عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2002, 03:20 PM   #1
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
لااله الا انت سبحانك ..اني كنت من الظالمين



تغزو الجراثيم الأجسام فتمرضها و علاجها عند الأطباء بالمضادات الحيوية
و تغزو الذنوب القلوب فتقلقها و علاجها عند اطباء القلوب و الأرواح بالمطمئنات الروحية

الأجساد تمرض و تتعب
فتهرب الشهية
و تعاف الطعام
لأنه لا طعم لشيئ بدون العافية ؟

و القلوب تقسو و تتعب
فتهرب عافيتها
و تعاف عبادتها ؟
لأنها فقدت طعم الإيمان ؟ فللإيمان حلاوة لا تعرف مذاقها القلوب التائهة أو الهائجة
إلا إذا غسلتها الدموع
و ألجمتها حرقة الندم ؟

تهاجمنا الجراثيم فيتصدى لها جهاز المناعة
ذلك الحارس الشجاع
يبقى مترقباً
متحفزاً
متوثباً
متجهزاً لكل معتدٍ غاشم
و تحاصرنا المهلكات
فسيتيقظ لها الضمير الحي الذي لا ينام
يأبى أن يسلك إلا الطريق السوي

لكن جهاز المناعة رغم كل قوته يختل و يضطرب ؟؟ لماذا !
لماذا تضطرب فعالية هذا الجهاز العجيب المدهش ؟
عندما يخيم علينا الحزن
و أي حزن هذا ؟

بعضنا يحزن لفقدان ماله
و البعض يحزن لفقدان مركزه و منصبه
و البعض يحزن عندما لا ينتصر لنفسه
و البعض يحزن عندما لا ينتصر الحق
و البعض عندما يزداد أعداؤه
و البعض عندما يفقد أحباءه

و البعض عندما تضيع الحقيقة بين أقدام الغافلين
و البعض عندما تتوه الكلمة في تيارات المصالح ؟

أظن أن الجميع على الإطلاق حزين
لفقد ذاته و ماهيته و مهمته و هدفه
و إنسانيته ؟

انسان القرن المحلق في اتصالاته السريعة المتلاحقة
ليس إلا طائراً غريباً محترق الجناحين !
إنسان القرن الجديد
قرن العولمة
و الفاكسات و التلفونات و الانترتيتات و الايميلات و المنتديات !!!
بات حزيناً أكثر
وحيداً أكثر
ضائعاً أكثر أكثر أكثر ؟!
مستوحشاً
ضائعاً عن ذاته
حائراً عن هويته ؟

العالم اليوم قرية صغيرة ومع ذلك فالإنسان يزداد بعداً عن أخيه الإنسان !! كيف لا وقد ازداد بعداً عن نفسه
عن حقيقته
من أنا ؟؟ و لماذا ؟؟ و الى أين ؟؟
لا أحد يسأل
فالكل مستغرق مشغول ؟
مشغول بماذا ؟ لا أحد يعرف بالضبط ؟
يريد ماذا ؟ لا أحد يعرف بالضبط ؟
كل مافي الأمر أنه مستغرق في دوامة مسرعة
في عصر المادة و لا شيء الا المادة ؟
لا تجد الا المتسابقين
أهداف سريعة متلاحقة
رخيصة متهافتة
براقة خادعة ؟
هدف وراء هدف ؟ يوم وراء يوم ؟
و ضياع اثر ضياع اثر انهزام ؟

و يبقى السؤال ؟ أين الروح منا ؟
أين حقيقة الذات و الوجدان ؟ أين الرسالة الغالية ؟
أين القيم العالية ؟
أين المبادئ و المثل ؟ أين الطريق ؟
أين الخليفة فينا ؟
أين أنت يا خليفة الله عز وجل في أرضه .. أين ؟

لا يغرني بريق الوهم
ارجع الى حقيقة ايماني
الى نداء فطرتي
الى علو مكانتي حتى أرتقي الى مقام الخلافة و الأمانة التي استودعها بي ربٌ حكيم عليم !
أراد لي أن أكون سيداً لكل مخلوقاته
و اليوم ؟ أصبحت كلها أسياداً لي
أمسيت أسيراً لها ؟
فأي خسارة فادحة بعد هذه الخسارة ؟

مهما كان التيار جارفاً
لن أدع عينا قلبي تنام عن الهدف أبداً
كيف لا يختل جهاز المناعة فينا
كيف لا تضطرب أجهزة الصيانة ؟
كيف لا تتعطل ساعاتنا البيولوجية ؟
كيف لا نكتئب
كيف لا نكتئب
بل ..
كيف لا نكتئب ؟!

لقد أبحرت سفننا بعيداً عن شاطئ الأمان
ازدادت تيارات الخطورة
اشتدت عواصف الأحزان
تاه ؟؟ تاه
ذلك الانسان
بداخلنا ؟

و ليس هنالك حل ؟
الا اكسير الايمان و اليقين
فالفطرة المكبوتة كلت من النداء
و الروح الكئيبة تنتظر الشفاء

لا إله إلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس