عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2008, 02:52 AM   #39
أ.محمد سليمان
مستشار


الصورة الرمزية أ.محمد سليمان
أ.محمد سليمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23951
 تاريخ التسجيل :  04 2008
 أخر زيارة : 16-10-2011 (03:58 AM)
 المشاركات : 378 [ + ]
 التقييم :  19
لوني المفضل : Cadetblue


الخوف من الموت
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله القائل "كل نفس ذائقة الموت" والصلاة على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين ليخرج العباد من عبادة العباد والاموال والاولاد الى عبادة رب العباد وبعد:
اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اتمنى على كل اخ واخت يمر على هذه المشاركة أن يتوقف عندها قليلا وأن يمعن النظر فيها عل الله أن يقذف في قلبه الايمان والسكينة إنه على كل شيء قدير.
أخوتي الأحباب إن الخوف من الموت هو علة كل صحيح وهو قلق كل إنسان
والخوف من الموت هو أحد أهم العوامل التي تمهد الطريق للمرض النفسي
من حيث أنها فكرة خصبة جدا لتتحول إلى وسواس ينغص علينا حياتنا.
الأمر معروف إخوتي منذ قديم الأزل , ولكل جيل وعصر طريقة خاصة في التعامل مع الموت فمثلا في الرعيل الأول وخير القرون ألا وهو قرن الصحابة الكرام كان الخوف من الموت موجودا بلا شك لكنهم رضي الله عنهم استطاعوا ان يتعاملوا مع الامر بالطريقة الأنسب ذلك لأن الظروف والبيئة المحيطة بهم كانت تساعد كثيرا على ذلك , فلا ننسى أن الرسول الريم كان بين ظهرانيهم وقد تربوا على عينه تربية ايمانية مثالية وهو الذي غرس الايمان في صدورهم
فقد ضحوا بأغلى ما يملكون بل بكل ما يملكون في سبيل الله .
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم استمر الصحابة الكرام على نفس النهج وقد أثمرت جهود النبي صلى الله عليه وسلم واتت أكلها ونجحوا في بناء إمبراطورية إسلامية من فتات أو من لا شيء وذلك بفضل الله أولا ثم بفضل العزيمة والإيمان والتوكل الحقيقي , ولا شك في نهم خير القرون ونحد لا نستطيع بلوغ مد نصف أو ربع أحدهم ولكن بين أيدينا نفس المنهج والدين الذي نهلوا منه رضي الله عنهم
ولكن الفرق أنهم استطاعوا أن يطبقوه تطبيقا صحيحا عمليا , أما نحن فكالريشة في مهب الريح تتلاعب بنا هموم الدنيا وملذاتها وشهواتها , ونحن حريصون كل الحرص على متاع الدنيا الزائل بل ان الدنيا مغروسة في قلوبنا .
كيف تعامل الصحابة الكرام مع قضية الموت؟
أذكر مثلا لعلي رضي الله عنه عندما سأله عمر بن الخطاب كيف أصبحت فأجابه:
أصبحت أكره الحق , وأصلي بلا وضوء , ولي في الأرض ما ليس لله في السماء
أما أصبحت أكره الاحق وهي الشاهد هنا فتعني أنه أصبح يكره الموت والموت حق , والصلاة بلا وضوء هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ولعلي رضي الله عنه زوجة وأولاد وهذا ما ليس لله في السماوات.
والشاهد هنا أن للصحابة الكرام كان الخوف موجودا ولكن الفرق هو في كيفية التعامل مع الفكرة, فالصحابة الكرام قد تعاملوا مع الأمر بواقعية أكثر حيث أن ايمانهم الراسخ قد شكل سدا منيعا أمام الهواجس والمخاوف التي نحن بصددها
وذلك بأنهم امنوا أن الموت حق تذوقه كل نفس بشرية وامنوا بالحياة الاخرة ايمانا قويا لا تهزه الدنيا بأكلها , وقد أعدوا العدة فعلا للقاء الله وتعاملوا مع الدنيا على حقيقتها الفانية الزائلة ونظروا اليها نظرة المتعفف الزاهد الذي لا يريد منها شيئا
ولله ذر القائل :
إن لله عبادا فطنا... طقوا الدنيا وخافوا الفتن
نظروا فيها فلما علموا ....أنها ليست لحيي وطنا
جعلوها لجه.... وإتخذوا فيها صالح الأعمال سفنا
نعم أخي الحبيب , ان هذه الدنيا مهما طالت فهي قصيرة, ومهما عظمت فهي حقيرة, وان الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر , وإن العمر مهما طال فلا بد من دخول القبر. هذه هي الحقيقة المرة التي طالما غفلنا أو استغفلنا وشغلنا أنفسنا من التفكير فيها, من منا يحب الموت؟ ومن منا لا يخافه ؟لكن أعلم أخي الحبيب أن قدر الإنسان ورزقه بيد الله , فلا تشغل نفسك في ما لا تملكه
واسعى الى ما خلقت من أجله ألا وهو عبادة الله جل وعلا والاجتهاد في طاعته
واعلم أنك مهما تبلغ من أسباب للعلاج فالله أقوى من كل ذلك وهو قادر على أن يذهب همك وحزنك في لمح البصر ولكنك أخي غفلت مهمتك وتخليت عن سلاحك , ألا وهو الدعاء , أرجوك لا تقل لي أعرف ما تقوله ولكنه لم يفدني
ولكن خذ من كلامي ما ينفعك وما يشغل عقلك , فلو انشغلت أخي بطاعة الله وحبه لزالت همومك كلها ولصغرت الدنيا في عينك , ولاستحقرت شهواتها وملذاتها زمتاعها.
البرّلا يبلى والذنبُ لا يُنسى والديّانُ لا يموت إعمل ما شئت فكيف تدين تدان!


 

رد مع اقتباس