الموضوع: الدنيا دوارة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-2018, 04:26 AM   #1
المسلاتى
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية المسلاتى
المسلاتى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46734
 تاريخ التسجيل :  04 2014
 أخر زيارة : 19-02-2022 (09:06 PM)
 المشاركات : 1,381 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
الدنيا دوارة!



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم


«الدنيا دوارة» يصبح فيها الصغير كبيرًا والكبير صغيرًا، ويكون الفقير فيها غنياً والغني فقيرًا. إلا أن حقيقة «الدنيا دوارة» لا يدركها الحمقى والمستكبرون، وأصحاب الرؤى الضيقة الذين يغرهم الجزء الظاهر والبسيط من المشهد الذي يرونه ولا يدركون امتداده واتصاله بمشاهد أخرى مستقبلية، ستنقلب عليهم دون استطاعتهم تجنب آثارها. ولو أدرك هذه الحقيقة كل مسئول لعرف أن المنصب لو دام لغيره لما وصل إليه، ولتغير الحال ولسَخر نفسه ووقته لخدمة الناس.

«الدنيا دوارة» فما تعمله للآخرين تجده أمامك ولو بعد حين. ولنذكر قصة ذلك التاجر الأمين العفيف الذي حينما كبر سنه أراد تفويض تجارته لابنه من بعده، وأوصى ابنه بجملة من النصائح والتي كان منها «احفظ أعراض الناس ليُحفظ عرض أختك

«الدنيا دوارة» فآباؤنا وأجدادنا كانوا يعملون في فلسطين والهند والحبشة وغيرها. ويذكر أحدهم أنه قد عمل مع أبيه في أثيوبيا قبل 60 سنة ليدور الزمان عليه، وتعمل عنده خادمة إثيوبية وحينما سألها عن قريتها، والعمل الذي كان يعمله أبوها في السابق ذكرت له أن أباها كان ثريا وسيدا لقريته، لدرجة أنه كان يغطي الخيول بالذهب ففاجأها حينما ذكر لها أنه كان يقوم هو ووالده برعاية خيول أبيها، وإلباسها الذهب في يوم عيد القرية.

رجل حمل أباه في سلة، ووضعه في إحدى الغابات وبعد فترة رأى ولده يحمل سلة ويدور حوله فسأله ماذا تفعل؟ فأجاب الابن، سوف أحملك فيها لأرميك في الغابة كما فعلت بأبيك.

ورجل كان تاجرا ثريا قبل عقدين من الزمان ليسوء حاله ويفتقر، لدرجة أنه يذهب لأحد مكاتب الضمان الاجتماعي ليحصل على ما يسد رمقه وأسرته، وأمثال هذا الرجل كثير من ضحايا الأسهم وشركات توظيف الأموال الذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى فقراء ومحتاجين، بعد أن كانت أرصدة بعضهم تقدر بالملايين.
«الدنيا دوارة». كلما تقدمنا في السن وتأملنا في تجارب الحياة رأينا تطبيقات هذه المقولة. وتحكي إحدى قريباتي أنه كان لها ولد يتيم طلبت من عمه أن يشتري له منديلاً للمدرسة، فرد عليها ساخرا «كأنه بيدرسني السنة الجاية» لتمر السنون ويتخرج هذا الولد معلماً ويدرس عمه في إحدى المدارس الليلية.

«الدنيا دوارة» فما تعمله للآخرين تجده أمامك ولو بعد حين. ولنذكر قصة ذلك التاجر الأمين العفيف الذي حينما كبر سنه أراد تفويض تجارته لابنه من بعده، وأوصى ابنه بجملة من النصائح والتي كان منها «احفظ أعراض الناس ليُحفظ عرض أختك». وأثناء تنقلاته للتجارة غفل عن هذه النصيحة، فقام بتقبيل فتاة دون إرادتها، ولكن سرعان ما استغفر وندم. وفي نفس الوقت جاء السقاء (الذي يزود المنازل بالماء) الذي على الرغم من أنه كان صالحاً إلا أنه قام بتقبيل أخت الولد دون إرادتها بمرأى من أبيها، وحينما رجع الولد استحلفه والده عما فعله من ذنب فذكر له القصة مع ندمه واستغفر، وقال له والده العبارة المشهورة «دقة بدقة ولو زدت لزاد السقاء».

بقي أن نذكر أن السنن الكبرى والقيم والمبادئ هي المهيمنة على فكرة أن الدنيا دوارة، وشواهد ذلك كثيرة في القرآن الكريم المليء بهذه المعاني: (وتلك الأيام نداولها بين الناس) (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)، «سنستدرجهم من حيث لا يعلمون» والعاقبة للمتقين

المصدر اليوم بتصرف








تدور بك الايام ومعها امك الارض تنادى
Da7fblpXUAAsW5D.jpg
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة المسلاتى ; 17-04-2018 الساعة 04:32 AM

رد مع اقتباس