عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2008, 06:58 AM   #22
سمو الغامض
V I P


الصورة الرمزية سمو الغامض
سمو الغامض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23056
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 09-04-2012 (07:12 PM)
 المشاركات : 5,013 [ + ]
 التقييم :  121
لوني المفضل : Cadetblue
ღ♥ღ على حافة الجرف ღ♥ღ



استلقيت على طرف ذلك الجرف ,,,
الذي عانق أمواج البحر الثائرة ,,,
بكل شموخ و إعتزاز و عنفوان ,,,
منذ أزل بعيد ,,,
كنت قد وصلت إليه آخر العصر ,,,
فأخذت أسرح بألاء الله و أتأمل مخلوقاته في كونه الفسيح ,,,
تأملت ما يحيط بي من حولي فقط ,,,
و لم أسمح لخيالي بمجاوزة ما تراه عينيّ ,,,
تأملت في الشمس ونورها الذي أضاء المشرق و المغرب ,,,
تنفست البحر برائحته التي تعبق بالحياة ,,,
تأملت الجرف الذي يقف شامخا بجانب البحر؛ بكل تمعن و الدهشة تملأني ,,,
عشت إحساس راقي بالجلوس فوق تلك الرمال الشاطئية الناعمة ,,,
توغلت في الأدغال التي تطل على الشاطيء بكل جمال ,,,
تراءت لي من بعيد سحيبات تناثرت في السماء كالقطن المندوف ,,,
رسمة أبدعها الخالق في ثنايا الطبيعة الساحرة ,,,
تناغم لا يوصف شمس و بحر و جرف , و رمال و أدغال و سماء ,,,
سحرتني من بين تلك التناغمات و التناسقات الإلهية ,,,
ذلك الجرف الصخري العنيد ,,,
الذي تنكسر الأمواج الهائجة على صدره بكل عنفوان ,,,
فتنتثر قطيرات لا حول لها ولا قوة ,,,
فيصدر عن ذلك الإرتطام نغم ساحر عذب ,,,
شنف مسمعي و حملني على الإصغاء إليه ,,,
و أنا مغمض العينين و أستمع بإصغاء و حسب ,,,
حتى أصبت بحالة النشوة العارمة ,,,

فما أفقت إلا و ستر الليل قد غطى المكان ,,,
و السكينة و الهدوء هم الطاغيان على الأفق ,,,
إلا ذلك النغم فما زلت أستمع اليه ,,,
و أتلذذ بسماعه في كل مرة ,,,
حتى أصبت بصداع خفيف من كثر التأمل ,,,
ما لبث أن زال , فعدت إلي حالتي الأولى ,,,
تحركت من مكاني و إقتربت أكثر من الجرف الشاهق ,,,
حتى وصلت إلى طرفه و استلقيت عليه مسدل الساقين ,,,
ما كاد مأخّر رأسي أن يلامس الأرض حتى ,,,
لمحت البدر في ليلة تمامه و كماله و حسنه ,,,
تأملته جيدا و دققت النظر فيه فقد أغواني جماله ,,,
و أغراني بغمزاته لتأمله و تحديق النظر إليه ,,,
بعد لحظات من التأمل أدركت وجود شيء غريب و جميل في وجهه ,,,
كأنه يدعوني إلى رأيت الخيال المرسوم بحرفية بين تعابيره الرقيقة ,,,
أدركت أن المرسوم وجه أنثوي و عرفت صاحبة ذلك الوجه ,,,
الذي اشتقت لرأيته و تقبيل جبينه ,,,
إنها حوريتي البحرية الجميلة ,,,
تأملت وجهها لا لكي أحفظه فقد حفظته بل لأعشقه أكثر و أكثر ,,,
لم يعد القمر يحتمل لوعة فراقنا و أشواقنا و نظراتنا الولهانه ,,,
فبكى , لحالنا و ما آلت إليه من البعد و الفراق ,,,
لأنه هو الذي طلب من الشمس إيقاظي في ذلك الصباح ,,,
يبدو أنه ندم لكن حين لم ينفع ندمه ولا اعتذاره إن اعتذر ,,,
هطلت أمامي أحد قطرات دموعه و هي تحترق أساً على حالنا ,,,
فلم تكد تصل إلى البحر و تلامس رذاذ أمواجه المنكسرة ,,,
حتى ثار و زمجر , لقد أحس البحر بنا و رأف لحالنا ,,,

أغمضت عيني هربا من ذلك الفراق الكئيب ,,,
علني أجد في النوم ما يسلني و يأنس حالي ,,,
حتى في النوم أعرف أنها ستلاحقني بأحلامي ,,,
لم أكد أغمض عيني حتى تراءت لي من بعيد ,,,
و هي تقول :

إنـي أحـبـكـ و لهذا سأعود ,,,
إنــي أحــبــكــ و لهذا سأعوود ,,,
إنـــي أحـــبـــكـــ و لهذا سأعووود ,,,

فاستيقظت فزعا من منامي ,,,
و الليل لم يقارب منتصفه ,,,
فقمت من مكاني و من رآني في تلك الحالة سيرأف لحالي ,,,
قمت و أنا أتمتم و أقول بكل إيمان :

هكذا قالت , إنها ستعود , و أنا متيقن من عودتها .


مازلت أتذكر هـمـسـاتـهـا لي في المنام ,,,
كل ما غفوت على سموفنية تلك الأنغام ,,,


 

رد مع اقتباس