراقنا الأبي ، وفي موصل تركتِ به آثار برأتكِ ، وحنين منذُ تغرّبتِ ما أنطفأ .
أي حرف يليق بموكب جنازتكِ ..؟!.
أهو حرف الوفاء ..؟!.
أم حرف الصدق أم الإنسانية ...؟!.
أم ستعجز كل حروف العربية منحكِ ما آلمنا ، وأوجعنا ..
هــا أنا من هنا أرسلت روحي ، ونزفي ، وآهات حرفي .. ودعوات ربي بالمغفرة ، والرحمة .. والقبول في جنات عدن .. يا فقيدة ال .. والفرات ، ودجلة .



لنموت بعدكِ يا حنين القمر ..

أليس الردى مصيرنـا ..؟!.

لـتُكسّر عظامنا قطعا...قطعا..

لتترك أجسادنا عارية ..

دون أكفان ...

دون غسلٍ ...

ولينسى من يصلي خلفنا التكبير ..

لنموت يا حنين ..

جنة نريد ..

أو حياة أحرارٍ ..

تُأكد للغازي صدق مبادئنا ..

يا أماه في عراقنا ..!!.

في رفح ، وخليلنـا ..

لا تخافي القصف ..

ولا الغدر ، والتدمير ..

الطفل بحجره الصغير ..

...... أذهلنا ..

......... أحيانا ..

............ علمنا ..

كيف يعانق بصموده الموت ..؟!.

كالريح حين تتمازج بالنار ..

ليعلو تكبيره ..

ليندحر الخوف المتراكم فينا ..

يا فقيدة العراق ...!!

القدس تعدو في دمي ..

تغفو في وريدي ..

وتفيقُ في شرياني تمارس التراتيلَ ..

مفاصلي تصرخُ بغداد ..

والفلوجة ترقصُ في مآقيَّ ..

يا أختاه حزني عليكِ ..

ما زادني إلا عشقا لبغدادنا ..

وليلة العيد سأهز بحرفي ال ..

حنينا ، وعشقا لعـراقنا ..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الكاتب / سليمان القحطاني





ربي يرحمها ويغفر لنا ولها ويدخلها فسيح جنااااااااته


 

رد مع اقتباس