عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2016, 12:43 PM   #1
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
رسالة إلى صديقة - تجربتي مع ثنائي القطب



رسالة إلى صديقة
الصديقة سمية،

ما رأيكِ أن أحدثكِ عن الأمل؟

…….. لما خرجت من نوبة الهوس سنة 2009، دخلت بعدها مباشرةً بنوبة اكتئاب، مدة سنتين كاملتين.
فقدت -هل تعلمين ماذا يعني … فقدت؟- ملكة الكتابة. هل تعلمين ما كانت ملكة الكتابة عندي؟ هي روحي. هي كلّي. هي حقيقتي. فقدتها. كلّها. انعدمت عدمًا.

يعني لا أجيد حتى مسك القلم.

فقدت كل مهاراتي. قوتي. ثقتي بنفسي. شخصيتي. جمالي. زدت 20 كيلو و أكثر، أصبحت دولابًا.

ما أعرف …. أتكلم.

صمتّ. مدة سنتين.

كل ما أفعله هو … أحدّق.

أحدّق إلى كيف الناس يمشون و أنا واقفة، كيف الناس يضحكون و أنا جامدة، كيف الناس يحزنون! و أنا مجوَّفة. كيف الناس يتفوقون، و أنا الفاشلة.

الكلام دقيق سمية. جدًّا. ليس المقصود فيه إنشائيات و مجرد تحريك المشاعر.

كتبت بمذكراتي العبارة التالية: “و ماتت أنفال …”

بينما الناس المكتئبون يقضون أوقاتهم بالدموع و الحزن، كنت أقضيه بالضحك على نفسي و السخرية منها.

كنت -تكرمين- أغتسل مرة واحدة في عشرة أيام.

أقدمت على الانتحار.

حياتي بين النوم و الأكل. هذا كلّ همي. ليس عندي. أي. همّْ. آخر.

كنت -وقتها- أقطع أنّي لن أتزوج -همي الكبير-، فكنت أنسج قصصًا طفولية عن شخصية أنفال -تُوْ بِي- و شخص آخر. قصص حب.

لأني كنت أعلم -وقتها- أن هذا أقصى حظّي من الحُبّ.

هذا السواد الحالك …. كيف خرجت؟ كيف!

جاءتني نوبة هوس. سَرَت في عروقي الحياة مرة أخرى. بعد سنتين.

رجع لي ذكائي، مضافًا إلى ذلك قدرة غير مسبوقة لي بالنقاش، قدرتي على الكلام، الكتابة، خسرت الوزن، قلّ نومي، أضحك، أثرثر، الطموح، المتعة، الشُّعاع.

تقلّبت بين هوس و اكتئاب. خلال ال8 سنين ما بعد السنتين.

لكن الغالب هو الاكتئاب و الآپيثي (غياب المشاعر و الاهتمامات و الخوافز إلخ.).

الخواء. الفراغ الوجودي و الوجداني و العاطفي.

كل شيء الآن … makes sense. كلُّ شيء. في مكانه، و مقاسِه.

كل نوبة اكتئاب و فراغ، أشعر أني لن أعدو -حقيقةً و صدقًا- أن أكون كنّاسة في الشارع، أو ربما أشحذ. لأن “مالي خلق” عمل أصلا. أيًّا كان هذا العمل. أريد أن آكل و أنام، و أتصفح تويتر و أكتب فيه إن رغبت. فقط. و الله.

السنة الماضية قفزت قفزة فكريًّة، و خلعتُ الدّين.

مع أني كنت أشكّ فيه منذ بداية مرضي.

آخر نص سنة بنوبة الهوس، قفزت قفزات عالية، بكل المقاييس.

أرأيتِ كيف إن حجبت القمرَ غيومٌ فيبدو رماديًّا مظلمًا؟ فإن رحلتِ الغيوم بدا أبيض مشعًّا مكتملا؟ هكذا! بهذا الفرق الواضح خرجت مما كنت عليه مِن فشل و فراغ.

أصبحت مُشِعَّة، قفزت قفزات في الشجاعة، الذكاء، الصفاء، الفكر، التواصل، الكتابة، الحس الساخر، الاهتمامات، الحوافز، الطموح، و ما شئتِ بعد ذلك.

نصف سنة فقط! تحولت كل هذا.

شيء. لم يخطر على بالي. و الله.

حسبت أني سأفقد عقلي، أو تَزْهَق روحي، في آخر نوبة هوس. و الله.

المهم. قلت لكِ هذه الثرثرة الطويلة العريضة، حتى أخبركِ أن: الأمل موجود سمية، أعلم أن وضعكِ مختلف عن وضعي و ظروفكِ غير ظروفي، لكن … سواد. و خرجتُ منه. بدون أدنى احتمال أني سأخرج. أتمنى سوادكِ، يشبه سوادي، من هذه الناحية.


مودتي،

أنفال

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس