عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2013, 01:36 PM   #9
حياة الأمل
عضو نشط


الصورة الرمزية حياة الأمل
حياة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43811
 تاريخ التسجيل :  06 2013
 أخر زيارة : 27-04-2015 (08:39 PM)
 المشاركات : 141 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


في خضم المجتمع :

فكرت قبل كتابة هذه العبارة أن أكتب محلها "أنا والآخر"ولكنني ألفيت ضيقا عندما أجعل نفسي في الأولوية و لاأعرف ما سبب هذا الشعور .فقد جعلت نفسي في آخر الأولويات في حياتي .دائما أسعى الى رضى الآخر عني وتقبله لشخصيتي فتعددت التنازلات في حياتي واعتبرها بعضهم من قبيل الطيبة كما اعتبرها البعض الآخر من قبيل الضعف وانعدام الشخصية .على أنني حينما أبحث في جوانب شخصيتي والمحيط الذي ترعرعت فيه فقد ساهم بحظ وفيييييييييييييييييير في اكتساب هذه الشخصية. فقد كنت في طفولتي نظرا لأنني أعتمد جهاز المشي أثناء تنقلي داخل المنزل أو خارجه فقد حرمت مشاركة أترابي ألعابهم سواء كان أخوتي أو أترابي أو أبناء عمومتي لأن حركتي بطيئة وكذلك حرص جارتنا على رعايتي وخوفها الشديد من سقوطي فألفيتني أجلس على عتبة منزلنا وأشاهد أخي وهو يمتطي الدراجة وأختاي وهما تلعبان مع بنات الجيران لعبة الغميضة أو التخفي .وكنت أشاركهم بالهتاف أو باقتراح ألعاب ملائمة لحالتي والحمد لله لم يعوزذي ذكائي الحاد في استنباط ألعاب مسلية من قبيل لعبة اللخالات أو لعبة السبع حجار وغيرها
وكان زوج جارتنا يشتري لي بين الفينة والأخرى ألعابا الكترونية هي مثار أعجاب الجميع . ولكم أسعد والأطفال من حولي يقلبون بين أيديهم ألعابي وأجد في ذلك كل المتعة . وهكذا كنت في مرحلة طفولتي أسعى لتحقيق منزلة بين أترابي وما أروعها من طفولة حيث تتحقق الانسانية في أجمل صورة لها وتوحد المتعة بين الجميع ....يا الله ما أجمل براءة الطفولة .
وحينما اشتد عودي وارتسمت معالم الأنوثة على جسدي. بدأت أتبين التمييز في المعاملة من المحيط القريب ومن المحيط الخارجي .ولعل حادثة أثرت في نفسي بالغ التأثير ولازلت الى يومنا هذا أشعر بمرارتها .فلعلني بالبوح بها أتخلص مما كتمته في قلبي طول هذه الحقبة من الزمن .كنت مدعوة وأفراد أسرتي لحضور حفل زواج ابنة خالي .ومثل سائر المجتمعات التقليدية العربية المحافظة فكانت حفلات الزفاف تعد أفضل وسيلة لاختيار الزوجة من الأمهات لأبنائهم .وكانت كل أم تبرز ابنتها في أبهى حلة وأجمل صورة .وكذلك كان الشأن مع والدتي .وبناتها الثلاث فقد استعدت الى هذا الحفل قبل أشهر بشراء أجمل ملابس السهرة .وفي حسبانها أنني وأختي الكبرى سنفوز بأحد أبناء عمومتي لأن هذا الأمر متداول في أعراف أسرتي .وحل الليل وأشرقت الأنوار واذا ساحة المنزل تعج بالنسوة وهن يرفلن في أجمل الحلل كل واحدة منهن تتباهى بما لديها من زينة وحلي فكأنهن الأنجم في الليلة القمراء. وهن يترقبن نزول العروس وقد أحاطت بها الفتيات وبايديهن الشموع ووعاء الحنة .وحدث ولا حرج عن حال الفتيات وأنا معهن في تلك الغرفة وهن يتزاحمن على المرآة بين تمشيط وتجميل وتغيير وكل واحدة تستشير الأخرى عن مظهرها.وقد كنت مثار اعجابهن بشعري الكثيف الناعم ذاك كان سمة الجمال البارز لدي .وكن مغتبطات مني لهذا الأمر .ولاتسل عن شعوري حينئذ فقد أمسكت بالثريا ....وارتديت جهاز المشي ونزلت برفقتهن ....وسمعت همسات بعض النسوة وأنا أنزل الدرجات الأخيرة وأمامي بعض بنات خالتي :"ما شاء الله على ذلك الشعر الجميل ؟؟؟؟سبحان الله ما أجملها ....من تكون تلك الفتاة؟؟؟؟" ولاتسل عن فرحتي فان وزعت على الانسانية عامة لوسعتهم ...ورفعت رأسي لأتبين صاحبة هذا الاطراء وليتني ما رفعته فقد رأيت المرأة التي تجلس حذوها وهي تشير الى جهاز المشي قائلة:
"خسارة كل جمال فيه عيب ....مسكينة . ربي يشفيها ......"
وكلما مررت بين امرأة وأخرى لا أسمع الا ربي يشفيك ...واجتهدت أن أمنع الدموع التي اغرورقت بها عيناي .وعقيرتي ترتفع بالغناء والزغاريد حتى لاأسمع تلك العبارات المدمرة لنفسي ,ثم استأذنت من العروس وقفلت راجعة الى منزل جارتنا لأنني كنت أروم الوحدة فأنا في أمس الحاجة اليها.....وبعد أن أوصدت باب الغرفة هرعت الى المرآة ومكثت أتأمل صورتي وضحكت كثيرا وبكيت كثيرا أيضا لأن حلم الأمومة سأحرم منه .....


 

رد مع اقتباس