عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2001, 11:38 AM   #1
محمد
مستجد


الصورة الرمزية محمد
محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 191
 تاريخ التسجيل :  06 2001
 أخر زيارة : 17-07-2001 (06:59 PM)
 المشاركات : 3 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
لماذا الحـزن أصلاً .. في الحيــــــاة ؟



الســـــلام عليــكم


يقول ربك عزوجل:

-( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )-

جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتبت المقادير ، -( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )- ، وأعلم جيداً أنه ما أصابك لم يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .


إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرّت في ضميرك صارت عندك .. البلية عطيـة ، والمحنة منـحة ، وكل المصائب جوائز وأوسمة ( ومن يرد الله به خيراً يصب منه ) ، فلا تصيبك مصيبة في نفسك أو أهلك أو ولدك أو مالك فإن ربك قد قـدّر والقضاء قد حلّ والأجـــر حصــل ، والــذنب كـفّــر.


تذكّر أنه -( فإنّ مع العسر يسراً () إن مع العسر يسراً )- ، فـلا يغلب عُـسراً يسرين .. وهذه بشارة من ربك عزوجل ..
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمـتــــــد ، فاعلم أن ورائها رياضاً خضراء وارفة الظلال .. وإذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سـوف ينقطــع.


أراد الله لهذه الدنيا أن تكون جامعة للضدين والنوعين والفريقين والرأيين .. خير وشـرّ ، صلاح وفسـاد ، ســــرور وحزن ، ثم يصفو الخير كله والصلاح والسرور في الجنـــة ، ويجمع الشر كله والفساد والحزن في النار ، وفي الحديث: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعــلم).


أنظر إلى روعة هذا الحديث الصحيح: ( ما يُـصيب المؤمن من هـمّ ولا نصب ولا حـزن ، إلا كفر الله بــه من خطـاياه ) ، وهذا عزاء لمن ابتلي بالحـزن ، ولاكن لا يعني ذلك أن يطلبه العبد المؤمن ويستدعيه ، ويعتقد بأن الشرع حث عليه أو أمر به أو رضيه ، ولو كان صحيحاً لقطع الرسول صلى الله عليه وسلم حياته بالأحزان والهموم ، وهو المعروف بوجهه الباسم وصدرة المنشرح ، بل عليه أن يطلب ويسعى ويستعين بالأسباب ، ثم يتوكل على خالقة ورازقة ، ولا يجلس مكتوف الأيدي.


ذكّـر نفسك بنعيم الله وعطائه ، إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى ، وإن أغفل وأحزن الناس هم الذين يرون أن هذه الدنيـا هي قرارهم ودارهم ومنتهــى أمانيهم ، تجدهم أجزع الناس عند المصائب ، وأندمهم عند الحوادث ، فهم ضيقوا الأفق لا يرون إلا لهذه " الفانية " ويتركون دار النعيم الخالدة .. .. فأهل الجنـة فيها: لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون ، ولا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم ، في غرف يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطـر على قلب بشر .. أنهارها مُـطرٍدة ، قصورها منيفة ، قطوفها دانية ، عيونها جارية ، سررها مرفوعة ، أكوابها موضوعة .. يقول العبد المؤن فيها: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن .. ويقول ربهم لهم جميعاً: ألا أعطيكم أفضل من ذلك ، ويندهشون .... ، فيقول: أحـلُّ عليكم رضـواني فلا أسـخط عليكم أبــداً.





محمـد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من اختياري ..بتصــرف
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس