عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-2008, 03:05 PM   #17
أ.محمد سليمان
مستشار


الصورة الرمزية أ.محمد سليمان
أ.محمد سليمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23951
 تاريخ التسجيل :  04 2008
 أخر زيارة : 16-10-2011 (03:58 AM)
 المشاركات : 378 [ + ]
 التقييم :  19
لوني المفضل : Cadetblue


أخي ثامر الثامر تحيه من القلب مفعمة بالأمل والثقة بالله وبعد:
اقدر ما تقوله وافهمه تمام الفهم وكن واثقا اخي بان الكثير الكثير قد مروا باصعب من حالتك ومنّ الله عليهم بالشفاء. وأنا لا أخاطبك من منطلق التعاطف معك بل من منطلق حقك علي كأخ بالنصح والإرشاد , لذلك أقول: ليس هنالك أصعب على الإنسان من خسارة ما كان يعتبره هدفا أو حلما في حياته , ويزيدك ألماً أن ترى غيرك يسبح مع التيار ويتقدم في حياته وأنت واقف مكانك لا تحرك ساكنا بل أنك تساوي عند نفسك أقل من الصفر. لا عجب مما تقول , لأنك في الماضي قد صورت نفسك للمستقبل ووضعت لك هدفا ولكن أتاك من ينغّص عليك حياتك ويهدم قلعة أحلامك ويهوي بك الى الهاوية ألا وهو المرض. وأضف الى كل هذا أنك اليوم سجين أفكارك وهواجسك فلا تستطيع أن تخرج منه البتة ولا ترى بصيص أمل في ذلك. وقد تتخيل نفسك في المستقبل بحاله لا يعلمها الا الله , وأقول لك : أخي الكريم كن واثقا تمام الثقه بأن كل هذا وهم , نعم وهم
ولو أنك أمسكت اليوم بزمام الأمور وقررت أن تكسر قيودك وأن تخرج من سجنك
لاستطعت ذلك بدون شك. قد تسأل وتقول : كيف أفعل ؟ وأنا المسكين الأسير الضعيف الذي لا حول له وله قوه , خسرت دراستي ولا أمرل وظيفة مرموقه ولا أستطيع حتى أن أتزوج فكيف تطلب مني أن أخرج من سجني؟ أنا أجاوبك على سؤالك. سأضع بين يديك أخي بعض الحقائق التي قد تكون غائبة عنك :
أولا ما هو الرهاب ؟ وما هي الوساوس ؟ وكيف السبيل الى الخلاص؟
الرهاب أخي الحبيب هو عبارة عن حالة خوف مستمرة قد تشتد لتكون حائلا بينك وبين قيامك بعمل معين , ولا يخفى عليك أخي أن الرهاب متعدد الانواع
وان نقطه الفصل بين الخوف العادي وبين أن يكون الانسان رهابي هي ما سبق ذكره من أن الخوف يحول بينك وبين الأعمال المختلفة .
أما الوسواس : الوسواس لغةً هو حديث النفس , فيقال وسوست الي نفسي
وقال تعالى " فوَسْوَس لهما الشيطان" والتفسير العلمي هو ان الوساوس عبارة عن الأفكار والصور والدوافع الغريزية التي قد تحدث بشكل متكرر و هي خارجة عن الإرادة. وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار ويجدها مضايقة له ويجد نفسه مرغمًا عليها ويحس عادة بأن هذه الأفكار لا معنى لها في الحقيقة.
سبيل الخلاص: عليك أخي الكريم أن تفهم أولا حقيقة الصراع الدائر بينك وبين نفسك , لذلك انتبه الى ما سأقوله لك , ان حقيقه الصراع بين النسان ونفسه تتمثل في قوله تعالى " ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي" نعم هذه هي الحقيقة الصحيحة الجلية الواضحة كوضوح الشمس في قبة السماء
فنفس الانسان دائما تحدثه بالسوء والمعصيه , وهي التي تعكر صفو حياته وتكدر عليه معيشته , وهنا يدخل دور الشيطان الرجيم بحيث أنه يضيف وسوسة الى النفس ويحكم سيطرته عليها ليحقق وعده القديم الا وهو قول الله" فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ " وهدف الشيطان أن يضلك ويصرفك عن الدور الاساسي الذي خلقت من أجله الا وهو العبادة "وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون" لذلك يزين لك الشيطان ملذات الحياة وشهواتها ويعظم شأنها عندك وفي المقابل يعدك الفقر ويخوفك من المستقبل ومن الفقر والجوع والموت وهنا قول الله "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم" , والحقيقة أنك تخاف على شيء بيد غيرك
فالرزق والأجل بيد الله جل وعلا فلا تخاف من الرزق. واضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس . ولله ذر القائل :
دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع من المال فما تدري لمن تجمع
ان الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع
فقير كل من يطمع غني كل من يقنع
وأخيرا أخي الحبيب أنصحك بالتوكل على الله أولا ثم الأخذ بكل أسباب العلاج ثانيا
وحاول ان تداوم على الدواء ففيه منفة ان شاء الله وهو ليس مخدر كما تعتقد
اسأل الله لنا ولك الصحة والعافية.


 

رد مع اقتباس