عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2013, 09:55 AM   #4
حياة الأمل
عضو نشط


الصورة الرمزية حياة الأمل
حياة الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43811
 تاريخ التسجيل :  06 2013
 أخر زيارة : 27-04-2015 (08:39 PM)
 المشاركات : 141 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ما أروع أن يشعر الانسان بمعية الله00``00`

لازلت أذكر ذلك اليوم الذي قررت فيه جارتنا أن تنتقل للاقامة بمنزل راق قريب من المدرسة التي أزاول فيها المرحلة الابتدائية. فقد ذهبت برفقتها وزوجها وابنتيها للسهر بمنزل أسرتي .وكنت وابنتيها واخوتي نمرح في الغرفة المجاورة لقاعة الجلوس .فجأة سبحان الله سعرت بالسأم من اللهو فاتجهت لقاعة الجلوس وسمعت خبرا نزل علي نزول الصاعقة اذ كنت قبل أسبوع أستعد مع جارتنا في جمع الأثاث وأنها قد خصصت لي غرفة بالمنزل الذي ستنتقل اليه فقد أعلن لهما والدي رفضه انتقالي معهما وضرورة عودتي للحياة مع أسرتي .وهرعت الى الحديقة وبكيت مدرارا ليس من الخبر فحسب ولكن من اذعان جارتنا وزوجها الى طلب والدي .وفي تلك الليلة شهدت موت أحب الناس الى قلبي بقلبي .
وددت في تلك اللحظة لو كان بوسعي أن أصرخ وأذكر لأبي :
"أنا أحب العيش معهما ....لا أحب المكوث معكم"
ولكن كنت عاجزة حتى عن التعبير عن مشاعري .ومنذ تلك الليلة حرمت اكسير حياتي وهو عبارة ابنتي. اذ اصبحت جارتنا تعرفني أمام صديقاتها على أنني ابنة جارتها وتقرب ابنتيها اليها وتقول :
"هاتان قرة عيني"
وكنت أرسم ابتسامة السعادة على وجهي بل وأقبل ابنتيها وقلبي يتفطر ألما فقد علمتني الحياة الا ابدي حزني وضعفي لاي انسان. وانتقت مهجة روحي وأسرتها الى منزلها وكان بعيدا عن منزلنا ,وبانتقالها ابتدأت تجربة جديدة في حياتي أطلقت عليها "وانا في ذلك العمر "مرحلة الممنوع"
ففي منزلنا وقد كنت واسطة العقد بين ثمانية من الاخوة وطفل معوق آخر اضافة الي ولم أنشأ معهم فلم أجد لي منزلة بينهم .وتعددت الاآت التي كانت تفرضها والدتي علي تخلصا من اصراري والحاحي .وألفيتني لاأستطيع مشاركة اخوتي مرحهم واهتماماتهم لانني لم أنشأمعهم .ولم يكن والداي يعلمان ان المعوقة لها رعاية خاصة .فلم يكن بوسعهما العناية بي مع وفرة أفراد الأسرة وموارد رزقها محدودة. ورحمة ربي التي وسعت كل شيء خففت هذا الحمل الثقيل على أمي فتوفي أخي المعوق ولما يتجاوز الثانية من عمره .وقد بكيت اثر موته لانه كان جليسي طيلة اقامتي عند أسرتي فقد كنت أمازحه وهو يضحك الا أنه عاجز عن الحركة والكلام لكنه والله العظيم لصفاء سريرته كان مطلعا على أحاسيسي .ويرتسم العبوس على وجهه حينما كنت أتألم من الشوق الى جارتنا وكانت والدتي ترفض زيارتي لها .
وانتهت الاجازة الصيفية وحلت العودة المدرسية.واقبلت جارتنا للزيارة واقترحت على والدتي أن أقيم بمنزلها لقربه من المدرسة حتى ترفع عن كاهلي مشقة امتطاء وسائل النقل
وكانت المفاجأة السارة حينما طلبت مني والدتي أن أجمع ثيابي للاقامة مع جارتنا وأضاف والدي أن أعود الى منزلنا في الاجازة.فحدث ولا حرج عن سعادتي....أخيرا سأعود الى مرفا الأمان الى نعيم الجنة ....أخيرا سأكرع من نبع الحنان الى الثمالة....هذه هي مشاعري في تلك العمر...وجمعت ثيابي على عجل حتى أنني نسيت تقبيل أبوي وتوديع اخوتي من فرط سعادتي فأنبني والدي قائلا:
"هذا ما كنت أخشاه فقد نسيت الفتاة أسرتها....نحن أسرتك ومستقرك معنا"
وددت لو قلت له ان كنت تعتبرني من أسرتك من المحبذ أن تذكر "ابنتي" وليس الفتاة فانا بالنسبة اليك الفتاة فحسب .وغادرت منزلنا كما يغادر العصفور قفصه الذهبي .فقد كنت أقيم مع أسرتي كفرد منها وليس كابنة ولا أخت.


 

رد مع اقتباس